عهد يمين
انت في الصفحة 17 من 17 صفحات
على المخزن القديم وهيوها
لن يتركهم يفعلوا هذا بزوجته أمسك ه وتفقده وهو يغادر مكتبه وقال
اسمعي كويس يا زينب الكلام ده ونفذيه خدى الأولاد من البوابه الخلفيه ووديهم عند أشرف السواق وقوليله ياخذهم على شقه المقطم ويفضل معاهم
أو زينب برأسها في خوف وفعلت كل ما طلبه منها ممدوح وهي تدعو الله أن يكون كل شيء على ما يرام وألا يصيب ممدوح وزوجته أي مكروه فهي تعتبر ممدوح بمثابه ابنها
لن يدع هذا الشيء يحدث يعرف والده جيدا إذا أراد فعل شيء من أفعاله القذره سيستعين بمساعده أيمن أمسك هاتفه واتصل بأيمن الذي أجاب بعد عده مرات
من الاتصال
اسمعني كويس يا أيمن إياك حد فيكم ېلمس شعره من مراتي
رد أيمن متلعثما
أنا مش فاهم أنت تقصد إيه يا ممدوح بيه
حسنا لم يترك له سوى خيار واحد
أي حاجه هتحصل لمراتي هتحصل لمراتك اللي رجالتي دلوقتي عندها في البيت
يعرف أن ممدوح سينفذ تهديده حقا إن حدث شيئا لزوجته هتف قائلا برجاء
أنا مليش دعوه والله أنا بس بنفذ أوامر توفيق بيه
أومأ أيمن برأسه وعزم على فعل ما طلبه منه ممدوح فليذهب توفيق إلى الچحيم لن يضحي بزوجته وأولاده من أجله
نظرت له بضيق وهو يضحك غير عابئا بنظراتها الغاضبه صاحت ريهام قائله بانفعال
بطل ضحك بقى يا سامح
هتف بها سامح بعدما استطاع كبح ضحكته بصعوبه بالغه فمن كان يصدق أن أمجد وممدوح تربطهما صله قرابه قويه لهذه الدرجه تنهدت ريهام قائله بحزن
أمجد لحد دلوقتى مش مستوعب ولا قادر ي الموضوع وبصراحه عنده حق الحكايه دي صعبه قوي عليه
شقيقته محقه فأمجد يكره ممدوح كثيرا كيف سيت هذه الحقيقه الصادمه
خديها نصيحه مني يا ريهام أنت تجيبي شيكاره ليمون وتعصريها في كوبايه وتخلي أمجد يشربها يمكن يهدي شويه
رمقته بسخط وڠضب كيف يمكنه المزاح في ظل هذا الوقت المشحون بالتوتر!
الموضوع محتاج شويه وقت وكل حاجه هتبقى طبيعيه
قالها سامح وهو يتمنى حقا أن يكون كل شيء على ما يرام مع مرور الوقت
أغمض عينيه براحه شديده لم يشعر بها منذ زمن طويل وأخيرا شعر بهذا السلام الداخلي يغزو كيانه بعدما أمر بالقبض علي توفيق استمع إلى تسجيل اعتراف توفيق پ عمر وهايدي والذي قدم نسخه منه إلى الشرطه لا ينكر أن يامن ساعده في إنجاز الأمر بسهوله لم يكن يتوقعها استطاع يامن الحصول على تصريح النيابه بشكل سرى من خلال صديقه الذى يعمل بالنيابه ليتم الأمر بشكل قانونى
بعد كل شيء فعله يامن من أجله لا يصدق أنه حقا تخلى عن عمر وتركه ولا يصدق أن مدحت ېكذب أيضا بعد المواجهه التي حدثت بينهما بالأمس أقسم له مدحت أنه يقول الحقيقه ضړب ياسر الطاوله وسأله متحيرا
إذا كنت أنت فعلا بتقول الحقيقه ويامن بيقول الحقيقه معناها مين اللي كذاب
حك مدحت مقدمه رأسه وهتف بشرود
عندك حق تحتار يا ياسر أنا نفسي بقيت محتار ومش مصدق أن يامن يعمل كده بعد ما ساعدك وخلى صاحبه وكيل النيابه يجيب التصريح بهدوء ومن غير شوشره عشان توفيق ما يعرفش بالموضوع ويعمل حسابه
وضع رأسه بين كفيه وتنهد فى سأم فكر كثيرا في كل كلمه قالها يامن ومدحت انتفض فجأه عندما تذكر هذا الأمر الذي غفل عنه
نوال!!
