رواية العشق كاملة
رواية العشق كاملة
دا حصل.
ادهم كمال... مش عايز اللي حصل النهاردة يتكرر تاني.
كمال متقلقش يا ابن عمتي.. كل حاجة هتبقى تمام ان شاء الله.
ادهم هنشوف.. يلا سلام دلوقتي.
قال ذلك ثم اغلق الهاتف وجلس على الكرسي بتعابير وجه منزعجة وتساءل بانزعاج هو انا لازم اعمل كل حاجة بنفسي !
في تلك اللحظة سمع صوت طرق خفيف على باب الغرفة فقال بصوته الوقار انا مش قلت مش عايز حد يزعجني عايزين إيه !
بصوت مرتجف ك.. كوثر هانم بعتتني علشان اقولك ان العشا جاهز يا فندم.
فتنهد ادهم ثم نهض من مكانه وقال طيب يا وفاء..اطلعي انتي دلوقتي.
وفاء ح.. حاضر يا بيه.
قالت ذلك ثم خرجت اما هو فأخذ نفسا عميقا وعاد الى جموده وبروده الممېت الذي يقهر الجميع وبعدها خرج من غرفته ونزل الى الأسفل حيث كان افراد عائلته مجتمعين حول مائدة العشاء كانت أمه السيدة كوثر جالسة على رأس الطاولة بينما كان شقيقه معاذ جالسا بجانب امه من الجهة اليسرى وبجانبه زوجته سلوى اما في جهة اليمين فكانت اخته رغد وكان الجميع ينتظرونه لكي ينزل فتوجه نحوهم وجلس ما بين امه واخته قائلا مساء الخير.
رد عليها قائلا مفيش..شوية مشاكل في الشغل.
فقال معاذ وان شاء الله كل حاجة بقت تمام
فنظر اليه وقال متقلقش.. كلو هيبقى زي الفل ان شاء الله .
السيدة كوثر انا مش عارفه انت ليه مسمعتش كلام ابوك الله يرحمه ورحت اسست الشركة دي.. يعني لو سمعت كلامه كنت هتبقى دكتور قد الدنيا دلوقتي زيه وزي اخوك الصغير.
قال ذلك والتزم الصمت وفي تلك اللحظة بالذات عاد بذاكرته إلى الماضي حين كاسس شركته بنفسه عندما كان في سن الرابعة والعشرين حيث ان والده عزام السيوفي كان طبيبا مشهورا في البلد كلها ولم يكن يفهم بأمور البرمجة نهائيا بل كان يحلم بأن يصبح اولاده مثله وهو اختار ان يصبح مهندس تقنيات تكنولوجيا في علوم الحاسوب لذا درس ذلك التخصص في أميركا لمدة خمس سنوات منذ ان كان عمرة 19 عاما حتى اصبح 23 عاما وبعدها عاد الى مصر وقرر ان يفتتح شركته الخاصة فنجح بفعل ذلك واصبح خلال 7 سنوات رئيس اكبر شركة تجارة الإلكترونية في مصر كلها اي انه الان في سن الواحد والثلاثين .
فحركت السيدة كوثر عيناها بشكل دائري اما سلوى زوجة معاذ فابتسمت قائلة بمرح تخيلوا معايا كدا يا جماعة ان ادهم دكتور....اكيد هيرفع ضغط المرضى بتوعه بدل ما يعالجهم بمعاملته الباردة دي.
إلى ادهم وحركت حاجباها وهي تبتسم بلطف ...فضحك الجميع اما هو فرفع بصره عن طبق الطعام ببطء ثم رمقها بنظرة باردة وقال بهدوء مش هتبطلوا تريقه بقى
فكتم الجميع ضحكهم عندما قال ذلك اما السيدة كوثر فقالت قولي يا ادهم... انت مش عايز تتجوز بقى اظن ان الوقت جيه علشان تستقر وتنسى اللي حصل لما كنت في اميركا.
فسأله معاذ بعصبية مالك يا ادهم ليه بتكلم ماما بالطريقة دي
فنظر اليه وقال انت ملكش دعوة يا معاذ... خليك في حالك احسن.
