السبت 23 نوفمبر 2024

رواية رائعة كاملة بقلم ايمي

رواية رائعة كاملة بقلم ايمي

انت في الصفحة 15 من 42 صفحات

موقع أيام نيوز

تتظاهر بالنزق قائلة 
ايه ياماما هيكون ورايا ايه كل الحكاية انى مش طايقة سيرة اللى اسمها ليله دى وانتى عوزانى اروح ليها المستشفى من حبى فيها يعنى
ماشى ياسلمى هعمل نفسى مصدقاكى بس يا ويلك منى لو اللى فى دماغى طلع صح
سلمى پخوف وارتبارك تبتعد بعينيها بعيدا عن عينى والدتها قائلة بتلعثم 
ماما بقولك ايه بلاش شغل المباحث ده انا مش ناقصة وكفاية عليا جوازة الغم اللى رمتونى فيها مش ناقصة الست ليله هى كمان
نهضت زاهية عن مقعدها قائلة بهدوء يخفى ورائه الكثير 
ماشى يا سلمى هسيبك بس عوزاكى تحمدى ربنا ان ليله مش فاكرة حاجة والا كانت عشتك هتبقى سودا مش من ابوكى لاااا من جلال نفسه لو عرف انك ليكى يد فى اللى حصل لمراته
فورا انتهاء كلماتها اسرعت بالمغادرة تاركة خلفها سلمى تحدق فى اثرها پخوف وړعب وقد ادركت ان والدتها تعلم بما قامت به فيتسلل اليها هاجس مرعب بان يعلم شخص اخر سواها بفعلتها وقتها ستكون فى اعداد المۏتى فان لم يكن بيدى والدها سيكون بيدى جلال فهو لن يرحمها ان علم انها كادت ان تنهى حياة زوجته فى لحظة ڠضب عمياء
لا تعلم لما 
متخفيش مش هغيب عليكى وهخلص اللى ورايا على طول بس انا عاوزك فى الوقت ده ترتاحى لحد ما ارجعلك
لم تجد امامها سوى ان تهز رأسها له بالايجاب بتردد لاتجد ما تقوله فبرغم تشبثها هذا به الا انه مازال بالشخص الغريب عليها تخشى تلك اللحظة
التى ستضطر فيها ان تعيش معه تحت سقف واحد حياة الازواج برغم انها خلال الثلاث ايام الماضية اصبحت تعتاد على وجوده معها واهتمامه الواضح بها تشعر بالضيق يتسلل اليها حين تضطره الظروف ان يغادرها لامر ما تاركا ايها مع شقيقتها او والدتها تتملل طوال غيابه جالسة متجهمة الوجه تتذمر من مزح شروق الخاص بحالتها هذة حتى عودته لها مرة اخرى لتصبح شخصا اخر تماما حين تراه 
عينيها تتابع ادق تفاصيله بلهفة وانبهار حين تظن انه غافلا عنها ترتسم ابتسامة بلهاء هائمة فوا وحين تلتقى عينيه بعينيها تتعالى دقات قلبها حتى تخشى ان يسمعها من معهم فى الغرفة تشتعل وجنتيها خجلا حين يبتسم لها ابتسامته الدافئة تلك لټخطف معها احدى دقات قلبها
ولكن وهى تقف معه الان امام ذلك المنزل المهيب تموج بداخلها مشاعر متناقضة فمن ناحية تريده معها لا يفارقها ومن ناحية اخرى
انتبهت من افكارها على صوته الهامس يناديها فرفعت عينيها اليه يظهر جليا داخلهم كل ما تشعر به من خوف ورهبة فأبتسم لها بحنان ا يحدثها كطفلة صغيرة خائڤة 
متقلقيش كلها ساعة بالكتير وهكون معاكى مش هتأخر عليكى تعالى يلا اعرفك على اللى فى البيت وتطلعى بعدها ترتاحى على طول
دفع الباب ممسكا بيدها بين يده يجذبها بهدوء معه الى الداخل فسارت معه بلا حول ولا قوة لتجد جمعا من عدة نساء يجلسون فى منتصف البهو لتهب احدهم فور رؤيتهم تأتى ناحيتهم هاتفة بفرحة
ليله حبيبتى حمد لله على سلامتك نورتى بيتك
شعرت ليله معها بالراحة والطمأنينة بينما قال جلال بهدوء معرفا اياها
دى تبقى حبيبة اختى
اهلا يا حبيبتى حمد على سلامتك
هزت ليله رأسها لها ببطء تحييها بخفوت اما قدرية فقد ظلت مكانها ترتشف فنجان قهوتها ببطء قبل ان تقول بأقتضاب دون ان ترفع عينيها عنه
اهلا نورتى يا حبيبتى
لم تجيبها ليله بل ظلت واقفة تطالعها بحيرة وقلق فمن
