الأربعاء 27 نوفمبر 2024

الثلاثه يحبونها

انت في الصفحة 16 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز

بسعادة وهي قائلة
بجد يا مراد..بجد هتعمل كدة
قائلا بإبتسامة
بجد ياشوشو..
ليخرجها من محيط ذراعيه قائلا بخبث
ويمكن لو عجبتنى القعدة ..أقضى يومين معاكى كمان.
إتسعت عيناها من الفرحة لتصفق بجذل ثم.. 
إزداد إحمرار وجنتيها لتزداد جمالا فى عينيه وهي تقول بإرتباك
أنا ...أنا...
رفع هامسا أمامها قائلا
إنتى تتاكلى أكل ياشروق.
هكون بأعمل إيه بس..ما أنا قلتلك..رايح أكلك ياشوشو.
إحمر وجهها خجلا لتقول بإرتباك خجول
طب إستنى لما ألم السفرة وأعملك القهوة.
جعان أوى يا شروق.
ليدلف إلى الحجرة ويغلق بابها بقدمه وعلى وجهه إرتسمت ملامح جديدة دون أن يدرى..لم يدركها وإنما رأتها شروق بكل وضوح..فهي ملامح لا يراها سوى قلب أحب بصدق... ملامح عاشق.
الفصل التاسع.
إقتربت رحمة من حجرة الصغير وكادت أن تدلف إليها لولا أن إستمعت لصوت يحيي وهو يداعب هاشم بحنو..لتقف على عتبة الباب المفتوح وتراه مانحا إياها ظهره يمرغ وجهه فى عنق هاشم فتتعالى ضحكات هاشم..وتبتسم رحمة بدورها رغما عنها وعيناها تتقابلان مع عينا الصغير الذى أشار لها مرحبا قائلا
را ..را.
تجمدت الإبتسامة على شفتيها وهي ترى يحيي يلتفت إليها وتتواجه عيناه العسليتان مع رماديتيها..لتبتلع رحمة ريقها بصعوبة وهي تراه يرفع حاجبه الأيسر متسائلا ربما عن سبب وقوفها بجوار الباب وعدم دلوفها اإلى الحجرة..تقدمت بإتجاهه بخطوات مترددة قائلة
صباح الخير.
تأمل فستانها البسيط الذى منحها مظهر برئ.. كفتاة صغيرة فى السادسة عشرة من عمرها..ليعود إلى عينيها قائلا بإعجاب ظهر فى عينيه ونبرات صوته المرحبة بها رغما عنه
صباح النور.
مدت يدها تلامس يد الصغير الذى مد يده إليها لتقول بخفوت
تسمحلى
ناولها يحيي الصبي الذى إبتسم على الفور لها ..ليستقر بين ذراعيها..تلامست يديها مع يدي يحيي الذى نظر إليها بإرتباك..فأبعدت يدها بهدوء يخالف دقات قلبها المتسارعة..أفاقت على صوت هاشم يقول
لها وهو ېلمس قسمات وجهها
را..را.
إبتسمت بحنو ليقول يحيي بهدوء
ده الإسم اللى كان بينادى بيه مامته الله يرحمها..أكيد حس إن فيكى حاجة منها.
تأملت رحمة وجه الصغير بحزن وهي تقول
الله يرحمها..راوية مفيش حد زيها.
قال يحيي ببرود 
فى دى معاكى حق..بس إنتى فهمتينى غلط على فكرة..أنا قلت فيكى حاجة واحدة منها..يمكن ملامحها..لكن طبعها فمخدتيش منه حاجة أبدا.
تجاهلت رحمة تعليقه التى تدرك أنه ذم مباشر لها..وهي تقول للصبي الذى لمس وجهها مجددا
تعرف ياهاشم..ماما كانت بتحبك أوى..وأنا هفضل معاك واحدة بواحدة ..هشوفك بتكبر أدام عينية وهحكيلك بإذن الله كل حاجة عن مامى..هعرفك تفاصيل حياتها..ما هو لازم تعرفها عشان لما تكبر تدعيلها بالرحمة.
