رواية اهابه الجزء الأول
رواية اهابه الجزء الأول
بالحب أول مرة يخفق قلبها لأحد ولكن هو أين وهي أين فقد رأت هيئة أبيه وهي أين أبيها لتقول لنفسها بحسرة
أيوا ياختي فوقي كدا لنفسك وبطلي تبصي لفوق أنت أبوك مرمي في السچن
أخرجها من شرودها صوت مهاب وهو يقول
سجي يلا علشان هنمر علي كذا مريض
فاقت من شرودها وهي تقول بنبرة حزينة فشلت أن تدريها
ها حاضر حاضر تحت أمرك يا دكتور
مالك يا سجي في حاجة ولا إيه!
أشاحت بوجهها وهي تحاول الهروب من أمامه و تقول
مفيش عن أذنك هستني حضرتك برا كادت أن تخرج ولكن كانت يد مهاب هي الاسرع وهو يغلق الباب ويستند بذراعيه عليه لتصبح هي حبيسة يديه
قالت بصوت مهزوز
دد دكتور من ف فضلك أبعد ميصحش كدا
قال بأصرار
أرتجفت أوصلها بشدة وهي تتمعن بملامح وجهه الوسيم وخفق قلبها الذي أعلن التمرد عندما وصله رائحة عطره الممزوج بعبقه وانسابت تلك الدمعة الخائڼة علي وجنتيها ليمد هو أنامله ويمسها بحنان وهو يقول
مالك يا سجي في حاجة مدايقك أحكي لي يمكن أقدر أساعدك
لمسة يده جعلتها كمن صعقته الكهرباء فقد انتفضت وأبعدته برفق وهي تقول بلطف محاولة تغير مسار الموضوع
البنت اللي كانت مع والدك دي مالها أنا سألت كذا حد بس قالوا أنها أغمي عليها في الجامعة
ثم استطردت بشك
بس انا لمحتها لما كان والدك شايلها شكلها حد معتدي عليها وكمان أخوك كان شكله تعبانهما فيهم إيه بالظبط
رد بتلعثم وأرتباك
مفيش هي زي ما قالوا ليك كدا أغمي عليا وجابوها هنا
ضايقت عينيها بفضول وهي تقول
رد بنفاذ صبر
أيوا يا ستي ولو خلصتي أسئلة ياريت تمشي قصادي عشان نمر علي المرضى
عامل إيه يا عم سعيد النهاردة قالها مهاب بوجه بشوش وهو يعاين إحدي المړضي وكانت هي تقف بجواره وتدون كل ما تراه في دفترها
رد سعيد
الحمد لله يا مهاب بس زعلان منك
أبتسم له مهاب بود وهو يقول
ليه بس يا عم سعيد ده أنا مقدرش علي زعلك نهائي
بقي يا واد أنت بقالك شهور مش بتسأل عليا ياخسارة تربتي فيك
تعجبت سجي من حديث ذلك المړيض حتي انها قامت بلكز مهاب وقالت بخفوت
دكتور هو إيه اللي بيقوله ده!! هو أحنا مش كنا هنا أمبارح
رد عليها بنفس الخفوت
هفهمك بعدين
أوماءت له وصمتت وهي تشاهد ما يحدث
حقك عليا يا عم سعيد مش هتتكرر تاني قالها مهاب لذلك المړيض وهو يداون له العلاج المناسب لحالته
وانت ياختي ياللي بتوشوشيه مالك كدا شكلك زعلانة ليه! قولي لي هو الواد ده زعلك
قطبت جبينها في دهشة وسرعان ما قالت تجاريه في الحديث
لا لا مش مزعلني خالص متقلقش أنت بس يا عمي سعيد كل تمام
قال سعيد بتصميم
لا شكله مزعلك ثم تتطلع الي مهاب مسترسلا بأمر
يلا بوس راس مراتك يا ولد وعلي الله القيك مزعلها تاني
كبت مهاب ضحكته في حين قالت هي سريعا بتوجس
لا لا لا يا عم سعيد أنا والله ما زعلانة نهائي
أستطرد مهاب بمكر
لا شكلك زعلانة تعالي لما أبوس دماغك قالها وهو يقترب خطوتين لتبتعد هي وتقول بتمتمة
يا ليلة سودا قال يبوس دماغي قال وإيه مراته دي كمان
قال مهاب وقد أستغل الموقف لصالحه
تعالي يا مراتي يا حبيبتي بتبعدي ليه بس
كانت تبحلق بعينيها محذرة إياه بنظراتها الغاضبة وهي تقول من بين أسنانها
خلاص يا زوجي العزيز انا قولت أني مش زعلانة ثم أكملت بخفوت
أنت هتستهبل علي الله تقرب أكتر من كدا
رد سعيد المبتسم وهو يقول بمشاكسة
خلاص يا واد يا مهاب انت ما صدقت ولا ايه
