الثلاثة يشتغلونها
الثلاثة يشتغلونها
بشرى نائمة فلا طاقة لديه اليوم أيضا لمشاجرة جديدة مع
بشرى يستشعرها فى كل كيانه عقد حاجبيه بشدة وهو يرى الغرفة الخالية منها تفقد الحمام فلم يجدها أيضا ليزداد إنعقاد حاجبيه حتى وقعت عيناه على ورقة بيضاء وضعت على السرير مكتوب عليها إسمه بالخط العريض تناولها تجرى عيناه على سطورها التى تقول
وقفت ساكت وانا بيتزعقلى عشان خاطر الست رحمة ملقتش جوزى جنبى يدافع عنى ومع ذلك انا مش زعلانة منك لإنى عمرى ما حسيت بوجودك جنبى كداعم لية على الأقل عموما انا مخڼوقة أوى ومش هقدر اقعد أنا وهي تحت سقف بيت واحد خصوصا وأنا فى الحالة دى عشان كدة أنا روحت لجدى صالح فى البلد هقعد عنده يومين أهدي فيهم اعصابى وهرجع تانى لو حابب تحصلنى فأنا مستنياك ولو وراك شغل فعادى إتعودت على كدة سلام مؤقت يامراد
الفصل الثامن
طرق يحيي الباب فلم يجد إجابة عقد حاجبيه يتساءل ترى أمازالت رحمة نائمةنظر إلى ساعته ليجدها السابعة صباحا ليزفر بقوة يدرك أن
أصابته الذكريات بالألم مجددا وكاد أن يبتعد عن الحجرة ولكن هاجس لديه أوقفه ماذا لو أن رحمة مازالت مريضة لذا لم تستيقظ مبكرا كعادتهاماذا لو أصابها شئ ما ليشعر بۏجع فى قلبه لمجرد التخيل ويسرع بفتح الحجرة والدلوف إليها عقد حاجبيه وهو يرى الحجرة خالية يتساءل إلى أين ذهبت فى مثل هذا الوقت أتراها ذهبت إلى الخيل وركبت إحداها وحدها وهي مازالت منهكة القوىأراد أن يقطع الشك باليقين ويتأكد بنفسه ولكن فى البداية يجب أن يمر على طفله ليطمأن عليه فقد إشتاق إليه بشدة إتجه إلى حجرة طفله ودلفها بهدوء ليتواجه مع رحمة التى ترفع طفله وتداعبه بمرح لتتعالى ضحكات هاشم المرحبة بمداعباتها تعلقت عيناها بعينيه لتنزل الطفل إلى يظل هذا المشهد الذى يراه الآن مذيبا لقلبه ولو رآه للمرة المليون فهو حلمه الذى راوده كثيرا وها هو يتجسد أمامه مرة تلو الأخرى يجبره على التفكير بأن ما يحدث هو الشئ الصحيح وأن رغبة راوية ووصيتها الأخيرة يجب ان تتحقق فرغم كل ما حدث بالماضى فلا يستطيع أن يتخيل رحمة زوجة لآخر ولا أن يتخيل أما أخرى لطفله غيرها
نظرت إلى عينيه قائلة بمرارة نطقت بها أحرفها وتلك الدموع التى ترقرقت بعينيها
غيرها ده اللى هو أنا مش كدة
ولما أنت عارف إن أنا وحشة أوى كدة يبقى لازمته إيه الكلام إنسى وصيتها خالص ولا كأنها كانت موجودة من الأساس
مال عليها وهو يقول
مش أنا اللى يوعد بحاجة وميوفيش بيها وصية راوية هنفذها أكيد مش حبا فيكى لإن الحب كان غلطة حياتى الحب كلمة مبقاش ممكن أعترف بيها مسحتها من قاموسى ومن زمان ومش ناوى أعيد غلطاتى من جديد بس كلمتى ووعدى لازم أحافظ عليهم حتى لو شايف إنك متستاهليش إسمى بس راوية شافت إنك هتكونى أم كويسة لإبنى وبما إنى مش ناوى أرتبط تانى بعد راوية يبقى عشان خاطر هاشم مستعد أتنازل وأتجوزك
