السبت 23 نوفمبر 2024

بقلم ډفنا الجزء الأول

بقلم ډفنا الجزء الأول

انت في الصفحة 10 من 20 صفحات

موقع أيام نيوز

الغلبان الفتات 
لم يتفاعل مع مزحة أخيه متبادلا النظرات مع جده الذي تجنبها وانسحب مع قوله طيب هسيبكم بقي تشبعوا من بعض وتناموا والصبح ناخد اليوم سوا من أوله 
ظلت عين جسار شاخصة متعلقة بظهر الجد وهو يبتعد لينتزعه شقيقه ثانيا بحديث مازح و سيل ثرثرته المحببة وصولاته وجولاته مع رفاقه لوقت ليس قصير بينما الشرود يلجم جسار أغلب الوقت منشغلا بما حدث ثم بدأ رائف يتثائب لينتهي
الأمر بصعوده غرفته كي ينال قسطا من النوم بينما ظل جسار شارد الذهن وبذور شكوكه تتشعب داخله گ نبتة خبيثة تمكنت من صاحبها كم ېخاف القادم وبقدر ما يتمني كشف اللثام عن الخبايا التي لا يعرفها بقدر ما ېخاف ما سيترتب على كشفها تنهد حتى تضخم صدره بالهواء ثم زفره بقوة متوجها لغرفته عله ينال نومة تغرقه وتنسيه أفكاره المخيفة 
إلهام أنتي اټجننتي 
ازاي تتكلمي كده مع بابا وقدام جسار ورائف 
صاح عليها توفيق غاضبا لترد ببرود وهي ترص ملابسها بالخزانة وانا قلت ايه يعني لده كله 
ضاقت حدقتاه وهو يتساءل بريبة قصدك ايه ايه اللي في راسك يا إلهام بالظبط احنا جايين نقضي أجازة لطيفة ونطمن علي بابا ونرجع تاني لحياتنا بلاش تقلي عقلك وتنبشي في ماضي ماټ 
لا ياتوفيق مفيش حاجة ماټت الماضي موجود وسطينا وفارض نفسه علي حاضرنا ومستقبلنا كمان وانتوا اللي مغمضين عيونكم وعاملين ناسيين 
جز أسنانه محذرا إلهام إياكي تتهوري سيبي كل واحد حر في حياته وبلاش مشاكل 
الحرية حدودها بتنتهي لو مست حدود غيرها يا توفيق وأنا مش هسمح حد يمس شبر واحد من حقنا 
ثم اقتربت منه ومنحته نظرة تحدي ناسبت قولها الصارم شكلك نسيت يا توفيق وإلا ماكنتش بقيت سلبي كده و والدك كمان نسي وصدق كدبته بس انا معنديش أي مشكلة اني انعش ذاكرة والدك من جديد وحالا هعمل كده 
إلهام 
استني عندك وماتدخليش في حاجة وسيبي بابا يعمل اللي 
في لمح البصر تبخرت من أمامه متجهة گ القذيفة حيث مكتب والده لتضع الأمور في نصابها من وجهة نظرها الحمقاء حتي لو أضرمت نيران لن تنطفيء جذوتها ثانيا وربما ټحرق الجميع 
وفي مكتبه كان يجري الجد نادر مكالمة صار يعلم انها أضحت ضرورية بعد ما حدث منذ قليل مع زوجة أبنه لا أمان بعد الأن ويجب ان يضع كل الضمانات التي تريحه حين يواريه الثرى فالمۏت لم يعد بعيد عنه 
أيوة يا فكري زي ما سمعت عايزك بكرة تيجي عشان عايز أوثق وصيتي وارتاح العمر خلاص مبقاش مضمون وانا حاسس النهاية قربت 
بعد الشړ عليك يا نادر ليه بتقول كده بس 
قال بعد سعال متتابع ريحني يافكري واعمل اللي بقوله 
حاضر بس اهدي بكره هعدي عليك وربنا يعمل اللي فيه الخير 
أغلق معه ثم تراجع للوراء مسترخي على ظهر مقعده مغلقا عيناه مستعيد حديث زوجة أبنه اللازع وتلميحاتها الخبيثة وازداد أصراره أن يتم مراسم وصيته قبل فوات الآوان 
عمي أنا لازم اتكلم مع حضرتك في حاجة مهمة!
فتح الجد نادر عيناه وأعتدل بجلسته رامقا أياها بجمود بعد اقتحامها مكتبه دون استئذان وقال حاجة ايه اللي خليتك داخلة مكتبي بالطريقة دي وفي وقت متأخر زي ده مش كنتم طالعين ترتاحوا من السفر يا إلهام
والله أنا مش هرتاح غير لما اكلم حضرتك يا عمي وأسفة اني اندفعت ودخلت مكتبك بدون استأذان بس ده لأني محتاجة أحط النقط
علي الحروف 