قال يحيي بسخرية
ده معناه إنك هتنفذى وصية راوية.
نظرت إلى عيونه مباشرة وهي تقول فى برود
أنا مستعدة أعمل أي حاجة عشان خاطر هاشم..حتى لو الحاجة دى هي الجواز منك يا يحيي.
إتسعت إبتسامة يحيي الساخرة وهو يقول
لا والله كتر خيرك بجد..مش عارفين نشكر أفضالك علينا..بتضحى أنا عارف.
.. 
سمعت بشرى طرقات على باب حجرتها لتزفر بملل ثم تقول
إتفضل.
دلفت سيدة فى العقد الخامس من عمرها تبدو الطيبة على ملامحها تحمل صينية وضع عليها طعاما لتنزل الصينية على الطاولة القريبة منها وهي تبتسم فى وجه بشرى
التى رسمت إبتسامة مزيفة على شفتيها وتلك السيدة تقترب منها وتجلس على السرير بجوارها قائلة فى طيبة
إزيك يابنتى دلوقتى..بقيتى أحسن.
أومأت بشرى برأسها قائلة 
الحمد لله ياست آمال..جو الريف جميل أوى وفعلا حاسانى من يوم ما جيت هنا.. إتحسنت كتير .
ربتت السيدة آمال على يد بشرى قائلة 
ولسة كمان لما تاكلى أكلنا..وتقعدى معانا أكتر هتتحسنى يابنتى..ده انتى كنتى جاية وشك أصفر ..لون اللمونة بالظبط..الحمد لله.. الدموية ردت فى وشك وبقيتى زي الفل.
كادت بشرى أن تصرخ من كثرة كلام تلك السيدة..تقول فى نفسها ..يالها من سيدة ثرثارة.. كيف أصمتها
عقدت بشرى حاجبيها قائلة
كشفت
أومأت آمال برأسها قائلة
أيوة ..فى البندر عند الدكتورة..لتكونى حبلى.
جزت بشرى على أسنانها وتمالكت أعصابها وهي تقول
ايوة كشفت ومفيش حاجة من الكلام ده خالص..هم شوية برد وأنيميا وبالعلاج هبقى تمام..وبعدين أنا مش قلتلكم ان مراد مأجل موضوع الخلفة ده شوية.
قالت آمال بإستنكار 
وليه بس يأجله..مش يفرح بضناه وهو فى عز شبابه ولا هيستنى لما يكبر وإنتى تكبرى ويبقى خطړ عليكى الخلفة..ساعتها بقى هيفكر يجيب عيال
كادت بشرى أن ټقتل تلك السيدة ولكنها تمالكت أعصابها وهي تقول 
لما هروح البيت هكلمه فى الموضوع ده ياست آمال.
إبتسمت آمال قائلة
أيوة كدة يابنتى..أوعى تسيبيه عايش كدة بالطول والعرض..ويسافر ويسيبك كل شوية..إسمعى كلامى يابنتى. من غير ما تربطيه بالعيال بيبقى جوزك مش جوزك..الراجل من دول لو مربطتوش مراته بحتة عيل..بيبقى سهل على أي حرمة تخطفه ..ويضيع منها وتبكى بدل الدموع ډم.
لم تجيبها بشرى وهي تفكر فى كلام السيدة آمال..لتغادر آمال بهدوء بينما كانت بشرى شاردة فى كلماتها التى ذرعت بذور القلق فى قلبها..ترى هل من الممكن أن تخسر مراد من أجل الأطفال..هل من الممكن أن يتركها من أجل عدم إنجابها..فربما عاد عدم إهتمامه
بها لإنه ادرك أنها أرض بور لا يمكنها أن تمنحه طفلا..وريثا له..حتى أنه لم يهتم برحيلها ولم يحادثها ولو لمرة واحدة طوال وجودها فى هذا المكان..لترفض هذا الإحتمال فهي تدرك أنه يحب تلك الفتاة
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 63 صفحات