رواية كاملة بقلم سهام العدل
رواية كاملة بقلم سهام العدل
وبتلعب معانا في الجنينة ومش بنروح عندها الا نونو صغيرة بس
تنهد ياسر بحيرة وسألهم وهي بتعاملكم كويس
رد يزيد دي طيبة أوي يابابي وبتعمل كل حاجة بنطلبها منها
تبعه يزن قائلا بصوته الصغير أنا بحبها أوي
شعر ياسر ببعض الإرتياح لما حكاه الولدين عنها وتعلقهم بها ولكن مازال بداخله شىء يقلقه منها يخشى أن يكون ذلك وجها مزيفا لوجهها الحقيقي الذي يخفى عكس ماتظهره.
صفق يزن من السعادة وقال يزيد بجد يابابي هي هتيجي هنا
أومأ ياسر بالإيجاب وقال بس بشرط.. لو عملت أي حاجة تضايقكم او زعلتكم تعرفوني
أجابه يزيد بس غصون مش بتزعلنا أبدا
قال ياسر له بتفهم عارف ياحبيبي بس برضه لو حصل أي حاجة صغيرة تعرفني...ممكن يا يزيد
ابتسم له أبوه بإرتياح وقال وكمان عايز منكم طلب مينفعش نقول غصون كده نقول لها طنط غصون..اتفقنا
أجاب الولدان اتفقنا
في نفس اللحظة دق جرس الباب علم ياسر أن آسر قد أتى بغصون كما أخبرته ياسمين عبر
الهاتف منذ قليل.
نهض وخرج من المطبخ واتجه ناحية الباب ثم فتحه ليدخل آسر مباشرة ينادي يزيد يزيد يزن
دخلت غصون دون أن ترفع عينها فيه وتحركت خلف ياسر ببطء ثم وقفت فجأة عندما الټفت لها وأشار لها على مكان ما في الصالة الواسعة.. وقال بصرامة ممكن تقعدي هنا لحد اما ارجع محتاج اتكلم معاكي شوية قبل ماتستلمي الشغل
هزت رأسها بالموافقة واتجهت مباشرة ناحية المكان الذي أشار إليه.
رد آسر وهو يتناول قطعة الخبز من على الطاولة خلاص يابطل كل يوم هخلص شغل وآجي اقعد معاك كتير ونلعب سوا وتغلبني زي كل مرة
دلف ياسر قائلا لآسر أنت مش ربنا كرمك واشتغلت التزم بقى عشان تقف على رجلك
ابتسم ياسر لأخيه ثم سأله بحيرة أنت شايف إن غصون دي تؤتمن على الأولاد
أجابه آسر بجدية أنت ربنا بيحبك يا ياسر عشان بعت البنت دي لأولادك.. دي جوهرة أقسم بالله وكمان بتحب الولاد أوي وانا شوفت ده بعيني اتطمن انت بس ومتشلش هم
نهض آسر يقبل الأولاد ويقول سلام ياحبايبي سلام ياياسر عشان رايح المطعم
رد عليه ياسر بالسلامة ياآسر
اتجه آسر خارجا من المطبخ وقبل أن يخرج التف لأخيه متسائلا ياسر.. عملت إيه في الموضوع اللي قولت لك عليه
سأله ياسر بعدم فهم موضوع إيه
قال آسر بحماس موضوع الخطوبة يادكتور
ابتسم آسر وسأله بتحب البنت
أجابه آسر بحيرة مش حب بالظبط بس فيه حاجة بتشدني.. بتلمس مشاعري
ابتسم ياسر لأخيه وقال أعتاب الحب ياآسر لو عايزها حدد ميعاد مع والدها وانا هآجي معاك نخطبها
شعر آسر بسعادة وقال متحرمش منك يا أحلى أخ ف الدنيا عقبال عندك أنت كمان اما تلين كده وتفكر
عبس وجه ياسر وقال احنا مش اتفقنا محدش يفتح الموضوع ده تاني.. شوف انت موضوعك وخد قرارك وانا معاك في اللي تعوزه
عاد آسر وقبل رأس أخيه وقال ربنا يخليك ليا ياياسر ومش عايزك تزعل مني
ربت ياسر علي كتفه بحنان وقال يطمئنه مش زعلان ياحبيبي ربنا يسعدك.. وياللا عشان متتأخرش على شغلك
تجلس بتوتر ورهبة غريبة لم تشعر بها من قبل رغم كل الصعاب التي مرت بها ولكنها اليوم في حالة توتر غريبة لا تعلم ماهيتها لا تعلم هل اتخذت القرار الصائب عندما وافقت ياسمين علي طلبها أم أخطأت لا تنكر أنها كانت على أتم الإستعداد لأي عمل يجلب لها مصدر رزق حلال إلا أن تعمل في منزل رجل أعزب وعلى الرغم أن ياسمين أخبرتها أنه دائما في عمله وعند عودته سينتهي يومها وتعود للمبيت في مسكنها ولكن مجرد قرب ذلك الرجل من المكان التي تتواجد فيه يوترها ويفقدها القدرة على النطق.. ترى أن له هيبة ورهبة منذ التقته أول مرة عندما أتى لفحص جرحها في منزل أخته وهي نفس المرة الذي أنقض على زوجها السابق مرغما إياه على طلاقها وكان هو السبب في تحريرها من ذلك السچن الذي عاشت فيه لسنوات.. منذ حينها وهو له منزلة خاصة لديها أجبرتها على احترامه ولكن جموده ونظراته اليابسة المضادة تماما لأخيه آسر جعلتها تخشاه دائما...