الإثنين 23 ديسمبر 2024

رواية العشق كاملة

رواية العشق كاملة

انت في الصفحة 33 من 67 صفحات

موقع أيام نيوز

من وحشتها وحزنها العميق ولكن ها هي تعود لذلك الحزن المستبد الذي اقسم بأنه لن يفارقها ما دامت حية ترزق .
فلم تحتمل كبت مشاعرها اكثر من ذلك لذا اڼفجرت باكية في الشارع امام المارة الذين اخذوا يحدقون بها وعلامات الاستفهام تعلو وجوههم فمنهم من ظنها مچنونة ومنهم من شعر بالأسى عليها وخصوصا لأنها هوت جالسة على الرصيف وهي تبكي بمرارة وقهر شديد... وبقيت تبكي وتبكي وتبكي حتى جفت الأنهار في حدقتيها العسليتين فمسحت اثار الفيضان الذي سال على وجنتيها وهي تشهق ثم نهضت وحملت كيس الدواء ووضعته في حقيبتها وبعدها قررت ان تعود إلى منزل السيد عمر لترتمي بين
احضان صديقتها المخلصة الهام التي تخلت عن حلمها في العمل بشركة رويال العالمية لتتبعها الى هذه البلد الغريبة لذا مشت بضع خطوات حتى توقفت بالقرب من جانب الطريق واخذت تحاول ايقاف سيارة اجرة.
ومن جهة اخرى .....
جاء ذلك الشاب المفعم بالحيوية الذي كان يقود سيارته السوداء المكشوفة متجاهلا برودة الجو ليسمح للهواء النظيف ان يلامس بشرته الحليبية ويتغلقل داخل خصلات شعره الاسود الناعم وهو يتراقص بأصابع يديه على مقود السيارة مستمعا لتلك الموسيقى الكلاسيكية الهادئة... فوقع نظره عليها وهي تحاول ايقاف سيارة أجرة ولا يعلم لما رفرف قلبه بعد ان رآها وما هق الا ثواني حتى انحرف بسيارته عن الطريق متجها نحوها ثم توقف بالقرب منها وضغط على البوق ليفزعها صوته فأنتفظت من مكانها والتفتت الية لتجده يبتسم لها وهو يضع نظارته الشمسية الداكنة التي زادته وسامة... في تلك اللحظة لا تعلم لما شعرت بالأرتياح لمجرد ان رأته يبتسم... نعم هي لم تقابله سوى مرة واحدة ولكنه استطاع بخفة دمه وشهامته ان يترك لديها شعورا عذبا فابتسمت وكأنها نسيت الحزن الذي كان يأكل قلبها منذ لحظات قليلة وقالت بصوتها العذب استاذ خالد.
فأتاها صوته الحنون يسألها ازيك يا مريم
أقتربت من السيارة قليلا ثم قالت الحمد لله وحضرتك
خالد كنت كويس بس دلوقتي بقيت زي الفل...طبعا بعد ما قابلتك مرة تانيه.
مريم متشكره.
خالد شكلك محتاجة توصيلة وانا معنديش حاجة دلوقتي هقدر اوصلك.
فابتسمت وقالت ميرسي بس مش عايزة اتعبك معايا.
خالد ولا تعب ولا حاجة...دا اقل واجب اعمله تجاه بنت بلدي .
فاتسعت ابتسمتها ثم فتحت باب السيارة وصعدت الى جانبه دون تردد ونظرت إليه مادة يدها لتصافحه قائلة انا مبسوطة اني شفتك مره تانيه.
فصافحها بدوره وقال متشكر ... ودلوقتي رايحه فين
مريم راجعة البيت.
خالد اوك.
قال ذلك ثم انطلق بالسيارة مجددا وهو ما يزال مبتسما فالټفت اليها وسألها ها ...عجبتك العيشة في نيويورك 
فنظرت اليه ثم ابتسمت ايضا وقالت ايوا... مع اني لسه معرفش كل الاماكن فيها بس جميلة.
خالد انا قولتلك هفسحك لما نوصل بس مع الاسف ماتقابلناش مرة تانية وانتي ما اتصلتيش بيا علشان موضوع الشغل فقولت جايز تكون نسيتني.
فشعرت مريم بالحرج من نفسها لذا
تردفت بتوتر انا اسفه يا استاذ خالد بس مكنتش عايزة اتعبك معايا اكتر من كدا يعني.
فابتسم خالد وقال ما تخديش كلامي بجد... انا بهزر معاكي وكمان انتي عندك حق... يعني ما ينفعش وحدة بنت زيك تتصل براجل غريب عنها علشان يفسحها في بلد متعرفش فيها اي حاجة.
فأحنت مريم رأسها ولم تعلق لان كلامه كان صحيحا بالنسبة لها فهي وجدت انه من غير اللائق أن تتصل به لكي يتنزه معها ويعرفها على معالم نيويورك وهو غريب عنها قابلته لمرة واحدة اثناء رحلتها الجوية اما هو فقال لكي يكسر حاجز صمتها امل فين صاحبتيك التانية اسمها الهام برضو مش كدا 
