الأربعاء 27 نوفمبر 2024

الثلاثه يحبونها

انت في الصفحة 14 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز

على الأقل..عموما انا مخڼوقة أوى ومش هقدر اقعد أنا وهي تحت سقف بيت واحد..خصوصا وأنا فى الحالة دى..عشان كدة أنا روحت لجدى صالح فى البلد.. هقعد عنده يومين أهدي فيهم اعصابى وهرجع تانى..لو حابب تحصلنى فأنا مستنياك..ولو وراك شغل فعادى ..إتعودت على كدة..سلام مؤقت.....يامراد.
زفر مراد بإرتياح فإبتعادها فى تلك الفترة هو خير بكل تأكيد..ليترك الورقة على الكومود ويتمدد على سريره بملابسه ..يستسلم لنوم عميق يرغب به الهروب من كل شئ يحدث حوله..فهروبه الآن داخل أحلامه يبدو الحل الأمثل........على الأقل فى الوقت الحالى.
الفصل الثامن
طرق يحيي الباب فلم يجد إجابة..عقد حاجبيه يتساءل..ترى أمازالت رحمة نائمةنظر إلى ساعته ليجدها السابعة صباحا..ليزفر بقوة..يدرك أن
رحمة قد تغيرت بالفعل..فبالماضى كانت تصحو فى السادسة والنصف تماما..مثله..كانا الوحيدان اللذان يستيقظان فى مثل تلك الساعة المبكرة..ليركبان الأحصنة سويا..يتسابقان فى جو من المرح....والحب.
أصابته الذكريات بالألم مجددا..وكاد أن يبتعد عن الحجرة ولكن هاجس لديه أوقفه..ماذا لو أن رحمة مازالت مريضة لذا لم تستيقظ مبكرا كعادتهاماذا لو أصابها شئ ما..ليشعر بۏجع فى قلبه لمجرد التخيل..ويسرع بفتح الحجرة والدلوف إليها ..عقد حاجبيه وهو يرى الحجرة خالية..يتساءل إلى أين ذهبت فى مثل هذا الوقت..أتراها ذهبت إلى الخيل..وركبت إحداها وحدها وهي مازالت منهكة القوىأراد أن يقطع الشك باليقين ويتأكد بنفسه ولكن فى البداية يجب أن يمر على طفله ليطمأن عليه. ولا أن يتخيل أما أخرى لطفله غيرها قائلا
إحمم..إزيك دلوقتى
إبتلعت ريقها بصعوبة وهي تشعر بإقترابه منها قائلة
أنا..أنا بخير.
مد يده يداعب وجنة صغيره الذى إبتسم له مرحبا قائلا
إنت كمان وحشتنى.
بادلها برودها على الفور ببرود كالصقيع إحتل ملامحه ردا على برودة قسماتها..وهو يقول
فى حاجات كتير..أولهم وصية المرحومة راوية.
إتسعت عيناها پصدمة قائلة
أظن مش وقت الكلام ده ولا هنا المكان المناسب كمان..ولا إيه..أنا أختى لسة مېتة من أيام على فكرة..على الأقل سيبنى أحزن
عليها شوية..ومثل إنت شوية إنها كانت مراتك وزعلان عليها.
أحس بالغليان ليحمر وجهه..وتنتفض عروقه..وتشتعل عيناه بشرارات الڠضب ..لتدرك رحمة أنها تعدت كل الحدود..تراجعت لخطوة عندما اقترب منها خطوتين يقول پغضب
مش انا اللى أمثل يارحمة..أنا فعلا حزين على راوية لإنها قبل ما تكون مراتى كانت بنت عمى الطيبة..الروح الوحيدة النقية فى عيلة الشناوي كلهم..كانت بتدى من غير ماتنتظر أي حاجة فى المقابل..غيرها خد ومداش غير الغدر.
نظرت إلى عينيه قائلة بمرارة نطقت بها أحرفها وتلك الدموع التى ترقرقت بعينيها
غيرها ده اللى هو أنا مش كدة
