رواية عشق بلا رحمة بقلم دينا إبراهيم
رواية عشق بلا رحمة بقلم دينا إبراهيم
خلفها وبيدها حزام غليظ ...
بلال پغضب في ايه يا عمتي بتضربيها ليه
زينب وهي تلتقط انفاسها ...
وسع انت يا بلال مالكش فيه هاتها بنت الكلب دي هنا هقطع شعرها في ايدي !!....
كانت ندي تبكي وتختبأ خلفه ومنال تحاوطها من الخلف حتي لجأت اليها تاركه بلال يتعامل مع والدتها ...
جاء صوت والده العالي من الخلف...
انتي اتجنيتي يا زينب بټضربي البت بالبشاعه دي كده ازاي !!
البت دي مش مظبوطه خلاااص طلعت من طوعي ومفيش عريس يجي و تقبل بيه ...
تدخل بلال پعنف وهو يقول بدفاع ...
انتي ازاي تقولي علي بنتك كده !! علي العموم ياستي اطمني بنتك تربيتي انا يعني برا البيت ده بميه راجل ومش بتقبل عرسان ليه عشان عارفه هي لمين !!!...
نظر الي والده پغضب وهو يحاول السيطره علي مشاعره...
تدخلت زينب پعنف وڠضب....
معنديش بنات للجواز انا...البت اللي تبقي صايعه وشمال تتقطم رقبتها...
جاءها صوت دياب اخيها الاكبر هذه المرة لتنتفض من الخۏف...
والله عال وبقا عندنا بنات شمال ...انتي مش مكسوفه من نفسك وانتي بتقولي كده ايه خرفتي علي
كبر ....
حاولت ان تستعطفهم فبكت وهي تمثل دور الام المظلومه الخائفه علي مستقبل ابنتها ...
يا اخويا البت مش عايزة تتجوز وبترفض كل العرسان وانا عايزة افرح بيها ...
قاطعها بلال الله طيب انا بقولك هتجوزها وانا اولي ببنت عمتي ولا انت شايف ايه يا عمي !!
هز دياب رأسه بتفكير وهو ينظر الي ندي الباكيه بحالتها المذريه فسأل...
هزت ندي رأسها بسرعه اخجلتها قليلا ولكن سعادتها باقتراب حلمها قد اعماها عن الخجل والالم المنتشر في كل جسدها....
حاولت زينب الاعتراض فصاخ بها دياب...
الله هو في ايه يا زينب ..خلاص الرجاله مبقاش ليهم كلمه وبعدين طالما ندي مواققه يبقي وصلك ياستي بنتك كانت بترفض ليه !! ولا انتي بتحبي الفضايح !!
ليردف والد عبد الله بموافقه ....
وانا موافق يا اخويا جه الوقت اللي افرح فيه بابني وندي دي بنتي وكل طلبتها مجابه والشقه والعفش و شوارها ذات نفسه علينا ...بس امها متمدش ايدها علي مرات ابني تاني !!
ضحكت زينب بغيظ ايوة امها الشريرة ..انتو حرين اعملوا اللي في دماغكم ..انا كل همي اني افرح ...
وقف امامها دياب وهو ينظر الي عينيها وكأنه يخترق روحها ...
انا فاهمك كويس يا اختي ..ارضي بالنصيب
يوووه يا غاده انتي كمان متعيطيش ..دي شويه خبطات كده يومين وهيروحوا خالص...بيوجعوكي يا ضنايا...
كانت جملتها الاخيرة موجهه الي ندي التي تحاول جاهده ايقاف دموعها واسعد لحظات حياتها مخلوطه بالالم ...ظلت عيونها معلقه ببلال الغاضب بعيونه التي تجول عليها ولاتتركها وهو يحارب تلك الغصه في حلقه و الالم في قلبه و كأنه يذبح من اجل الم حبيبته وابنته !!...
عبدالله بقله حيله ...
ياحول الله يارب !! انا هدخل اصلي ده ايه اللي بقينا فيه ده...
اغلق باب الشقه وراءه ودخلت منال بندي الي غرفتها لتبدل ملابسها الممزقه و تدهن مسكنات للالم علي جسدها ...انطلقت غاده الي شقتهم لاحضار بعض من ملابسها ...بينما دخل بلال خلفهم وهو يشاهد والدته تبحث عن اي شئ للتخفيف عنها ..جثا علي ركبتيه امامها ومسح دموعها برقه حتي لا يؤلمهت...
وضعت ندي وجهها بين يديه تستشعر الامان الذي يوفره لها ...
منال وقلبها يؤلمها علي ابنها والتي تري الدموع تتجمع في عينيه وعلي ندي المسكينه...قالت بهدوء...