رفعت مريم رأسها مجددا وقالت ايوا اسمها الهام... هي في بيت عمها دلوقتي البيت اللي حضرتك وصلتنا عليه لما جينا هنا لاول مرة .
خالد اه فاكره كويس .
مريم هو انا عطلتك عن حاجة يا استاذ خالد
فابتسم خالد وقال لأ ابدا انا في إجازة النهارده وقلت اتفسح شوية بما ان الجو حلو وبعدها قابلتك.
ميرم بسم الله ما شاء الله... عربيتك تحفة اوي..باين عليها غالية مش كدا 
فضحك خالد وقال مش كتير.. عجبتك لو عجبتك اعتبريها هدية.
فضحكت مريم على سخافة الموقف وقالت لا مكنش القصد... اساسا انا معرفش اسوق وما عنديش شهادة سواقه .
خالد خسارة...كانت هتبقى اجمل لو سقتيها انتي.
فشعرت مريم بالخجل لانه تغزل بها بطريقة غير مباشرة لذا أحنت رأسها مجددا ولكن سرعان ما تلاشت ابتسامتها عندما نظرت إلى بطنها وعادت ملامح الحزن لتخيم على وجهها البريء وسرعان ما تجمعت الدموع في حدقتيها مجددا وما لبثت حتى تمردت عليها دمعتها السجينة ونزلت رغما عنها في تلك اللحظة انتبه عليها خالد وهي تحاول مسح دموعها بينما تنظر إلى الجهة الأخرى حتى لا يراها فغابت الابتسامة عن وجهه وحل محلها ملامح القلق فسألها بينما ينظر ثانية اليها وثانية الى الطريق امامه قائلا خير يا 
فشعر خالد بالذنب لذا
قال بسرعة انا اسف... مكنش قصدي افكرك.
مريم ولا يهمك.
ثم دام الصمت قليلا ولكن ليس لأمد طويل حيث اراد الشاب ان يخرجها من حزنها لذا اردف بنبرة مرحة قوليلي يا مريم هو انتي وراكي حاجة النهاردة
فنظرت اليه وهزت رأسها بالنفي قائلة لأ.. مفيش حاجة معينة.
فابتسم وقال كويس.... يبقى انا هفسحك النهاردة زي ما وعدتك لما كنا في الطيارة قولتي ايه 
فنظرت مريم اليه مطولا ولا تعلم لما أومأت له بالموافقة.. هل لأنها لم تريد احراجه ام لأنها كانت فعلا تحتاج لهذه الفسحة لكي تمحي قسما من احزانها وترميها خلف ظهرها ... فابتسمت وقالت ماشي...بس عندي شرط واحد.
خالد وايه هو 
مريم عايزاك توديني عند تمثال الحرية... اصلي ھموت وشوفه من قريب.
خالد بس كدا... حاضر يا ست مريم اعتبري نفسك هناك.
وبالفعل اخذها خالد الى منطقة تمثال الحرية واستمتعت بمشاهدته من بعيد كما انه اخذها الى عدة مناطق جميلة في نيويورك وانتهى بهما المطاف واقفين على رمال شاطئ المحيط الأطلنطي فاخذت نسائم الهواء الباردة تلفح وجهها وهي تحدق بالأمواج المتضاربة وتبدو انها سرحت في خيالها وسافرت بأفكارها الى مكان اخر بعيد كل البعد عن نيويورك... اما خالد فكان واقفا خلفها على بعد عدة خطوات واضعا يديه في جيب بنطاله ويراقبها بأهتمام كبير حيث انه لم يشاء ان يعكر عليها خلوتها مع نفسها فتركها تفكر بصمت وكأنه غير موجود اساسا .
وسرعان ما حسمت امرها والتفتت اليه قائلة لسه عايز مدققة حسابات في شركتك يا استاذ خالد 
فابتسم خالد شبح ابتسامة وقال تقدري تبتدي شغلك من دلوقتي لو تحبي... وكمان مكانك في الشركة محفوظ انتي وصاحبتك .
تنهدت مريم بعمق وقالت يبقى احنا هنبتدي شغل من بكرا...وبتمنى اننا نبقى عند حسن ظنك .
تسارع في الاحداث..........
بعد تلك النزهة الغير متوقعة برفقة خالد اعادها الى منزل السيد عمر فاوقف السيارة ونظر اليها قائلا هقابلك بكرا الصبح في الشركة .
فابتسمت قائلة ان شاء الله...و دلوقتي عن اذنك.
قالت ذلك ثم نزلت من السيارة ووقفت تراقبه وهو يهم بالمغادرة وبعدها دخلت إلى فناء المنزل ثم فتحت الباب فوجدت سهيلة وكنتها جين جالستين في
32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 67 صفحات