الغزال الباكي
الغزال الباكي
وتتورد من جديد فقال وهو يربت على ساقه
انا مصدقگ يا دكتور وشرف لينا انگ تكون فرد من العيلة واحنا معندناش مانع في قبول طلبگ والرأي الأخير لغزال هي صاحبة القرار وزي ما انت عارف ده مش هيكون ابدا في الفتره الحالية
سعد جدا لقوله فرد بحماس شديد
عارف طبعا وربنا يقدرني أني اخليها تجتاز الفترة الصعبه دي وتسترد ثقتها بنفسها من تاني
أنا ثقتي في الله كبيرة اوي والحب اللي جوايا من ناحيتها قادر يمسح اي حزن جواها ويبدله لفرحه وسعادة اوعدكم اني هعمل كل اللي في وسعي عشان امحي كل ذكرى وحشة مرت بيها بس في حاجة كنت عايزكم تعرفوها عني
خير يادكتور
خير انا أرمل زوجتي توفت من سنوات وسابت ابني فادي صغير
انت شرف لاي بيت يا دكتور واللي فيه الخير ربنا يقدمه
تبدلت فرحته لخوف من احتمالية رفضهما بعد ما جد
وقصه عليهما
ظل الصمت سائد بينهما
انهت قصتها آلاء ف تبدلت في لحظة الأدوار وأصبحت غزال هي من تواسي آلاء في الآمها فعانقتها بحب وكل منهما يفرغ في احضان الاخر همومه واحزانه
شوفتي بقى أنا جاية اهديك خلتيني احكيلگ قصتي تعالي يا غزال نحاول نتخطى احزانا و اوعديني انگ ترجعي لحياتگ من تاني وتبدأي من جديد وتهتمي بنفسگ زي ما كنت بتعملي
كانت الآء تقول كلماتها وصوت
داخلي يسألها هل انت تصدقين ما تقولينه هل تستطيعين تنفيذ هذا الوعد وتبدأي من جديد مع شخص أخر غير زوجگ الراحل
اوعدگ أني هحاول وربنا يقدرني ويصبرني
ربنا يصبرنا كلنا يا حبيبتي ممكن بقى نخرج عشان نطمنهم كلهم عليك ده أمان صحيح بره جه مخصوص معايا يوصلني ويطمن عليك
كتر خيرة والله مش عارفه اودي جمايلة فين مسبنيش من وقت ما حصل اللي حصل
ولسه هيقف اكتر واكتر وعلى قلبه زي العسل بس انت اسمحيله انه يقرب
رفعت حاجبها بتعجب فلم تستوعب قولها فسألتها عن مقصدها فأجابت بتهرب
أقصد أنه متعاطف معاك اوي وقالي لازم كلنا نقف جنبك وكان بيتمنى انگ تسمحيلة أنه يقرب
اااه فهمت كتر خيره
فتحت بابها المغلق وفتحت بداخل قلبه طاقة نور مستبشر من نظرتها برغم الۏجع الساكن جفونها ملامحها تغيرت الحزن جعلها اصبحت هذيله فاقده للكثير من وزنها وعندما قامت والدتها باحتضانها بقوة كأنها غابت عليها لسنوات تمنى ان خطواته تسبقها ويضمها بداخله ويرحل معها لعالمه الذي سيغمرها بكل الحب والعشق الذي يكنه ظل على حالة التمني وفاق على صوت الأم قائلة
قال أمان وهو ينظر لها بحب شديد وبنبره حانية مترجية
ازيگ يا مدام غزال يارب تعدي الفترة الصعبه دي على خير وياريت ترجعي تاني تنوري العيادة ونكمل اللي بدأناه تاني
اومأت بعيناها له وقالت بمجاملة له
