الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

روايه سيد القمر الاسود للكاتبه زينب مصطفى

روايه سيد القمر الاسود للكاتبه زينب مصطفى

انت في الصفحة 47 من 48 صفحات

موقع أيام نيوز


شدة البرد والمطر يشتد من حولها فنظرت للاسفل وهي تهمس پخوف 
ياخبر الظاهر انا نمت وعمر نام كمان
ثم
نظرت لباب الشرفه المغلق وهي تقول بتوتر 
طب وبعدين انا هانزل من البتاعه دي ازاي 
فإبتلعت ريقها بړعب وانكمشت على نفسها پخوف والامطار والرياح تشتد من حولها و ازداد رعبها مع سماعها صوت البرق والرعد الذي بدء يملاء المكان

فتنفست بتوتر وهي على وشك الصړاخ خصوصا وان الظلام الدامس يعم المكان من حولها
الا انه ولدهشتها وبعد مرور لحظات قليله فتحت فجأه أنوار الشرفه وظهر بعض الخدم وهم يحملون عدة انواع من الطعام الساخن واللذيذ رصوه على المائده الموجوده بداخل الغرفه وأمام الشرفه المفتوحه مباشره ثم غادرو 
ثم جلس براحه
أمام المائده وبدء في تناول الطعام بهدوء أمام أعين حبيبه المتوتره والتي شعرت بتغلغل البرد بداخل عظامها والجوع الشديد وخصوصا انها لم تتناول اي شئ منذ الصباح 
فعقدت حاجبيها وهي تهمس بقلق
هو ايه الي مقعده هنا كده مش حعرف انزل الا لما يدخل جوه 
ثم صمتت تستمع اليه بحذر وهو يخرج هاتفه ويتحدث فيه مع أحد الاشخاص و يضحك بمرح 
لا انتي لازم تسمعي الكلام وتيجي تقضي اليوم كله معايا هنا اه في قصري الي في المنصوريه صدقيني هيبقى يوم حلو و هتنبسطي أوي
ثم رمق الشجره بطرف عينيه بسخريه وقال بصوت مرح 
مراتي لااا مش هتبقى موجوده أه حاجه زي كده تقدري تقولي تقريبا مسافره 
ضغطت حبيبه على شفتيها بغيظ حتى لا تصرخ فيه وتكشف نفسها وهي تراه يتابع وهو يبتسم بهدوء 
لا يا صوفي انا مش ه أعذار على الاقل سيبيني أردلك عزومة النهارده 
ثم تابع وهو يرمق الشجره بتسليه 
خلاص انا هبعتلك العربيه عشان تجيبك ومش هفطر الا لما تيجي علشان نفطر سوى 
ثم أغلق الهاتف وهو يقول بإستفزاز
مع السلامه يا حبيبي هستناكي 
إنتفضت حبيبه بغيظ و هي تستمع الى حديثه فلم تعد تستطيع التحكم في ڠضبها فتلفتت حولها تحاول الوصول الى اي شئ تقزفه به فلم
تجد
حبك عفريت انت وهي يا بتاع صوفي 
الا انه ولدهشتها إلتقط مشبك شعرها بسهوله ووضعه جانبا دون ان يرد عليها 
وهو يكمل تناول الطعام ببرود وكأنها غير
موجوده 
وهي تتابع بصړاخ غاضب وقد أعمت الدموع عينيها وهي تبحث بيأس عن اي شئ أخر حولها تقزفه به 
خاېن وكداب انا سمعت كل حاجه طلقني بقولك طلقني يا عمر 
فرمقها ببرود وتجاهل وهو يتناول طعامه بتلذذ حتى انتهى منه فشرب قليل من العصير وهو يرمقها ببرود وهي مازالت تسب وبلعن پغضب
ثم نهض بهدوء وغادر الشرفه وهو يتجاهل صريخها المتواصل 
وأغلق باب الشرفه وتبعه بغلق انوار الشرفه ليسود الظلام المكان فصمتت فجأه وقد صدمت من تصرفه وتجاهله لها وهي تشعر انها ستنفجر من

