السبت 23 نوفمبر 2024

قطة في عرين الاسد بقلم مني سلامة

قطة في عرين الاسد بقلم مني سلامة

انت في الصفحة 7 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز

التى أمامه واندمج فى عمله
مرة أخرى
توجهت مريم مع مى الى منزلها .. استقبلتها والدتها بترحاب شديد 
ازيك يا مريم أخبارك ايه
ابتسمت مريم قائله 
الحمد لله يا طنط ازى حضرتك
بخير يا مريم الحمد لله
ثم التفتت الى مى قائله 
يلا خدى صحبتك على أوضتك عمال ما أجهزلكوا الغدا
قالت مريم بحرج 
معلش يا طنط تعبت حضرتك
ابتسمت والدة مى وقالت 
لا يا حبيبتى أبدا مفيش تعب ولا حاجه
دخلت الفتاتان الى الغرفة .. قالت مي 
فكى الطرحة مټخافيش بابا مش بييجي دلوقتى
أومأت مريم برأسها .. اقتربت منها مى وجلست بجوارها على السرير قائله 
حالك مش عاجبنى يا مريم
حاولت مريم رسم ابتسامة على شفتيها قائله 
ليه مالى ما أنا كويسه أهو
نظرت اليها مى بحزن وقالت 
لحد امتى هتفضلى عايشة لوحدك كده .. كده غلط عليكي يا مريم لا بتشوفى حد ولا بتتكلمى مع حد .. أنا مش عارفه ازاى طايقه تعيشي فى البيت لوحدك
ظهرت سحابة حزن فى عينيها وقالت 
أعمل ايه قدرى كده
قالت مى بحماس 
ما هو انتى لو تفكيها شوية .. يعني أشرف كان شكله باين عليه انه عايز .......
قاطعتها مريم پحده 
تانى يا مى .. مش قولتلك مش عايزة أتكلم فى موضوع أشرف ده
قالت مى بحزم 
يعني حضرتك ناوية تعيشي طول العمر لوحدك يعني
قالت مى بأسى 
ياريت أموت وأرتاح
ليه كده يا مريم .. ليه بتقولى كده
قالت والعبرات فى عينيها 
تعرفى يا مى دى أكتر حاجه بتمناها .. او تعتبر الحاجة الوحيدة اللى بتمناها .. انى أموت وأرتاح .. أنا عايشة ليه أصلا
تنهدت مى قائله 
استغفرى ربنا يا مريم .. انتى متعرفيش الخير فين
تمتمت بصوت خاڤت 
أستغفر الله .. مش قصدى .. بس ساعات بيطلع منى كلام ڠصب عنى
ابتسكت بضعف قائله 
بس متخفيش عليا أنا كويسة .. كويسة أوى .. وبعدين خلاص أنا أخدت على الوحدة .. يعني لما بكون لوحدى فى البيت مش بكون مضايقة .. خلاص أنا اتعودت على كده
قالت ذلك ثم شردت .. راقبتها مى ثم أخرجتها من شرودها قائله 
انتى ليه سبتى حملة شركة المقاولات
تنهدت مريم بحدة وكأنها لا تريد أن تتذكر ما حدث .. لكنها قصت على مى ما دار بينها وبين خالد بالأمس .. هتفت مى قائله 
ده انسان مش محترم وقليل الذوق .. ازاى يقولك كده
قالت بأسى 
أهو ده اللى حصل .. كل ده عشان بقوله ازاى تمسك ايدي كده
التفتت الى مى وقالت پغضب
كان ماسكنى من دراعى فى وسط الشارع .. عادى ولا أكن فى حاجه غلط بيعملها .. لا والبشمهندس كان عايزنى أركب عربيته ونعد فى مكان نتكلم فى الشغل .. حاجه هم صحيح
سيبك منه .. وأحسن انك سبتى الحملة بتاعته .. بلاش حړقة ډم الواحد مش ناقص الأشكال دى كمان
مرضتش طبعا أقول لأستاذ عماد على اللى حصل .. اتحرجت جدا أقوله الكلام اللى قالهولى .. وهو بصراحة كان ذوق أوى ووافق على طول انى أبدل مع سهى الحملة اللى هى مسكاها
ابتسمت مى قائله 
عماد طول عمره ذوق ومحترم
قالت مريم بسرعة 