بصي ياحبيبتي هحطلك المرهم ده و مش هتحسي بحاجه وارتاحي شويه هتبقي زي الفل وانت ياواد انت ماتسوقش فيها وسيب البت لسه مبقتش مراتك رسمي...
احمر وجه ندي قليلا وارتسمت نصف ابتسامه علي وجه بلال وهو ينظر الي عينيها يوعدها بالامان والراحه قريبا وعدم خذلها ابدا مره اخري ..
٢٩١٢ ١٠٢٤ م نودي الفصل الثاني عشر....
وصلت سمر علي مضض مع والدتها الي بيت مصطفي بعد ساعتين من المماطله والتأخير مما اثار حنق سلوي علي قله ذوقها وتذمرها بانها لم تنجب طفله قليله الذوق او التربيه ....
نزل مصطفي ليفتح باب المبني عندما راءاهم من
اعلي فتوترت سمر وهي تري جاذبيته الحاده بالرغم انه لا يحتسب جميلا كما تميل بعض الفتيات ..الا انه رجلا جذاب وفريد من نوعه وهو يرتدي قميص بسيط وجينز مهترئ لا يتناسب مع الاملاك والاموال التي سمعت عنها كثيرا !!
قال بأدب وهدوء وهو يسلم علي سلوي. .
اهلا يا حاجه ..اتفضلي ..ام بلال مستنيه فوق ..
اهلا يا ابني ..يزيد فضلك ...
مرت فوقف امام سمر التي شعرت بخجل مفاجئ وهو يمد يده ليصافحها ..
ازيك...
رفعت يدها لتصافحه وهي تجيب ببرود مصطنع وتوتر لا تستطيع اخفاءة ...
الحمدلله ..كويسه جدا وانت
تساءلت و تخطته للحاق بوالدتها دون السماع لاجابته ...
زم مصطفي شفتيه فيبدو ان عنادها يوازي عناده و ستتعبه ...
صعد خلفهم وقد استقبلتهم غاده ومنال وسألت سمر عن ندي فاخبرتها غادة بتوتر انها لا تشعر جيدا وقررت النوم هذا النهار !!
اخذت منال تجهز المحشي الشهيره به وقد قررت سلوي مساعدتها ...بينما عرضت غاده علي سمر بان تاخذها في جوله في ارجاء المبني ...
وافقت سلوي واخبرتها بان لا تتأخر بعد ان غادر مصطفي امامها بحجه ان لديه عمل ...
غادة بمرح اول دور ده بقا شقتنا والشقه اللي في الوش دي شقتك يا جميل عايزاكي تتفنني بقا في تظبطها وفرشها !!
ابتسمت لها سمر وقالت...
بتحبي التظبيط انتي شكلك ...
اوووي اوووي انا اصلا كان نفسي ابقي نقاش....
ضحكت سمر علي سخافتها وقالت بمرح...
طيب يلا يا اسطي علي الدور اللي بعدوا ...
ههههههههه طبعا الدور التاني طنط منال
زي ما انتي شايفه واللي في وشهم شقه بلال وندي ...
نظرت لها سمر پصدمه واردفت بعدم تصديق...
بلال وندي !! هيتجوزا !!
تنحنحت غاده وهي تخبرها بقصة حبهم..
ايوة بيبحبوا بعض من زمان اصلا بس انهارده اتحدد ان كتابهم هيتكتب معاكي انتي ومصطفي بعد اللي حصل ...
حصل ايه
توترت غاده وهمست بخفوت ...
بعدين هكلمم بليل احكيلك لما تروحي ....
ابتسمت سمر وقال بخفوت مماثل..
ماشي اوعي تنسي ...
ضحكت الفتاتان علي سخافتهم وصعدا الي الدور الثالث...
احححم دور عمتي وندي واللي في وشها المفروض شقه ضيوف..
رفعت سمر حاجبها بتعجب...
ضيوف في الدور الاخير انتو بتطفشوهم صح
ههههههههههه لا يا ذكيه الدور الارضي كمان للضيوف بس اللي فوق ده للناس العزيزة علينا اوي ....
طيب يلا كده خلاص صح .....
توترت غاده قليلا وهي تصعد الي السطح واحمر وجهها بطريقه اثارت شك سمر ...فاردفت بهدوء...
في حاجه يا غاده! ...
هااه لا يا حبيبتي ...انتي عارفه انا بحبك صح وانك صاحبتي ...
فتحت باب السطح وادخلتها خلفها واغلقت الباب....نظرت الي سمر بتوتر...
بصي والله العظيم انا مجبره بس كنت هتنفخ لو قلت لا ...
