رواية كواسر أخضعها العشق بقلم نورهان أل العشري
رواية كواسر أخضعها العشق بقلم نورهان أل العشري
فأوقفتها كلماته حين قال بفظاظة
هل ما زلت غير مستعدة بعد!
ودت أن تصرخ في وجهه وتخبره أن يذهب إلى الچحيم ولكنها لسوء حظها لا تستطيع أن تفعل ذلك فالتفتت قائلة بحنق وكأنها تبصق الكلمات من فمها
نعم
طافت عينان عليها بنظرة شمولية اهتز لها جسدها قبل أن يلتفت متوجها إلى مقعده يتابع أعماله متجاهلا وجودها فتمتمت پغضب
ارتفع أحدي حاجبيه وهو يقول بتلذذ
أعيدي ما قلته مرة أخرى !
تجاهلت تلك
الغصة التي مررت حلقها و تبلور التصميم في نظراتها حين أجابته بلهجة جافة
أريد أن اعمل في الشركة
يتبع
الفصل الخامس
تجاوزت عن جميع زلاتك وتغاضيت عن كل أخطائك ظنا مني أني هكذا أنقذ بيتا شيدت أعمدته بالحب وبنيت جدرانه بقوالب العشق الذي كان خالصا لك وحدك ولكنك هدمته فوق قلبي الذي لطالما كان بالود والحب عامرا والآن بات القهر والشقاق مسكنه
مر أسبوع منذ أن عادت من بيت والدها وهي منكمشة على نفسها تحاول مداواة چراحها بالهرب فقد كان شغلها الشاغل أن تلهي نفسها عن التفكير عل ذلك يهدئ من ألمها القاټل الذي يستوطن كل خلية بها فضاعفت اهتمامها بأطفالها وتجاهلت كل شيء يحدث حولها وعادت إلى حياتها الطبيعية ومهامها التي كانت تفعلها ولكن بصمت صمت متبادل من جميع من في المنزل فقط نظرات متبادلة في أوقات الطعام التي كانت تجمعهم وقد كانت تتحملها بشق الأنفس وتحمد ربها كثيرا أنه كان يغيب عنها فلا طاقة لها برؤيته يكفيها سماع صوته حين يتحدث مع الأولاد أو ينادي على الخدم وقد تعطف عليها وحرمها من رؤيته وقام بنقل أغراضه إلى غرفة أخرى بعيدة عن جناحهما ولا تعلم إن كانت فرحه لذلك أم غاضبة هي مټألمة وهذا كل ما تشعر به
أريد رؤية زوجتك والتعرف إليها
لون الاندهاش ملامحه من طلب والدته وتجلى في نبرته حين قال
هل تسخرين مني عند الصباح
لا أبدا لم تقول ذلك
تشدق ساخرا
طلبك غريب للحد الذي يجعلني أظن بأنك تعانين من صداع أو ربما حمى مثلا
جعدت ملامحها بحزن زائف حين قالت
هل تسخر مني وأنا التي أموت شوقا لرؤيه تلك الفتاة التي سلبت عقل ابني للحد الذي جعله يتزوجها بتلك الطريقة
شاهين بملل
الأمر ليس هكذا ولا يشبه الوقوع في العشق وما شابه ذلك ولكن إن أردت أن تريها فسأرى موعدا مناسبا وأخبرك
زين الذي فتحته دون أن تدق الباب وأغلقته پعنف ثم تقدمت بخطى مبعثرة إلى أن توقفت أمام مكتبه تحت نظراته المندهشة حين سمعها تقول مغلولة
أوافق على ما عرضته علي سابقا
لا أفهمك أرجو التوضيح أكثر
قمعت عبراتها وۏجعها الهائل وهي تقول بلهجة محتقنه
أريد الٹأر وجعل الجميع يدفع ثمن ما فعلوه بي ولكن خطتي تشمل زوجتك أيضا فلتعلم هذا مسبقا
تفهم ما تمر به ولدهشتها وجدته يبتسم بهدوء قبل أن يقول
لا أريد معرفة ماذا
حدث ولكن سأخبرك أمرا يا هدى الذنب ليس ذنب زوجتي ولا والدك ولا حتى شاهين فهم أناس واضحين من البداية الذنب ذنبك لأنك ترين الأشخاص بنظارة يكسوها الغبار اخلعيها ولتري كل إنسان على حقيقته
بقلب يرتجف ألما تحدثت
رأيت رأيتهم على حقيقتهم وهذا أكثر ما يؤلمني
زين بقوة
اجعلي هذا الألم دافعا قويا لأن تعيدي بناء نفسك من جديد
أومأت پألم فأردف بخشونة
أقسى عقاپ للرجل بعد هجره للمرأة أن يراها ناجحة وجميلة وهذا يعني أن فراقه لم يؤثر فيها وهذه أقوى صڤعة قد يتلقاها كبرياءه
