رواية امسك بيدي فلتنقذني من الهلاك فرح طارق
رواية امسك بيدي فلتنقذني من الهلاك فرح طارق
أقل !
مرت الساعات عليهم بعدما جاء سيف وحور معه لتبقى وفاء بجانب ليان في منزل سيف بعدما غادرت المشفى.
ذهبت حور نحو چيدا التي ما إن رأتها حتى اندفعت داخل وهي تبكي دون توقف..
ظلت حور تربت عليها تحاول بث الطمأنينة بداخلها لتسمع صوتها المكتوم داخل
يا حور لو جراله حاجة ! مكناش مع بعض بس كان كويس قدام عيني..كنت بشوفه.. بسمع صوته اللي كان طول الوقت بيبخل إنه يوجهه ليا أنا.. كنت بشوف عينيه بتتحرك ف كل مكان قصادي..وكان بردوا بيبخل يخليني ابصلها واشوفها بتبصلي ! بس كنت شايفاه كان موجود..بيتكلم..بيتحرك..وقت ما بيوحشني بروح ل خالو واشوفه بأي حجة هو كان بيبقى فاهم بس مش بيبين
اهدي يا حبيبتي هيكون كويس..هتسمعي صوته.. تكلميه هيكون قصادك تاني.
حركت رأسها بنفي ودموعها تأبى التوقف
من الصبح ف العمليات لسة مخرجش !
حور مرة أخرى
خير صدقيني خير..ربنا هيرده سالم معافى تاني ثقي ف ربنا وادعيله..استغفري حوقلي قولي كل الأذكار اللي تيجي ف بالك..ادعي ادعيله وبس..هو ده اللي محتاجه منك دلوقت العياط مش هيشفيه ! دعاك وطلبك من ربنا شفائه وانه يحفظه ليك..هو ده اللي هيشفيه.
استدار الجميع لتلك الطفلة التي هرولت نحو فهد مسرعة قائلة پبكاء
اونكل فهد..بابا كويس هو فين أنا سمعت الظابط بيكلم الدادا بيقولها انه پالنار.
فهد وجهها..قائلا بحنو
ياسين كويس متقلقيش وبعدين هو مش وعدك إنه مش هيسيبك ليه خاېفة دلوقت
ماما بردوا وعدتني مش هتسيبني بس سابتني أنا خاېفة هو كمان يعمل كدة .
ظل فهد يربت على ظهرها بحنو مرددا كلمات حنونة على مسامعها بينما كانت چيدا تتابع المشهد بصمت تام ! هل هو متزوج لديه ابنة من الواضح أنها بالسادسة من عمرها !
لم يخبرها يوما ذلك ولم كان سيخبرها هل كان يراها يوما ليخبرها إنه متزوج ! يالسذاجتها !
أمامهم بعجلة لم يستطع أحد اللحاق بها ذهبت نحو المرحاض بالمشفى.. لتدلف وتغلق الباب خلفها..وضعت يدها على لتكتم شهقاتها !
متزوج لديه إبنه هي فقط من كانت تحبه لم يراها يوما مثلما رأته ! كانت تتوهم بكل شيء
جلست على الأرضية وهي تضم قدميها لصدرها قائلة وسط بكائها
هو مغلطش مقالش بحبك..موعدنيش بحاجة أنا.. أنا اللي ساذجة ! وهمت نفسي ومشيت ورا احساسي بالحب ناحيته قلبي عماني عن إني اشوف مليون حقيقة قدامي.. أنا اللي غلطانة مش هو..هو صح! احنا مننفعش لبعض انا اللي غبية!
هو مغلطش يا حور أنا اللي كنت موهومة..ربنا يقومه بالسلامة لبنته ومراته..عن إذنك.
تركتها ورحلت لم تردف حور بشيء هي تشعر بها تعلم كم أن الأمر مؤلم ! تتفهم كل شيء بداخلها تركتها ترحل وحدها لتذهب هي ل فهد وتقف معهم بإنتظار خروج سيف من غرفة العمليات..بينما كان عقلها منشغلا ب چيدا فقط .
مر وقت آخر لتجد فهد يندفع نحو الطبيب الذي خرج للتو من غرفة العمليات..
ابتسم الطبيب بعملية وطمأنينة
الحمدلله قدرنا ننقذه..انكتب ليه عمر جديد والله.
فهد بسعادة
يعني بقى كويس خلاص
أيوة بكرة بأمر الله هيكون فاق..تقدروا تمشوا دلوقت لأن ممنوع حد يبات معاه عن اذنكم..وحمدلله على سلامته.