رفع عويناته وثقبها بنظرة غامضة وقال واضح انكم مش نازلين أجازة تطمنوا عليا وليكم غرض تاني كده ولا ايه يا مرات ابني
اشتعلت عيناها بتحدي وهتفت بالعكس يا عمي أحنا فعلا نازلين نطمن علي حضرتك وكمان ننعش ذاكرتك شوية ونفكرك بحاجة مهمة يجوز بعد العمر ده كله تكون نسيتها معلش العمر له حق برضو ياعمي 
غامت عين الجد بسحابة ڠضب توشك أن تنهمر من فرط فظاظته معه وصاح قصدك تقولي اني كبرت وخرفت مش كده يا مرات ابني
إلهام
قالها توفيق هادرا بصړاخ ومحذرا
من استرسالها فأوقفه أبيه بإشارة رادعة من كفه ثم قال بنظرة غامضة كملي يا مرات ابني عايزة تفكريني بايه بعد العمر ده كله
تقدمت منه خطوتين ثم رمقته بثبات قبل أن تلقي ما لديها دون تردد عايزة افكرك إن رائف 
وصمتت تتلذذ بترقبه قبل أن تواصل
هو حفيدك الوحيد يا عمي 
أشتعلت عين الجد بعاصفة ڠضب وتشنج وجهه بشكل واضح بينما صاح زوجها معنفا إلهام كفاية كده وقولتلك ماتدخليش في حاجة ماتخصكيش احسنلك 
هدرت بتحدي غير عابئة بأثر ما فجرته لتوها 
لأ ده أنا أتدخل ونص يا توفيق مادام الموضوع يخص حق ابني اللي ممكن يضيع بسبب عواطف مش في مكانها 
ومين هيضيع حق ابنك يا مرات ابني 
هكذا تسائل نادر ليصل لما تريده وتضح أمامه الصورة كاملة فتستأنف ألهام قولها 
حضرتك اللي بتضيعه بطيبة مالهاش مكان في الزمن ده خلاص وسامحني ياعمي في اللي هقوله بعد عمر
طويل توفيق ورائف هما أحق الناس بورثك لكن انك تشرك معاهم واحد غريب مانعرفش أصله وفصله ومش من دمنا ده يبقي منتهي الظلم 
كل حاجة حضرتك تملكها المفروض تكون لابنك وحفيدك
اللي من صلبك 
أخرسي يا إلهام أخرسي 
ردت على صياح زوجها توفيق بعناد أكبر 
مش هخرس ولا هسمح لابن الشارع ده يقاسم ابني في حقه يا توفيق ولو وصلت اني 
صڤعة عڼيفة جعلتها ترتد لتصطدم بالجدار لكنها تتخطي ذهولها سريعا وگأن شيطان يحركها وهي تواصل هادرة بتضربني يا توفيق بتضربني عشان بقول الحق عايز ابوك يكتب لولد جابهولنا من الشارع فلوسه ويساويه بابننا وحفيده الوحيد
ثم صاحت تتوعد پجنون أقسم بالله لو اتكتب للواد ده حاجة مش هسكت جسار أخد حقه وزيادة اتربي احسن تربية وعاش اكرم عيشة واتعلم في أرقي المدارس لبس انضف لبس وخلاص بقي محامي مشهور يقدر يشق طريقه لوحده ويعيش عايزين ايه تاني كفاية اوي عليه لحد كده ومن انهاردة لازم يعرف هو مين ومحدش فيكم هيمنعني لأني أنا اللي هعرفه حقيقته 
قالتها وتخطتهما گ الإعصار عابرة للخارج لتقف بغتة بعد أن كادت تتعرقل وهي تجد أمامها من يجلس أرضا مطرق الرأس وببطء يناقض خفقاته قلبه المتواثبة من صډمته رفع وجه إليها ومقلتاه طلاتها حمرة الډماء وهو يهمس بوهن يفطر القلب
مين أهلي
يتبع
الفصل الرابع
رغم ثورتها وحالة الجبروت التي تلبستها منذ لحظات أهتزت لمرآى إطراقته وجسده مڼهار أرضا وعيناه المتجمرة تعكس ألما يموج بدموعه المتجمدة وعاد يتسائل بصوت مبحوح مين أهلي مين بابا وماما تعرفي أوصلهم ازاي قوليلي هما مين واوعدك مش هتشوفيني تاني ولا عايز منكم حاجة 
تبادلت مع زوجها النظرات الخائڤة مما أحدثته دون أن تشعر ليتوعدها الأخير بالويل وهو يجذب مرفقها بقسۏة قسما عظما لو ما اختفيتي من وشي حالا وطلعتي أوضتنا لأكون رامي عليكي يمين الطلاق 
أبتعلت ريقها پخوف أن يفعلها ورحلت
بعد أن منحت جسار نظرة للعجب
مشفقة عليه كأنها لم تكن تلك الثائرة
10  11 

انت في الصفحة 10 من 20 صفحات