السبت 30 نوفمبر 2024

رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف

انت في الصفحة 18 من 182 صفحات

موقع أيام نيوز


ابنتها نظرة ڠضب متحدثة باندهاش
انتي اټجننتي يا بت إنتي ولا جرى لمخك حاجة !
عايزاه يرجع لها إزاي إنتي ناسية هي عملت فيه ايه اللي تبيع مره تبيع ألف مرة ودي ما باعتش بس دي باعت وډمرت وهزمت اخوكي وسابته في عز شدته وكملت عليه
واسترسلت متسائلة باستنكار 
وبعدين إنتي مالك اصلا يرجع لها ولا ما يرجعلهاش
تدخلي في اللي ما لكيش فيه هو بيجي يتدخل في حياتك وفي خصوصياتك وفي ولادك مالك انتي وماله 

هتستفادي ايه يعني من الموضوع ده كله وعماله تحاربي علشانه وانا كل ده وساكته لك لكن لحد هنا واستوب يا هيام انا اللي هقف لك بعد كده .
استشاطت هيام ڠضبا وقامت من مكانها پغضب قائلة
بقى كده يا ماما بتسمي خۏفي على اخويا وعلى مصلحته واني عايزه ارجع له بيته ومراته تدخل في اللي ما ليش فيه
واني عايزه مصلحة من وراه هتكون يعني ايه المصلحة اللي هستفادها من نهال شكرا قوي يا امي 
ولم تنتظر رد والدتها واخذت حقيبتها وفرت من امامهم بعد ان جلدوها
ثم نظرت عبير الى ابنها وهي تربت على ظهره مردده
معلش يا حبيبي مهما كان دي اختك الكبيره والوحيده استحملها علشان خاطر امك وانا ما سكتلهاش اهو
بس بالله عليك يا مالك اوعوا يا ابني الدنيا والزمن يفرقوكم في يوم من الايام انا عشت طول عمري اكلكم من طبق واحد وما فرقتش بينكم ابدا 
ومش عايزه الدنيا تفرقكم عن بعض
كده احس ان تعب السنين راح هدر واني ما أديتش الرساله كما ينبغي ان يكون وهحس ان والدك مش مرتاح في تربته بسبب فرقتكم عن بعض يا ابني
طمأنها مالك وهو يحتضنها
يا حبيبتي يا امي ما تقلقيش ولا
تحطي في بالك انتي عارفه ان انا بطلع بطلع وبنزل على ما فيش 
وان انا بحب اخواتي جدا اكتر من نفسي وما تقلقيش عمري ما هفكر افترق عنهم ابدا في يوم من الايام
ودايما هعود نفسي اتحمل معاهم غلطاتهم واجي على نفسي علشان خاطر زعلك يا ست الكل .
لا يا حبيب قلبي اوعى تيجي على نفسك ابدا علشان خاطر اي حد
كل اللي بطلبه منك ما تتفرقوش يعني عاقب وخاصم بس ما تزيدش في العقاپ والخصام علشان البعيد عن العين بعيد عن القلب ربنا يحفظكم لبعض يا ولاد عمري .
قالتها ام مالك بنصح وحنين لولدها الغالي .
واكملوا حديثهم ومالك يحاول ان يروي عن قلب والدته وينسيها ما حدث حتى لا تحزن
احيانا نضطر ان نتنازل بعض الشيء حتى لا نحزن اغلى المقربين لقلوبنا لانهم هم نفسهم تنازلوا الكثير من اجلنا اجل فلتنازل قليلا كي نعبر بسلام حروب الحياه
في منزل باهر الجمال مساء وبالتحديد في شقه زاهر
يجلس زاهر ممسكا بكوب من القهوة في يد وفي اليد الاخرى سېجاره المفضل منتظرا زوجته هند التي تحمم بناتها وتجعلهم يستعدوا للنوم 
وممسكا بهاتفه يتصفح من خلاله الأكونت الخاص به الى ان تاتي وبعد نصف ساعه دخلت هند بمنظرها المزري وشعرها الأشعث كعادتها 
نظر اليها زاهر بضيق متحدثا بتهكم 
هي قرون الاستشعار دي هتنزل امتى يا ست هند

مش هتبطلي بقى بهدله في شكلك وتهتمي بنفسك
كذا مره نبهتك على الحوار ده وأنتي ولا إنتي هنا !
واسترسل بسخرية
زي برده المنظر المقزز بتاع البيت اللي كل يوم ادخل الشقه والاقيها مبهدله ومش نظيفه وريحتها وحشه بالمنظر ده مش هتعدلي بقى .
تاففت هند بضيق واجابته بلا مبالاه
انت مش هتبطل بقى اسلوبك ده في الكلام معايا وتركز في كل حاجه حواليك هو احنا بنشوفك امتي اصلا انا والبنات غير الساعتين بتوع بالليل 
واسترسلت بسخرية
ما بتشوفش اخوك باهر اللي كل يوم ما يرضاش ياكل لقمه ولا يتغدى بره بعيد عن مرات واولاده ولا احنا بنشوكك ومش قد المقام يا استاذ زاهر .
ضحك بسخريه على حديثها وردد قائلا
انتي تيجي ايه في ريم مرات باهر له حق طبعا يجي طاير يتغدى معاها ومع اولاده ست شاطره ونظيفه ومهتمه ببيتها وبولادها 
بالرغم من ان ليها مهنة بتاخد من وقتها كتير
اما إنتي ولا وراكي اي حاجه مهمله في نفسك وفي بيتك وفي بناتك وحذرتك بدل المره مېت مره
وخلاص انا
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 182 صفحات