لهيب الروح لهدير دودو
عقلها فشلت عن حمايته من ظلم وقسۏة زوجها وافتقدت معه أمومتها للأبد.
ظلت كما هي تبكي وتتذكر تلك الذكري الأليمة المتواجدة في عقلها التي لم تمحى إلى الآن وقد شرد عقلها في بعض الذكريات المؤلمة عندما كانت تهان بأبشع الطرق الجسدية والنفسية لكنها الآن تعيش حياة سعيدة معه عالمة جيدا أن سعادتها لن تدوم.
لا تعلم كم مر عليها وهي لازالت حالتها هكذا تبكي وعقلها يخيل لها العديد من الذكريات المؤلمة حتى تفاجأت بجواد الذي ولج الغرفة للتو ألقى نظرة سريعة عليها متفحصا هيئتها راى دموعها التي تسيل بلا توقف وعينيها البنيتان المتورمان من فرط البكاء كان سيذهب يحتضنها بحنان لكنه قرر أن يقسى عليها قليلا حتى تتعلم لتنهي تلك الفكرة من عقلها لذلك تجاهل هيئتها تماما كأنه لم يراها.
ج.... جواد أنت جيت بجد.
جاهد بصعوبة بالغة حتى لا يرد عليها مغمغما ببرود حاد ساخرا
انتي شايفة إيه!
ابتلعت ريقها بتوتر وأجابته بضعف متلعثمة بقلق محاولة إنهاء غضبه منها
أ.... أنا مكنش قصدي ح... حاجة.
انتي قولتي إيه قبل ما امشي عيدي كلامك كدة
طالعته پخوف من تنفيذ حديثها متخيلة فكرة ابتعاده عنها كم هي قاسېة لها ولقلبها ستعود مرة أخرى إلى بئر ظلماتها القاسې عليها ظلت صامتة كما هي لم تتفوه بأي شي تطالعه ببنيتيها بصمت تام.
فأعاد حديثه عليها مرة أخرى بنبرة مشددة حادة
تنهدت بصوت مرتفع ملتقطة انفاسها بصعداء وأجابته بتوتر تعيد حديثها مرة
أخرى پخوف
ا... انا قولتلك عاوزة اتطلق ب... بس قولت كدة عشانك والله.
لم يهتم بحديثها بل أجابها بجدية تامة تعكس مدى غضبه منها
عشاني ليه عيل صغير أنا بس ماشي هعملك اللي عاوزاه يا رنيم.
تطلع داخل عينيها وغمغم متسائلا ليتأكد من حديثها
لم تستطع النظر فقط وقد وصل إليها بعد عناء
وانتي كمان اكيد سمعتي ردي عليها يارنيم كل دة ملوش عندي أهمية أنا عارف من البداية قولتلك أن دة شئ عادي انتي بس لو تثقي فيا هتفهمي أن أنا عاوزك انتي فعلا مش عاوز غيرك بس انتي لسة مش واثقة فيا.
تطلعت أرضا بخجل هي تثق به لكن ما رأته ليس سهلا فأهلها واقرب الناس إليها قد تخلوا عنها كيف ستستطع أن تثق به بسهولة مثلما يطلب أغمضت عينيها الباكية بضعف متمتمة بخجل
التقطت أنفاسها بصعداء لوهلة وغمغمت بأسف وضعف
ا... أنا اسفة مكنش قصدي و... والله مش عاوزاك تبعد عني بس برضو عاوزاك تبقى في مرات مختلفة وفي كل مرة تجده يعترف باحتياجه لها ولوجودها وحبه لها الشديد.
ظل يربت فوق ظهرها بحنان فغمغم بمرح
على فكرة أنتي كدة بتضحكي عليا وبتاكلي حقي في الزعل دة أنا راجع بدري عشانك.
ه... هو أنا قولت حاجة ما أنا ساكتة اهو.
غمغم بسعادة
تصدقي صح الحق عليا أنا غلطان بس هصلح غلطي حالا.
اعتلت ضحكاتها بصخب بسعادة تبادله شعوره وعشقه بفرح لكونها معه وأخيرا كم تمنت منذ زمن أن تصبح معه لكنها ظنت أن كل ذلك أمنيات مستحيلة وها هي تحققها الآن بسعادة أكثر مما تتخيل.
بعد مرور أسبوع...
جلست مديحة مع ابنتها غمغمت أروى متسائلة بحدة وغيظ
إيه ياماما أخرة حوار جواد والزفتة دي امتى ولا أونكل كان بيضحك عليكي
أجابتها نافية بثقة تامة موزعة نظراتها الماكرة
لا طبعا فاروق عمره ما كان بيضحك عليا قريب أوي هيطلقها والله.
طالعتها ابنتها متذمرة بملل وعدم رضا معترضة لحديثها الدائم الذي بلا نتيجة
مش ملاحظة إنك دايما بتقولي كدة ومفيش حاجة حصلت بعدين انتي واثقة من أونكل فاروق كدة ليه ما ممكن يسيبه ما أنتي شوفتي جواد اهو مطلقهاش رغم انها مبتخلفش.
فكرت مديحة في حديثها لكنها عادت مرة أخرى مغمغمة بجدية وإصرار على حديثها
لأ يا اروى فاروق عمره ما هيرجع في كلمة قالهالي وأنا واثقة من اللي بقوله وعارفة كويس أنا بعمل ايه.
غمغمت بعدم رضا ولازالت مندهشة في طريقة والدتها وثقتها التامة به
ماما أنتي متاكدة من كلامك وإيه اللي هيخلي أونكل يسمع كلامك كدة بعدين جواد مش بيسمع غير كلام نفسه وانتي عارفة كدة.
شردت بذاكرتها لذكري قوية فعلتها في الماضي واجابت ابنتها بشرود غير واعية لما تتفوهه
اللي بيني أنا وفاروق كبير جدا يخليه ينفذ وعده ليكي وزيادة وهيغصب على ابنه وهيجوزهولك مهما حصل لا جواد ولا جليلة حتى هتقدر تمنعه أنا عارفة أنا بقولك إيه.
قطبت أروى جبينها متعجبة لحديث والدتها الغير مفهوم وتسائلت بدهشة
انني قصدك ايه ياماما بالكلام دة ايه اللي بينك وبين أونكل فاروق.
فاقت مديحة مسرعة قبل أن تتفوه بشئ زاجرة ذاتها پعنف وأجابتها بتوتر
م.... مفيش يا أروى ايه