نظرت لها بعدم فهم وهي تقضب حاجبيها ...
انا مش فاهمه حاجه يا غاده !!
انا هفهمك ....
اتسعت عيناها لدي سماع صوته الرجولي الاجش من خلفها !!
ضيقت عينيها وهي تنظر الي غاده التي تنظر بدورها الي اسفل وتشعر بتأنيب الضمير وكأنها تقدم السجين الي سجانه !!
روحي انتي يا غاده هكلم سمر شويه وهننزل ...
استدارت سمر لترفض وتخبره انها لن تسمح لغاده بالذهاب وتركهم وحدهم لكن ما ان فتحت فمها حتي سمعت الباب يفتح ويغلف معلنا عن وجودها بمفردها مع مفترسها !!
اغلقت فمها پخوف وذهول وهي ترمش بتوتر..نظفت حلقها وقالت تصطنع الشجاعه...
اسموا ايه ده بقا انا مينفعش ابقي معاك هنا !!
رد بسخريه ومينفعش تتكلمي معايا بالطريقه اللي اتكلمتي بيها امبارح ...
انااااااا !! انت اللي مش محترم علي فكره ...
قضب حاجبيه وتحدث پغضب مكبوت وهو يقترب منها خطوة ...ويرفع يده امامها ....
ايدي دي اتعودت تكسر سنان اي حد يغلط فيااا او يفكر حتي انه يغلط ...لكن معاكي انتي !!
علت انفاسها خوفا من تهديده وتساءلت بخفوت ...
انا ايه !! هتضربني !!
هز رأسه بالنفي وقال بقله صبر...
انا مستحيل اضربك ..ليه الفكره دي موشومة في عقلك مش عارف...
مش انت اللي بتقول انتي وبكسر وبعمل...
اقترب منها اكثر ووضع يديه بجانب وجهها علي الباب خلفها ...ومال بوجهه عليها منزعج من مقاطعتها له دائما...لكن سمر وضعت يدها بينهم وهي تردف محذرة ...
والله لو قربت مني او جبت بقك جنب بقي هصوت والم الناس ...
ابتسم ابتسامته الجذابه وهو ينظر لها بمشاكسه و قال بمكر ....
وانتي شاغله بالك ببوقي ليه ! انا كنت فقال بخفوت يغلب عليهم...
بتعملي فيا ازاي كده بتضايقيني وتجننيني في نفس الوقت ...عقلي خلاص هيروح مني ...
ابتلعت ريقها بصعوبه وهي تحاول تنظيم تنفسها حتي لا يغم عليها من اقواله وافعاله ..
وردت بخفوت وصعوبه ...
انا مش بعمل حاجه انت اللي بتعمل ...
ابتسم قليلا وهو يلامس يده علي كتفها
انا محترمه !!
علم ان كلامه قد اثر بها سلبيا وان غيرته زيك يعيش فيها !!
هنا شعرت بالارض تدور من حولها فهو يغازلها بالفعل لاول مرة يتفوه بشئ جميل يجذب قلبها تجاهه وهي تنظر الي اعلي منبهره بهدوء كلماته وملامحه الحانيه ...نظرت الي اسفل عندما التقت بعيناه الجريئه وقالت بخفوت وقلبها يدق بسرعه...
مصطفي بليز اوعي !!
اخذ نفس عميق محمل برائحتها التي يعشقها ثم تركها بهدوء وعاد الي الوراء وهو ينظر لها والي وجهها الاحمر الذي تخفيه بشعرها بحب ثم اردف بهدوء ...
هسيبك دلوقتي عشان يومين وهتبقي ملكي !! فاعتقد هستني !!
خجلت اكثر واستدارت لفتح الباب والنزول ...وجدت غاده تجلس علي الدرج بين دور عمتها و عمها وتفرك يدها بتوتر..ما ان سمعتها حتي وقفت سريعا وسألت بترقب..
هاه اتصلحتوا ...
ابتسمت بخجل وفهمت ان كل ما حدث كان خطه لمصالحتها ...شعرت برضي داخلها ان الجميع تكبد هذه المعاناه لاصلاح الامور بينهم ....كم هم طيبون الي ابعد حد ..راءوها مرة واحده ويعاملوها وكأنها اغلي الغاليين زاد حبهم ومعزتهم بداخلها ...فاحتضنت غاده لتطمئنها بأنها غير غاضبه وقالت بابتسامه ...
ايوة اتصالحنا ...
ظهرت ابتسامه غاده الواسعه ..وقالت باطمئنان..
الحمدلله ...طنط منال هتفرح اووي ..
نظرت لها سمر بحاجب مرفوع واردفت ...
كنت عارفه علي فكره بس كدبت