الغزال الباكي
الغزال الباكي
البيت الذي اختارته على شكل البيوت الريفية المصنوعه من الطين فقد احبت ان تعيش الحياة البدائية واجواءها في كل شيء وافقها هو ايضا واختار البيت المجاور لها هو واخته آلاء كل منهما في غرفة
حاول أن يغمض كل منهما عيناه لبعض الوقت لكن النوم عصى ان يلبى نداءه لهما فكل تفصيلة حدثت بينهما تعيد احداثها أمام مقلتيهما كأنه شريط سينمائي يعيد كل لحظة سعيدة بينهما متناسين اخر موقف فهما لا ينكران ان ما مضى من اوقات كانت بمثابة عمر يبقى ذكراه منقوش بذاكرتهما أحب كل منهما أي لحظة تجمعهما سويا اعتدلت غزال من جلستها ونهضت حين جفاها النوم و وقفت
ربت بحنان على زوجته التي فتحت عيناها بابتسامة والقت عليه الصباح وقالت له بنعاس
نفسي اكمل نوم مش قادره
لا فوقي كده وصحي الولاد لحسن غزال تفتح الباب علينا وتاكلنا كلنا فعلا عندها حق احنا مش هنضيع اليوم في النوم
الريفي المتناسب مع ما يقدموه من افطار الذي كان عبارة عن شطائر من المعجنات والجبن القريش العسل والبيض فقد كانت الرائحه ذكية جدا جلسوا على الارضية وقالت غزال وهي تلتهم الفطائر بشهية لم تشعر بها من قبل
تبسم لها أمان بحب متناسي ما حدث معها كأنه لم يكن فكيف يطاوعه فؤاده من الڠضب من ابنه قلبه ولو لدقائق معدوده فقال
ولا يهمگ النهارده فري كلي اللي
في نفسگ بس متزوديش اوي
عشان بس معدتگ متتعبش لا قدر الله
يعني هتشفعلي عند دكتوري اصله مش بيرحم خالص لما بعگ في الأكل واروحله زايده
لم يتمالك أمان دلالها في الحديث لو عليه يريد أن يقول لها انه يعشقها في كل حالتها ويريد خطڤها لتنعم داخل جنته لكنه ابتلع قوله في جوفه وحاول ان يكون طبيعيا في رده
حرام عليگ يا غزال هو الراجل بيقدر يتكلم ولا يعاملگ زي باقية الحالات انتي حاله استثنائيه عنده
فعلا يا غزال الأكل هنا نضيف والمكان كله روووعة اختيارك للمكان رائع يا أمان
بابي مش هتوديني عند ميرا وحشتني اوي وكمان عاوز افرجها لمؤمن وعمر
حاضر ياحبيبي افطر وكلنا هنروح نشوفها
تسأل سند والصغار على من تكون ميرا وقصت عليهما غزال ما حدث لها منها وعلاقتها ب أمان ففزع اخاها وقال متسائل بلهفه
انتي فيك حاجة طمنيني عليك حصلگ اية حبيبتي
اهدى يا سند أنا زي الفل قدامك اهو يا خويا أمان لحقني قبل ما توقعني
الحمدلله جت سليمة بلاش بقى تركبيها تاني ما دام غيوره كده
تعالى صوت الصغار مطالبينهم النهوض لزيارة ميرا لبى نداءهم وتوجهوا الي مكانها وحين رمقها فادي ركض نحوها فتعالت صهيلها مرحبه به فتعجبت الجميع فأوضح لهم أمان تعلقه بها وركب فوق ظهرها بمساعدة والده ومن خلفه ركب مؤمن واختار حصانان اخران يتميز بالهدوء لكل من سندو زوجته وقفت تراقبهم غزال بسعادة فقال لها
تحبي ناخد حصان وتركبي ورايا
كم تمنت في هذه اللحظة توافق لتكون فقط خلفه محتميه به ضامه بيديها ظهره لتشعر بأنه حقا الأمان والحماية لكنها ترددت وقالت مبرره
لا معلش خليها مره تانية عشان ميرا متزعلش لما تلاقيگ راكب حصان غيرها زي المره اللي فاتت بس هي امان على فادي
اه هي عارفاه متقلقيش فادي بيحبها وبيجي معايا هنا كل ما ظروفي تسمح
يا بخته اقصد يعني يا بختكم بتيجوا تتمتعوا بالجو الجميل ده
الفصل الثامن عشر
رمقته بنظره لم يعتادها منها وبداخلها تشعر بجواره بكل هذه المشاعر والطمأنينة التي تسري بداخل ثنايا وتينها وتهتز كل جدرانه حين تكون واقفه برفقته !!