جدا .. محترم جدا .. من الرجالة القليين اللى تقابليهم فى حياتك وتحسى فعلا انهم ناس محترمة .. كفاية انه مش بيرضى يعمل حاجات غلط فى شغله رغم انه ممكن يكسب أضعاف أضعاف ما بيكسب .. لكنه مانع تماما صور
البنات على التصاميم أو صورة أى حاجة حرام .. وبيرضاش يعمل حملات دعائية لأى مكان فيه رقص أو خمړة أو أى حاجة حرام .. بجد ربنا يباركله
قالت مى بخبث 
فينه ييجى يسمع الكلام اللى بيتقال عنه
نظرت اليها مريم پحده قائله 
مى مفيش داعى للكلام ده .. انتى فاهمة انى بتكلم عادى ومش فى نيتى حاجه
هتفت مى قائله 
ماهو المصېبة ان مفيش فى نيتك
حاجه .. نفسي مرة أشوفلك نيه مش كويسة
ضحكت مريم قائله 
انتى فظيعه على فكرة
أنا فظيعة أمال انتى تبقى ايه .. أنا مش عارفه مستحملاكى ليه
ابتسمت مريم 
عشان صحبتى وبتحبينى وعارفه ان أنا كمان بحبك أوى
بادلتها مى الابتسام قائله 
ماشى يا ستى غلبتيني المرة دى
ثم نهضت قائله 
أما أشوف الحجة دى اتأخرت فى الأكل كده ليه
توجهت مى الى المطبخ لمساعدة والدتها .. وقالت لها 
متحرمش منك يا ماما
ابتسمت أمها قائله 
ده مش عشانك ده عشان مريم
ربنا يكرمك انك سمعتى كلامى ووافقتى نعزمها
قالت أمها بحزن 
دى بنت غلبانه ربنا يصلح حالها والله قلبي بيتقطع عليها .. ربنا يرزقها بإبن الحلال اللى يعوضها
ثم التفتت الى مى قائله 
هى لسه عايشة لوحدها
قالت مى 
أيوة هتعيش مع مين يعني .. ملهاش حد تعيش معاه
ولا حتى أهل أبوها أو أهل أمها .. يعني ملهاش أعمام خيلان خالات
لأ ملهاش حد خالص .. أهل مامتها ميتين ومامتها كانت البنت الوحيدة ليهم .. وأهل باباها مش عايشين هنا
قالت أمها بسرعة 
طيب يلا شيلي الأكل معايا نحطه على السفرة ..اتأخرنا فى الغدا أوى وعندنا ضيفه ميصحش
التف ثلاثتهم حول طاولة الطعام .. قالت والدة مى 
مريم حبيبتى كلى مبتاكليش ليه
ابتسمت لها مريم بخجل قائله 
باكل يا طنط
هتفت الأم 
ده أكل عصافير يا بنتى .. كلى كويس يا
حبيبتى ولا مكسوفة انتى زى مى بنتى
لأ أبدا يا طنط مش مكسوفة .. بس أنا أكلى كده
لا يا حبيبتى كده مينفعش لازم تاخدى بالك من أكلك وصحتك
هتفت مى 
قوليلها يا ماما بدل ماهى بقت عاملة زى ستى الحجة كده
عاتبها أمها قائله 
تؤ عيب يا مى متضايقيهاش
ثم التفتت الى مريم قائله بحنان 
يلا يا حبيبتى كلى
نظرت اليها مريم بأسف قائله 
معلش يا طنط بس بجد شبعت
حبيبتى انتى مكلتيش حاجه
والله يا طنط شبعت فعلا .. تسلم ايدك الأكل حلو أوى
تنهدت قالت الأم فى استسلام 
طيب قومى يا حبيبتى اغسلى ايديكي الحمام فاضى
قامت مريم فنظرت أم مى اليها وقالت بحزن 
البنت دى وجعالى قلبي أوى
أنا كمان مضايقة عشانها
قالت أمها مستفهمة 
هو مفيش حد اتقدملها قريب
هتفت مى بصوت منخفض 
وهى أصلا مديه لحد فرصة .. وانتى فكرك ان حتى لو حد اتقدم هى هتوافق .. مستحيل توافق
قالت الأم بإستغراب 
يعني هتعيش طول عمرها لوحدها كدة .. لو كان لها أهل كنا قولنا أهى فى بيت أهلها .. لكن دى عايشة لوحدها .. والناس مبترحمش
قالت مى بثقه 
مستحيل مريم تفكر فى راجل تانى غير ماجد .. مستحيل
قالت أمها 
بس ماجد ........