الواضح عدم محبة والدة زوجها لها والتى ظهرت بوضوح من طريقة استقبالها لها تتسأل بداخلها عما حدث بينهم حتى تعاملها بهذا الجفاء
اتى صوت جلال ليخرجها من شرودها مرة اخرى وعينيه ترسل رسالة الى والدته ان له معها حديثا بهذا الشأن استقبلتها قدرية بتملل فى مقعدها قلقا قائلا بصوت ظهر فيه غضبه المكبوت
تعالى يا ليله اطلعك اوضتك ترتاحى فيها لحد ميعاد الغدا
مان ان خطوا خطوتين فوق الدرج حتى ظهرت فى اعلاه سلمى والتى حين رأتهم حتى شحب وجهها يظهر خۏفها فى عينيها لكنها تداركت نفسها سريعا تكمل نزولها ببطء تتوقف امامهم ملقية بتحية مرحة مصطنعة قائلة 
اهلا ياليله حمدلله على السلامة انا كنت عاوزة اجى ازورك بس جلا 
لم تسمع ليله الباقى من حديثها بل كانت تحدق بها كالمغيبة تتسارع فجأة امام عينيها صور مبهمة سرعان ما اختفت تاركة خلفها الم شديد فى رأسها جعلها تتأوه بشدة ليلتفت جلال اليها قائلا پخوف ولهفة
مالك ياليله حصل ايه ايه بيوجعك
لم تجيبه بل اقتربت منه 
نرجع المستشفى ولا اجيبلك هنا الدكتور احسن
همست بضعف وصوت مخټنق قائلة 
لاا انا بس عاوزة ارتاح وهبقى بعدها كويسة
شوفتوا البت ودلعها ولا ابنى اللى هيشلنى بعمايله
زاهية بخبث وابتسامة جانبية ساخرة
ماهى مراته وتعبانة برضه يام جلال
قدريه ضاغطة فوق أسنانها بسخط
تعبانة دى تعبانة وانا هعرف ازاى اكسر سمها
ابتسمت زاهية بسرور واستمتاع بينما وقفت سلمى مكانها تحدق فى اثرهم تنهشها غيرة عمياء يختفى معها كل خۏفها السابق من انكشاف سرها يحل محله ڠضب يمتلأ قلبها غيرة وهى ترى اهتمام ولهفة جلال يتأكلها حقدها من تلك الفتاة حتى ولو كانت تدعى زوجته
جلس شارد الذهن تماما عما يدور من حديث بين عمه وفواز المتعلق بالاعمال اثناء جلستهم داخل غرفة مكتبه فعقله هناك بالاعلى لدى تلك المستلقية فى حجرتهم يتأكله القلق عليها فبرغم تركه لحبيبة معها لاعتناء بها الا انه مازال لا يستطيع صرف ذهنه عنها شاردا عن كل شيئ سواها هى لذا حسم امره ينهص واقفا فجأة مغادرا ليقطع عمه حديثه يسأله
على فين يا جلال احنا لسه مخلصناش الشغل اللى ورانا
اجابه جلال وهو يتحرك ناحية الباب 
معلش يا
عمى دقايق وارجع لكم تانى
هنا تحدث فواز ساخرا 
سيبه يا بويا هو جلال بقى فاضى لحد غير لل 
ترك الباقى من جملته دون اكمال بصمت ذات مغزى ليتوقف جلال فجأة عن الحركة يلتفت ناحية فواز وعينيه تضيق بحدة يسأله بتحفز 
مش فاضى الا لمين يافواز كمل سكت ليه عاوز اعرف تقصد مين
توتر فواز يظهر القلق على وجهه قائلا بتوتر وهو يدير عينيه بين والده وجلال تتلعثم حروف كلماته
مفيش يابن عمى كل الحكاية ان مصالحنا واقفة لينا اكتر من تلات تيام ودلوقت قاعد معانا ومش معانا ده غير 
نظر الى والده عينيه تسأله موافقة منه على حديثه القادم لكن اظهر صبرى رفضه حين اخذ يهز رأسه له ببطء بالرفض لكن فواز تجاهل ذلك ملتفتا ناحية جلال مرة اخرى الواقف بتحفز يتابع ما يحدث بعينين اصبحت قاتمة غير مقرؤة التعبير ليقول فواز بصوت حاول اظهاره ثابتا 
ده غير موضوع الارض اللى مش عاوز يخلص
واحنا داخلين على شهرين اهو ومفيش اى جديد حصل فيه دانا حتى قلت انك هتستغل انها مش فاكرة حاجة وتمضيها ونخلص منه بقى الموال ده
هز راسه بتعجب غافلا تماما عن جلال وقد نفر شريان عنقه ينتفض پعنف ضاغطا بشده فوق فكه حتى كاد يسمع صرير اسنانه و فواز يكمل مستنكرا
بس بنت المغاربة سايقة العوج عليك وعلينا والموضوع طول ومسخ ونسيت احنا نسيبناهم ليه وعلشان 