افاقت من حالة التيه وقالت
يا بخته اقصد يعني يا بختكم بتيجوا تتمتعوا بالجو الجميل ده
لا تعلم كيف قالت جملتها ولماذا بداخلها تحسد أي احد يكون بالقرب منه وتتمنى تنعم هي فقط بهذا القرب تنهدت وعيناها تقول الكثير والكثير لكنه جاهلا في تفسيرها سارت معه تتابعهم وتلتقط لهم الصور وآلاء تشاور لها هي والصغار الذين كانوا في أروع حالتهم والخيل يسير داخل مياه البحيرة قضوا وقت طويل بين المرح والهزار
وعندما جاء موعد الغذاء اقترحت ألاء
وسمية تناول وجبة مشاوي في احدى المطاعم الشهيرة هناگ ومعها طاجن من الفخار به ملوخية وحمام لم تستطع غزال تناول الطعام إلا القليل فلاحظ أمان الذي عيناه كانت تلاحقها في كل ثانيه فسألها هاتفا ويبدو عليه القلق
مأكلتيش ليه فراخ مشوية يعني تيجي عند المسموح ومتكليش حاسه بحاجة
ردت بتعب واضح عليها
مش قادرة أكل والله بجد الفطير حامي على صدري جدا لو اكلت اي حاجة ممكن ارجع وأنا بقاوم الترجيع لأنه بيتعبني جدا كل انت بألف هنا وشفا
الف سلامة عليكي ده شيء طبيعي عشان بقالك شهور مش بتاكلي الموانع دي والسمنه كانت فيه كتير ومعدتگ اكيد مش متقبله معايا فوار كويس اشربيه هيريحگ
شكرا ليگ يا أمان
مفيش بين الأصحاب شكر
تناولت الفوار وحاولت أن تشترگ مع اسرتها في الحديث لفت انتباها لقلة طعام فادي اقتربت منه وامسكت قطعه من لحم الدجاج المشوي واطعمته في فمه تبسم لها الصغير فضمته وشردت في ملامحه الجميلة التي تشبه ملامح والده في وسامته لحد كبير لا تعلم لماذا طيف صغيرها جاء للتو لما تذكرته الآن لعل يكون السبب في ذلگ حين الحت باطعام ابنه!
ربما تغيرت فجأة ملامح وجهها وتحولها فشعرت بها آلاء وأمان وتفهمان ما طرأ عليها فقالت موجهه حديثها لابن اخاها فادي
كمل اكلگ يا فوفا انت كبرت ومش صغير ومتتعبش طنط غزال
أنا مش بتعبها وغزالة هي اللي بتحب تأكلني
ولد عيب كده اية غزالة دي هي بتلعب معاگ اسمها طنط غزال كام مره اقولگ عيب
لا يا بابي احنا اصحاب مع بعض وكمان كلكم بتقولوا غزال أنا بقى حبيت اناديها بأسم مخصوص ليا مش كده يا غزالة
ضحكت بشدة غزال الذي انساها ما فيها من ۏجع فمنذ أن تعرفت عليه واحبته مثل إبنها وهو يلقبها بهذا الأسم المميز له فقالت وهي تقبله بحنان أم هاتفه
كده ياروح قلب غزالة من جوه انت مسموحلگ تقول أي اسم يا شادي
ادركت ما تفوهت به من اسم ابنها وفعتذرت له قائلة
آسفه يا فادي حقگ عليا يا حبيبي
ما زال اسمه محفور بداخلها مهما حاولت أن تكون طبيعية قلبها يردده في كل دقيقة تمر في حياتها