مش قولتلك هيبقى كويس
أجابت بنبرة طفولية آملة لرؤية والدها
كدة هشوفه صح
أيوة بس بكرة عشان هو نايم دلوقت هنروح البيت كلنا ونيجي بكرة نشوفه كلنا.
بعد وقت.. وصلت السيارة لمنزل سيف..فقد كانت ليان و وفاء بالمنزل ف عاد الجميع إليهم.
دلف سيف وترك الجميع مكانه وصعد لغرفته لرؤية ليان والاطمئنان عليها دلف للغرفة بلهفة لرؤيتها..ليجدها تقف أمام الخزانة وتضع ملابسها في الحقيبة !
عقد سيف حاجبيه بضيق قائلا
بتعملي ايه
بلم هدومي عشان بكرة الصبح هنسافر انا وماما وحور.
قالت كلماتها ولم تنظر إليه لم ترد النظر إليه تدري إنها لو طالعته لانسهرت جميع قواها أمام نظرته تلك لها.
هتعملي اللي ف دماغك
استدارت له هاتفة بجدية
لأ يا سيف أنا بعمل المفروض والصح من إنه يتعمل مش الي ف دماغك ودماغي ! ده الصح وبس.
الصح أنك تسبيني وانت حامل
أهو أحسن ما هو كمان !
قالتها بتلقائية شديدة منها نبعت من ذاك الألم المكنون داخلها أثر فقدانها لطفلها لم تدري كم طعنته تلك الجملة داخل صدره دون رحمة أو شفقة ! كانت أثرها ك جلاد يحمل السوط ليلقيه على في لحظة تخوين منه !
بينما صمتت ليان لم تتحدث مرة أخرى..
تشعر بقليل من الندم لقولها تلك الكلمات ولكنها أيضا حزينة ! تشعر بالآلام ورغبة جامحة في البكاء على طفلها الذي رحل ! ولكنها وعدت شقيقتها بأن لا تبكي.. ألا تقف مكانها..لا تستدير..فقط تسير قدما للأمام وتسعى لتوفير حياة هادئة خالية من كل تلك الإضطرابات التي تحدث..لطفلها الآخر .
ليس كل ما يمر بالحياة مهما كان قويا..حزينا..بائسا..علينا وعلى طاقة تحملنا يدفعنا للوقوع أمامه والبكاء عليه ! هناك أشياء نصطدم بها داخل اضطرابات الحياة لتجعلنا نقف نقوى نسير ونتقدم من جديد تخلق بنا روحا جديدة قوية ك عازل زجاجي قوي يحمي جوهرا من الرياح وآثاره ! تلك هي الروح التي تخلق داخلنا تلتف حول القلب تحميه مما هو
قادم.
أمسكت حقيبتها واتجهت نحو باب الغرفة لتلقي نظرت أخيرة على سيف الواقف بصمت تام ينظر للاشيء أمامه..
لم يستطع النظر إليها ! إن رآها ترحل عنه يقسم أنه من الممكن أنا يترجى بقائها معه !
في مكان آخر تحديدا غرفة چيدا..دلف فهد للغرفة و وجدها جالسة أمام النافذة تطلع أمامها بهدوء شارد ليذهب نحوها ويجلس بجانبها.
صمت فهد وهو يتطلع إليها بينما لم تنظر نحوه ظلت شاردة أمامها قط ! دموعها تهوى على وجنتيها..
چيدا.
قالها فهد بهدوء ليتقدم نحوها أكثر واكمل
بتحبيه أوي كدة على فكرة هو بيحبك اكتر منك..عارفة ليه لأنه بعد علشانك.
طالعته چيدا بعدم فهم ليكمل حديثه
ياسين مراته مټوفية من قبل ما يشوفك نظرته ليك إنه محبش يظلمك وتتجوزي واحد كان متجوز وعنده بنت كمان !
كادت أن تتحدث چيدا ل يردف فهد
مش عايزك تتكلمي دلوقت لكن ياسين مش متجوز وحبك اكتر ما حبتيه الموضوع من بدايته سوء تفاهم والغلط غلطه لانه متكلمش ف البداية ف كل حاجة اتسدت ف وشكم أنا وضحت ليك لحد ما هو يفوق بكرة ومظنش بعد اللي حصل النهاردة ياسين لما يقوم بالسلامة هيسكت.
نهض فهد من مكانه
وتوقف عند الباب على نداء شقيقته له ليستدير نحوها ويجدها تبتسم له قائلة
شكرا إنك فهمتني يا فهد واتكلمت معايا بهدوء.
ابتسم بهدوء ليجيبها
أنا فاهمك دايما يا چيدا وطول ما انت مبتعمليش حاجة غلط ف أنا وراك وبدعمك وأنا ساكت قصاد ياسين لأني مشوفتش منه أي تجاوز ولو كان حصل هو عارف رد فعلي كان هيبقى معاه ايه..
