رواية كاليندا بقلم ولاء رفعت (كاملة)
رواية كاليندا بقلم ولاء رفعت (كاملة)
تماما عندما كان يتنزه مع شمس برفقة شقيقته التي كانت تتركهم بمفردهما وتجلس علي بعد مسافة تاركة لهما الخصوصية
مشهد سابق
يقطع أحمد قطعة بالشوكة خاصته و يمدها أمام فمها فقالت له شمس بخجل ووجنتيها شديدة الحمرة من الخجل
بتعمل إيه الناس بتبص علينا
ضحك وقال
واحد بيأكل حبيبته اللي هاتبقي مراته فيها إيه ما بنعملش حاجه حرام
عارفه بس بتكسف أوي و بعدين ما بحبش الجاتوه
سألها بنبرة رومانسية حالمة
طيب بتحبي إيه وأنا هاجيبه لك حالا
أجابت وتنظر في الفراغ تفكر
حاجة حلوة كدة دوقتها في مرة عند واحدة صاحبتي إسمها إيه يا شمس إسمها إيه آه أفتكرت إسمها تشيز كيك
نهض ووقف ثم أنحني في عرض مسرحي قائلا
طلباتك أوامر يا مولاتي
أمرك يافندم
سأله الآخر
عندكم تشيز كيك
أجاب النادل
اه يافندم عندنا كذا نوع بالفروالة أو الشيكولاتة والمانجا وبالتوت
نظر أحمد إلي شمس وسألها
بتحبيها بطعم إيه
إبتسمت بسعادة وأجابت
بالمانجا
قال أحمد للنادل
أتنين بقي وصاية وكتر المانجا
اومأ له النادل قائلا
عودة للوقت الحالي
عاد من شروده وتذكره للموقف القديم ليجد مروة تنهض وتلملم هاتفها وحقيبتها تتمتم بكلمات غير مفهومة وهنا أنتبه إلي خطأه الفادح وهو التجاهل
أمسك معصمها وسألها
بتعملي إيه
جذبت يدها بحدة وأجابت
بعمل اللي المفروض يتعمل من ساعة ما جينا وعماله أكلم فيك وأحاول أغيرلك مزاجك وبرضو متجاهلني كأني هوا قاعد قدامك
عشان خاطري أقعدي بس و ما تفهمنيش غلط
صاحت في وجهه بحنق
لاء فهماك صح يا إبن خالي وأنت فاهم وأنا فاهمة بس كنت بقول لنفسي أصبري عليه يابت يا مروة لما يفوق من الصدمة اللي هو فيها لسه مش هينساها بسهولة ده مكنش بينهم خطوبة يوم ولا أتنين ده سنين غير عشرة الجيرة اللي ما بينهم
أبتسمت بتهكم وتحدق إليع بنظرة سخط قائلة
ولما الحكاية كده ليه جيت طلبت إيدي وعارف ومتأكد إن أنا زي الهبلة هوافق وطبعا مرات خالي واثقة من كده فقالت
لما أجوزه بنت عمته العبيطة اللي هاتموت عليه من زمان خليها تنسيه البنت اللي كان خاطبها
و لما أنت بتحبها أوي مكملتش معاها
ليه! ولا عشان الهانم خلاص ما بقتش تنفع بعد ما علم لك عليها ابن حماد السفوري وخلاك لبانة في بوء أهل البلد
و ما كان ينقصه تلك الكلمات التي حولته من حمل وديع إلي وحش ثائر أو يمكننا قول أصبح كالبركان الذي أنفجر لتوه تتقاذف من عينيه الحمم والجمار المشټعلة شعرت بلهيب علي وجنتها بعدما هبط علي وجهها بلطمة قوية أخرج فيها ما يكمن من غضبه وهو يصيح بها
أخرسي
غرت فاها وأتسعت عينيها التي كادت تخرج من محجريهما و إنها لثوان مرت حتي أدركت ما فعله بها صړخت به وهي تخلع خاتم الخطبة ثم ألقته في وجهه
طلقني أنا بكرهك
و في اليوم التالي قام محمد بتوديع أشقائه متعللا بعمله حيث لم يستطع التغيب عنه أكثر من ذلك وترك لهم ابنته أمانة لديهم مع كثير من التوصيات عليها إلي شقيقه محمود وزوجته
بينما شمس كانت تجلس مع ابنة عمها رحاب التي تكبرها بعامين وتدرس في الجامعة