تنفست هي الصعداء عندما وجدته ينصاع لذلك المړيض الذي يبدو أنه فاقد للذكرة
مهاب وهو ينظر لسجي بمكر
ليه بس كدا يا عم سعيد ثم أستطرد بجدية
علي العموم ماشي يا سيدي لازم بقي تأخد العلاج ده ثم ناوله تلك الحبوب وكوب الماء الموضوع علي الطاولة التي بجانب الفراشوأسترسل
ونام شوية وأنا هبقي أعدي عليك
أنصاع سعيد له وكأنه طفل صغير يسمع من والده
هو في إيه بالظبط ممكن تفهمني قالتها سجي عندما خرجا من غرفة ذلك المړيض
وضع يديه في جيوب معطفه الطبي الناصع البياض وهو يقول بتأثير
ياستي عم سعيد ده ولاده جابوه المستشفى هنا وبعد كدا معرفناش نوصل لحد منهم بمعني أصح رموا أبوهم وهربوا وهو طبعا عرف انهم عملوا معاه كدا لما محدش فيهم بقي يسأل عليه فحصل عنده أكتئاب وتحول الي فقدان للذكرة وانا أتوليت مسئولته علشان كدا تلاقي بيحبني وانا الصراحة مش بحب أزعله وبحب انفذ كل اللي يقولي
عليه قال كلمته الاخير وهو يغمزها
ولكنها كانت في وادي أخر حتي انها أنهمرت دموعها كالشلالات علي وجنتيها وزادت حتي أضحت شهقات تفطر القلب
اقترب منها خطوتين وهو يقول بقلق
إيه ده مالك يا سجي بټعيطي ليه!
ردت من بين بكاءها المرير
ناس بترمي أبوها وناس بتتمني حضڼ أبوها قالت كلمتها وهي تركض من أمامه هاربة من أسئلة تعرف تماما أن الأيجابة عليها سوف تكون الأصعب
___
في منطقه شعبية في احدى الحواري التي تتكدس بالطبقة الفقيرة وبالتحديد في شقة متهالكة يطرق الباب فيقوم محمد ذلك الاب مريض القلب الذي كان القلق ينهش بقلبه عندما أخبرته زوجته ان سلمى ابنته مريضه و انها سوف تذهب لكي تاتي بها هي وصديقتها سمر
ايوه جاي حاضر حاضر قالها محمد بلهفة قلقة
ثم اقترب من الباب وفاتحه ليرى زوجته وصديقة ابنته يسندان وحيدته التي يظهر على ملامح وجهها الاعياء الشديد بل القهر والاسى الذي حاولت سلمى ان تكمنه بشبه ابتسامة
قال وجلسوا على ذلك الصالون المتهالك
في حين قالت سلمى بمزاح يحجب خلفه مرارة لاذعة
مافيش حاجة يا بابا انت عارف اني فرفوره وبدوخ من اقل حاجة
رد پتعنيف ابوي محبب
علشان قولتلك قبل ما تنزلي تاكلي أي لقمة وانت دماغك ناشف
خلاص بقى يا ابو سلمى المهم ان البنت بخير وكمان في خبر حلو قوي بخصوصها قالتها ام سلمى والفرح يتقافز من وجهها
خبر ايه ده يا
ام سلمى!!! ما تقولي على طول قالها محمد مستفهما سبب فرحة زوجته ردت الام بحماس وفرحة
سلمى جايلها عريس بس ايه حاجه كده علوي على الاخر
عريس مين ده يا ام سلمى ما تتكلمي على طول قالها محمد بنفاذ صبر
ادمعت عينيها وشعرت بالتقزز من مجرد ذكر والدتها لياسين فكيف لها ان تتزوجه وتقبع معه في منزل واحد انتفضت وهي تستاذن وتقول انا هدخل اخد دش وارتاح شوية
رمقتها سمر التي تريد معرفة الحقيقة وهي تقول بنظرة ذات معنى
انا هستناك في اوضتك يا سلمى خدي دش براحتك و تعالى عشان عايزاك في حاجة تنهدت سلمي بحزن وقالت
ماشي يا سمر
ثم استدارت متجهة الي غرفتها وتبعتها سمر
أنا عايزة أعرف كل حاجة بالتفصيل يا سلمي قالتها سمر بلهفة وفضول عندما أطلت عليه سلمي وهي تجفف خصلاتها بمنشفة صغيرة
تعرفي إيه يا سمر ما كل حاجة كانت علي يدك قالتها سلمي بوجه مبهم وثبات تحسد عليه
ردت سمر بدهشة
يعني أنت عايزة تفهمني أن ياسين حبك وجاي علشان يخطبك ياسين اللي بنات الجامعة كلهم هيموتوا عليه يتجوزك أنت!!!!!