علي عكس آسر الذي أصبح وجوده مصدر سعادة لها كالطفلين تماما وهذا نجح فيه آسر بجدارة وهو أن يشعرها أنها من ضمن عائلته بمزاحه الدائم معها بسؤاله الدائم عليها والإطمئنان عليها عبر الهاتف وعرضه دائما المساعدة إن احتاجت لشيء حتى اطمأنت له وشعرت
تصلي كل ركعة وتسجد شاكرة لله على العطاء بعد الحرمان وعلى النعم من حولها من مأوى يأويها وأسرة تساندها وعمل يجلب لها رزقا بعدما كانت تظن وهي خارجة من الدار التي تربت فيها أنها ستسكن الأرصفة وتتسول في الشوارع لتطعم نفسها تحمده كل ليلة على كرمه العظيم عليها وعلي الرغم من حرمانها عوضها بعوضه الجميل لا تنكر أنها كثيرا ماتبكي على حرمانها من أن تكون أما ولكن سرعان ما تنسى عندما ترى هذين الطفلين اللذان فقدا أمهما...وكأن الله وضع عوضه لهما في قلبها الذي تعلق بهما بطريقة چنونية وجعل قربهما بلسما لها على چرح حرمانها الأبدي وكان هذا هو السبب الرئيسي في موافقتها على طلب ياسمين أنها تحتاجهم كما يحتاجونها تماما.
لم تشعر بدخول آسر عليها في تلك اللحظة ولم تنتبه إليه إلا بعد أن حدثها قائلا مالك ياغصون..
قاعدة وشك أصفر ومتوترة ليه
أجابته بخفوت مفيش.. بس المكان لسه جديد عليا
ابتسم لها يطمئنها مټخافيش.. هتتعودي وهتحبي المكان هنا أوي ولو احتجتي أي حاجة كلميني
ابتسمت له وردت حاضر.. متشكرة أوي
ودعها قائلا طب سلام ياجميل عشان عندي شغل
ابتسمت له وقالت ربنا يسلمك من كل شړ وذهب آسر لتتفاجأ بدخول ياسر عليها فعاد لها التوتر وشحب وجهها وزادت نبضاتها بشكل مبالغ.
جلس ياسر علي الكرسي المقابل لها فنظرت أرضا تستمع إلى حديثه الذي بدأه قائلا شوفي ياغصون أنا وافقت انك تيجي هنا عشان خاطر يزيد ويزن محتاجين رعاية واهتمام وانا اغلب اليوم مشغول اتمنى انك تكوني عند حسن ظن الجميع وتهتمي بهم وتراعيهم
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت إن شاء الله
أكمل حديثه قائلا هاتي تلفونك
توترت بعض الشىء لطلبه ولكنها لم تجادله وفتحت حقيبتها الصغيرة التي بجوارها واعطته الهاتف.. فتحه وبعد أقل دقيقة أعطاه لها قائلا أنا سجلت رقمي عندك وبعت رقمك ليا وتلفونك حاليا متصل انترنت من البيت في اي وقت الأولاد احتاجوا حاجة تكلميني فيه أي مشكلة تكلميني تمام
ردت عليه بخفوت تمام
أكمل حديثه قائلا بصرامة البيت زي ما هتشوفيه دلوقتي دورين.. الدور اللي فوق مخصص لغرف النوم وكل أوضة معاها حمام خاص بها لكي الحرية تتصرفي زي ماتحبي ماعدا دخول أوضتي والدور اللي تحت المطبخ والسفرة والصالة واوضة للعب الأولاد والصالون واوضة مكتبي اللي جمبنا دي وبرضه ممنوع دخولها.. مفهوم
زاد توترها وقالت بتلعثم م مفهوم
تنهد بعدم ارتياح وقال بتحذير عيالي خط أحمر ف حياتي ياغصون أي أذى لهم مش هسامح فيه ولا هسكت عليه.. مفهوم
عندما نطق بذلك رفعت بصرها له بحزن من لهجته وكأنها تعاتبه على ماتفوه به فهي تخاف عليهم أكثر من نفسها.. ولكن سرعان ماعذرته فهو لم يعلم ماتحمله بداخلها لأطفاله.. كما تعاطفت معه فهي تعلم أن الولدين حياة بالنسبة له بعد ۏفاة أمهما والتأكيد ذلك هو السبب في ذلك الظلام الموحش الذي تراه في سواد عينيه.. فابتلعت ريقها وردت عليهمفهوم ثم أخفضت بصرها مرة أخرى خشية من مواجهة تلك العينين المظلمتين.