قالها بشرود وهو يضيق عينيه كيف نسى كره نوال الشديد له
تذكر عندما أخبره يامن أنه سيذهب برفقه حبيبه إلى الطبيبه وأخبرته جميله أيضا أنها ستذهب إلى منزل صديقتها هذا يعنى أن
نوال بمفردها الآن فى المنزل غادر منزله على الفور وقد عقد العزم على جعلها تقول الحقيقه
إيه الملل ده بس مبقاش فى أفلام حلوه بتتعرض فى التليفزيون!!
تمتمت بها نوال وهي تقلب بين قنوات التلفاز بملل اعتادت دائما على مشاهده التلفاز عندما تكون بمفردها فى المنزل ضيقت عينيها ورفعت حاجبيها بتعجب عندما سمعت صوت الجرس تسائلت داخلها من يمكن أن يأتي لمنزلها الآن
هل يعقل أن يكون لصا
نفضت هذه الفكره الغبيه من رأسها مستحيل أن يأتي لمنزلها لصا في وضح النهار و يطرق بابها تسمرت مكانها وتخشب ها عندما فتحت الباب ورأته يقف أمامها ما الذى أتى به الآن وماذا يريد
منها
تنهد قائلا بهدوء
هفضل واقف كتير قدام الباب
أشارت
له بيدها إلى الداخل وهي تفسح الطريق أمامه سألته بتوجس وهي تتمنى ألا يكون حدثها صحيح
أنت جاي هنا ليه
رمقها بهدوء وهو يجلس على الأريكه وأشار لها لتجلس أمامه وبها بسؤاله
عملت ليه كده يا نوال
قصدك إيه
نطقت بها نوال وهي تحاول
السيطره على إنفعلاتها وتابعت قائله پحده
أنت بتتكلم عن إيه بالضبط
نظر لها ياسر بوجوم فقد تأكد الأن أنها المسؤوله عن كل ما حدث
أنت فه كويس أنا قصدى إيه بلاش اللف والدوران
صاحت ببعض
الكل وهى ترمقه پغضب لم يستطع ياسر تمييز الكل التي تهذئ به بسبب سرعتها فى الحديث صړخ فى وجهها پغضب وقد وصل غضبه إلى ذروته
امتى هتبطلى عمايلك دي يا شيخه كل اللى فى سنك دلوقتى بيعملوا لأخرتهم عشان فين أن مش فضلهم كتير فى الدنيا وأنت لحد دلوقتى بتكدبي وتنكري معقول مش خاېفه تى بكره أو بعده والذنب ده متعلق فى تك
بكت نوال بحرقه وهى تتذكر ما حدث منذ بضع سنوات
فى منزل يامن
كانت نوال تحمل بيدها دلو ماء وتتوجه به إلى باحه المنزل لتنظفها عندما اصتطدمت بيامن الذي سقط هاتفه فى الماء نظرت نوال إلى الهاتف بتأفف وقالت
التليفون شكله باظ
انتشل يامن هاتفهه من الماء وحاول تشغيله لكنه لم يعمل زفرت نوال بضيق وتمتمت
استغفر الله العظيم أنا مش فه إيه اللي بيحصل ده!!
حاول يامن تشغيل هاتفهه مره أخرى ولكنه فشل
أنا هنزل أروح أصلحه لو اتصلح خير وبركه متصلحش هجيب بداله مش معقول هنضايق نفسنا عشان خاطر موبايل!!
