الخميس 19 ديسمبر 2024

روايه ملاذي وقسوتك بقلم دهب عطيه

روايه ملاذي وقسوتك بقلم دهب عطيه

انت في الصفحة 15 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز


يتزايد داخله من ثرثرت هذا
الرجل عديم الإحساس 
كاد الأخر ان ينهال عليه بافظع الكلمات ولكن تماسك قليلا وشعر ان عليه انقاذ هذه المريضه التي لا تزال تسيل منها الډماء 
بدأ يتفحصها الطبيب بدقة ليبدأ في حل الوشاح الذي يغطي مكان الچرح وبدأ في تنظيفه ومعالجته 
سأله سالم بقلق 
مالها يادكتور
الوقعه دي أثرت على حاجه

فيها 
رد الطبيب بعملية وهو يخيط الچرح
لحياة قائلا
الوقعه اتسببت في چرح عميق شويه في راسها محتاج خياطه وهو ده اللي خلاها ټنزف ده كله
هخيط الچرح وبعدها نعملها إشاعه على جسمها كله عشان لو في اي كسور نجبسها 
بعد مرور ساعة ونصف
فتحت عينيها لتجد نفسها في غرفة بيضاء اللون غير مألوفه لها الټفت حولها ومزالت تشعر بۏجع في راسها وقدميها اليمنى التفتت ببطء لتجد سالم
يقف في نافذة المشفى ينفث بوجه شاحب وعينان مشتعلتين اشتعال قاسې ياكل الأخضر واليابس داخله همست بخفوت
سالم سالم 
نظر لها وقڈف من خارج النافذة لياتي عليها قال بلهفة وسط قتامة عينيه 
حياة أنت بقيت كويسه دلوقت لسه حسى بتعب 
نظرت له پألم وقالت بصوت مبحوح 
راسي ورجلي اليمين وجعني اوي 
مسد على شعرها بحنان قائلا بخفوت يبث الطمأنينة لقلبها 
معلشي ياحبيبتي هو بس عشان الچرح اللي في راسك مكان الوقعه كان جامد شوي فاتخيط 
ورجلك اليمين مربوطه برباط ضغط عشان فيها كدمات بسيطه معلشي ان شاء الله هتخفي وترجعي احسن من الأول صمت لبرهة وتنهد بشكر 
الحمدلله أنها جت على قد كده 
طال نظرها له وتفقد خوفه الظاهر بين ثنايا كلماته حتى هيئته وملامحه تغيرت بغرابه فكان باهت الوجه قليلا وكانه فاقد روحه ومذاق
الحياة 
لماذا كل هذا التحول هل بسبب ما حدث لها 
هل يخشى ان يفقدها أأتعني له الكثير 
شعرت بۏجع رأسها من كثرة التفكير 
فلتت منها تاوه بسيط 
حياة مالك راسك لسه بتشد عليك اقترب منها وانحنى عليها بتلقائية واهتمام اغمضت عينيها
بعدما احتلت انفها رائحته الرجولية بدون سابق إنذار شعرت ان مشاعر الشوق ولدت داخلها لتكون له هو فقط فتحت عينيها وهي ترمي هذا الشعور
قائلة بثبات 
انا كويسه بس عايزه اروح البيت 
كمان ساعتين هنمشي نطمن على الإشعه اللي عملناها على المخ سليمه ولا لا عشان انا مش هرتاح غير لم اطمن عليك وبعدين قوليلي ازاي تمشي على السلم بشكل ده اي مكنتيش شايفه 
اغمضت حياة عينيها بتعب من ذيادة ألم راسها وقدميها وقالت بخفوت 
مش عارفه ياسالم لقيت نفسي بقف على اول درج السلم وبعدين في لحظه كده لقيت نفسي بتزحلق من عليه وبنزل مره واحده وبعدها صړخت ودنيا اسودت ادامي 
مسد على شعرها بحنان وهو يزفر بضيق 
الحمدلله آنها جت على قد كده نامي شوي ياحياة
وهروح انا أشوف الدكتور ده طلع الإشعه ولا لسه 
اغمضت عينيها بتعب خرج هو من الغرفة بعد ان تنهد بارتياح فاليوم بنسبه له اصعب الايام تعب وارهاق وليس التعب والإرهاق جسدي بل نفسي وهذا الصعب بذاته 
رفع عينيه على مريم التي غفت على المقعد الجالسة عليه في ردهة المشفى قال سالم لها بصوت هامس 
مريم مريم قومي قعدي مع حياه جوا
لحد مارجع 
امأت له بالأيجاب ودلفت للغرفة التي تمكث بها حياة 
بجد الحمدلله ياسالم وجايين امته كمان ساعة
توصلو بسلامه ياحبيبي الحمدلله اغلقت الخط راضية بوجه متهلل بسعادة ولسانها لا ينطق الى
بالشكر
نظرت لها ريهام قائلة بفضول
اي ياحني حياة بقت زينه 
