وردتي
وردتي
يتحدث بعصبية فذهب اتجاه مصدر الصوت ليجد رمزي يقف في إحدى الزوايا و ينظر حوله بتوتر و يتحدث مع أحد ما علي الهاتف .. اقترب اكثر ليسمع كلامه
رمزي بعصبية اعمل ايه يعني .. لسه معرفتش اعمل حاجه !
.....
رمزي احنا كنا فين و بقينا فين .. هو احنا كنا نطول طريقها بس .. متقلقش انا مش همشي من هنا غير لما اخلص الاوراق .. جهز انت كل حاجه
رمزي بتوتر كريم ! انت هنا من امتى
كريم لسه دلوقتي .. كنت جاي اشوفك محتاج حاجه ولا لا
رمزي لالا مش محتاج حاجه
كريم تمام
رمزي ولله انت شكلك ذوق اوي مش عارف ازاي قدرت تتعامل مع ورد
كريم نعم
رمزي اقصد يعني أن دماغها صعبة اوي و مش سهله .. البت دي مش غلبانه زي ما انت فاكر
رمزي أيوة ولله انت مش مصدق
كريم انا لو مصدق حد فهو ورد .. عرفت ليه بتكرهكم و عندها حق بصراحه !
رمزي قصدك ايه يعني !
كريم انت فاهم قصدي كويس بلاش لف و دوران
رمزي توتر قليلا ثم قال بتردد معلش انا هروح اشوف منيرة لو عايزة حاجه عن اذنك
ثم تحرك من أمامه سريعا رمقه كريم بغموض ثم تحرك من مكانه و علامات التساؤل تغزو وجهه و لم يمشى بضع خطوات حتي اصطدمت به هاجر مرة أخرى
هاجر برقه سوري ولله ماخدتش بالي
كريم طيب ابقي خدي بالك بعد كده .. عن اذنك
و جاء ليتحرك و لكنها وقفت أمامه مرة أخرى و قالت لو فاضي ممكن نتكلم شوية
كريم نتكلم و ايه الموضوع اللي ممكن يجمعنا عشان نتكلم فيه
هاجر ورد !
استيقظت ريم من نومها علي صوت صړاخ إحدى الفتيات لتنهض بفزع و تخرج من غرفتها سريعا لتجد تجمع من الطلاب
أجابت احدى الطالبات دي مى يا دكتور .. اصلها شافت قطة في اوضتها
مى بصوت عالي كانت هتاكلني
ولله انا خاېفة اوي مستحيل افضل في الاوضة دي
ريم والله ! كل ده على قطة انتي بتهزري
مى و هي الحاجات دي فيها هزار برضو .. حد يطلعها
دخلت ريم الي الغرفة و بحثت عن القطة حتى وجدت قطة صغيرة جميلة جدا تختبئ في إحدى الزوايا پخوف كبير و ترفض أي محاولة للخروج
و حاولت أن تجعلها تطمئن قليلا و مسحت عليها حتي هدأت ثم حملتها بين يديها و خرجت و عندما خرجت كان عمر قد استيقظ هو أيضا و أردف بمجرد أن رآها
عمر في ايه
ريم ولا حاجه يا سيدي .. زميلتك مى خاڤت من القطة دي و لمت عليها الاوتيل كله .. والله دي القطة اللي خاڤت منك اساسا
بعصبية كبيرة انتوا بتتريقوا عليا .. طيب انا مش هقعد في الأوضة دي تاني
ريم قالت بحدة مى .. اعتقد كفاية كده و ارجعي اوضتك يلا
مى مستحيل ارجعلها تاني مش هعرف اقعد فيها
مى خلاص بدلي مع اي حد من زمايلك .. و ياريت بسرعه بدل الدوشة دي غير أن لسه عندنا
حاجات كتير في اليوم .. مين مستعد يبدل مع مى
صمت جميع الطلاب لتكرر
ريم سؤالها و لكنهم صمتوا أيضا فقالت ريم
ريم كده انتي مضطرة تفضلي في الاوضه بتاعتك لأن محدش عنده استعداد
يبدل معاكي
