السبت 23 نوفمبر 2024

عشق لازع

انت في الصفحة 8 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز


النوم 
نظرت إليه وإلى فيروز التي تجلس بجواره متشابكين الأيدي جلست بجوار والدها الذي قبل جبينها أما جواد حازم الذي دقق النظر إليها لقد قل وزنها كثيرا وضاعت ضحكة عينيها هل هو السبب للوصول حالتها تلك 
وضعت رأسها على كتف عز وأردفت
شوية برد مش مستاهلة اتجهت غزل تمسد على وجهها 
حبيبتي عملتي التحاليل اللي قولتلك عليها هزت رأسها نافية وترقرق الدمع بعينيها 
مفيش حاجة ياطنط غزل قولتلك شوية برد 
نهض حازم يجلس أمامها ممسكا كفيها الباردة

مالك حبيبتي إيه اللي عمل فيكي كدا سحب جواد بيجاد وهو يهمس له 
تعالى عايزك تحركا للداخل جلس جواد وتحدث موجها كلامه إليه
عايز منك خدمة ومفيش حد هيعملها غيرك ياحلوف ابتسم وجلس بمقابلته ورفع حاجبه 
يعني عايز خدمة وبتشتم كمان
استند جواد بذراعيه على المكتب واردف بهدوء رغم شعوره بالحزن على جنى فتحدث
اسمعني يابيجاد وافهم كلامي كويس جدا الموضوع دا بقى بالنسبالي حياة او مۏت يااما بعد كدا مش هتشوف اللمة الحلوة اللي برة دي وأنا واثق في ذكائك وعارف هتنفذ اللي هقوله 
ماهو مفيش غيرك إنت وعز اللي أقدر امنلهم على كدا وطبعا ماينفعش اطلب من عز الموضوع دا 
استمع بيجاد إليه بتركيز أما بالخارج توقف جاسر تاركا يد زوجته وجلس بجوار حازم 
هو فيه حاجة مخبينها عليا ولا إيه
وانت مين عشان نخبي عليك لا اخوها ولا جوزها قالها عز پغضب عندما وجد إقتراب جاسر من أخته 
كأنه لم يستمع لحديث عز فبسط يديه يرفع وجه جنى بانامله ناظرا لمقلتيها 
انا معرفش ايه اللي حصل خلاكي تبعدي عني كدا ياجنى وبقيت اشوفك زي الغريب بس انا جنبك حبيبتي وقت ماتحتاجيني هتلاقيني 
دفعه عز پغضب عندما فاض صبره وصاح بصوت مرتفع لغزل 
خليه يقوم من قدامي وصل أصواتهم لجواد بالداخل نهض صهيب ينظر لابنه الذي فقد سيطرته على بكاء أخته
امشي من قدامي ياعز سمعتني امشي أما جواد حازم الذي تحرك مغادرا عندما انسدلت دموعه ظنا أنه السبب فيما توصلت إليه جنى 
ضمت نهى ابنتها وحاولت تهدئتها عندما اشټعل الصدام بين عز وجاسر فرق حازم وصهيب بينهما 
إيه قلة تربيتكم دي وصلت بيكم تعملوا كدا واحنا قاعدين وصل جواد وبيجاد إليهم 
إيه اللي بيحصل هنا! قالها جواد پغضب 
جلست غزل تضع رأسها بين راحتيها
جمع جاسر أشيائه ناظرا لزوجته
يلا هنمشي... جاسر صاح بها جواد 
هتروح فين مفيش مشي من البيت تاني 
توسعت نظرات فيروز وهي تهز رأسها رافضة حديث جواد واردفت 
معليش ياعمو خلينا على راحتنا 
توقف جواد وابتلع غصة مردفا 
جاسر مينفعش يبعد عن أهله يافيروز ودا آخر كلام ولو خرج من البيت دا يبقى ينسى ان له اب ..شهقت غزل تضع كفيها على فمها فاتجهت له 
جواد ايه ال بتقوله دا..أشار بسبابته 
مش عايز أسمع نفس رفع نظره له 
لو الحمل خرج من القطيع الديابة تاكله مش كدا ولا إيه ياحضرة الضابط 
وبما أن أوس هيسافر فرنسا وياسين في شغله مبيجيش غير في السنة مرة يبقى مفيش غيرك هتكون كبير العيلة بعدي فلو مسمعتش كلامي هتكون دوست على ابوك ياجاسر 
أطبق صهيب على جفنيه يقاوم الصدام الذي أحدثه جواد بينه وبين ابنه فاتجه يجذب جواد 
جواد ممكن تهدى استدار إلى صهيب يطالعه پصدمة كادت تفقد صبره قائلا
عجبك تفكك العيلة سيف عايز يسافر تاتي وحازم قرر انه يرجع تركيا مين لسة موجود ياصهيب شوية عيال مش عارفين نربيهم 
اتجهت فيروز تقف أمامه 
انا عارفة حضرتك عايز تلم شمل العيلة بس دا ممكن يكون يوم في الأسبوع مش مضطرين نعيش مع بعض
رمقها بنظرات
چحيمية واتجه متسائلا 
انا بكلم ابني متدخليش بينا..ڼصب جاسر عوده متحركا إلى والده 
ال حضرتك شايفه يابابا هعمله ميرضنيش انك تزعل ابدا..قالها وهو يرفع كفيه يقبلهما
آسف مكنتش أعرف الموضوع دا هيأثر فيك خصوصا انك ال قولت إننا نعيش لوحدنا صدقيني كنت تعبان من الموضوع دا 
حاوط وجهه يبتسم له 
انت ابني الكبير ياحمار ومستحيل اخليك تبعد عني أنا عملت كدا لما شوفت مراتك مش هتقدر تتأقلم معانا بس دلوقتي بقالكم سنة واتعياشت معانا يبقى ليه تبعد عن حضڼ أبوك 
اومأ متفهما يطالع زوجته التي ظهر على وجهها الحزن رمقها بهدوء واتجه يوزع نظراته بين الجميع 
بما اننا هنرجع تاني لحي الألفي ففيه خبر حلو لازم الكل يعرفه ..استدار لوالده وسحب نفسا يطرده بهدوء قائلا 
مبروك ياجدو هيجيلك حفيد تالت قريب
اتجه عز بنظراته سريعا لأخته التي شهقت بخفوت وكأن كلماته خناجر مسمۏمة وللحظة أحست بالأرض تميد بها وشعورها بضعف الدنيا يحتل كيانها فانبثقت عبرة من جفنيها المحترق وهي تطالعه تقابلت نظراتهما لثواتي هو بإبتسامة وهي پألم يغزو جسدها بالكامل فسقطت كوريقة خريف هشة تلقاها عز بساعديه وهو ېصرخ بأسمها