قطعت كلامها عندما أتت مريم من الداخل .. جلست الفتاتان لتجاذب أطراف الحديث .. حاولت مى اضفاء جو من المرح لتخرج مريم من قوقعة الأحزان التى حاوطتها من كل جانب
حد يربيك أنا أعرف ازاى أربيك
نظر اليه الفتى فى دهشة وصاح 
وانت مالك ومالى أنا كلمتك
لكمه مراد فى كتفه بقبضة يده قائلا پغضب هادر 
بتمد ايدك على واحده فى الشارع وأدام الناس عينى عينك كده .. ليه .. فاكر ان البلد دى مفيهاش رجاله
تجمع المارة وحاولوا تهدئة مراد الذى يبدو وكأنه قد استشاط ڠضبا .. فقال الفتى پخوف 
قال مراد پغضب بالغ 
امشى من أدامى دلوقتى بدل ما أشلفطلك وشك
شعر الفتى بالخۏف من نظرات مراد الڼارية وتعبيرات الڠضب التى حولته الى وحش كاسر يكاد أن يفتك بالفتى .. رحل الفتى وهم مراد بأنه يتوجه الى سيارته التى تسد الطريق فوقفت الفتاة أمامه قائله 
ميرسي أوى لحضرتك على اللى انت عملته عشانى
نظر اليها مراد بإحتقار قائلا پحده 
ماهو العيب مش عليكي .. العيب على الراجل اللى سابك تنزلى من بيته بالمنظر ده .. واللى المفروض ميتقالش عليه راجل أصلا
مفاجأة مش كدة
ظهرت عليه علامات الڠضب وترك الباب مفتوح ودخل وعاد الى مكانه فوق الأريكة .. دخلت وأغلقت الباب ووقفت تنقل بصرها من التلفاز اليه وقالت 
ممكن لو سمحت نتكلم شوية
قال بلامبالاه 
مفيش حاجة نتكلم فيها
لأ فى يا حامد
وقف وقال لها پغضب 
انتى عايزه ايه يا هايدى بالظبط فى ليلتك اللى مش فايته
دى
صاحب پغضب هى الأخرى 
عايزه نتكلم فى المصېبة اللى أنا فيها دى
قال ببرود 
اديكي قولتى المصېبة اللى انتى فيها .. انا دخلى ايه بأه
هتفت قائله 
لا انت ليك وليك كمان .. مش انت السبب .. ولا أنا حملت لوحدى
صاح بسخرية 
وأنا مضربتكيش على ايدك يا هايدي .. ومحدش قالك بتقى غبية ومتعمليش حسابك عشان حاجه زى كده متحصلش
قالت بتوتر بالغ 
يعني ايه يا حامد اتصرف ازاى دلوقتى .. وايه اللى يمنع اننا نتجوز
صاح ضاحكا 
ن ايه .. سمعيني تانى كده .. نتجوز .. ليه شيفانى عيل برياله هتعرفى تضحكى عليه بكلمتين .. أنا مش بتاع جواز يا كتكوته .. وانتى عارفه كده من الأول
قالت وهى تبكى 
بس أنا دلوقتى فى مصېبة
قال ببرود 
اتصرفى عندك مليون طريقة تنزلى بيها اللى فى بطنك
ازداد بكائها قائله 