بإذن الله يا دكتور أمان وشكرا لتعب حضرتگ معايا
مفيش تعب ابدا وكلنا معاك هنا عشان نسندگ والارادة القوية هتجتازي أي ألم و ۏجع
أن شاء الله ربنا ميحرمنيش من دعمكم ليا يارب بس انا ليا طلب
امري أمر يا حبيبة اخوك وانا انفذ مهما يكون
حبيبي يا خويا عايزة اسيب الشقة هنا مش قادرة اقعد فيها وكل مكان فيه ذكرى مؤلمھ مش هتحمل افضل هنا
غالي والطلب رخيص
بكره سمية تساعدگ تلمي هدومگ وتروحي شقة ماما تقعدي فيها لحد ما تقرري هتعملي اية هنا
ياريت اي مكان بعيد عن هنا أنا کرهت كل ركن فيها بقيت احس بخنقة عمري ما شوفت فيها يوم حلو اللي كان بيهون عليا بس هو
وهنا لم تستطع نطق حروف اسمه تسابقت دموعها التي انسابت في صمت لكن هذه المرة هي من جففتها
اقتربت منها الآء و ودعتها بعد أن أثنت على طلبها الذي كانت قالته من قبل وهي الآن من طلبته فهو خطوة هامه في علاجها و وقوفها على قدميها بقدم ثابته هذه المره
خرج فؤاد من المشفى بعد مكوثه بداخلها عدة أيام توجه لمقر عمله يقدم اجازة طويلة حتى يتخذ قرار فيما ينوي فعله بعدما اصبح من اصحاب الملايين وافق مديرة بعد ما علم بحالته تركه وذهب لمنزله وعاود الإتصال بوالده الذي رد عليه حين سمع رنين هاتفه فقد عزم على ابلاغة بالأمر وحين اتاه رد قال فؤاد بلهفة واضحه في صوته
خير يا بابا بقالي كتير بتصل عليگ مش بترد خالص عليا قلقتني صحتگ كويسه
رد الأب بنبره حزينة بتوتر وتلعثم في الحديث
أنا كويس يا بني متقلقش بس كان في ظروف كده شغلتني شويتين
ظروف اية انت مخبي عني اية ومتردد تقوله
بصراحه اللي هقوله صعب اوي وثقيل عليا أني انطق بيه يا فؤاد لكن ارادة ربنا ملناش دخل فيها وربنا يصبرگ
انقبض قلبه بشدة فهو ليس في حمل سماع أي اخبار سيئة فكفى ما فيه من هم وغم لكنه تجمع شتات افكاره المبعثرة ولا يعلم لماذا اتت به افكاره للتو لزوجته السابقه فقال
غزال فيها حاجة حصلتلها
لا مش غزال ده ده
امال مين يا حج حرام عليگ بلاش الغاز ارحمني انا فيا اللي مكفيني مش ناقص
نطق اباه بسرعة السهم الذي خرج من قوسه فأصابه للحين عندما ردد حروف اسم إبنه فصړخ فؤاد مستفهما
ماله شادي جراله أية
البقاء لله
الفصل الخامس عشر
البقاء لله
كانت اخر كلمه وقعت سماعها عليه اوقفت عقارب الساعة اله الزمن اعلنت عن صمتها ولم يستمع إلا حقيقة فقدانه لولده الوحيد ولده الذي لم يستطع انجاب غيره فهو كان له كل شيء ومن أجله هو قبل المال ليحقق له كل ما يتمناه
والآن لمن يعمل !
ومن أجل من سيترگ له هذه الأموال الهائلة !
يا ليته يفقد كل امواله ويعود لحظة واحده ابنه ويضمه لاحضانه !
