السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ليلي كاملة

انت في الصفحة 11 من 114 صفحات

موقع أيام نيوز


يا ماما 
يا بنتي حماتك ..
انتفضت من محلها و هي تفتح كلتا عينيها بدهشة قائلة
و دي اية اللي جابها دي
نعم .. يعني اية اية اللي جابها 
حمحمت و هي تقول بتذكر
اه أفتكرت .. صحيح هي قالت أنها هتيجي بكرة تزورك علشان عرفت انك تعبانة.. ماما هي ما قلتلكيش علي حاجة !
قطبت والدتها حاجبيها و قالت بتساؤل
حاجة اية 

خلاص يا ماما مفيش
طيب انتي مالك عنيكي منفوخة كأنك كنتي بټعيطي كدة ليه 
لا لا مكنتش بعيط و لا حاجة .. بس عنيا فيها فيروس مش أكتر !
فيروس!! .. بقيتي تعرفي تكدبي عليا يا فاطمة .. علي العموم مش وقته يلا عشان متتأخريش عليها
نهضت فاطمة و قلبها يدق پخوف من أن تقول زهرة لوالدتها شيء بخصوص انفصالها هى و أحمد 
خرجت من غرفتها و قد قابلت في طريقها نور التي ابتسمت لها بدورها و قالت
مالك يا طمطم .. شكلك مضايق في حاجة 
لا مفيش يا نور .. أنتي رايحة فين بدري كدة !
مشوار كدة .. 
مش عايزة تقولي طبعا .. هتلاقيكي ريحاة أنتي و السنيورة ليلي
مفيش داعي أن احنا نتخانق دلوقتي يا فاطمة .. يلا باي !!
هكذا أنهت نور حديثها مع شقيقتها لانها تعلم جيدا أنها إن أطالت معها فسينقلب الحوار إلي مشاجرة كبيرة
هبطت فاطمة لتجد والدتها جالسة مع زهرة و يبدو عليها علامات الإنزعاج .. دعت بداخلها ألا تكون زهرة أخبرتها شيء مما حدث البارحة
أقتربت منهما و هي تقول بابتسامة مهزوزة 
صباح الخير
صباح النور يا حبيبتي
قالتها زهرة بابتسامة نقية تدل علي أنها آتية لإصلاح ما حدث البارحة كادت مرڤت أن تتحدث و لكن زهرة سبقتها قائلة
اقعدي بقا يا حبيبتي و أحكيلي اية اللي حصل 
جلست فاطمة بتوتر و قالت
مفيش حاجة حصلت يا طنط !!
متلفيش و تدوري يا فاطمة .. أنتي أتخانقتي أنتي و أحمد أمبارح و قلعتوا
الدبل ليه 
قالتها والدتها بلهجة صارمة لتخفض فاطمة عينيها نحو كفها و تنظر نحو أصبعها المتوج بخاتمه الخاص و قالت و هي ترفع كفها
أحنا مقلعناش دبل يا ماما و لا حاجة دي خناقة عادية يعني !!
لا .. بس أحمد قالي غير كدة .. دة قالي أن هو قلع الدبلة و ادهالك بعد ما أنتي طلبتي تأجيل الفرح لو فيه حاجة مضايقاكي منه قوليلي و أنا هقعد اتكلم معاه و نصلح الامور !!
قالتها زهرة في محاولة لاستكشاف اسباب فاطمة لترد قائلة
يا طنط مفيش مشكلة و لا حاجة انا حكيت لأحمد أسبابي و هو مفهمنيش !!
يا ريت بقي يا فاطمة هانم تفهمينا أية اسبابك !
جلست علي الكرسي الخاص بمكتبها و هي مرجعة رأسها للخلف بتعب .. فقد قام بعملية متعبة للغاية أستمرت لمدة خمس ساعات ..
تذكرت مظهر الرجل الذي ذكرها بأبيها رحمه الله أدمعت عينيها و قد عاد الماضي ليطارد أفكارها مرة أخري
منذ خمسة عشر عام 
اليوم قد مر ثلاث أعوام علي وجودها بألمانيا و اليوم أيضا هو اليوم الأول لها بجامعتها .. ابتسمت بفرحة فقد حققت حلمها و بدأت طريق جديد تتبعه أحلام أكثر
هبطت من منزلها و سارت بشوارع ألمانيا.. فرغم أنها ابنة رجل الأعمال المشهور زين سويلم إلا أن نصائح والدها دائما لها هي ان تعتمد علي حالها و ليس علي ثروته و أن تشعر بمعاناة الآخرين فليس لأنها تدرس بألمانيا فهذا يعني أن تتعالي علي الخلق و احاديث كثيرة من هذا القبيل قد حفظتها 
و بالتالي فليس كما يتخيل البعض أنها مدللة ابيها التي تمتلك سيارة بسائق خاص بها ..
وقفت أمام المحطة الخاص بالحافلات .. لم تمر دقيقتين حتي استقلت الحافلة و جلست 
بعدها بدقائق وجدت رجل يبدو أنه في الثلاثين من عمره طويل البنية عريض المنكبين .. عيناه عسليتان 
جلس بجانبها ظلت هي تنظر له ليس إعجابا به بل لأنها تشعر أنه عربي مثلها
ترددت كثيرا قبل أن تنطق قائلة
Bitte bist du ein Araber? لو سمحت هل أنت عربي ! 
ايوة
قالها و نظر إلي الاوراق التي كانت في يده مرة أخري بعجرفة رفعت حاجبها بدهشة و قالت
آسفة لو ضايقتك .. بس كان مجرد سؤال !!
تنهد بضيق و قال
مضيقتنيش و لا حاجة بس ممكن بلاش تتكلمي معايا دلوقتي لأني
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 114 صفحات