مى مليش دعوة انا مش هقعد في الاوضه دي .. خلاص هاخد اوضه تانيه لوحدي
ريم مينفعش .. احنا جايين سوا يعني لازم نفضل سوا
مى مليش دعوة انا مش هفضل في الاوضة دي
ريم طيب و الحل يعني
مى بخبث خلاص مش انتي لوحدك في الاوضة يا دكتور خليني معاكي بقى و اهو ٣ ايام نستحمل بعض فيهم
ريم نعم ! مينفعش دي أوضة مشرفة
مى عشان خاطري يا دكتور ولله ما هعرف اقعد في الاوضة دي بليز
نظرت لها ريم بتردد و أشار لها عمر برأسه حتي ترفض لأنه يعرف جيدا نية مى من هذا كله و لكن ريم لم تريد أن تحدث مشكلة اكبر فقالت
ريم خلاص تمام .. بس صدقيني هتندمي جدا على قرارك ده
مى پخوف ليه كده
الكاتبة ميار خالد
ريم لأنك هتبقي تحت عيني اوي و اظن انتي فهماني .. انا عن نفسي معنديش مشكلة يلا
احست مى ببعض القلق و كلها قالت بعناد
مى ماشي يا دكتور
ثم ذهبت الي غرفتها و لململت اغراضها و ذهبت الي غرفة ريم و ابتسامة خبيثة على وجهها و لكنها لم تعرف انها بالفعل سوف ټندم كثيرا .. قلق عمر علي ريم نوعا ما و حاول أن يكلمها و لكنها لم تترك له فرصة .. و بعد لحظات وصلت ريم و معها مى الي غرفتها و دلفت إليها لتجلس مى علي السرير براحة لتقول ريم
ريم بتساؤل انتي بتعملي ايه
مى هرتاح شوية بسبب القطة معرفتش انام
ريم لا مفيش نوم يلا .. حاليا هننزل نخرج كلنا و مينفعش تفضلي هنا لوحدك
مى بس انا تعبانه
ريم و انا قولت كلمة واحدة .. يلا جهزي نفسك
ثم تركتها لتدخل الي الحمام و تجهز هي نفسها لتزفر مى بضيق و تقول
مى ايه اللي حطيت نفسي فيه ده بس .. بس كله يهون عشان اكون قريبة منها و اعرف في ايه بينها و بين عمر !
ثم نهضت من مكانها و بعد لحظات كان جميع الطلاب أمام الفندق و على رأسهم ريم و ايمن و مشرف اخر معهم و تم تقسيم كلا منهم لتتحرك ريم مع طلابها و ذهبت بهم الي مدينة الملاهي اولا و كانت نظرات عمر على ريم فاتجه له ايهاب و قال
ايهاب برضو مش عايز تفهمني في ايه
عمر مش فاهم
ايهاب لا يا راجل .. مش فاهمني .. و بالنسبة لعينك اللي هتطلع عليها دي ايه نظامها
عمر تنهد بضيق ليقول ايهاب انت حبيتها .. صح
عمر شكله كده
ايهاب كنت حاسس من يوم ما خرجتها من المدرج .. بس ازاي حبيتها .. ده انت مكنتش طايقها يا جدع
عمر القلب و ما يريد بقى اعمل ايه
ايهاب طب و هي ايه
عمر لسه متعرفش اي حاجه
ايهاب و ناوي تقولها امتى بقى
عمر بعد ما الرحلة تخلص بأذن الله
ايهاب ابتسم و ربت على كتف عمر و قال بس أتصدق .. فرحت عشانك يا أخي .. اوعى بس تطلع زي اللي قبلها و اختار صح الله يخليك
عمر رمقها بحب و أردف صدقني مش هيكون فيه لا قبلها ولا بعدها .. هي توافق بس
ثم ضحك بعفوية و تحرك هو و ايهاب لتظهر مى التي كانت واقفة خلفهم و تسمعهم بحزن شديد و سرعان ما تحول هذا الحزن الي ڠضب كبير .. و قد تذكرت كلام عمر أن ريم تعاني من فوبيا الظلام لتبتسم
بخبث !
هاجر ورد !