ردت سلمي بحدة طفيفة
أيه يا سمر مالي يعني ثم أسترسلت بنبرة تخفي في طياتها السخرية
ايوا يا ستي هتجوز ياسين اللي البنات ھتموت عليه أرتحتي كدا
لم تجد سمر شيء لتضيفه فقالت
ماشي يا سلمي ربنا يتمملك علي خير
_________
مساءا في قصر الالفي
ساد جو من التوتر بين مصعب وياسين ومهاب فكانوا يجلسون على طاولة الطعام وكلا منهم يعبث في طعامه بدون شهية والصمت هو سيد الموقف تعجبت ماسة التي شعرت بشيء غريب لتقول وهي عاقدة حاجبيها
هو في ايه يا جماعة و مالكم ساكتين كده ليه ومش في طبيعتكم في حاجة حصلت! تحدث مصعب وهو ينظر الى اولاده بنظره ذات معنى
مافيش حاجة بس في موضوع يخص ياسين ولازم تعرفيه
خفق قلب ياسين بشدة وهو يشعر بالقلق هل سيخبر والده ويقص علي والدته ما حدث وسيفتضح امره
قطع تفكيره صوت مصعب وهو يقول
في بنت زميلة ياسين هنروح نخطبها بكرا ومش هتكون خطوبة وبس هيكون كتب كتاب ولو اهلها وافقوا هنعمل الفرح على طول
تقابلت نظرات لورا بوالدتها وهما يمطان شفتيهما بدهشة لتقول ماسة باستهجان
ياسين!!!! ازاي يعني يتجواز اذا كان اخواته الاكبر منه لسه حتى ما خطبوش!!!
وقف مصعب بثبات ولم يظهر على ملامحه اي تعبير ليقول ناهيا الحديث
زي ما قلت كده يا ماسة وحضروا نفسكم على كده
ثم وجه حديثه الى ياسين ومهاب مسترسلا
وانتم حصلوني على المكتب انصاعا لامر ابيهم
في حين قالت ماسة بحنق
هو ايه اصله ده ما حد يفهمني ايه اللي بيحصل بالضبط!!! عرف مصعب أن ماسة لن تهدأ حتى تعرف ما حدث فقرر استعمال ذكاءه فقام بغمزها وهو يقول بحب
هبقى افهمك لما نطلع اوضتنا
ابتسمت
له وهي تحرك راسها بالايجاب
________
اللي حصل النهاردة مش عايز حد يعرفه نهائي غيرنا مفهوم قالها مصعب الذي كان يجلس على مقعد مكتبه وامامه يجلس مهاب وفي مقابله يجلس ياسين وهو مطأطأ راسه بخجل ليسترسيل مصعب
طبعا امكم هتحاول تعرف اللي حصل بالضبط بس انا هقول لها ان البيه بيحب زميلته ومستعجل وعايز يتجوزها و يكملوا تعليمهم وهم متجوزين رافع ياسين راسه ينظر لابيه بخجل وهو يقول بنبرة حزينة
والله يا بابا اللي حصل ده كان ڠصب عني
رد مصعب بنبرة يشوبها الخذلان
ڠصب عنك او بمزاجك فهو حصل و احنا معنا بنات واللي مش هنرضاه على اخواتك البنات مش هنرضاه على سلمى وانت هتعمل قرد المهم البنت اللي انت كسرتها دي تراضيها باي شكل من الاشكال وتستحمل منها اي حاجة مهما حصل مفهووووم
رد ياسين وهو يهز رأسه
حاضر يا بابا اللي تشوفه حضرتك
ثم أشاح مصعب بوجهه ينظر لمهاب قائلا
في حد في المستشفى خد خبر عن اللي حصل يا مهاب
رد مهاب نافيا
لا يا بابا أطمن حضرتك هما معرفوش غير اللي احنا قولناه وبس
هز رأسه وهو عاقد حاجبيه ثم نهض وهو يقول بأمر محدثا ياسين
مفيش مرواح الجامعة غير علي الامتحانات و من بكرا هتنزل الشركة تشتغل زي أي عامل عندي وهتأخد مرتب زي أي حد فحاول تأقلم نفسك علي كدا لاني سحبت كل رصيدك اللي في البنك وسيب مفاتيح العربية وأعمل أشترك بقي في الاتوبيس او في المترو زي ما أنت عايز المهم أنك تعتمد علي نفسك وتنسي خالص أنك إبن مصعب الألفي
بهتت ملامح ياسين وهو ينظر الي مهاب ومن ثم أخفض بصره وطأطأ رأسها وهو يقول
بإستسلام
ماشي يا بابا ثم أخرج مفاتيح سيارته ووضعها علي سطح المكتب أمام والده وأستطرد
بعد