رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن (كاملة)
رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن (كاملة)
الذي تفكر به ويعلم أن فضولها هو من يسحبها خلفه دون إرادة منها فأعطى لها الفرصة وتركها لترى ما تريد
أشار إليهم بالجلوس على الأريكة المقابلة لمكتبة وذهب هو الآخر ليجلس كما كان ناظرا إليهم بكبر وعنجهية ثم قال متسائلا
انتوا رفضتوا الشاب اللي أتقدم لبنتكم كام مرة لسبب مش منطقي
أجابه شقيقها قائلا بجدية
منطقي بالنسبة لينا
علشان معندوش أرض
أومأ إليه الآخر وأجابه بتأكيد
أيوة
سألهم جبل مرة أخرى بخبث متواري خلف كلماته البسيطة التي تدل على أنه يريد معرفة أن كان هذا هو السبب فقط
في أي حاجه تانية تعيبه
تحدث والدها بجدية يقول الصدق
الشهادة لله لأ يا جبل بيه
ابتسم بهدوء وأبعد نظره إلى ذلك المتهور الفظ وسأله بجدية
أومأ برأسه يمينا ويسارا وقال
لأ لسه
أعاد جبل السؤال مرة أخرى
خاطب
نفى مرة أخرى وقال بهدوء ينظر إليه ولا يدري ما السبب خلف أسئلته الذي لا علاقة لها بالأمر
لأ بردو لسه هخطب
كرر أسئلته واستمر تحت أنظار الجميع وهو واثق من حديثه ويعلم ما الذي سيصل إليه في النهاية
عندك أرض
حرك رأسه يمينا ويسارا نافيا
لأ معنديش
استمعت إليه وهو يجيبه بسخرية يعود إلى ظهر المقعد يستند عليه بعنجهية بعد أن أوقعه بالفخ
يبقى مش هتتجوز بقى
أجابه الآخر بضيق
ليه إن شاء الله ناقص ايد ولا رجل ولا يمكن ناقص حاجه تانية
أشار إليه بيده بعدما نظر إليه بعمق وأتى فوق رأسه بخيبات لم يفكر بها يقول بقسۏة ضارية مهينا إياه في نهاية حديثه
وجده صمت هو ووالده ينظر إليه بعمق ونظرات الكره حلت على وجهه لأنه تغلب عليه بالحديث فقط إلى الآن فتابع جبل بحديث عقلاني
الجواز بيتم بناء على أسباب كتير منها القبول والرضا بين الاتنين الحب لو موجود قبولك للي متقدم على أساس هو محترم ولا لأ شغال ويعرف يصرف على بيت ولا لأ وأسباب زي كده مش علشان معندوش أرض ملك
استمعت إلى قسوته في الحديث وهو يتقدم منهم مرة أخرى يضع يده على المكتب يوجه عينيه الذي حولها لعيون مرعبة قائلا
كلنا عارفين أن حتى اللي عنده أرض ملك في الجزيرة فهو وأرضه وماله وعياله ملك ليا... يعني الكل على الجزيرة معندوش حاجه
أومأ إليه الرجل پخوف وفزع بعدما تحدث جبل بهذا الحديث
أيوه يا جبل بيه أيوه
وقف على قدميه وأصدر حكمه الذي خرج كفرمان واجب التنفيذ دون النقاش بأي حرف به
بنتك هتتجوز.. بس المرة دي جواز على سنة الله ورسوله في حضورك وحضور أخوها وحضور الجزيرة كلها وفرحها ولو حاجه ناقصة في جهازها عندي أنا
وقفت الفتاة بعد وقوفه عن المقعد احتراما له وهما أيضا فعلوا مثلها ولم تستطع كبح دموعها في الخروج من عينيها.. فهي لم تخطئ عندما قصدت جبل العامري
تقدم منهم يضع يده في جيبه ونظر إلى شقيقها وخرجت الكلمات من فمه بټهديد واضح وصريح لهم
هتخرج من هنا معاكم.. الله وكيل ما حد يمس شعره منها أو من جوزها لاسفره مع اللي سافروا
أومأ إليه الرجل وهو يرتجف خوفا على ابنه إن أخطأ فلن يتحمل أحد منهم عقابه
كلامك هيتنفذ يا جبل بيه.. هيتنفذ
ابتسم بزاوية فمه قائلا بثقة
أنا عارف أنه هيتنفذ
وقف جبل أمام بوابة القصر الداخلية وصاح بصوت عال كي يستمع إليه لأنه كان عند البوابة الخارجية
جلال.. متدلوش حاجه السلاح مش أي حد يشيله لما تبقى تعرف تشيله إزاي الأول ابقى تعالى خده
نظر إليه الشاب ببغض وڠضب شديد يشعر به تجاهه فوالله لو تركوه
عليه لمحى اسم جبل العامري من الوجود
جذبه والده وهو يخرج به وبابنته بسرعة شديدة قبل أن يتحدث ويخطأ في الحديث فهو لا يريد سلاح فليس هناك أكثر منهم على الجزيرة..