بجد مش مصدقة نفسي يعني كان لازم عمو محمد يجيبك بنفسه وإلا كده مكنتش شوفتك خالص ده غير طبعا إن كلها أيام وهتتجوزي و زي أصحابي مش هاشوفك غير في المناسبات وإن جوزك خلاكي تحضري
تبدلت ملامح شمس من الإبتسامة إلي الحزن وهي تنظر إلي بنصرها في يدها اليمني فارغا من خاتم الخطبة الذي ترك أثره ولم يزول بعد ردت بتوتر
ماتضايقيش ياستي أنا قاعدة معاكي و مطولة شوية وبالنسبة للفرح خلاص مليش نصيب أكمل
هو إيه اللي حصل
رغما عنها ذرفت عينها عبرة بلورية أنسدلت علي وجنتها
جعلتها تشيح وجهها وغير قادرة علي التحدث وقفت رحاب أمامها رفعت وجهها من طرف ذقنها
شمس أنا آسفة وحقك عليا لو سؤالي زعلك وخلاكي ټعيطي بس أعذريني أنا سألتك عشان عارفة اللي كان مابينك أنتي و أحمد مكنتش مجرد خطوبة ده حب عمره سنين فاكرة لما كنتي بترغي معايا بالساعات عنه و عن نظرات حبه ليكي لحد ما جه طلب إيديكي كل ده راح إزاي
تريد الإجابة لكن ماذا عساها أن تخبرها ما حدث ليس بالأمر البسيط يمكن ذكره وكأنها قصة عابرة فابنة عمها صديقتها الثانية بعد إسراء و موضع ثقة و بئر أسرارها منذ الطفولة ودت لو أن تحكي وتبوح بكل شئ لكنها تخشي تلك النظرة التي تجدها في أعين كل من يعلم بما حدث معها هذه النظرة كالسکين المشټعلة فوق قطع الفحم المتوهجة يمسك بها صاحبها ويغرزها بداخل فؤادها الواهن
أنفتح باب الغرفة وظهرت زوجة عمها لتنقذها من الإجابة علي سؤال رحاب لكن لهجة تلك المرأة أعلنت عن ناويها الخفية التي تضمرها وتتظاهر بعكسها
والله عال سايبيني طالع عيني في شغل الشقة وعمايل الأكل والهوانم قاعدين يتساهروا
تأففت ابنتها وقالت
مش الشقة دي لسه عملاها لك أول إمبارح ومخليها لك فلة
صاحت بها وهي تزجرها بنظرة حادة
وأنتي بتسمي شغل الطلسئة ده ترويق قومي منك ليها وقسموا الشغل علي بعض وتلموا السجاد والمشايات وتغسلوها في المدخل
أجابت ابنتها بسخرية
إيه كل ده يا ماما هو العيد بكرة وإحنا ما نعرفش!
لكزتها والدتها پعنف وقالت
لاء يا حلوة يا أم لسانين أهل خطيبة أخوكي محمد جايين بعد بكرة وبعدين هنا كل واحد لازم يخدم نفسه أنا مش الخدامة اللي جبهالكم أبوكم
ألتفت رحاب إلي شمس وهي ترفع أكمامها عن ساعديها قائلة
معلش يا
شمس أستنيني أخلص اللي ورايا وجاية لك ما تنميش بقي
صاحت شوقية بإعتراض وكأن حدثت کاړثة
ده مين دي اللي تستناكي وما تنمش! مش بنت زيها زيك وده بيت عمها مش حد غريب ده غير إنها مش ضيفة وقعدتها هتطول يعني زيها زينا في البيت وتروق وتكنس وتمسح وتغسل زينا ولا ما بتعمليش مع أمك كده يا شمس
أجابت الأخري وهي تزدرد لعابها بتوتر
طبعا بساعد ماما ومن غير ما تقولي يا طنط كنت هساعد رحاب
طيب يلا بقي خلصوا بسرعة قبل ما عمك ما يطلع من الدكان وأكون أنا خلصت الغدا
ذهبت شوقية فأقتربت إبنتها من شمس تربت عليها
حقك عليا أنا يا شمس لو كلام ماما زعلك هي شديدة وقوية بس قلبها طيب
هزت الأخرى رأسها بابتسامة ساخرة
واضح واضح
و بعد عناء يوم من الأعمال الشاقة تمددت كلتيهما علي التخت زفرت رحاب بتعب وقالت
اه يا وسطي اللي أتقطم في غسيل السجاجيد وأنا كان مالي ومال أهل خطيبة أخويا اللي جايين