صمت لثوان ثم أكمل حديثه
ومعاك كمان.
رحل فهد بينما ظلت چيدا تفكر بحديثه عن زواج ياسين لربما كان زوجته لذلك لم يشعر بها يوما
انتبهت لطرقات على باب الغرفة لتجدها حور التي دلفت و وقفت أمامها واردفت بملل
هو انت وليان وانتوا صغيرين كنتوا بتاكلوا من كرامتكوا عشان كدة خلصت !
عقدت چيدا حاجبيها لتجلس حور بجانبها
وبعدين ما صدقت ليان خدت موقف..تيجي انت ! فهد قالي عن ياسين وده مش مبرر نهائيا يا چيدا شايفة ده عذر ! انه شايف ليك راجل تبقي اول حد ف حياته ومين قال بأن الحب لأول حبيب ما ممكن تتجوزي واحد غيره ويبقى حب قبلك عادي ! الفكرة مش ف أول حب الفكرة ف أصدق وأنقى حب يا چيدا اللي ياسين قاله ل فهد مش مبرر تماما ولو هو صح ف مكنش استنى ٣ سنين وبعدين جه يقولك انكوا متنفعوش لبعض وهو شايف حبك ليه ٣ سنين هو الحمدلله بقى كويس بكرة هيفوق ف ياريت تخلي موقفك افضل من كدة شوية هتروحيله تواسيه ف موضوع مهاب ك زمالة بس..اشتغلتوا سوى مريتوا بمواقف كتير اكيد سوى ف ده لأنك باقية على صداقة الشغل بس وأي كلام تاني هتعملي نفسك جاهلة عنه.
مش هعرف ! ع الاقل يعدي الفترة دي على خير بعدين..
قاطعتها حور
بعدين هو يبعد تاني ويبقى منظرك ايه قدام نفسك چيدا بالعكس ياسين لو شايف حبك كان خد خطوة خاصة انه عنده بنت ! لو تفكيره سليم وصح هيقول بتحبيه يبقى هتحبي بنته خاصة انها يتيمة ! فوقي شوية ممكن
ظلت تتحدث الفتاتان معا لينتهي حديثهم وترحل حور تاركة الأخرى تفكر بحديثها بينما توقف في الخارج وهي تجد فهد أمام غرفتها..
توقفت حور واردفت بدهشة من وقوفه أمام غرفتها
اخبارك ايه أسر كويس معلش معدتش أشوفه لأني..
قاطعها فهد بجدية
عايز أتكلم معاك.
هنتكلم ف ايه
الكلام اللي اتقفل من وقت ما جينا من السفر !
عقدت حور ذراعيها أمام صدرها واردفت بهدوء
واحنا مسافرين حاجة ودلوقت حاجة تانية حابب تقول حاجة اتفضل قولها وسمعاك !
تقدم نحوها پغضب من حديثها الفظ معه
نعم ! متفقناش نرجع وعدتك تخلص ونتجوز
اجابته بتذكر مصطنع
آه..سوري يا فهد بس انا شيلت موضوع الجواز من دماغي ف نسيت عرضك ليا !
نعم ..
تنهدت حور واردفت بنبرة هادئة
فهد أنا قدامي حاجات كتير أعملها ومسئوليات كتيرة مش هقدر اسيبها واتجوز ! ماما حامل وقربت تولد وغير ليان ومشاكلها مع سيف وآخر حاجة فقدان الجنين ! وغير شركة جدو اللي مسلمها ليا انا وليان وحصل عليها كل المشاكل دي ! لازم اوقفها تاني على رجليها لو حابب ردي ف هتستنى لحد ما ماما تولد وليان تظبط أمورها واظبط أمور الشركة ولو مستعجل على الرد ف لأ يا فهد مش موافقة.
قبض على ذراعيها واردف پغضب
هو لعب عيال !
حاولت أن تتملص من بين ذراعيه قائلة بنبرة حادة تحاول إخفاء توترها بها
لأنه مش لعب عيال..لازم وقت أفكر ! أنا دلوقت يعتبر الوحيدة اللي هقف بين ماما وليان والشركة ! مينفعش اتجوز واسيبهم لازم ليان تشوف هتعمل ايه هي وسيف علاقتهم متوترة كل حاجة فيها غلط ماما وحملها وحزنها بسبب كل شيء حصل ! والشركة..
وأنا همنعك من كل ده
مش هتمنعني ! بس انا كنت متجوزة يا فهد ! آه جوازي كان كله غلط بس مسئولية ! وانا ورايا مليون