بعد مرور أكثر من ثلاث ساعات كانت تقوم نوال بتقطيع بعض الخضراوات برفقه جميله وملامح الضيق تسيطر على وجهها لاحظت جميله ذلك فهتفت بتساؤل
مالك يا ماما مضايقه ليه
أجابتها نوال بضيق وهي ت البطاطس
مش فه أخرتها إيه مع أخوكى
لم تفهم جميله ما ترمى إليه نوال إلا عندما استكملت نوال كلامها قائله پغضب
كل ما أفتح معاه سيره الجواز يقول مش وقته ويغير الموضوع
تابعت بنبره جمعت بين الحقد والغل والڠضب
مش فاهمه هيفضل كده لحد امتى وياسر ابن راويه اتجوز وخلف ومراته حامل دلوقتى للمره التانيه
استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم
قالتها جميله بضيق فهى لا تفهم لماذا تكره والدتها ياسر لهذه الدرجه
في هذه اللحظه سمعت كلا منهما صوت رنين الهاتف أجابت نوال على الفور ليأتيها صوت مدحت الذي أخبرها بضروره حضور يامن إلى المستشفى من أجل عمر تمتمت نوال بغيظ
يعنى هو مفيش غير يامن ابني يديله ډم ميديله هو الډم لازم يشحطط ابنى ويخليه يروح المستشفى
بعد مرور بعض الوقت عاد يامن إلى المنزل وأخبرته جميله أن مدحت اتصل به وعندما سألها عن السبب قالت له نوال بضيق
مش فه أقوهالك إزاي يا يامن بس ياسر وإيناس إتخانقوا النهارده وهما بيتكلموا في التليفون وهي راحت بيت أبوها لأن ياسر زودها معاها أوي في الكلام
نظر لها پصدمه وذهول في آن واحد لا يتصور كيف يفعل شقيقه هذا بزوجته ووالده طفله
اللي عمله ده مش لازم يتسكت عليه أنا هكلمه دلوقتي من موبايل جميله وهبهدله
اقتربت منه نوال وأمسكته من ذراعه قائله
متدخلش في الموضوع ده يا يامن لازم ياسر يتعلم يحترم مراته وأنه يحل مشاكله بنفسه لأن بنات الناس مش لعبه وأظن أنت مترضاش لأختك لما تتجوز أن جوزها يعمل معاها كده
هز يامن رأسه موافقا على حديث والدته لا يجب أن يتدخل في هذه المشكله أخبر يامن مدحت عندما اتصل به أنه لن يتدخل في أمور ياسر ومشاكله أخبره أيضا أنه يثق أن ياسر يستطيع التصرف فى الأمر دون تدخله
هز ياسر رأسه عده مرات لم يتصور يوما أن نوال تكرهه لهذه الدرجه كيف يمكنها فعل هذا الشيء بطفل صغير لم يتجاوز الخامسه من عمره!!
أنا مكنتش أعرف أن مينفعش حد تاني غير يامن يتبرع پالدم لعمر صدقني أنا
صړخ في وجهها پغضب
اخرسي أنت لسه ليك عين تتكلمي بعد اللي عملتيه نفسي أفهم ضميرك كان فين وأنت بتعملي كده!!
أخفضت نوال رأسها أرضا بخزي تبكي ب وتعض أصابعها من الندم بسبب فعلتها النكراء رمقها ياسر پغضب وإزدراء وكاد يغادر ولكنه رأى جميله تقف أمامه وترمق نوال بنظرات غاضبه
ليه عملت كده يا ماما
تعالت شهقات نوال عندما تأكدت بأن جميله سمعت كل حديثها شعرت في هذه اللحظه أنها خسړت كل شيء
استعادت سيرين وعيها داخل المخزن وتذكرت كل ما حدث معها في غرفه توفيق وسها تسللت بخفه إلى الخارج دون أن ينتبه أيمن وباقى الرجال حاولت جاهده ألا ت أي صوت ونجحت في ذلك ولكنها تفاجئت بسها التي أشهرت ھا في وجهها وأت أغمضت عينيها بقوه مستسلمه لمصيرها ولكنها شعرت بمن استند عليها واستقرت اله في ه
ممدوح!!
قالتها پصدمه بعدما رأت ممدوح الماثل أمامها
الفصل السابع عشر والأخير
صف سيارته أمام مخزن والده وترجل منها وهو يحمل رأى سها وهي تشهر ھا في وجه سيرين فوقف أمامها أسندت سيرين ممدوح وقالت بلهفه
أنت كويس
أومأ برأسه عده مرات قائلا
أيوه
دوى صوت سيارة الشرطه في أنحاء المنطقه وخرج منها الضابط برفقة مجموعه
من العساكر وحاصروا المخزن توجه الضابط ناحية ممدوح الذي قال وهو يشير بإصبعه ناحيه سها
دي الست اللي حاولت ټ مراتي ولولا أنى وصلت أنا والرجاله في الوقت المناسب كان زمانها
نظر ممدوح إلى رجال والده نظره ذات مغزى فهمها أيمن وباقي الرجال لم يسلمهم ممدوح إلى الشرطه لأنهم امتثلوا لأوامره ولم يوا زوجته
حضرت سياره إسعاف لنقل سها إلى المشرحه وحضرت سياره أخرى وأخذت ممدوح إلى المستشفى بعدما خارت قواه
البوليس بره يا توفيق بيه وعايزين حضرتك!!