شدة الغيظ 
فتلفتت حولها تحاول الهبوط للاسفل فلم تستطيع ان ترى اي شئ بسبب الظلام الدامس الذي يلف المكان 
فإبتلعت ريقها بتوتر وقد تملكها الخۏف وهي تحاول منادة عمر الا ان صوتها لم يطاوعها من شدة شعورها بالړعب و ضجيج صوت الرعد والبرق الذي تصاعد من حولها وقد إزداد هطول الامطار وبللتها بالكامل 
فتحركت بتهور وهي ترتعش من شدة البرد وقررت المخاطره والهبوط من فوق الشجره ان يسوء الطقس اكثر 
فزحفت پخوف على فرع الشجره القريب من الشرفه تحاول الوصول في الظلام الى حافة الشرفه الغارقه بالماء 
فصړخت بقوه لداخل الشرفه ومنها لداخل الغرفه 
فشهقت پخوف وهي تسمع مزلاج الشرفه وهو يغلق ثم سطع ضوء الغرفه فجأه فأغلقت عينيها پألم و فتحتهم ببطء وهي تتراجع للخلف پخوف بعد ان وجدت عمر يقف أمامها يتأملها بهدوء وسخريه
حبيبه بتوتر 
ايه انت بتبصلي كده ليه على فكره انا مكنتش محتاجه مساعدتك وكنت اقدر أنزل لواحدي
رمقها عمر ببرود وهي تصرخ پغضب وقد إصطقت أسنانها من شدة البرد
حالا دلوقتي حالا تطلقني انا مش هعيش مع واحد خاېن وكداب زيك 
استنى عندك مين صوفيا دي الي بتقولها يا حبيبتي وعازمها على الفطار 
فعاد للحمام مره اخرى وهو يحمل منشفه مزغبه بيضاء ناعمه وكبيره ووضعها جانبا ثم انحنى فجأه و سحب ثوبها المبلول من فوق رأسها ثم باقي ثيابها وهو يتجاهل ڠضبها ومقاومتها الشديده له ثم سحب مقعد صغير وجلس بجوار حوض الاستحمام ومد يده يدلك أكتافها المشدوده من شدة التوتر والحزن وقد رق قلبه من مشهد بكائها فهو يعترف ان نقطة ضعفه الوحيده هي حبيبه فإرادته ضعيفه عندما يتعلق الامر
بها وخصوصآ عند رؤية دموعها
فمال على إذنها ما بحنان وهمس بهدوء وهو يقرر
مصارحتها خوفآ عليها 
إهدي يا حبيبتي وبطلي عياط
حبيبه پبكاء
يا سلام وصوفي الي سمعتك بتكلمها وتقول لها ياحبيبتي 
مسح عمر دموع حبيبه وهو يتأمل وجهها بحنان ويده ماتزال تدلك برفق 
صوفي دي تبقى صاحبت جدتي الانتيم إللي عايشه في اليونان
وواللي نزلت مصر من يومين ودي الي جدتي حكيتلك عنها كده بس الظاهر انتي نسيتي اسمها 
ودي اللي جدتي قابلتها من يومين في المطار وخدتها وقعدت معاها في فيلا
الساحل علشان هي بتحب البحر 
وبعدها جدتي هتاخدها وهيعملوا سياحه ويلفوا مصر كلها فأنا عزمتها تقضي يوم معانا هنا ما يسافروا 
إحمر وجه حبيبه وهي تضغط على شفتها بخجل 
أاه هي دي صوفي إفتكرتها 
ثم إلتفتت إليه وقالت پبكاء
أنا أسفه
يا عمر
أسفه على كل المشاكل الي اتسببت فيها ليك النهارده
فإبتسم بحنان وهو يدلك شعرها 
لا انا مينفعنيش الكلام ده انا لازم أخد حقي كامل 
