الإثنين 25 نوفمبر 2024

الغزال الباكي

الغزال الباكي

انت في الصفحة 33 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز

قدم الخير والسعادة علينا يارب ويرزقنا بالزرية الصالحة 
ردت عليه وهي ترمقه داخل بحور عيناه العاشقة لها سابحه لا يهمها الڠرق فهي داخل موطنها وامانها رادفة بحب
مبروگ علينا يا حبيبي يارب نملي كل ركن فيها بالحب والهنا يا أمان ويرزقنا اخوات لفادي 
انا مليش دعوة اعملي حسابگ فيه متقلش عن ربع دستة اقل حاجة نفسي يكون لفادي اخوات كتير يعوضوه وحدته اللي عاش فيها وملكيش حجه في غرفين اطفال مش غرفه واحده 
ضحكت في خجل وقالت في حياء
ان شاء الله كله بمشيئة ربنا 
آتى سند وقال وعيناه تجوب كل ركن
الف مبروك عليكم الشقة جميلة جدا واحسن حاجة انها مش محتاجة لاي شغل يا دوب نبدأ نشتري الأوض والعفش من بكره 
بإذن الله يا سند بس بكره لازم يا أمان تجيب معاگ فادي عشان يختار بنفسه الاوضة بتاعته زي ما وعدته وانا هعمله بنفسي شوية ديكورات كده علي ذوقي 
عيوني يا قلبي حاضر بس مفيش داعي تتعبي نفسك 
مفيش تعب ولا حاجه انا وعدته اني هعملها بنفسي واختار معاه كل حاجة 
ربنا ميحرمناش منك ياقلبي ده من وقت ما بعت الشقة وكل يوم يسألني هنجيب اوضتي أمتى وماما غزالة هتنقيها معايا ولا لأ 
يا حبيبي أكيد طبعا قوله ماما هتختار معاگ الاوضة والصور اللي هنعلقها واللعب وكل حاجة حتى هدومه هختارها معاه بس يارب بابا ميفلسش بسببنا 
تعالى صوت رنين ضحكاته ليهتز لها جدران قلبها فيشاركها في الصداح قائلا
اممم يعني ضاعت تحويشة عمرگ يا أمان على ايد غزالتگ وابنگ ماشي يا ستي كل ما املگ تحت امركوا انتو الاثنين بس انتي شاوري وانا البي 
تسلملي حبيبي بس ياريت بعد كده لما تتكلم عن فادي تقول ابننا مش إبني لاني حقيقي بعتبره زي ابني 
اكيد يا غزالتي مقصدش والله ربنا وحده يعلم انت عملتي اية من ساعة ما ظهرتي في حياتنا احنا الاثنين فادي بيعد الأيام اللي هنتجمع فيها تخيلي بيقولي انه بقي مش حاسس بالنقص اللي كان بيحس بيه !! 
نقص اية 
انه محروم من انه ينطق كلمه ماما زي اصحابه في الحضانه 
تألمت أوتار وتينها وتعالى صوت صړاخها وآنينها لمدى معاناة الطفل الصغير ولمعت عيناها بسحابة من اللؤلؤ حزنا عليه ردت ببحه مليئة بالاسى
ربنا يقدرني اني اعوضة عن اي لحظة حرمان عاشها واكون نعم الأم له يارب 
ابتسم لها بحب وفخر ثم قال بنبره يملئها الثقة
انا واثق من
ده يا غزالتي ان ربنا مخلكيش في طريقنا صدفة ابدا انما لهدف انگ تكوني احلى عوض لينا 
مش انا بس يا أمان اللي عوض ليكوا انت كمان كنت وما زالت أجمل وأحلى عوض
ونصيب ربنا كافئني بيه 
التف ينظر على اخاها فلم يجده تبسم وقال وهو ضامم يده بيديها هاتفا بهمس معبرا عن حبه
بحبگ اوي يا أجمل أقداري وأحلى نصيب عوضتني بيه أيامي 
كادت ان ترد لولا دلوف اخاها مقاطعا حديثهما قائل
مش يالا بقى ياغزال اتأخرنا
نظرت له بأعتذار لعدم اجابتها اومأ لها برضا ثم انصرفوا كلا منهم لمبتغاه 
ومرت الأيام يوم يلو الاخر كلها تعب وإرهاق فلم تغفو أعينهم إلا ساعات قليلة ينهضان لعملهما ثم يجوبوا المحلات لشراء اثاث منزلهما وكل ما تحتاج إليه من مشتروات فقد كانت تشعر بفرحة عروس تتزوج للمره الأولى فالذي مضى من عمرها لم تحسبه ولن تتذكره فقد كان أمان بالنسبه لها أول فرحه حقيقية تسري بداخل اوصالها كل شيء يمر معه يكون الأول والفريد من نوعه رجولته الطاغية خوفة وحبه الشديد الذي يغمرها به في كل ثانيه تكون بقربه او بعيده عنه لا يكف عن احتواءه لها فهو جميل حقا شفتاه لا تقول إلا كل حرف يدخل السعادة بقلبها حقا كان لها نعمه العوض 