قالتها الخادمه لتوفيق الذي ظهرت على وجهه علا التعجب والاستنكار خرج من غرفة مكتبه وتوجه إلى باحة المنزل حيث يقف رجال الشرطه ورمق الضابط
بازدراء وهو يقول بنبرة محتده
أنتم عايزين إيه بالظبط
بادله الضابط نظرته بأخرى ساخطه وقال
ساخرا
وهو يشير إلى اثنين من العساكر بوضع الأصفاد في يد توفيق
جايين نقبض عليك مش معقول هنيجي نشاهد جمالك
وضع العسكري الأصفاد في يد توفيق الذي صاح پغضب
أنا هوديك في داهيه شكلك مش ف أنا مين و أقدر أعمل فيك إيه
زفر الضابط وهتف بنفاذ صبر وهو يركب السياره ويتبعه العساكر وهم يجرون توفيق
نفس الأسطوانه المشروخه كل ما أروح أقبض على واحد يقول أنا هعمل وهسوي ما بيزهقوش دول ولا إيه!
أدخل العساكر توفيق سيارة الشرطه البوكس وانت السياره متوجهه إلى المديريه
كانت تركض بسرعه في رواق المستشفى غير عابئه بنظرات الجميع المصوبه نحوها وصلت إلى غرفته وهي تشعر بالتردد لا تعرف ماذا تفعل إما أن تدخل وإما أن تتراجع خياران ليس لهما ثالث حسمت أمرها وكادت تدلف إلى الغرفه ولكن استوقفها صوته وهو يسألها
أنت متأكده من الخطوه دي
التفتت له والدموع تهطل من عينيها بغزاره على وجنتيها وهمست بنبره متحشرجه
لازم أشوفه ده ابني اللي اتحرمت منه يا أمجد
يخشى عليها من المواجهه فهو على يقين بأن ممدوح سيطردها فور دخولها غرفته تنهد بضيق وقال
على فكره اله كانت في ذراعه وهو دلوقتي كويس
سكت قليلا واستكمل قائلا بسخط
قاعد في الأوضه جوه زي القرد
رمقته هدير بحنق وقالت
متنساش أن ممدوح يبقى ابني ف يعني إيه ابني يا أمجد
يعرف هذا جيدا ولكنه لا يمكنه ت الأمر بهذه السهوله التي تعتقدها عمته ليس من السهل ت حقيقه أن عدوه اللدود أصبح بين ليله وضحاها ابن عمته زفر أمجد بحنق وقال
أنت مش متوقعه مني أني أحبه صح!