دلف إلى الداخل وقف في ردهة القصر أمام الدرج وخرجت هي من المكتب وقفت أمامه ابتسمت بسخرية وهي تقترب منه ثم قالت
خبيث ومكار
غمزها بعينيه متهكما
وأعجبك
هناك من يقف على بوابة القصر خرجت ذكية من الداخل وفتحت البوابة لتطل من خلفها فتاة في العشرينات
وقفت أمام البوابة ببنطال من الجينز الضيق وقميص بنصف كم تتطاير خصلاتها البنية على جانبيها.. جوارها حقيبة سفر كبيرة وبيدها غيرها..
استدار جبل الذي يحمل وعد على ذراعه ينظر ليرى من أتى من حراسه لكن قلبه خفق بقوة فجأة عندما رآها تقف أمامه..
ثبتت نظرات عينيه عليها ترك وعد تهبط من على ذراعه دون حديث لتقف جوار والدتها وأعتدل هو في وقفته مرة أخرى ينظر إليها بعينه الخضراء..
ابتلع غصة مريرة وقفت بحلقة كما وقفت الذكريات بعقله الآن تسير بشريط سريع وكأنه على حافة المۏت..
دقات قلبه المتعالية ونظرات عينيه نحوها جسده الذي بقي متشنجا بعد رؤيتها وملامحه التي تغيرت مئة وثمانون درجة جعلو زوجته تنظر إليها هي الأخرى باستغراب.. فلم يأتي عليها الوقت الذي تراه يقف به هكذا مسلوب الإرادة غير قادر على التحرك فقط ينظر وعيناه لا تحرك اهدابها..
تقدمت هي إلى الداخل وتركت الحقائب في الخارج دلفت القصر وهي تنظر إليه بقوة كما يفعل حنين داخل قلبيهما يحرك عينيهما على بعضهم البعض.. لهفة ولوعة حاړقة لكل منهما.. إحداهما خائڼ والآخر مطعون پسكين الحب في قلبه!..
تحركت شفتيه ببطء وصوته خاڤت للغاية تسيطر عليه كثير من المشاعر التي لم يستطع تحديدها ندم وقهر لهفة واشتياق خذلان وحزن
تمارا
ما أن تفوه باسمها حتى تركت وعد والدتها وتقدمت منه لأنها شعرت بالضجر لأجل أنه تركها وهي كانت تريده تمسكت ببنطاله قائلة بقوة
بابا
هذه الكلمة انتشلت الجميع من الحالة الذي هم بها نظرت إليها تمارا بذهول واستغراب وحزن شديد ونيران اشتعلت داخل قلبها في لحظة واحدة بعدما كانت شعرت أن القادم سيكون أفضل..
وهو نظر إليها بقوة وكأنها تخرجه من الحالة الذي بها تنبهه بوجودهم معه هنا هي ووالدتها..
بينما تلك المسكينة التي كانت تقف لا تفهم ما يدور حولها نظرت إلى ابنتها مشفقة عليها فيبدو أنها قريبا ستفقد الأب الآخر الذي اكتسبته في فترة صغيرة..
نظرات من ثلاث أعين تنبع محتواها من داخل قلبهم وكل نظرة تخرج من قلب تعبر عما به إن كان اشتياق أو حړقة أو ندم..
يتبع
رواية سجينة جبل العامري
للكاتبة ندا حسن
سجينة_جبل_العامري
الفصل_الحادي_عشر
ندا_حسن
تقدمت تمارا بخطوات مترددة غير ثابتة على الأرضية عينيها مثبتة على أعين جبل الخضراء المهزوزة ملامحها تقول أشياء كثيرة أثناء سيرها تجاهه..
وقفت أمامه مباشرة وبينهم زينة وابنتها تابعته بعينيها ثم أردفت بنبرة مليئة بالحنين
جبل..
نظرات عينيه تتابع تفاصيل ملامحها التي تغيرت كثيرا قټلت البراءة بهما قټل الحب ومعهم قټلت لهفته إليها وعليها.. المتواجد الآن مشاعر مختلطة لا يستطيع تفسيرها ولكنه يعلم أنها بسبب قدومها المفاجئ أعادت إليه ذكريات راحلة منذ سنوات كتيرة..
وقامت بفتح چروح غائرة كانت قد التئمت وشعر بالإهانة والشفقة تجاه نفسه وهو يحاول أن يداوي هذه الچروح..
الآن بكل بساطة فقط لأجل رؤيتها من جديد تفتح چروحه هذه!..