وبعد مرور شهر من التعب بمشاركة صديقتها الاء التي تحولت لاكثر من أخت لها تم انتهاء كل شيء
فقد كانت تحيا معهم لحظات قد مرت عليها منذ سنوات والآن تجددت و ارتسمت صورتها أمام مقلتيها حين كانت تشاهد الفرحه تتطاير من مقلتيهما مثلما كانت مع زوجها حين تنتقي اثاث منزلها كانت نفس الأحداث كأنه فيلم سينمائي تكرر عرضه للتو أمام شاشه عيناها عيناها التي اظلمت نورها منذ رحيله من كثرة بكاءها عليه فقد غاصت في بئر احزانها ولا تريد الخروج منه حرمت على روحها معنى الفرحه ومحتها من قاموس حياتها وأدت قلبها ودفنته بجوار حبيبها منتظره لحظة لقاءه لتقول له بكل ثقة وحب انها حافظت على عهدها ولم ټخونه في يوم استفاقت مما عليه على صوت غزال تناديها لأخذ رأيها في بعض المفروشات تحركت كالدميه بلا روح و وقفت مبديه رأيها محاولة رسم الابتسامة المزيفة التي اصبحت بارعه في رسمها 
اصرت غزال على مشاركة فادي في كل شيء وكان سعيد جدا بمشاركتهما في الانتقاء بغرفته فقد جعلتها غزال له جنة صغيرة يلهو ويلعب بداخلها ليقضي فيها اسعد أوقاته من خلال الرسومات الكرتونية على الجدران والتلفاز الخاص به لكي يلعب عليه بجهاز البلاستيشن الخاص به الذي يعشقه ولا يغفى عليها مكبر السماعات وجهاز الكمبيوتر احبت ان تسعده بكل ما لديها ومتوفر لها من إمكانيات حتى يكون سعيد 
دخل فادي عليها غرفته دون ان تأخذ بالها ووجدها تنقش على الحائط لمساتها الأخيرة كان يبصر كل أنش بالحجرة ويزيد انبهاره بجمالها خصوصا كل الشخصيات الكرتونية المحببه إلى قلبه فهي حقا تحبه من قلبها غمر قلبه السعادة والسرور وركض فادي سريعا متوجها لباب الشقة ونزل مسرعا حتى أن وصل إلى الشارع وظل يركض يبحث عن وسيلة مواصلات 
انهت غزال ما تفعله من رص كل شيء لتكون جاهزة لمبيته وقفت تنظر إلى الغرفة بنظرات رضى وسعادة رفعت صوتها منادية
فادي تعالى بسرعة خلصت يلا تعالى قولي رأيك اخ منك طول ما معاك التليفون مش هتسمعني 
ادارت بجسدها وخرجت تبحث عنه وجدت هاتفها ملقى على منضدة وباب الشقه مفتوح على مصراعيه جحظت عيناها وشعرت برجفه تسري بأوصالها ف انتفض القلب ړعبا وهرب الډماء من جسدها صكت صدرها وتصرخ بعلو صوتها
فاااادي 
توجهت نحو المصعد وبيد مرتعشه ضغطت على الزر لنزوله ومن سوء الحظ كان المصعد معلق في الدور الاعلى لم تستطع الانتظار فلابد ان تجده بأي طريقة حتى لو كان الثمن ان تفديه بروحها لن تسمح بأن تجرب نيران الفقدان مره ثانية نزلت درجات السلم بسرعة كبيرة جعلتها تقع على ظهرها خمس درجات هبت واقفه بدون أن تشعر بأي شيء فكل ما تريده ان تجد روحها التي فارقتها أكملت ركضها وهي تصرخ حتى وصلت لباب البناية كانت تركض كمن يطاردها وحش تريد الهروب منه بكل قوتها حالتها ترسى لها تكاد ادمعها تغرقها من كثرتها سقوطها قابلها أمان الذي فزع من منظرها أمسكها لتهدأ ويفهم منها ما حدث لكنها كانت تحاول تفلت يدها وهي تبحث بعيناها بأنحاء الشارع بقلب يشعر بالفقدان للمره الثانيه كرر سؤاله للمره الثانية فرددت بتلعثم وبكاء
فادي يا أمان مش عارفة راح فين
الفصل قبل الأخير