ولو رفضت
إعتدل وهو يهز كتفيه قائلا بلا مبالاة يخفى بها خيبة أمل أحس بها فى أعماقه
رغم إنك وعدتى راوية بالموافقة ورغم انى إتعودت منك على إنك شاطرة أوى فى كسر الوعود إلا إن دى حريتك الشخصية عايزة ترفضى وتروحى تتجوزى توفيق إنتى حرة بس بمجرد ما تخرجى مش هيكون ليكى أي علاقة بالبيت ده أو بأي حد موجود فيه يعنى تنسى إنك من
عقدت رحمة حاجبيها تتساءل فى حيرة عن أي شئ يتحدث وما دخل توفيقما الذى جاء بإسمه فى حديثهماوكيف عرفلا يهم الآن المهم هو هذا الټهديد الصريح بإزالتها من حياتهم لا يهمها إن تبرأت منها عائلة الشناوي بأكملها فلم ترى منهم سوى القسۏة والجراح ولكن ما يهمها هو أصغر عائلة الشناوي هاشم إبن أختها الحبيب آخر من تبقى من أختها يحمل روحها هو قطعة منها هي غير مستعدة إطلاقا للتخلى عنها لتنظر إليه بنظرة جامدة لا روح فيها قائلة
كالعادة كسبت الجولة دى يايحيي زي ما كسبت جولاتنا زمان بس رحمة بتاعة زمان غير اللى واقفة أدامك دلوقتى والمهم مين اللى يكسب فى الآخر
لتتركه وتغادر يتابعها بعينيه يستقر فى أعماقهما إعجابا أظهره دون مواربة وهو يقول بهمس خاڤت وبلهجة تقرير
يمكن
كسبت الجولة دى يارحمة بس إنتى كسبتى الحړب ومن زمان
كانت بشرى تنظر إلى هذا الفضاء الشاسع أمامها تلك الحقول الخضراء
النضرة تشعر بالملل نعم لقد ملت رسم الإبتسامة على وجهها لأقاربها والذين إستقبلوها بالترحاب ولكنهم حقا مملون وبسطاء لا تجد راحتها بينهم أبدا ولكنها مضطرة للتعامل معهم ومداهنتهم فربما تحتاج إليهم فى مخططها ضد تلك الحمقاء رحمة زفرت بقوة فحتى الآن لا تجد أية فكرة لإبعادها بعيدا بلا رجعة لتقول بسخرية
وإنتى يعنى
كنتى فاكرة لما هتيجى هنا الافكار هتنط فجأة فى دماغك إصبرى وركزى
لتجد صوتا بداخلها يسألها هل ستستطيعين تحمل سماجة عائلة الشناوي وتلميحاتهم عن عدم إنجابك حتى تجدين الحل لإبعاد رحمة عن طريقكهل ستستطيعين تحمل سذاجتهم وفضولهم الريفي المثير للأعصاب
لترد وكأنها تحادث نفسها قائلة
مش مهم أي حاجة إمحى يابشرى كل حاجة تانية من دماغك وفكرى بس إزاي تإذى رحمة وتخرجيها من حياتكم بس المرة دى للأبد يابشرى للأبد
لتلتمع عيناها بشړ وهي تبتسم إبتسامة مقيتة تليق بقلب مقيت كقلبها تماما
كانت شروق تنظر إلى المائدة التى أعدتها بعناية ترى ماذا ينقصها لتتأمل هذا الأرز الأصفر والبطاطس المحمرة وشرائح البانيه وسلطة الكلو سلو وكيك القرفة تماما كما يحب حبيبها مراد الذى أخبرها بمجيئه اليوم لها على غير عادته لتطير من السعادة وتسرع بإعداد كل ما يحبه أعلن جرس الفرن عن إنتهاء ذلك الطبق الأخير والذى يعشقه مراد الشيش طاووق لتسرع إلى الفرن تغلقه وتخرج تلك الصينية التى يوجد بها الشيش وتضعه على طاولة المطبخ لتتهادى إليها رائحته الذكية وتشعر فجأة بالغثيان وأنها