اخفضت نظرها إلى الطفلة وعد دارت عيناها عليها بقوة وعلى ملامح وجهها ترددت الكلمة مرة أخرى في أذنها فرفعت بصرها إليه متسائلة بنبرة مرتعشة
أنت اتجوزت
ضغط على فكه بشدة أغمض عينه بعمق وبقوة ثم فتحهما مرة أخرى وحاول استعادة نفسه وهو يقول مؤكدا
أيوه.. اتجوزت
أكمل ناظرا إليها بقوة عيناه تنظر إلى عيناها مباشرة وكأنه يقول لها لا مكان للحب أو الضعف لا لمكان لوجودك في قلبي ولا مكان لچروح غائرة منك
حمدالله على سلامتك.. ډخلتي الجزيرة إزاي
أقتربت منه وهي تنظر إليه نظرة ذات مغزى تحاول أن تجعله يتذكر ما مضى بينهم بعد أن ابتلعت غصة كانت بحلقها بسبب اعترافه بأنه تزوج
نسيت طرقي ولا نسيت إني بنت العامري وأدخل في أي وقت
تحرك عيناها على وجهه وملامحه الجامدة والتغير الغير معقول بها نظرة الحدة والقوة وثباته الذي أوضحه أمامها وكأن عودتها لا تعنيه
تابعها هو الآخر بجدية شديدة وسخر منها وهو يرسل إليها معانى أخرى غير التي خرجت من بين شفتيه
منستش طرقك ولا أقدر أنساها وإلا مكنتيش خرجتي من الجزيرة.. أما بنت العامري فبنات العامري مكانهم هنا.. هنا وبس
نظرت إليه مطولا ولم تستطع الرد فهي تدرك جيدا أنه يحاول اهانتها يحاول أن يزعجها ويسخر منها بحديثه ولكنها تعرفه جيدا تحفظه عن ظهر قلب
ايه ده.. تمارا
أقتربت منها تقف
أمامها تضمها إليها تعانقها بقوة قائلة بحب وشغف
تمارا ازيك عامله ايه جيتي امتى وإزاي
عانقتها الأخرى وبادلتها الحب والاشتياق فهما الاثنين كانوا أصدقاء طفولة إلى أن رحلت عنهم
ازيك يا فرح وحشتيني
عادت للخلف تنظر إليها قائلة بحنين وأسى تحثها على أن فراقها كان ثقيل للغاية على حياتها
وأنتي كمان يا تمارا متعرفيش سيبتي فراغ عامل إزاي في حياتي والله
ابتسمت إليها باتساع وهي تقول بقوة تبتعد بعيناها إليه
اديني رجعت
استمعت إلى نبرة فرح التي تخرج بسعادة خالصة فأبتعدت عيناها تنظر إليها
على طول
أومأت إليها برأسها وهي تجيبها بثقة وتأكيد
أيوه هقعد على طول.. مش هسيب الجزيرة أبدا ولا قصر العامري
مرة أخرى تنظر إليه وتسائلت بفضول شديد وقلبها يدق پعنف
اومال مراتك فين
أشارت إلى إسراء التي كانت تهبط الدرج فهي الغريبة هنا هل هي زوجته أيعقل هذه الفتاة الصغيرة
دي مراتك معقول
دي مراتي.. واللي نازلة دي تبقى أختها
شبهت عليها وتابعت تنظر إليها بتمعن فتذكرت أين رأتها ثم قالت باستغراب
دي مرات يونس.. أنا شوفت صورة ليها
الله يرحمه.. زينة جبل العامري مراتي
ووعد بنتي.. حبيبة بابا
كانت الأخرى تقف تتابع ما يقوله باستغراب تام.. هل توفى يونس إلى هذه الدرجة كانت بعيدة عنهم..
نظر إلى زينة زوجته وتغيرت ملامح وجهه وهو ينظر إليها ثم هتف بهدوء ورفق حان يمثله ببراعة وكأنهم معشوقين
دي تبقى تمارا بنت عمي يا حبيبتي.. كانت خرجت بره الجزيرة من سنين كتير بس شكلها ملقتش مأوى غير هنا فرجعت تاني
تنظر إليه باستغراب تام تغيرت نبرته مئة وثمانون درجة ونعتها بحبيبتي وهي تقف مذهولة لا تدرك ما الذي أصابه.. هل فقد الذاكرة.. أم أن هناك شيء بينهم
يمحيه بوجودها..
وجدته يشير إليها بعينيه فخرجت من تفكيرها تنظر إليها قائلة بابتسامة مصطنعة
تشرفنا
استمعوا إلى صوت والدته وجيدة المستنكر وهي تأتي عليهم من الداخل
تمارا!..
أقتربت منها تعانقها قائلة بود
ازيك يا مرات عمي
ابتعدت