قالت شمس بتعب أيضا
معلش إحنا برضو كنا بنعمل كدة برضو أيام ما كنت مخطوبة
إستدارت إليها الأخري بانتباه وقالت
فكرتيني صح قوليلي بقي سبب فسخ خطوبتك ولو ده هيضايقك خلاص أعتبريني مسألتش
زفرت من التعب الجسدي والنفسي فأجابت
هقولك بس أوعديني اللي هاحكيهولك سر ما بينا لحد ما أرتب أموري وأخد حقي
و في الغرفة المقابلة تتمدد شوقية بجوار زوجها الذي يتصنع النوم هروبا من وصلة ثرثرتها التي تنتهي پألم شديد في الرأس لم يزول ولو بألف فنجان قهوة
آه ياني جسمي أتدغدغ من شغل طول النهار
تمتم محمود دون أن يوضح كلماته إليها
اللي يسمعك مايشوفش البنات اللي طلعتي عينيهم النهاردة وفاكراني مش عارف ولية مفترية أعوذب بالله
مالت عليه وسألته
بتقول حاجة يا حاج
أجاب بصوت مصتنع يغلبه النعاس
بقول أذكار قبل النوم
اممم طيب كنت عايزاك في موضوع كدة بخصوص بنت أخوك
سألها بسخرية دون يلتفت إليها
مالها لحقتي تزهقي من قاعدتها
أجابت باستنكار
لاء بالعكس جت في وقتها أهي هي والبت رحاب يشيلوا عني شغل الشقة شوية أنا خلاص عضمتي كبرت ومابقتش قادرة علي طلباتكم زي الأول
تمتم مرة أخري
ده أنتي عليكي صحة تهد جبال كلنا هانموت وأنتي اللي هاتفضلي عايشة في الآخر
لكزته في كتفه
بصي لي كده وأنتبه ليا
أستدار إليها بتأفف
أخلصي يا شوقية عشان أنا صاحي من الفجر وعايز أتخمد
أجابت بامتعاض
مابراحة عليا يا حاج اللي هاقوله لك فيه خير لينا ولأخوك بص بقي وأسمعني للآخر الولاه حمدي خلاص قرب يخلص الجيش بعد خمس شهور ونازل أجازة الأسبوع الجاي وبما أن شمس خلاص فسخت خطوبتها إيه رأيك ما نخطبها للولاه ونبني لهم شقة الدور الخامس و أهي بنت اخوك ومتربية علي إيدينا
رفع إحدي حاجبيه الكثيفين وقال بتهكم
أنتي قصدك تجوزيها لإبنك ومنها تبقي ليكي خدامة صح
أنا ماقولتش كده وفيها إيه لما تخدمني أنا هابقي حماتها غير ما أنا أصلا مرات عمها الكبير
تنهد بسأم وضجر منها
أسمعيني أنتي كويس يا شوقية أنا عارف وأنتي عارفة إن زينب عمرها ما هتديكي بنتها وخصوصا بعد اللي عملتيه فيها
زمان وبسببه خليتي أخويا ما يجيش يعيش معانا ويبني له شقة في البيت وأشتري مننا حقنا في بيت أبويا عشان يعيش فيه هو و بنته ومراته ويكفيها من شړ أذيتك ليها ولا ناسية سنتين العڈاب اللي عاشتهم وأخويا يجري بيها علي الدكاترة و مايعرفوش إيه اللي عندها غير لما جاب لها شيخ موثوق فيه و عرف إن معمولها سحر أسود وقدر يعرف مين الدجال اللي ورا المصېبة دي و لولا أنه راح بلغ عنه الحكومة وأعترف بمصايبه مكنش حد عرف إنك اللي ورا اللي حصل ليها كل ده بسبب الغيرة والحقد اللي بتتظاهري إنهم راحوا من قلبك لكن أنا متأكد إنك لسه مليانة بالسواد والأمارة عايزة البت لإبنك اللي عارفه عمره ما هيعترض ولو هيقولك كلمة حتي لو شافك بتدبحي مراته قدام عينيه فأتقي الله أنتي عندك بنت والدنيا سلف ودين يوم ليك ويوم عليك
كانت تستمع إليه پصدمة فأجابت بعدما أنتهي
يا ليلة طين أنت شايفني بالوحاشه دي كلها!
صاح يبوخها
أنا مش شايف حاجة قدامي وعايز أنام أطفي النور وأتخمدي
و ربي و ما