فى طرفة عين وقبل انتهاء حديثه كان قد تحرك جلال بأتجاهه يطبق بقبضته فوق عنقه بقسۏة لتجحظ عينى فواز ړعبا ترتعش قدميه حين فح جلال من بين اسنانه پغضب مكبوت 
كلمة تانية عنها وهنسى انك ابن عمى واعرفك تتكلم عن مراتى ازاى بعد كده
صبرى وقد هب عن مقعده يحاول فصم قبضة جلال من حول عنق ولده قائلا برجاء واسف 
حقك عليا انا يا جلال يابنى انت عارفه طول عمره لسانه سابق عقله
لم يستجب جلال ولو بطرفة عين عينيه تتركز بشراسة فوق وجه فواز والذى اخذ يستعطفه هو الاخر بعينيه وشفاه جافة من شدة الخۏف قائلا 
حقك عليا يابن عمى انا بس كل الحكاية خاېف عليك وعلى مصا 
جلال مقتربا بوجهه منه قائلا باستهزاء شرس 
خاېف خاېف على ايه ومن مينومن امتى انت پتخاف على حد غير نفسك
صبرى باستعطاف
علشان خاطرى ياجلال لو ليا معزة عند سيبه يابنى
لم يستجيب جلال له عينيه مسلطة فوق فواز المرتعد امامه للحظة مرت كالدهر قبل ان يفك حصار قبضته من حول عنق فواز
استجابة لرجاء عمه مبتعدا بخشونة وحدة عنه قائلا باقتضاب 
كلمة ومش هكررها تانى محدش يدخل فاللى بينى وبين مراتى ولو حصلت تانى محدش يزعل بعدها من اللى هعمله
فتح صبرى فمه ليجيبه ولكن يأتى دخول حبيبة العاصف للغرفة مقاطعا اياه حين صړخت بفزع وړعب
الحقنى يا جلال الحقنى ليلة وقعت من طولها ومش عارفة اعملها حاجة
حبيبة الحقينى ابعتى هاتى الدكتور
اسرعت فى اتجاه الباب تنفيذا لامره لكنها توقفت حين قال بتردد ولهفة 
لاا استنى هاتى اى حاجة افوقها بيها الاول
اسرعت باتجاه طاولة الزينة تختطف من فوقها زجاجة من العطر ثم تأتى بها اليه فاخذها يضع بضع قطرات فوق كفه ثم يقربه من انف ليله يسأل وعينيه تتابع بأهتمام ولهفة اى اشارة منها عن عودتها الى وعيها
ايه اللى حصل ووصلها لكده 
اخذت حبيبة تفرك كفيها معا أرتباكا قائلة 
كانت بتتكلم مع مرات عمها فى التليفون وسألتها عن عن 
رفع جلال وجهه ببطء عينيه تلتمع بشراسة يسألها بخشونة ونفاذ صبر 
سألتها عن ايه بالظبط انطقى
فزت حبيبة فزعا تجيبه بتلعثم 
فتحت عينيها تنظر حولها ببطء حتى وقعت انظارها فوق جلال كغريق يبحث عن طوق النجاة ترتعش هامسة بأسمه پألم عينيها تغشاها الدموع تسأله اجابة عن سؤال عجزت عن نطقه فلم يتمالك نفسه وهو يرى كل هذة الالالم بعينيها 
دون ان ينطق بها تزداد حدة بكائها بصوت تقطع له نياط قلبه 
عيطى يا حبيبتى طلعى كل حزنك عليه اعملى كل حاجة ممكن تريحك وانا هنا جنبك مش هسيبك
ابدا
ازداد تشبثها به ينتفض جسدها من عڼف شهقات بكائها فاخذ جلال يهدهدها كطفلة صغيرة هامسا لها بنعومة ورقة بكلمات مواسية حنون محاولا التخفيف عنها ليظلا

على حالهم هذا غافلين عن انسحاب حبيبة الهادئ من الغرفة وهى تتمازج مشاعرها مابين الشفقة على ما راته امامها من اڼهيار ليله التام 
وبين الذهول لما رأت عليه شقيقها وهى تراه لاول مرة بهذه الحالة من الضعف كانت المسئولة عنها من كانت قابعة بين الان 
مرت الدقائق عليها وهما على هذا الوضع يحدثها برفق وحنان مواسيا قائلا 
انا عارف انك كنتى بتحبيه وهو كمان كان بيحبك يمكن اكتر من اى حد وعمل كل حاجة يقدر يعملها علشان يكون مطمن عليكى
صدقينى ياليله هو حاسس بيكى ومعاكى و انتى بتدعيله على طول بالرحمة
ابتلعت ليله
لعابها تخفض عينيها عنه هامسة بصوت خاڤت مټألم 
كنت دايما خاېفة من اليوم ده خاېفة يسبنى لوحدى فى الدنيا مليش ليا فيها حد غيره خاېفة يسبنى من غير ضهر ولا حماية
قرب جلال وجهها
14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 42 صفحات