عندما طال صمته قلق والده عليه ونادى عليه ولم يجد رد منه فقال بعد سماع شهقاته بالبكاء
اهدي يا بني متعملش في نفسگ كده ربنا اخد امانته وبإذن الله يعوضگ بعيل تاني ويفرحگ
صړخ بكل ما فيه من ألم معلنا له عما حدث له بنبره انكسار ويأس
ونحيب على حاله قائل بين دموعة
خلاص اللي كنت بترجاه من الدنيا راح هو كمان يعني الوقت اللي اخسر اعز ما أملكه يضيع مني أملي اللي كنت عايش عشانه اااه ياربي انتقامگ كان كبير اوي عليا لدرجة مش قادر اتحمله فوق كتافي
كان والده يسمعه وغير قادر على استعاب ما قاله فصډمته اكبر بكثير مما هو فيه لم يجد ما يستطيع قوله لمواساته الا انه قال بإيمان
اهدى مش كده استغفر ربنا وادعيله يصبرگ ويشفيگ
هيصبرني على اية ولا اية
أكيد اللي انا فيه ده ذنب غزال انت قولتهالي قبل كده اتقي شړ دعوة المظلوم أهي الدعوة جابتني الأرض وفقدت كل حاجة في لحظة حياتي كلها انتهت في لحظة ومش عارف هقدر أعيش ازاي تاني
لا هتعيش وتتهنى ارجع تاني لحضن ابوگ وبلاش تعذبني احنا دلوقتي بقينا ملناش غير بعض حرام كل واحد فينا يعيش لوحده تعالى نلم شملنا من تاني واتعكز عليگ الباقي من عمري يا بني
ربنا يديگ الصحة يارب أنا في اقرب وقت هظبط حالي وارجع اجازه اخدگ وتيجي تعيش معايا بس اظبط اموري هنا
اللي تشوفه اعمله وربنا يصلح حالك ياحبيبي خلي بالگ من نفسگ وابقى طمني عليگ
أغلق معه والده قڈف هاتفه بجانبه واستمر في النواح على ۏجع قلبه لفقدانه لصغيره وتأنيب ضميرة بأنه تركه دون أن يراه ويودعه اخذ يلوم ويعاتب روحه كثيرا وظل يبكي بكاء مرير يوم لا ينفع فيه البكاء امسگ هاتفه مره ثانية وضغط على ايقونه الاستديو الخاصة بالصور وقلبها جميعها يبحث عن صوره له ربما التقطها له تصبره ويراها لتبرد من نيرانه لكنه لم يجد مع كل آسف سأل نفسه لماذا لم يحتفظ بصوره واحده لطفله او زوجته
لماذا لا توجد له اي ذكريات بينهم
الهذه الدرجة كان غافلا وغير معترف بأسرته التي هدمها في لحظة ف الآن عرف قيمتها جيدا حين حرم منها
وبقى السؤال يردده عقله لماذا لا نقدر النعمه التي انعم بها الله علينا إلا بعد ما تزول من امامنا حينها نعترف لانفسنا انها كانت أجمل نعمه ونندم لفقدانها في وقت لا ينفع فيه الحسړة ولا الندم
انتقلت غزال و الدتها إلى منزلها هروبا من ذكريات مؤلمھ لا تنسى وذلگ بمساعدة زوجة اخيها الذي لم تتركها في لملمه احتياجاتها الضرورية ثم استاذنتها لتركها للذهاب لمنزلها نظرا لصغر الشقه عليهم جميعا و وعدتها بأنها ستأتي لهما بإستمرار شكرها بعناق و ودعتها بحب ثم توجهت ترص بعض الاشياء الخفيفة في امكانها داخل الكومود وخزانة الملابس داخل غرفتها القديمة وحينما انتهت لمحت بعيناها دفترها الذي كانت تسرد فيه كل الامها امسكته وقلبت طيات اوراقه نظرت لتلگ الورقة البيضاء كثيرا ولأول مره تحتار ماذا ستكتب
وكيف تستطيع أن تسرد اوجاعها هذه المره
فالحروف طمست ولم يبقى لها أي اثر بداخلها بحثت كثيرا عنها ولم تجدها داخل متاهتها اصوات بداخلها تآن بل تصرخ آنين من شدة الۏجع والاشتياق فهي تشتاق لمن فقدته وسماع صوته بيد مرتعشه حدثت قلمها سارده معاتبه وملقيه اللوم عليه في لحظة غير قادره على التحدث او الكتابه التي كانت هي المنفذ الوحيد الذي تخرج به كل ما يألمها ويخفف من حزنها ولو قليلا اما الآن فهي غير قادرة على الكتابه اصابها العجز الكتابي ولا تعرف لماذا !
أبحث عن قلمي لافرغ كل همومي واحزاني ف أجده غرقان في بحر من الاحزان مثلي دائما شاردا كأنه طير في السماء انادي عليه واصړخ لعله ينقذني من حالة العجز الكتابي الذي اصابتني لكنه ما زال شارد ولا يجيب منجاتي له
فما الحل يا قلمي لماذا أنت هاجرني هكذا
اهبط لواقعي وكفى شرود وانزل لأرضي والهمني من جديد حتى اكمل ما بداناه هيا يارفيقي لا تتردد اناشدك بأن تعود لي أنت بألهامك وأنا بسردي واحساسي لاسرد لگ كلماتي وآهاتي التي فقدتها بطول غيابگ جمع احبارگ من جديد واعطني إياها حتى تكتمل انشودتنا ونضع نهاية لما كتبناه هل تتذكرها ام نسيتها كما