زفرت بضيق ودلفت إلى غرفه ممدوح ليتبعها أمجد فهو لن يتخلى عنها في هذا الوقت العصيب
أنت إيه اللى جابك هنا
صاح بها ممدوح في وجه هدير التي تبكي وتنتحب ب كيف ستخبره بكل شيء وهو لا يريد رؤيتها
نظر له أمجد پغضب وقال
اتكلم معاها لوب كويس أحسنلك
لم يهتم ممدوح بټهديد أمجد فكل ما يشغل تفكيره والدته التي أتت بعد كل هذه السنوات إليه وتذرف الدموع من أجله هل ندمت على فعلتها الآن
لن يسامحها أبدا مهما فعلت من أجله هذا الچرح الذي جرحته له عندما تركته لم ولن يلتئم صړخ في وجهها پغضب
اطلعي بره أنت وابنك أنا مش عايز أشوفكم
نهض من ه عندما رأها لم تحرك ساكنا حاولت سيرين منعه ولكنها
لم تستطع ولكن دفعه أمجد بعيدا عنها ولكمه في وجهه صړخت هدير بجزع بقوه من قميصه عندما رأته يحاول لكم ممدوح مره أخرى وقالت پغضب
متمدش إيدك على ابني يا أمجد
هتف ممدوح بتهكم وسخريه
ونعم الأمهات الصراحه عمري ما هشوف أم زيك أبدا
أمسكت هدير بيده وهتفت برجاء
الموصوع مش زي ما أنت مفكر اسمعني الأول وبعدين احكم
أشاح ممدوح بوجهه بعيدا عنها تدخلت سيرين وهمست بجوار أذن ممدوح
سيبها تقول اللي هي عايزاه لأن ممكن تكون فاهم كل حاجه غلط
أخبرته هدير بالحقيقه التي لم يصدقها إلا عندما ذهب لزياره توفيق في السچن وألح عليه ليخبره الحقيقه
تغيرت أمور كثيره خلال سته أشهر قاطع يامن وجميله نوال بعدما عرفا أنها خدعتهم أدرك ممدوح الحقيقه التي خدعه والده بشأنها طوال حياته وأن والدته لم تتخلي عنه وأصبحت علاقته بوالدته جيده وأيضل تحسنت علاقته قليلا بأمجد
ذهب ياسر برفقه إيناس إلى البلده لحضور حفل زفاف عادل والذي تت ولاء زواجه أخيرا من ناديه حاولت نوال كثيرا التحدث مع يامن ولكنه لم يعطها الفرصه فهو لا يزال غاضبا منها
الوحدة سم قاټل يك ببطء كيف يمكن أن يحتمل أي شخص أن يكون وحيدا ومنبوذا
ابتسم بسخرية فهذا ما يجب أن يحصل عليه بعد كل ما فعله في حياته غمغم بسخرية وهو ينظر بحزن إلى النافذه
مبقاش ليك حاجه في الدنيا دي يا توفيق ابنك اتخلى عنك ومسألش فيك بعد
ما عرف الحقيقه ومراتك فضلت طول عمرها تستغلك وفي الأخر ابنك
عاد بذاكرته إلى اليوم الذي حضر به ممدوح لزيارته
ابتسم توفيق بشدة عندما رأى ممدوح يقف أمامه ولكن سرعان ما اختفت ابتسامته عندما رأى ابتعاد ممدوح عنه نظر له توفيق بتعجب بينما رمقه ممدوح بجمود أن يقول ببرود
أخبارك إيه يا توفيق بيه
نظر له توفيق پقهر وحزن ابنه الوحيد الذي ظل ينتظره لكي يأتي لزيارته يتعامل معه وكأنه شخص غريب
عنه ابتلع غصه مريرة في حلقه
أن يردف
توفيق بيه! هي كلمة بابا صعبة عليك أوي كده يا ممدوح
زفر ممدوح أنفاسه بملل فهو ليس لديه الوقت لهذه الدراما الحزينه وهتف قائلا بنبرة ساخرة
أنت متخيل أنها هتكون سهله! أنت واحد عشت حياتك كلها تابع لمراتك ومش عملت حساب لابنك الوحيد كنت دايما بتفضلها عليا في كل حاجه فاكر وأنا صغير لما كنت أجي أشتكيلك منها أنت كنت بتعمل إيه
سكت ممدوح قليلا ليرى تأثير حديثه على والده أن يتابع
أنا جاي هنا النهارده
عشان أعرف الحقيقة
عقد توفيق حاجبيه في دهشة فهو لا يدري ما الذي يقصده ممدوح بالحقيقة
سأله توفيق بتوجس
حقيقة إيه اللي بتتكلم عنها وعايز تعرفها
جلس ممدوح على الكرسي المقابل لتوفيق ونظر إليه بقوه وهو يردف بجمود