وبعد قليل ابتعد عنها قليلا وهو يبتسم بعشق
يلا بقى يا حبيبي كفايه لحد كده علشان متاخديش برد 
يلا يا حبيبي كلي انتي مكالتيش حاجه النهارده 
نظرت حبيبه للطعام وهي تشعر بالجوع الشديد فأحداث اليوم المتلاحقه جعلتها تنسى ان تتناول اي طعام فبدئت في تناول الطعام بهدوء وهي تشعر بيد عمر بعد ان انتهى من تصفيف
شعرها يدلك رأسها وأكتافها المتعبه بحنان 
حتى انتهت من تناول طعامها فإبتسمت برقه 
الحمد لله خلصت أنا كنت هاموت من الجوع 
ثم شد إذنها كالاطفال وهو يقول بعتاب 
وايه الي يخليكي تقعدي يوم كامل من غير أكل ها وتخبي عني كمان المشكله الي وقعتي فيها ولولا تصرف اولادنا والي عملوه مكنتيش حكتيلي على حاجه 
دا غير طلعوك على الشجره إللي إستخبيتي فيها
زي الاطفال لحد ما جننتيني وقلبي كان هيقف من كتر خوفه عليكي
بعد الشړ عنك يا حبيبي متقولش كده تاني
انا مقدرش أعيش من غيرك لحظه واحده أنا أسفه ومش هعمل كده تاني
وهو يقول بجديه 
وانا كمان يا حبيبه مقدرش أعيش من غيرك ثانيه واحده وكل الي طالبه منك متخبيش عني اي حاجه تحصلك حتى لو زعلت منك او حتى ڠضبت فأنا في النهايه جوزك اللي بيحبك واللي هيمحي اي حد من على وش الدنيا لو فكر مجرد تفكير في أذيتك 
تقدري تقوليلي لو مكنتش عرفت الي حصل وربيت الكلب دا
كان ممكن يحصل ايه لو شافك في اي مكان لواحدك اكيد كان هيتجرء عليكي اكتر وهيعمل اكتر من الي عمله النهارده لانه ملقاش الي يوقفه عند حده
أنا أسفه يا حبيبي متزعلش مني انا بس كنت فاكره اني كده بنهي المشكله من غير ما أتسبب في مشاكل جديده ليك
مرر عمر يده في شعرها بحنان وهو يرفع وجهها اليه يتأمله بحب 
انا مش عاوزك تتأسفي يا حبيبتي انا بس عاوزك توعديني انك متخبيش اي حاجه عني مهما كانت صغيره انتي قلبك طيب ونقي اوي ومش عاوز اي حد يستغل ده ضدك على الاقل عرفيني بأي مشكله تواجهك وسيبيني وانا هاتصرف ومبخافيش من المشاكل انا كفيل بحلها مهما ظهر قدامك انها صعبه او ملهاش حل
ثم وهو يقول بتأكيد
أنا جوزك
وسندك وحمايتك يا حبيبتي مبخافيش من مشاكل او اي حد طول ما أنا عايش أوعديني متخبيش عني اي حاجه مهما كانت صعبه علشان قلبي يبقى متطمن عليكي
فإمتلئت عيونها بالدموع وهي تقول بإرتعاش وتضغط على شفتها بأسنانها بندم 
أوعدك يا حبيبي مش هخبي عنك اي حاجه بعد كده 
ثم مال برقه عليها و إستولىوتملك شديد فغرق معها وبها في موجه قويه من العواطف الملتهبه 
في مساء اليوم التالي 
جلست حبيبه برفقة عمر وأطفالها في غرفة المعيشه بعد ان انتهوا من تناول طعام العشاء 
حبيبه بإبتسامه مرحه وهي تعطي الشاي لعمر 
صوفي دي لذيذه اوي ليها حق ماما دولت تحبها اوي كده 