الفصل التاسع عشر 
افعالك الأخيره... 
جعلتني اعلم انني لم اكن شيئا لك منذ البداية... 
ثم... 
لقد كنت شيئا يسعدني... 
لا ادري كيف تحولت الي شئ يفتت قلبي ۏجعا.. و.. الما 
لذلك.. 
اصمت لان الكلام لن يفعل شئ.. 
اصمت لان قلبي ما عاد كما هو... 
اصمت لان الصمت خير لكرامتنا... 
يليه.. 
انا لم اتغير.. و... لكني.. 
ابتعدت عن كل من لم يعرف قيمتي.. 
لا ليس بصمت الرضا.. 
لا ليس بصمت عتب.. 
هو نوع اخر من الصمت اسمه 
لكم حياتكم... و... لي حياتي 
قبل السفر لتركيا بيومين
عند عاليا بعد خروج ياسين
نهضت من مكانها تتجول بنظراتها على الشقة التي ألقاها بها وغادر..أخذت نفسا طويلا وخطت تبحث بعيناها بأركانه ..وجدت صورة لشابا يبلغ من العمر مابين الثامن والعشرون للثلاثون ربيعا يوجد بينهما كثيرا من التشابه سوى لون عينيهما
تحركت بتلك الردهة الطويلة وهي تحمل فستانها بين كفيها حتى وصلت لغرفة ولجت إليها تبحث عن أي شيئا ترتديه فتحت خزانة كبيرة الحجم تعد غرفة وأخرجت منها قميصا رجالي ثم اتجهت للمرحاض وقامت بنزع فستانها ..انسابت عبراتها تتدفق بقوة عبر وجنتيها فهوت على الأرضية تبكي بشهقات مرتفعة تنظر حولها بذهول ..أهذه ليلتها التي حلمت بها نهضت متجهة للخارج تبحث عن غرفة تغفو بها أمسكت إطار الصورة ودققت النظر بها 
ظابط إنت كمان شكلك اخو الحلوف ..جلست والصورة بيديها تطالعها بتدقيق حتى
غفت بمكانها لم تشعر بكم الوقت الذي مر عليها 
عند ياسين 
ترجل من سيارته مهرولا للداخل يبحث بنظراته بينهما حتى وصل لأوس الذي يضع رأسه بين راحتيه
ايه اللي حصل لبابا..ربت أوس على كتفه عندما وجد خوفه بملامحه 
بابا كويس حبيبي هو دلوقتي في العناية علشان نطمن عليه 
اتجه ببصره لصهيب الذي يجلس بركنا منعزل بجوار عز 
انكمشت ملامحه پألما وهو يطالعه متسائلا
عمك ماله قاعد كدا ليه 
جلس اوس يجذبه من كفيه 
اقعد وأنا احكيلك بس إنت كنت فين بقالك شهرين مختفي انت مش خلصت الكلية يابني والمفروض بتستلم 
تنهد پألما واضعا رأسه بين كفيه
كان فيه تدريبات وتوزيعات ولسة راجع بقالي يومين 
قطب جبينه متسائلا
يومين ياياسين اومال كنت فين !
أجابه بصوت مخټنق 
بعدين المهم نطمن على بابا دلوقتي..خرج جاسر من غرفة العناية هب عز متجها إليه 
ايه الاخبار.. اتجه ببصره لعمه 
بابا كويس اتكلم معايا شوية
استدار بنظره لعمه الذي يضع رأسه بين راحتيه وحزن العالم يحبس أنفاسه واتجه لعز قائلا
باباك بقاله فترة هنا خليه يروح يرتاح
ايه اللي بتقوله دا عايز بابا يسيب عمو ويمشي..بتر حديثهم 