صمت قليلا بعد تلك النظرة التي لمست شئ بداخله تلومه كما يلوم نفسه ولأول مرة يقسو على أحد بهذه الطريقة ولكنه يرى أن هذا هو الصواب فيجب أن يكون صارما معها منذ البداية حتى لا تتهاون مع أولاده أو تقسو عليهم ومجرد أن أخفضت بصرها مرة أخرى.. شعر بحرجها وتوترها فاكتفي بهذا القدر من التعليمات ونهض واقفا وهو يقول قومي معايا عشان اقابلك بالأولاد والبس عشان اتاخرت على شغلي
التقطت حقيبتها وسارت خلفه بتوتر لتبدأ مشوارها في هذا البيت الذي أخافها منذ أول يوم.
تجلس تتفقد الساعة تنتظر قدومه بعد أن أخبرها أنه يريد مقابلتها والتحدث معها قبل التقدم لخطبتها وبالفعل وافقته وطلبت أن يكون مكانا بعيدا عن مقر عملهما سواء المستشفي أو المطعم واتفقا على الجلوس في إحدى الحدائق العامة وهاهي تنتظره تعلم أنها تسرعت في إتخاذ القرار وهي وحدها من ستتحمل عواقبه ولكنها ليس لديها حل آخر كي تبعد عن منزل أبيها بكل مشاكله نظرة التعجب في عينيه عندما سألته إن كان مازال يريد الزواج منها لم تنساها ماحييت مفاجأتها له بهذه الطريقة أربكته وظل دقائق غير قادر على الرد عليها حتى ظنت أنه أعرض عن ذلك لذا كانت ستغادر حفظا لماء وجهها ولكنه استوقفها قائلا لو غيرتي رأيك فأنا معنديش مانع
حينها شعرت برد كرامتها فتنهدت بإرتياح وأجابته أنا موافقة.
سألها بإبتسامة ماكرة بس مقولتليش إيه سبب تغيير رأيك
ردت عليه بنبرة سخرية لقيتك عريس لقطة ميترفضش
رفع حاجبه تعجبا من ردها وهز رأسه حائرا في تلك الأنثى الغريبة التي تقف أمامه غير متوقع أي رد منها أنثى جميلة طرية ككعكة لذيذة ولكن عيناها كالصخر وداخلها أيبس من الصخر صعب فهمها أو ما يدور في رأسها ولكنها تجذبه بكل ذلك بجمالها وجمودها وغموضها الذي يتشوق لفك ألغازه ولكنه واثق أنه سيحل كل ذلك تحولت دهشته لنظرة إعجاب فابتسم لها وقال طب ممكن اعرف انتي من فين ومين ولي أمرك عشان آجي بيتكم
أخرجت من حقيبتها مفكرة صغيرة وقلم وكتبت فيها ثم قطعت الورقة وسلمتها له وقالت ده رقمي شوف نويت على أمتي واتصل وانا هقولك تعمل إيه
ابتسم لها ثم قال مازحا أنا ليه حاسس كده اني رايح مهمة في تل أبيب.. ماتفكك يا قمر.. نفسي أعيش لما أشوفك بتضحكي
زاد عبوسها وقالت هنتظر منك مكالمة سلام
وقف ينظر في أثرها بتعجب ويقول لنفسه لا دا أنتي الجواز منك عملية إنتحارية ثم ابتسم وهز رأسه مستكملا.. بس قمر يخربيت طعامتك
وهاهو اليوم يدخل بطلته الجذابة التي تسحر الكثير من الفتيات ورأت ذلك بعينيها وهي تسمع