قال ذلك ثم تركهم وصعد الى غرفته والانزعاج يسيطر عليه...اما السيدة كوثر فنهضت وقالت بصوت عال لكي يسمعها والله مش هحل عنك غير اما تنساها يا ادهم... واعلى ما في خيلك اركبه !
ونهضت ابنتها رغد وامسكت بيدها قائلة خلاص يا ماما... سيبيه براحته.
فجلست السيدة كوثر مجددا واردفت بتذمر لحد امتى هسيبه يعمل اللي هو عايزه دا زودها اوي.
معاذ ما انتي عارفه انه مش بيحب حد يجيب سيرة الموضوع دا ابدا يا ماما... علشان كدا متعبيش نفسك يا حبيبتي .
وقالت سلوى معاذ عنده حق يا ماما يعني كل مرة بتحاولي تفتحي معاه موضوع الزواج بتحصل مشكلة في البيت وهو بيكسر كل حاجة علشان كدا سيبيه براحته واكيد هيجي يوم وينسى اللي حصل.
فتنهدت السيدة كوثر وقالت خلاص يا ولاد ...يلا كملوا اكلكوا.
عند ادهم......
دخل الى غرفته ثم اغلق الباب بقوة كادت ان تكسره وسرعان ما امسك بزجاجة عطره ثم رماها ارضا فأصبحت حطاما وبعدها جلس وهو يشتعل ڠضبا فقال محدثا نفسه انساها ... ازاي هقدر انساها وانسى اللي حصلي بسببها اه لو كانت لسه عايشة دا انا كنت ھڨتلها بنفسي وشربت من ډمها.
تسارع في الاحداث في صباح اليوم التالي....
ذهبت مريم الى عملها في مقهى الانترنت وما ان
دخلت حتى هرعت صديقتها الهام نحوها وقالت باندفاع جيه الڤرج يا ميمي ..
نظرت اليها وسالتها قصدك ايه
فامسكت الهام يدها وقالت تعالي...انا هوريكي حاجة.
ثم سحبتها نحو احد نشتغل في شركات عادية ومحدش قبل يشغلنا لان معندناش خبرة جاية دلوقتي تقوليلي انك عايزه تقدمي طلب للشغل في اكبر واشهر شركة تجارة إلكترونية في البلد كلها !
الهام وليه لاء يعني احنا مش هنخسر حاجة لو جربنا وبعدين بصي هنا... هما قالوا ان مش مهم لو كان المبرمج عنده خبرة او لا المهم يكون بيفهم في البرمجة ومعاه شهادة جامعية.
في تلك اللحظة شعرت مريم بالفضول لمعرفة المزيد حول هذا الاعلان فقالت لصديقتها اوعي كدا.
ثم جلست واخذت تقرأ المعلومات التي في اعلان طلب التوظيف وبالفعل لم يكن هناك شرط في الاعلان ينص على ان المبرمج يجب ان يكون لديه خبرة فقالت دول اكيد بيهزروا مش كدا ازاي شركة كبيرة زي دي مش بيهمها لو كان المبرمج اللي هتوظفه عنده خبرة او لأ
فابتسمت الهام واردفت بحماس مش قلتلك الڤرج جيه... دي فرصتنا انا وانتي علشان نشتغل.
فنهظت مريم وقالت والنبي بلاش احلامك دي...انا متأكدة انهم كتبوا البند دا في الاعلان بس علشان يوهموا الناس ...يعني بالعقل كدا مين هيصدق ان شركة عالمية زي دي هتقبل تشغل ناس معندهمش خبرة
الهام حتى لو كان الكلام دا حقيقي احنا مش هنخسر حاجة لو جربنا.. وبعدين احنا منعرفش ايه مخبيلنا القدر مش كدا
كټفت مريم يديها ونظرت الى الهام قائلة طيب وانا مطلوب مني ايه
الهام مطلوب منك انك تجهزي ال بتاعك لما ترجعي البيت علشان تروحي معايا مقابلة الشغل بكرا الصبح... بس وحياتي