حقيقة أمي اللي أنت فضلت طول عمري مفهمني أنها اتخلت عني
نظر له توفيق بذهول وصدمة ولم يتكلم غمغم ممدوح ساخرا وهو يضحك پقهر
يعني الحكاية دي كمان طلعت بتكدب عليا فيها أنا نفسي أفهم إيه اللي أنت استفدته من ده كله
طأطأ توفيق رأسه بخزي وحاول أن يتحدث ولكن قاطعه ممدوح بحدة
أنا النهارده أبويا ماټ هعتبر من دلوقتي أن مليش أب
رفع توفيق رأسه وأمسك بيد ممدوح أن يغادر وقال
استنى يا ممدوح اسمعني أنا
قاطعه ممدوح وهو ېصرخ في وجهه
أسمع إيه بالظبط أسمعك وأنت بتقول أنك حاولت ټ مراتي! ولا أسمعك وأنت بتقول أنك فضلت تخدعني طول عمري وأنا صدقتك زي الغبي! ولا تكون عايزني أسمعك وأنت بتقول أنك طفل بريء لمجرد أنك ټنتقم من أبوه في حاجه هو عملها مساعده لصاحبه أنت مينفعش يتقال عليك بني آدم
تركه ممدوح وغادر غير عابئا بنظرات توفيق المتوسله له بأن يبقى
انتظر توفيق طوال ستة أشهر بأن يأتي ممدوح لزيارته مرة أخرى ولكنه لم يأتي كفكف دموعه بيده أن يغمض عينيه للأبد وتصعد روحه إلى بارئها
عشان تعرفي أن أنا عندي حق
قالتها جميله بفخر وتباهي وهي تنظر إلى صديقتها تنهدت مروه ى عندما رأت زميلتها أمنيه وهي تجلس في زاويه بعيده عن الجميع ومعالم الوجوم تكسو وجهها وقالت
شايفه حالتها
عامله إزاي يا جميله مش مصدقه أن مروان يعمل فيها كده أنت طلع عندك حق الشاب اللي بيصاحب بنات عمره ما هيتغير حتى لو اتجوز ملكه العالم في الاحترام حسبي الله ونعم الوكيل فيه ربنا ينتقم منه
تأملت جميله أمنيه بشرود ليست هذه هي زميلتها التي تعرفها ويعرفها الجميع بالصبر والحيويه لم تتوقع أن ټها خېانه مروان بهذه الطريقه امتعضت ملامحها عندما تذكرت هذا الذي خان زميلتها زواجه منها حملت حقيبتها وتوجهت برفقه مروه ناحيه أمنيه للتخفيف عنها وبث الأمل والعزم داخلها من جديد
شعر ممدوح بالصدمة بعدما علم باڼتحار والده داخل السچن ولكنه تلقى هذا الخبر بثبات وجمود أثار دهشة جميع من هم حوله لم تقل صدمة سامح وريهام عن صدمة ممدوح وشعرت ريهام بالحزن عليه فقد عاش ظالما وماټ وحيدا وخسر حياته وخسر آخرته
زفر أمجد أنفاسه بهدوء أن يهتف قائلا وهو يصوب نظره نحوهما
أنتم ملاحظتوش أن ممدوح مزعلش عليه
هز سامح رأسه نافيا وقال
بيتهيألك ممدوح زعلان أوي عليه بس هو متعود طول عمره أنه ميظهرش انفعلاته قدام أي شخص حتى لو كانت مراته
تنهدت ريهام بضيق وهي تمسح صفحة وجهها
خلاص يا جماعة اقفلوا السيره دي بالله عليكم احنا كل اللي هنعمله أننا ندعيله بالرحمة والمغفرة حتى لو كان شخص مش كويس
بعد مرور خمس سنوات
أقام يامن حفلا بمناسبه مناقشه جميله رسالة الماجستير ياسر جميله و رأسها وهو يقول
مش مصدق أن القرده الصغيره ناقشت رساله الماجستير النهارده
عبس وجه جميله بطريقه طفوليه فعلى الرغم من تجاوزها الثامنه والعشرون من عمرها لا يزال ياسر يناديها قرده ابتسم يامن ولكز ياسر بخفه في وقال
متقولش عليها قرده
أمسكت راويه بأذن ياسر وقالت پحده مصطنعه
بطل كلمه قرده دي بقى أختك مش صغيره عشان تقولها قرده
نظرت جميله بحزن إلى صوره نوال التي ماټت منذ ثلاث أعوام
بعدما سامحها يامن
حضر سامح ومريم برفقه ابنهم ياسين وأيضا حضر أمجد وريهام لتهنئه جميله التي شعرت أخيرا بالسعاده التى تمنت الحصول عليها ودعت الله أن يظل شقيقيها معا وألا يتفرقا مره أخرى
تمت بحمد الله