صړخت پقهر
يا ليتني أستطيع فراقه سأكون حينها أفضل
مخطئة ازدهري أمام عينيه ولا تسمحي ليده أن تطالك أبدا هكذا سيكون انتصارك عظيما
على الرغم من اقتناعها بحديثه إلا أنه أثار بداخلها زوبعة من الاستفهامات والتي أفصحت عنها قائلة بجفاء
لم تفعل معي هذا إن من نتحدث عنه هو ابنك ولن أصدقك إن أخبرتني بأنك تفضلني عنه مهما بلغ غضبك منه
زين بتعقل
لن أخبرك ذلك كما أنني لن أخبرك ماذا تعنين لي لأنك تعرفين ذلك أيضا ولكن سأخبرك ما لا تعرفينه قد تندهشين ولكن تأكدي أنني لا أكذب أبدا
خربش الفضول جدران قلبها فقالت بترقب
أسمعك
زين پألم دفين
أكفر عن ذنبي بحق شاهين نعم أخطأت بحقه وحق شقيقته باختياري لهم أما مثل زينات كنت أعرف جميع صفاتها السيئة ولكن لم أحميهما من بطشها كنت أرى إهمالها لهما واهتمامها بالمظاهر كثيرا وجفائها اللامتناهي في معاملتهما ولكن لم أردعها كنت مشغولا بجمع المال والحفاظ على تراث العائلة ولم ألتفت لهما
أطلق زفرة حادة من جوفه قبل أن يتابع بشجب
شاهين ليس سيئا إن بداخله طفل يحتاج إلى الحنان والاهتمام ما زلت أذكر ذلك اليوم الذي هرول إلي وهو يخبرني عن الفتاة التي وقع بعشقها
توقف لثوان وهو يناظرها بتأثر ثم أردف بحزن
لم يذكر شيئا عن جمالك بل كان يتحدث عن مدى حنانك ورقتك وهذا في الواقع كل ما يحتاجه
تآزر بها الۏجع فهمست بصوت يتضور ألما
لقد أغدقته بحناني ولم أبخل عليه يوما
زين بتعقل
سأسألك سؤالا وأنتظر منك أن تجيبيني بصدق
سأفعل
زين بترقب
متى آخر مرة جلست مع شاهين وتحدثتما معا مثل باقي الأزواج!
لم تعلم الإجابة فهي أبعد من أن تتذكرها لذا لم تجب فواصل استجوابه
متى آخر مرة خرجت معه بمفردكما!
دام صمتها فهذا السؤال أيضا لا تعلم إجابته فتابع بلهجة تشوبها الحد
هل هو السبب هل طلبت منه ورفض!
تذكرت تلك المرات التي كان يطلب منها الخروج معه لقضاء وقتا ممتعا في الخارج أو لتناول الطعام ولكنها كانت منشغلة إما مع الأولاد أو بأمور المنزل فتعتذر منه
هذا الصمت يعني أنه لم يكن السبب
مزقت ثوب الصمت قائلة باندفاع
لم يكن الأمر بيدي فقد كنت مشغولة إما مع أطفالي
أو مع والدته لم أرفض لأنني لا أريد بل كنت أكثر من يحتاج وجودي معه ولكن أنا لست امرأة خارقة أهلك من فرط التعب طوال اليوم بأمور المنزل والأولاد وإرضاء والدة زوجي التي لا ترضى أبدا
زين بهدوء
وهذا أعظم أخطائك الوحيد الذي كلفك الله بإرضائه هو زوجك
هنا ذهب عقلها لا إراديا لكلمة والدها بأن زوجك هو الوحيد الذي يجب عليك إرضاؤه وقد فطنت إلى ما يقصده الآن لهذا همست بتعب وهي تجر قدميها للجلوس على المقعد أمام مكتب زين
ولكنه لم يكن يحميني من بطشها ولم يكن في مقدوري مواجهتها لهذا كنت أجتهد حتى أرضيها
وهذا هو خطأك الثاني تقتلين نفسك لإرضائها وهي لا ترضى لذا كان عليك التوقف عن فعل ذلك ما أن رأيت أن كل ما تفعليه يذهب أدراج الرياح
كلماته أيقظت چروحا غائرة بقلبها عن مدى تسلط تلك المرأة وتجبرها وهتف عقلها مؤنبا لم احتملت كل هذا
تابع زين بعدما رأى أن حديثه قد وصل إلى مبتغاه
انتظرت أن تشتكي مرات ومرات ولكنك كنت مستسلمة بدرجة تثير حنقي فاكتفي بتأنيبها ببضع كلمات يكون ردها هي لم تشتكي لذا لا تتدخل
همست بمرارة
أنت محق لم أكن أشتكي ولا أعلم لم كنت مستسلمة هكذا ولأجل من!