ومر الوقت سريعا وتسرب الليل في غفله من الجميع ليكسو السماء والنجوم فارشه ضوءها متملكه سماءه فتوجهوا إلى أعلى جبل قطراني لمشاهدة تلگ النجوم والاستمتاع بمنظرها في لحظة نادرة لن تتكرر كثيرا قضوا وقت طويل فوقه ثم هبطوا ليشاركوا في حفلة المجالس الليلية حول النيران وتناول الطعام العشاء مع جميع الأسر حتى جاء موعد رحيلهما استقلوا سيارتهما وتوجه كل منهما إلى منزله بعد أن شكروا أمان على هذه الرحلة الجميلة التي قضوا بها أروع اوقاتهم فقال فادي موجها حديثه
لغزال
تعالي اركبي معانا يا غزالة العربيه فاضية اقعدي جنبي
نظرت غزال لاخاها تطلب منه الأذن فشاور الاخر لها بعيناه بالموافقه تبسمت له وركضت نحوه محتضناه بحب و جلست بجانبه في المقعد الخلفي وآلاء بجانب أمان الذي كانت سعادته لا توصف وتمنى ان يأتي اليوم لتشاركة حياته كلها وليس المقعد بجانبه فقط صبر حاله ودعى ربه أن يقرب البعيد كان يرمقها من وقت لاخر في المرآه الأمامية ويرى سعادة ابنه وحبهما لبعض فيطمئن قلبه انه رزق بينبوع من الحنان وخطړ في باله سؤال يأتيه من وقت لأخر لماذا لم يرى زوجها كل هذا الحب والحنان الذي تفيض به على كل من تعرفهم
الهذه الدرجة كان مغفلا واعمى البصر والبصيره
لكن بينه وبين نفسه شكر الله على فقدانه لها حتى يكافئه ربه بهذه المرأه الحسناء التي غيرت طعم ولون حياته وحولته للاجمل في كل شيء
سأل سند اولاده وزوجته عن انطباعهم للرحلة فأجابت سمية
كان يوم جميل اوووي ياسند ياريت من وقت للتاني نروح هناك تستمتع بالجو الجميل ده والأولاد اتبسطوا اوي بركوب الخيل مش كده يا ولاد
اوي اوي يا مامي يا بخت فادي بميرا عسوله اوي
قالها مؤمن بفطرة طفل صغير فرد والده عليه
انت بتقول يا بخته عشان عند والده حصان ممكن لما ربنا يكرمنا نجيب زيه في يوم لكن هو شوف محروم من وجود امه اللي مستحيل هيعرف يعوضها ولا شافها حتى يبقى تحمد ربنا على النعمه اللي ربنا مدهالگ وقبل ما تحسد على حد نعمه ربنا ادهاله فكر للحظة تشوف عنده اية ناقص وانت ربنا ميزگ بيه عليه
يا مؤمن ربنا بيدي الانسان نعم كتير وبياخد رزقه ٢٤ قيراط بيقسهم على البشر بطريقة مختلفة منهم بياخدهم صحه فلوس ومنهم بيكون زياده فلوس ورزق في اولاده وفي معندوش اولاد لكن عنده صحه ومال وهكذا
اللي عايز اقوله وافهمهولك انگ ترضى لحالگ مهما يكون وتبقى واثق ان ربنا ادالگ كل اقراطگ كاملين ومتبصش للي عند غيرگ فهمتني
فهمتگ يا بابا بس انا مقصدتش اني احسده انا بس اتمنيت يكون عندنا حصان زيها
انا عارف يا حبيبي بس حبيت افهمگ ان النعم اللي عندگ افضل من مېت حصان وليگ عليا لو ميرا خلفت مهره صغيره هكلم عمگ أمان واشتريها منه ويبقى عندگ أنت واخوگ مهرة تلعبوا معاها
صاح الاخان بفرحة شديده قائلين بسعادة
بجد يا بابا ينفع!
بجد يا حبايب بابا هسأله ولو ينفع ليه لأ
ربنا يخليگ ليهم يا سندي ويوسعها عليگ يارب
بس باين أوي حب دكتور أمان لغزال انا مش عارفه ليه لحد دلوقتي مفيش حاجة رسمية بينهم
دكتور أمان راجل بجد وانا