الخميس 19 ديسمبر 2024

رواية امل الجزء الاول

رواية امل الجزء الاول

انت في الصفحة 11 من 47 صفحات

موقع أيام نيوز


والذي ولج لداخل المندرة ليقابل بترحيب لم يحظى هو بنصفه بل كانت الرد أقرب للفتور عكس هذا الذي بدخوله احدث ضجة 
أظلم وجهه وهو يرى معانقة الشباب لولده بالصياح والمرح ومصافحة الرجال الكبار الممتلأة بالود والإكبار 
وكأنه نجم والكل يبتغي القرب منه أما هو فلم يلقى منهم سوى التجاهل أو معاملة عادية لا تخلو من الجفاء صك على فكيه عائدا للحديث مع أبيه ليسأله عن سر وجود هويدا بينهم

مجولتش يا بوي الجعدة المجندلة دي سببها ايه
أجاب عبد المعطي وعيناه تركزت على حفيده
اصبر يا فايز ودلوك هتعرف بكل شيء 
بداخل السيارة التي كانت تقطع الطريق الذي يتوسط الأراضي الممتدة في نجع الدهشان وفي المقعد الأمامي بجوار شقيقها ناجي الذي كان يقود بوجه عابس يستمع مضطرا لثرثرتها التي لم تنتهي من وقت ان استقلت جواره بعد قضاء يومها في منزل العائلة هي وبناتها الثلاث والذين احتلوا الكنبة الخلفية 
عشان بس لما اجولكم بيفتري عليا عشان المحروسة تصدجوني تمن

تيام من ساعة ما وصل من سفرية مصر وهو مهاجرني وبيبات في الأوضة التانية يعني مش كفاية جبر عليا أحمي وارص العيش في الفرن لوحدي 
كل ده وما استكفاش أروح احب على رجل المحروسة عشان يرضى عني
دمدم ناجي يعقب بصعوبة وهو يدعي الاندماج معها ناصحا
يا فتنة افهميها وحدك بجى جوزك مبيتحملش على اخته يبجى خلي بالك منها دي عشان تتجنبي المشاكل معاه طال الزمن ولا جصر مسيرها تتجوز 
مش باين فيها جواز يا اخوي 
هتفت بها تقاطعه لتتابع بصياحها اللذي كاد أن يثقب أذنه
المحروسة بتتجلع على كيفها بترفض في العرسان ومش هامها انها خطت التلاتين وكأنها جاصدة تجعد كاتمة على نفسي واخوها مشجعها 
انتبه ناجي من المراة الامامية إلى الصغيرات الاتي توقفن عن اللعب يركزن مع الحديث المحتد من والدتهن فعاد إليها يضغط بأسنانه على شفته السفلى يرمقها بنظرة محذرة كي تنتبه ولكنها أبت السكوت فتابعت متوجهة نحوهن بټهديد
انتي يا بت انتي وهي ما اسمع بس ان واحدة فيكم طلعت كلمة من اللي اتجال دلوك لكون حالجة شعرها زلابطة 
انتفضن الثلاثة يضعن أيديهن على ضفائرهن بجزع فواصلت تختم بنصح وشراسة 
البت المرباية ما ترخيش ودنها مع الكبار اساسا حد فيكم عارف انا وخالكم كنا بنتكلم على ايه
خرجت إجابة النفي من الثلاثة بنفس الوقت
لا والله ياما ما اعرف كنتي بتتكلمي عن ايه
ولا انا كمان 
وانا برضو مسمعتش ولا حاجة 
تبسمت فتنة بثقة تنقل بأنظارها نحو شقيقها الذي لم يعجبه فعلها بل زاد من حنقه وضيقه ف ابتلع ليلتف نحو الطريق كي يتجنب الشجار معها لكن سرعان ما تبدل كل ذلك فور أن أبصرها بعينيه هذه الجميلة التي كانت تسير على حدود الأرض الزراعية تجنبا للسيارات بصحبة ابن شقيقها
على الفور اتخذ قراره بإيقاف السيارة پعنف أجفل شقيقته وبناتها ولكنه لم يكترث باعتراضهن وترجل سريعا يوقف الفتى وعمته
واد يا محمود 
أيوة يا عم ناجي 
هتف يجيبه المذكور وهو يعدو سريعا حتى يصافحه برجولية وحماس
عامل ايه ياد وازي ابوك جاعد في البيت ولا لأه
تفوه محمود بالرد على الأسئلة بحسن نية غافلا عن نية الاخر والذي تركزت أنظاره عليها وقد تباطئت خطواتها بقصد فهمه هو ورغم ذلك استغل الفرصة كعادته ليباغتها 
ازيك يا نادية
مخاطبتها له هكذا ومباشرة أمام ابن شقيقها أجبرتها على تحريك اقدامها على غير ارادتها لتجيب تحيته
ألحمد لله زينة تشكر يا واد عمي على السؤال 
تحرك سريعا يقرب المسافة ليقف مقابلها قائلا
وانا لسة سألتك حتي عاملة ايه يا بت عمي
أومأت بهز رأسها وعينيها تتجنب النظر إليه ولكنه باغتها للمرة الثانية بحمله لصغيرها الذي كان ممسكا بيدها ليردد له بترحاب
يا ما شاء الله ايه العيال الحلوة دي دا ولا عيال البندر اسمه ايه ده
صمتت بدهشة اصابته لفعله وجاءت الإجابة من ابن شقيقها الذي أغاظها ببلاهته حتى حدجته بنظرة غاضبة
اسمه معتز يا عم ناجي وامه بتدلعه تجولوا يا زيزو 
اعتلى وجهه ابتسامة ليردد نحو الصغير الذي كان يطالعه باستغراب
وكمان زيزو لا دا انت تستاهل كبيرة على كدة 
بصوت عالي على الوجنة المكتنزة ليمرر كفه على شعر رأسه الناعم الكثيف قبل أن يخرج بورقة نقدية من فئة المئتين يضمها بالكف الصغير قائلا
والله انت تستاهل
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 47 صفحات