.. روحى شوفى هتتصرفى فى مصيبتك دى ازاى وحلى عن سمايا
نظرت اليه بإحتقار قائله 
مكنتش أعرف انك حقېر للدرجة دى
قال بسخرية 
وآديكي عرفتى .. يلا بأه الباب يفوت جمل
جلس مكانه على الأريكة وأعاد تشغيل التلفاز مرة أخرى .. فتوجهت هايدى بإنكسار الى الباب وفتحته وخرجت
بعد عدة أيام طارق الى مكتب الدعاية .. ودلف الى مكتب مريم قائلا 
ازيك يا آنسه مريم
نظر اليه الثلاث فتيات .. أومأت مريم برأسها قائله 
الحمد لله .. اتفضل يا فندم
جلس طارق فى مواجهتها ووجهت شاشة الحاسب تجاهه لتريه التصميمات قبل طبعها .. قال لها مبتسما 
شغلك ممتاز فعلا .. والتعديلات زى ما طلبتها بالظبط .. شكلك فعلا بروفيشنال
شكرته قائله 
شكرا لذوق حضرتك
تمعن فى وجهها قائلا 
نظرت اليه فى دهشة وقالت 
لأ
قال بإستغراب 
أمال ليه بتتكلمى معايا ناشف كده .. أنا اعتذرتلك المرة اللى فاتت عن تعبك معايا فى الحملة وأكيد هراعى ده لما آجى أدفع الدفعة التانية من الفلوس
قالت بجديه 
أنا مش مضايقه من حضرتك فى حاجه .. وأنا مش قصدى أتكلم ناشف بس دى طريقتى وده اسلوبى
ثم عادت تنظر الى الحاسوب قائله 
ان شاء الله التصميمات هتدخل المطبعه من
بكرة .. وخلال
3 أيام بالظبط هتكون كل حاجة جاهزة وتقدر حضرتك تستلمهم فى أى وقت
وقف قائلا 
تمام أوى .. حابب أتكلم مع أستاذ عماد شوية .. متعرفيش هو فى مكتبه ولا لا
نظرت اليه قائله 
لأ معرفش .. تقدر حضرتك تسأل السكرتيره
أومأ برأسه قائلا 
تمام .. ومتشكر مرة تانية
بعد ربع ساعة .. قامت مريم وحملت حقيبتها قائله 
سلام بأه أنا ماشية
قالت مى دون أن ترفع عينيها عن حاسوبها 
سلام يا مريم
سألتها مريم 
مش هتروحى
قالت مى بحنق 
شوية كده .. لسه عندى شغل
قالت وهى تتوجه الى الباب 
طيب سلام أشوفك بكرة
خرجت مريم من باب العمارة لتجد خالد يقوم بركن سيارته .. شعرت بالضيق من تلك الصدفة التى جمعتها به ثانيا .. حاولت السير فى طريقها .. لكنه رآها وأقبل عليها يوقفها قائلا پغضب 
بأه حته بتاعه زيك ترفض تمسكلى الحملة بتاعتى
.. ليه فاكره نفسك مين .. انتى متعرفيش أنا مين ولا ايه يا بت انتى
نظرت اليه پحده ائله 
مسمحلكش تتكلم معايا بالإسلوب ده
قال بسخريه 
نعم ..
متسمحيليش .. هو أنا محتاج اذنك ..

انت في الصفحة 7 من 63 صفحات