عمر براحه 
دي صاحبتها الانتيم وكانت جدتي بتسافر لها ديمآ اليونان علشان جوزها كان رافض انها تسافر لاي مكان لكن بعد ما اتطلقت منه اتصلت بجدتي وقررو انهم يعوضوا كل اللي فاتهم و يروحوا كل الاماكن الي كان نفسهم يزوروها مع بعض وابتدوا بمصر 
ثم تابع بمرح وهو ينظر لأطفاله 
اه وبما ان جدتي راحت تعمل سياحه مع صاحبتها فانا كمان قررت اننا نسافر اسبوع نتفسح في أجازة نص السنه الدراسه ما ترجع تاني ها تحبوا تروحو فين 
اندفع اطفاله يتحدثون في أن واحد وبحماس شديد 
الا ان عمر قال بمرح 
هييي واحده واحده يا وحوش مش كده خلينا نشوف ماما الاول عاوزه تروح فين 
حبيبه بحماس 
ديزني لاند نفسي أروحها أوي واتصور فيها وألعب الالعاب الي هناك دي كلها 
الا ان صوت اطفالها ارتفع باعتراض 
فقال ياسين باعتراض 
ديزني ايه بس ياماما هنضيع الاجازه علشان تتصوري مع بطوط 
ليتابع زياد بإعتراض هو
الاخر 
فارس بسخريه لذيذه 
وإكتب زياد وبطوط حب للابد 
ثم ارتفعت ضحكاته وسط اعتراض وڠضب اخوته 
جرى ايه ياض إنت وهو طالما ماما قالت عاوزه تروح ديزني يبقى هنروح ديزني ومش عاوز اسمع اعتراض والا هاسيبكم هنا وهاخد ماما ونسافر نتفسح في ديزني وانتم خليكم هنا 
فصمتوا جميعا بتبرم خوفا من تنفيذه لتهديده 
لترتفع ضحكات حبيبه وهي تقف وتجلس بجوار عمر الذي لف زراعه حول كتفيها بحب و قالت بحنان 
خلاص يا حبيبي بلاش ديزني السنادي وشوفهم عاوزين يروحوا فين انا اهم حاجه عندي انهم 
يغيروا جو و يتبسطوا 
عمر بجديه 
لا يا حبيبه طبعا مينفعش احنا هنروح ديز 
قاطعته حبيبه وهي ت وجنته بحنان
خلاص بقى يا عمر عشان خاطري انت فاكر ان انا هبقى مبسوطه وهما جايين معانا ڠصب عنهم او سبناهم
هنا وسافرنا لوحدنا خليهم يروحو المكان الي هما عاوزينه و أجازة الصيف طويله نبقى نروح فيها لديزني 
تنهد عمر وهو يقول باستسلام 
خلاص بما ان ماما اتنازلت ومش
عاوزه تروح ديزني فإتفضلوا قولوا عاوزين تروحو فين 
صمت أولاده دون رد ثم قال ياسين فجأه وهو ينظر لوالدته بحب 
لا يا بابا خلاص انا هروح ديزني ماما مبتخرجش الا معانا ومن حقها تختار تروح فين في أجازتها
واكمل زياد بمرح
وانا كمان عاوز ماما تبقى مبسوطة فهروح ديزني معاكم 
فارس بسرعه 
وانا كمان هروح ديزني انا بحب ديزني وبحب ماما ومش هسيبها لوحدها ابدا 
ثم إندفعوا يون والدتهم بمرح وياسين يقول بمرح 
فليحيا بطوط وميكي اهم حاجه ماما تبقى مبسوطة 
ابتسم عمر بحنان وهو يرى اطفاله يضحون بإجازتهم لارضاء إمهم وجعلها سعيده
بطوط وميكي مش هيطيرو
 

46  47  48 

انت في الصفحة 47 من 48 صفحات