على وشك التقيؤ لتسرع إلى المرحاض وتفرغ كل ما فى جوفها ثم تنهض بضعف تستند إلى الحوض وهي تغسل فاهها تنظر إلى صورتها المنعكسة فى المرآة بقلق تتساءل ماالذى أصابها اليوم لقد ظنت حينما كانت تحمر شرائح البانيه وأحست بالغثيان و بأنها لا تطيق رائحة الدجاج لتسرع إلى المرحاض وتفرغ ما فى معدتها أنها ربما مصاپة بالبرد رغم أنها لا يظهر عليها أي اعراض تدل على ذلك ولكن الآن لديها حدس أن ما بها هو فقط غثيان يخص الدجاج بصفة خاصة رغم عشقها له ليصيبها القلق تتساءل هل هي
نفضت افكارها فهذا أمر مستحيل فهي تأخذ إحتياطاتها جيدا لقد كان هذا إتفاقها مع مراد من أول يوم لزواجهما لا أولاد هكذا حذرها وهي وافقت فلم تكن تحبه وقتها وبعد أن أحبته لم تطالبه بتغيير إتفاقهما فهي تدرك أنه لم يعشقها بعد لدرجة أن يريد الإنجاب منها وربما يخشى
على مشاعر زوجته بشرى والتى لا تستطيع الإنجاب هي حقا لا تدرى ورغم رغبتها الشديدة فى الإنجاب منه إلا أنها لا تستطيع أن تخالفه أو تجبره لذا آثرت أن تدع تلك الأمور للأيام فالزمن كفيل بتغيير مشاعره تجاهها ليرغب بدوره فى الإنجاب منها لكن ماذا لووو
ليس هناك ماذا لوهي ليست حاملولكنها يجب أن تقطع الشك باليقين وتجرى إختبارا للحمل ربما بعد رحيله اليوم ستفعل أما الآن فلتذهب ولتستعد لإستقبال حبيبها الذى تعشقه من كل قلبها مراد
كانت رحمة تمرر يدها على تلك الفرسة الجميلة البيضاء والتى تذكرها بفرستها القديمة مرجانة والتى لم تجد لها أي أثر فى الإسطبل حتى مرجان فرس يحيي الأسود والذى إعتاد على ركوبه معها إختفى بدوره ولم يعد لوجوده أي أثر ولكن هناك فى هذا الركن البعيد يوجد حصان يشبهه ولكنها خشيت الإقتراب منه فعلى عكس مرجان عندما رآها هاج وماج وكاد أن يكسر الباب لتبتعد على الفور خشية منه وتقترب من تلك الفرسة الجميلة الهادئة تقول بنعومة
تعرفى إنتى بتفكرينى بمينبمرجانة كانت شبهك تمام رقيقة وجميلة وحنينة ياترى راحت فين
إنتفضت على صوته الذى قال بصرامة
بعتها
إلتفتت إليه تنظر إلى ملامحه الجامدة
لتقول بهدوء
بعتها ليه
كانت تعرف الإجابة ولكنها بدت وكأنها تهوى تعذيب قلبها تهوى سماع كلماته الچارحة والتى لم يبخل عليها بها وهو يقول
لإنها بتفكرنى بيكى بالأيام اللى عشت فيها معاكى وأنا مخدوع فيكى فاكرك طيبة ورقيقة بس طلعتى فى الآخر غدارة وأكيد هي كانت شبهك وعشان كدة بعت مرجان كمان مكنتش قادر أشوف حزنه عليها بعد ما راحت أصلى فرقتهم عن بعض فرقتهم
إستمعت إليه رحمة فى ألم تشعر بطعنات كلماته
فى قلبها حادة كالسکين تقطع مشاعرها وتسبب لها ڼزيفا لا يحتمل ولكنها تمالكت نفسها قائلة فى برود
لتمشى من أمامه بإباء ويتابعها هو بعينيه تعجبه قوتها التى ظهرت كجانب آخر من رحمة لم يره من قبل ورغم كلماتها الفارغة والتى لم يفهم منها شيئا بعد إلا أنها أخرسته