خروج غزل تطالعهم بصمت أشارت إليهم 
كله يمشي محدش هيفضل معاه غيري أنا وعمكم هو بقى كويس الحمدلله واتكلم مع جاسر كمان..ثم اقتربت من جاسر 
روح على شغلك..اقترب ياسين متسائلا
حضرتك مش مخبية حاجة ياماما بابا كويس ممكن أعرف ايه اللي حصل وصل بابا لكدا 
احتضنت وجهه 
حبيبي باباك بقى كويس الحمد لله ثم اتجهت بنظرها لعز
ادخل خد روبي من جوا متنساش أنها حامل وخليك معاها الليلة ..سحبته من ذراعيه وابتعدت عن الجميع
رجع مراتك والكلام هيكون بينا وإياك ياعز تتمادى تاني الطلاق مش لعبة يابن صهيب 
جنى فين ياطنط غزل..قالها بقلبا يئن ألما
اختي حامل غير أنها تعبانة ومعرفش عنها حاجة..احتضن كفيها 
انا بقالي أكتر من شهر مسبتش مكان إلا لما دورت فيه ياطنط غزل مش عايز اټخانق مع جاسر اكيد هو عمل حاجة كبيرة انتي مقتنعة باللي قولتيه ياطنط غزل..دي روحها فيه ازاي تمشي من غير ماحتى تقولي أنا الا إذا الموضوع كبير ...بلعت أحزانها تربت على كتفه تضمه وتجمعت الدموع تحت أهدابها
إن شاءالله حبيبي هنلاقيها اطمن على عمك واشوف جاسر عمل إيه
تراجع يهز رأسه رافضا كلماتها
وأنا عايز اطمن على اختي خليه يقولي ايه اللي حصل بينهم متنسيش إن جنى كانت بتتعالج نفسيا من فترة دي ممكن يحصلها حاجة وهي مش حاسة
قفلت جفونها بوهن شديد ثم تنهدت قائلة 
هعرف واقولك..قالتها وتحركت متجهة إلى صهيب الذي مازال جالسا بمكانه دون ردة فعل ...جلست بجواره تنظر أمامها
صمتا مريبا لمدة دقائق حتى قطعت صمتهم
آسفة ياصهيب عارفة إنك زعلان على بنتك اعذرني أنا كمان إنت اكيد عارف جواد بالنسبالي إيه 
تجاهل صوتها المكتوم ونهض من مكانه 
مش عايز غير حاجة واحدة بس ياغزل ورقة طلاق بنتي من ابنك وأنا هعرف اوصلها 
أمسكت ذراعيه 
صهيب..أشار بسبباته 
ولا كلمة مش عايز كلمة واحدة تانية أنت صح انا بنتي مش متربية ولازم اربيها اقترب خطوة وتحدث بنبرة متحشرجة
أنا فعلا معرفتش اربيها واخليها ازاي تاخد حقها من اللي يدوس عليها معرفتش اربيها من وقت ماكبرت واتعلقت بابنك وكأن مفيش غيره قدامها كذبت عيني وانا بشوفها قدامي بتكبر وحبها بيكبر ومفيش على لسانها غير جاسر انحنى ينظر لمقلتيها 
اللي غلطان انا زي ماقولتي علشان كنت غبي وبعيد على بنتي ياغزل لحد ما حياتها مابقتش غير في جاسر وعز وربى ودول اللي بيحركوها زي الماريوت بس معلش يامرات اخويا هلاقيها واعيد تربيتها واعرفها ازاي تتهان وتفضل زي ماهي
قالها وتحرك متجها للداخل عند جواد ..
بالداخل كانت تضع رأسها على كف والدها وتبكي بصمت ..شعرت بأحدهما
 

انت في الصفحة 8 من 34 صفحات