أوجعته دموعها ولكنه أظهر البرود وهو يتأملها بنظرة..نعم أنتى من أقصدها بكلامى..لتستطرد بصوت يقطر ألما
ولما أنت عارف إن أنا وحشة أوى كدة ..يبقى لازمته إيه الكلام..إنسى وصيتها خالص ولا كأنها كانت موجودة من الأساس
مال عليها تلفحها أنفاسه الغاضبة وهو يقول
مش أنا اللى يوعد بحاجة وميوفيش بيها..وصية راوية هنفذها..أكيد مش حبا فيكى..لإن الحب كان غلطة حياتى..الحب كلمة مبقاش ممكن أعترف بيها..مسحتها من قاموسى ومن زمان ..ومش ناوى أعيد غلطاتى من جديد..بس كلمتى ووعدى لازم أحافظ عليهم حتى لو شايف إنك متستاهليش إسمى ..بس راوية شافت إنك هتكونى أم كويسة لإبنى..وبما إنى مش ناوى أرتبط تانى بعد راوية..يبقى عشان خاطر هاشم مستعد أتنازل وأتجوزك.
نظرت إليه رحمة فى برود يخالف تلك المرارة التى تشعر بها وذلك الألم الناتج من چرح قلبها النازف بقوة وهي تقول
ولو رفضت
رغم إنك وعدتى راوية بالموافقة..ورغم انى إتعودت منك على إنك شاطرة أوى فى كسر الوعود..إلا إن دى حريتك الشخصية..عايزة ترفضى وتروحى تتجوزى توفيق..إنتى حرة..بس بمجرد ما تخرجى..مش هيكون ليكى أي علاقة بالبيت ده..أو بأي حد موجود فيه..يعنى تنسى إنك من
عيلة الشناوي أصلا..وتنسى كمان إن ليكى إبن أخت إسمه هاشم.
عقدت رحمة حاجبيها ..تتساءل فى حيرة..عن أي شئ يتحدث..وما دخل توفيقما الذى جاء بإسمه فى حديثهماوكيف عرفلا يهم الآن..المهم هو هذا الټهديد الصريح بإزالتها من حياتهم..لا يهمها إن تبرأت منها عائلة الشناوي بأكملها فلم ترى منهم سوى القسۏة والجراح ولكن ما يهمها هو أصغر عائلة الشناوي..هاشم..إبن أختها الحبيب..آخر من تبقى من أختها..يحمل روحها..هو قطعة منها هي غير مستعدة إطلاقا للتخلى عنها..لتنظر إليه بنظرة جامدة لا روح فيها قائلة
كالعادة كسبت الجولة دى يايحيي..زي ما كسبت جولاتنا زمان..بس رحمة بتاعة زمان غير اللى واقفة أدامك دلوقتى..والمهم مين اللى يكسب فى الآخر.
لتتركه وتغادر يتابعها بعينيه ..يستقر فى أعماقهما إعجابا أظهره دون مواربة وهو يقول بهمس خاڤت وبلهجة تقرير
يمكن كسبت الجولة دى يارحمة..بس إنتى كسبتى الحړب... ومن زمان.
كانت بشرى تنظر إلى هذا الفضاء الشاسع أمامها..تلك الحقول الخضراء النضرة..تشعر بالملل..نعم لقد ملت رسم الإبتسامة على وجهها لأقاربها والذين إستقبلوها بالترحاب..ولكنهم حقا مملون وبسطاء..لا تجد راحتها بينهم أبدا..ولكنها مضطرة للتعامل معهم ومداهنتهم فربما تحتاج إليهم فى مخططها ضد تلك الحمقاء رحمة..زفرت بقوة..فحتى الآن لا
تجد أية فكرة لإبعادها بعيدا بلا رجعة..لتقول بسخرية
وإنتى يعنى
كنتى فاكرة لما هتيجى هنا الافكار هتنط فجأة فى دماغك..إصبرى وركزى..
لتجد صوتا بداخلها يسألها ..هل ستستطيعين تحمل سماجة عائلة الشناوي وتلميحاتهم عن
13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 63 صفحات