كريم والله و مالها ورد
هاجر كنت عايزة اعرف .. هو انت و ورد اتجوزتوا ازاي .. عشان اطمن عليها يعني هي في الأول و الاخر بنت عمتي
كريم اعتقد ده شئ ميخصكيش
هاجر طيب أنا أسفه اني سألت .. بس أنا كان عندي طلب منك
كريم أيه هو
هاجر تصنعت الحزن كنت عايزاك تكلم ورد عشان تصالحني .. انا قلبي ابيض ولله بس لسه زعلانه منها .. اصلها كانت بتعاملني بطريقة وحشة زمان قبل ما تهرب من البيت هي و اخواتها !
كريم صححي الكلام الاول
هاجر مش فاهمه
كريم يعني انتي اللي كنتي بتعاملي ورد وحش مش العكس .. و أنا واثق في ورد جدا و على فكرة هي قالتلي كل حاجه
هاجر پصدمة بجد !
كريم اه بجد .. و ياريت تبطلي حركاتك دي عشان صدقيني مكشوفة اوي .. انا كل ده محترم انك ضيفة في
بيتي بلاش تخليني أخرج عن شعوري و اتفضلي من قدامي .. و من هنا لحد ما زيارتكم تنتهي مش عايز اتجمع معاكي في أي مكان
و جاء ليتحرك و لكن هاجر وقفت أمامه سريعا و قالت لا انت فهمتني غلط ولله .. انا مش قصدي حاجه اكيد
ثم اقتربت منه اكثر و تكلمت بدلال انت بس اللي مش مديني فرصة افهمك قصدي
رمقها كريم بعدم اهتمام و
جاء ليتحرك من أمامه و لكنها منعته مرة أخرى و
وقفت أمامه
هاجر لا ما هو انت مش هتمشي غير لما نتكلم شوية
و فجأة وجدت هاجر من يسحبها من ذراعها لتستدير و تجد ورد امامها تطالعها بحدة و بدون اي مقدمات رفعت ورد يدها لتهبط علي وجه هاجر و قالت بحدة
ورد احسنلك خليكي بعيدة عن جوزي .. و حركاتك دي تخليها برا البيت ده .. انتي فاهمه !! يا شيخة كنت فكراكي اتغيرتي طلع لسه فيكي داء النقص ده !
هاجر طالعتها بكره لتقول ماشي يا ورد
ثم تحركت من امامها سريعا لتتركها هي و كريم
ورد بني ادمة مستفزة .. و أنت ازاي تسمحلها تقرب منك كده
ثم ضړبته بخفة على صدرة و كادت لتكررها حتى امسك يدها بقوة
كريم و انتي ادتيني فرصة اصلا .. انتي عملتي الواجب ما شاء الله
ورد بعصبية انا كده معملتش حاجة .. تحمد ربنا أنها مشت من قدامي سليمة
كريم ابتسم ثم قال بمكر لا بس حلوة
ورد هي ايه دي اللي حلوة .. هاجر !!
كريم هاجر ايه يا ورد بس !
ورد اومال ايه
كريم كلمة جوزي .. عجبتني
ورد بتوتر ليه هو انت مش جوزي ولا ايه .. على الورق يعني .. هو انت بقيت مستقصدني ليه الفترة دي يا بيه .. كل ما اقول كلمة تمسك فيها
كريم اقترب منها قليلا لتتحرك من مكانها سريعا بتوتر و تقول انا هروح اشوف بسملة
ليضحك كريم بخفة و لكن سرعان ما تغيرت تلك الابتسامة عندما تذكر كلام رمزي و قد وعد نفسه أن يعرف سر تلك الاوراق في اقرب وقت !
الفصل الرابع و العشرون
و بعد أن انتهوا من لعبهم في الملاهي ذهبوا جميعا الي أحد الكافيهات ليستريحوا قليلا و كان عمر مع ريم في كل خطوة منذ أن خرجوا من الفندق و قد لاحظ الجميع قربه هذا منها و الغير مفسر
عمر انتي مكلتيش حاجه من الصبح .. تحبي تاكلي ايه
ريم ولا حاجه مليش نفس
عمر ده اللي هو ازاي بقى .. لازم تاكلي عشان متتعبيش
ريم و لو تعبت .. دي حاجه ترجعلي
عمر لا والله .. دي ورد ممكن