صمتت لثوان قبل أن تهب مندفعة
نعم اعترف أنني قصرت بحقه قليلا! ولكني كنت أربي أبنائه وهو غائب طوال اليوم لا يعلم عنهم شيئا بينما كنت أحمل مسؤوليتهم وحدي لا أستحق منه هذا أبدا
أومأ برأسه وهتف قائلا
نعم وأنت بالمناسبة أم عظيمة ولكنك غفلت عن واحد من أبنائك وأهملته وهذا الابن تلبسه الشيطان وأخطأ نعم خطأ كبير
ولكن هل تتخلين عنه هل تتخلى الأم عن أبنائها
ارتجفت الحروف على شفتيها وهي تقول
ما الذي تقصده!
زين بتوضيح
هنا نعود إلى سؤالك لم أفعل هذا معك لأجل هذا الابن التائه الذي أعلن العصيان على والدته وأراد أن يثبت لها أنه لا يحتاجها وبمقدوره الاستغناء عنها بينما هو لا يستطيع الابتعاد عنها أبدا فهي والدته
لم ترد أن تجعل حديثه يحتل مكانا بقلبها لذا صاحت پعنف
لست والدته وأرجوك لا تحاول التأثير علي
قاطعها بقوة
بحثت بداخلها عن كلمات تجيبه بها فلم تجد فأردف محاولا الوصول إلى قلبها
اعترفت منذ لحظات أنك أخطأت وقصرتي بحقه كزوج وهذا ما يجعلني أطالبك بالغفران
حين أوشكت أن تتابعه صاح بقوة
هذا بعد أن تلقنيه درسا قاسېا يجعله يعرف قيمتك تماما وسأساعدك في ذلك أقسم أن أساعدك حتى تجعليه يأتي باكيا طالبا منك الصفح ولكن رجاء لا تهدمي ذلك البيت فأنا لن أثق بأحد سواك
ليحافظ على بنيانه
لا تنكر بأنه محق في أشياء كثيرة ولكنه يطلب منها فوق طاقتها لا تستطيع مسامحته والغفران بالنسبة إليها درب من دروب المستحيل خاصة مع هذا الۏجع القاټل الذي يثقل صدرها
لن أطلب منك ما هو فوق طاقتك لذا سندع كل شيء يمضي كما هو مقدر له وأنا عند وعدي لك سأساعدك حتى تستعيدي نفسك
تشوش عقلها وطغى ۏجعها على كل شيء فنظرت إليه بعينين واهنتين تشبهان نبرتها حين قالت
أريد أن أرتاح قليلا هل تسمح لي!
زين بتفهم
بالطبع تفضلي وتذكري أنني هنا دائما لأجلك
أومأت بامتنان وتوجهت إلى باب الغرفة تفتحه وإذا بها تقف وجها لوجه مع عينين لطالما تغنت بعشقهما دهرا عينان تعودان لرجل بنى لها برجا من العشق ثم هدمه فوق قلبها الذي حتى حطامه لم ينجو من بطشه
تآزر بها الشوق والألم معا فحاولت أن تشحذ بعضا من كبرياءها المهدور على يديه وانتزعت عينيها اللتين وقعتا أسيرة لخاصته لثوان وتوجهت إلى الأعلى بأقدام هلامية بالكاد قادرة على حملها فأخذت تبتهل إلى الله ألا تقع أمامه فهي تعلم أن عينيه تراقبها تشعر بنظراته تخترق ظهرها لذلك كانت مرفوعة الرأس حتى أنها لم تلتفت حين سمعت صوت زينات خلفها تناديها بل تابعت صعودها إلى الأعلى بكبرياء تتمنى لو ترمم تصدعاته ذات يوم
هل أصيبت بالصمم أم ماذا!
هكذا تحدثت زينات غاضبة فلم يعيرها
اهتماما فقد كان مشغولا بتهدئة قلبه الثائر بقوة حين لمح الألم الذي يطل من عينيها ويلون ملامحها التي ذبلت والسبب هو
تجعدت ملامحه وقست نظراته وتولى عقله مهمة إقناعه بأنه لم يخطئ وأن ما فعله كان صائبا لذا توجه إلى مكتب والده لينهي هذا الصراع اللعېن صافقا الباب خلفه
لا بأس لم يحدث شئ انا بخير كلها عبارات معانيها بعيدة كل البعد عما تحمله من آلام يجيش بصدر قائلها فهو أكثر من يعاني في هذه الحياة و لين قلبه سببا قويا