الحمدلله ياريهام جت سليمه شوية كدمات في رجليها وچرح اللي في دماغها اتخيط كام غرزه كده
واهيه الحمدلله بقت أحسن من الأول انا كده ارتحت هقوم اصلي ركعتين شكر لربنا 
نظرت ريهام لها باقتضاب وهي ترحل من أمامها 
هتصلي ركعتين شكر طيب الجايات اكتر
وانا مش هسيبك تتهني بيه يابنت الحړام وموتك
هيبقى على ايدي 
صدح هاتفها تناولته بين يدها وفتحت الخط
قائلة بضيق 
نعم ياقوال عايز إيه 
رد وليد من الناحية الآخره 
اي قوال دي يابت ماتحترمي نفسك في اي عندكم ياريهام حاسس بحاجه غريبه بتحصل في بيت سالم 
حركت شفتيها في زواية واحده قائلة بلؤم 
مافيش حاجه كل الحكايه ان حبيبة القلب وقعت من على السلم وسالم خدها وراح المستشفى يطمن عليها ولسه عارفين انها بقت بخير ضحكة بتهكم وغل 
من الناحية الأخرة نظر وليد لبقعة معينه وهو يسألها بشك 
وقعت من على السلم كده لوحدها 
ااه تصور عبثت في خصلات شعرها باصابعها وهي ترد عليه بمكر 
ريهام أنت اللي مدبره الموضوع ده صح 
قالت بدهشه لئيمه 
انااااا اخص عليك ياوليد دا انا حتى قلبي رهيف ولم بشوف حد متعور تعويره بسيطه جسمي بيقشعر 
مط وليد شفتيه بتقزاز 
ريهام بلاش الحركات دي عليه دا انا اخوكي وفهمك اكتر من امك اللي خلفتك 
تثابت بتصنع قائلة ببرود 
ممم طيب تصبح على خير بقه عشان من كتر قلقي على حياة معرفتش انام كويس هكلمك لم اصحى سلام ياخويا اغلقت الخط
وزفرت بضيق وڠضب والحقد
يتربع وسط طيات روحها لن تتنازل عن حقها
في اخذ سالم لها للأبد عاجلا ام اجلا ستتخلص
من حياة ولكن ستحاول ان توقف الحړب الخفية فترة زمنية حتى لا تثير الشبهات نحوها 
حملها على ذراعيه خارج المشفى كانت تتطلع عليه بهيام تكاد
ټموت من مايحدث لها 
سالم نزلني هتفت بحرج 
نظر لها بطرف عيناه ثم ابتسم حين لمح خجلها الجالي عليها 
مالك ياحياة في حاجه
ۏجعاك 
ضلت الطريق في عمق عينيه السوداء المشټعلة دوما بشعاع غريب صعب ان
تفسره خفق قلبها بهيام من أنفاسه التي تغمر قسمات وجهها ببطء 
همست له ببلاها مش عارفه مالي 
نظر لها بعدم فهم لكنه ابتسم امام عينيها بجاذبية أذأبت قلبها الهش أكثر وهو يسطرد حديثه بعبث 
لا شكل الموضوع كبير نكمل كلمنا في بيتنا 
وضعها في مقعد السيارة بجواره وصعدت مريم معهم في المقعد الخلفي 
نظر لها باهتمام قال بخشونة 
انا عارف انك لسه تعبانه وچرح دماغك لسه بيشد عليك فريحي شويه جسمك لحد مانوصل البيت 
في اثناء حديثه كان يرجع المقعد الذي تجلس عليه للخلف كسرير لتريح جسدها عليه اكتر 
هتفت بإعتراض وحرج من أفعاله وبالاخص امام مريم التي تطلع عليهم بابتسامة وحراج من
وجودها بينهم 
سالم انا مش عايزه
انام انا كويسه مش لازم 
حياة اسمعي الكلام لو مره واحده من غير متردي عليه تحدث بنفاذ صبر وهو يقود السيارة بإرهاق جالي على وجهه فساعة اصبحت السابعة صباحا وهو لم يتذوق طعم النوم من البارحة ليلا تنهدت وهي تغمض عينيها بدون كلمه اخرى عقلها يدور بل توقف وقلبها يفيض بمشاعر اشتياق غريبة لهذا الرجل الذي استحوذ على عقلها وقلبها لا يخفق بقوة وشوق الا بوجوده فاقت من شرودها وهي مغمضت العين على صوت سالم في الهاتف وهو يهاتف الجدة راضية 
ايوا ياحنيي ااه جايين عايزك توصي حد من الخدم يعمل
أكل لحياه ويكون جاهز على ماجي 
صمت لبرهة وهو يطلع على حياة المستلقية بجانبه
على المقعد ومغمضت العين زفر بتعب
لازم تتغذى كويس عشان الډم الى نزل منه ده تمام في حفظ الله 
قفل الخط بهدوء صدح الهاتف مره اخره بين يديه فتح الخط قائلا بصوت اخشن قليلا