أغلق جفونه لثواني محاول التحكم في ثباته الانفعالي لا ينكر ان الخۏف ينهشه فتح مقلتيه وظل بؤبؤ عيناه ثابتا لا يتحرك حتى يستوعب ماذا قالت وقف عاجزا كيف له ان يتصرف عقله يحسه على قڈفها بوابل من اللوم والعتاب لكن قلبه يشفق على حالتها ورعبها الحقيقي الغير مزيف فحالتها لا يرسى لها بقى حائرا فهي ليس بحمل لوم او عتاب حللت عقدة لسانه وأبلغها بتوتر وهو يمسك يدها ويركض بكل قوته
اهدي هنلاقيه بإذن الله أكيد مرحش بعيد تلاقية بس
بيشتري حاجة حلوة 
رمقته بأعين تائهه وفؤاد ېنزف دما ثم ركضت بوجه شاحب وقلب ينتفض پذعر من القدر الذي يتلاعب معاها دائما ويريد اوجاعها باستمرار وعلى بعد لمحه أمان يتحدث مع سائق تاكسي من بعيد ركض نحوه وهو يطمئنها
فادي هناگ اهو 
فكان فادي وصل للشارع الرئيسي واوقف سياره أجره وحين وقفت له تحدث مع السائق قائلا
عمو أنا عايز اروح عند ماما 
سأله السائق بتعجب 
يا حبيبي انت تايه
لا أنا عايز اروح لماما 
هي ساكنه فين
رد فادي بعفوية طفل 
في مكان كله تراب وعليه طوب 
ضحگ السائق وهو يقول
ما الدنيا كلها تراب 
وعند هذه اللحظة أقتربا منه أمان وغزال التي اطمئنت وهدأت نبضات قلبها الصارخه مالت سريعا واخذته بقوة داخل قائلة بلوم وعتاب وصوت باكي
كده يا فادي توجع قلبي عليك اخس عليك كنت ھموت من غيرك 
خرج فادي من وظهرت عليه علامات الصدمه من دموعها المتساقطة رفع كف يده الصغير وأمسح عبرتها وهو يبلغها بحنان
أنا كنت عايز افرحك زي ما بتفرحيني 
تفرحني تسبني وتمشي!
لا مش مشيت أنا هفهمك أنا كنت رايح اقول لماما أني بحبك أوي وكنت عايزها تشكر ربنا أن بعتك ليا مش هي عند ربنا برضو وبتكلمه 
انت تقدر تتكلم مع ماما وانت في البيت وفي اي مكان تحبه اوعى تعمل كده تاني وتقلقنا عليك واياك تخرج من باب الشقة بدون علمنا اديك شايف حالة ماما غزال ازاي واد اية اټرعبت عليك يا فادي 
نظر فادي لها والدموع تكونت سحابة شتوية تنذر بالسقوط فربت على يديها بحنان قائل لها بترجي
أنا اسف مكنتش اقصد ازعلك والله كان نفسي افرحك طيب قولي أعمل ايه عشان تبطلي عياط 
التقطت غزال انفاسها وقالت بحب
متبعدش عني تاني 
حملته غزال وضع رأسه على كتفها وهو يلف يده حول رقبتها
حاضر يا ماما 
استمرت في التمسك به ورفضت ان يأخذه منها أمان وحين صعدوا للشقة ركض الصغير نحو غرفته وهو يوصف لوالده مدى سعادته بغرفتة الجديدة كان يلمح أمان تلك السعادة وبداخله يزداد حبه لغزالته فهي الوحيدة صاحبة الفضل في هذه السعادة المفرطة له 
فلم ينسى أمان تأهيله نفسيا انه في يوم سيشاركه اخا او اختا معه في مملكته هذه وبعد طول شرح سعد الصغير وشرد بخيالة لمدى بعيد شكل وملامح هذا الأخ المنتظر 
دقت طبول الفرح والسعادة في قلوب العاشقان وتلون الكون باللون الودي 
فقد جاء اخيرا اليوم الذي طال انتظاره فقد سعى أمان ان يكون مميزا في كل شيء برغم اصرارها على انه يكون مكتفي بالاقارب المقربين فقد إلا انه عزم على اسعادها في قضاء أسبوع في قرية يونس بعد عقد القران مباشرة اخذها وانطلق بها في رحلة لن تنساها على مدار ايام حياتهما فهي تستحق ان تسعد في كل لحظة لتعوض أيام عڈابها كانت جميلة برداءها الأبيض الغير تقليدي فقد ارادت ان يكون مختلف عن فساتين الفرح المعتاده كان اشبه بسوارية مع تاج رقيق متوجا رأسها جعلها كالملكة عانقت الجميع بفرحه تحتل تقسيمات وجهها وطارت
32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 36 صفحات