ايوا ياعماد اجتماع إيه وزفت إيه بس بقولك إيه بلاش توجع دماغي يستنو ياعماد خليه عالاسبوع الجاي واي يعني ياعماد كل حاجه تستنى انا مش هكلم حد اعتذر بنيابه عني 
قفل الخط بضجر ثم تطلع عليها مره اخره ليرى هذا الشاش الطبي الأبيض الذي غمض عيناه بقوة وفتحهم مرة اخرى بضيق وشك يستحوذ على تفكيره 
يترى فعلا وقعتي ڠصب عنك ولا حد كان قصد يعمل فيك كده صمت لبرهة وشك يزيد داخله اكثر فصورت ريهام لا تختفي من ذهنه بعد تلك الحاډثة نفض الافكار من راسه قال بنفي 
مستحيل ريهام طب هتعمل كده ليه لا اكيد
أكيد مش هي 
و ابتسمت راضية قائلة بحمد 
حمدل على سلامتك يابتي يارب اللي كرهينك
ابتسمت لها حياة بحرج وعيناها تختلس النظر الى سالم الذي يقف خلف الجده راضية وينظر لها باهتمام عادت بعينيها الى راضية قائلة بخفوت
الله يسلمك ياماما 
ماما ماما هتفت ورد وهي تركض الى الغرفة وترمي نفسها بقوة وعفوية داخل حياة انتفض على أثرها سالم في وقفته قليلا 
براحه ياورد ماما لسه تعبانه 
نظرت له راضية بابتسامة حانية بدأ قلب حياة بالانتفاض من اثار جملته 
ح حاضر يابابا انا اسفه ياماما ردت الصغيرة وهي تمرر يدها على وجه امها بحنان حياة بقوة مستنشقه منها الحياة 
ابتسم سالم قال بحنان 
ولا يهمك ياروح بابا فداك حياة كلها قال اخر جمله مشاكسا بنيتان أهلكه قلبه من الخۏف 
ابتسمت هي بخجل ولم تعقب بلا ظلت في ابنتها 
قالت الجدة راضية لسالم 
روح أنت ياسالم ارتاح في اوضه تانيه شكلك تعبان و انا هقضي اليوم مع حياه عشان متبقش لوحدها يمكن تحتاج حآجه 
ومين قال انها هتبقى لوحدها انا معها وهعملها إللي هي عيزاه وبعدين انا كويس مش تعبان ولا في حاجه 
يابني بطل مقوحه انت شكل جسمك تعبك من
قلة النوم من امبارح 
انا كويس ياحني روحي أنت بس ارتاحي ومتقلقيش على حياة 
هتفت هذه المرة حياة باعتراض قائلة 
سالم روح ارتاح انا كويسه متقلقش عليه انت وماما راضية انا هعمل كل حاجه بنفسي و 
لم يسمح لها بالمزيد من حديثها الابله قال بضيق واصرار
يعني اي هتعملي كل حاجه بنفسك أنت مش شايفه شكلك ياهانم ولا عايزه توقعي تاني وانا مش موجود جمبك عشان الحقك 
هتفت باعتراض
يا سالم انا 
بلا سالم بلا زفت هي كلمة واحده انا اللي هقعد معاك الايام الجايا لحد مأحس انك بقيت
كويسه 
تسائلة راضية باستغراب من افعال حفيدها
طب ومصنعك وشغلك يابني 
رد عليها بتلقائية 
كل يتاجل اليومين دول وبعدين كلها كام يوم وهدي العمال اجازة العيد 
اومأت له راضية بابتسامة تشع بسعادة من بداية
تغير حفيدها مع زوجته للأفضل وايقنت ان بريق عيناه الذي يزيد اشتعال ليس إلا لمعة حب متقد !! 
نظرت حياة الى ورد وجدتها قد غفت ابتسمت وهي 
نظرت راضية نحو حياة قائلة 
الحمدلله انها نامت بليل معرفتش تنام غير ساعتين من قلقها عليك طلعه حنينه اوي زي
سالم وحس اختفت الكلمة بعد ان ادركت ماتتفوه به صمتت وغيرت مجرى الحديث بعد ان لمحة شرود حياة الحزين وڠضب سالم
الواضح وهو
ينظر الى شرود زوجته في أخيه المټوفي 
هاتي ياحياة ورد احطها في
اوضتها عشان تعرفي ترتاحي اخذت الصغيرة وخرجت واغلقت الباب خلفها 
نفض سالم غيرته وغضبه جانبا فا لا داعي لكل هذه الأشياء الان يجب الاطمئنان عليها وترك الماضي وذكرياته خلف ظهره الان 
تنهدت حياة وبدات بفك حجابها پاختناق من حرارة الجو اقترب سالم منها وجلس مقابل لها
مسك يدها التي تحل الحجاب ببطء ثم قبل
ان تسأله عن مايفعله وجدته يقول بحنان 
متعمليش حاجه ياحياه عشان متتعبيش 
على الأقل النهارده 
بدأ بفك حجابها من حول راسها انساب
 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 39 صفحات