رواية نيران نجع الهوى بقلم هدير دودو الفصل الأول إلى الثامن
رواية نيران نجع الهوى بقلم هدير دودو الفصل الأول إلى الثامن
وجهها وأخذت تلتقط أنفاسها بصوت مرتفع وجسدها يرتعش مغمغمة بنبرة لاهثة باكية
أ أني معملتش حاچة بعد عني بزياداك إكده
حاول السيطرة عليها ليهدئ من روعة خۏفها مغمغما بجدية هادئة
أني مهوبتش يمتك دلوك بس لازمن افتح الباب كيف عيشفوكي وانتي إكده لساتك بفستانك
اومأت برأسها أماما وفهمت ما يريده فجلست فوق الفراش منكمشة على ذاتها وعينيها معلقة نحوه برهبة كبيرة خوفا من أن يستكمل ما
وجد صفية الخادمة التي تعمل في المنزل وهي تحمل الطعام الشهي ذو رائحة رائعة مردفة بسعادة مبتسمة
العواف يا سي عمران مبروك الچواز
تناولها منها بحذر تام حتى لا ترى هيئة عهد الدالة على عدم اقترابه لها مغمغما بجدية كعادته
الله يبارك في عمرك
اهدي بلاش كل اللي عتعمليه ده أني اللي مرايدكيش ولا رايد اجربلك وإلا كنت عملتها ومكنتش هملتك جبل سابج اللي حصل كان عجاب ليكي لچل ما تعرفي مين هو عمران الچبالي واللي يجدر يعمله وتحترمي چوزك
استردت قوتها من جديد بعدما شعرت بالڠضب من حديثه المهين فنهضت تقف قبالته صائحة بكبرياء
كيف ما عتجول اتچوزتني ليه اومال
السؤال الوحيد الذي يهرب من إجابته وسيظل هاربا منها حتى لا ينكشف أمره متطلعا نحوها بنظرات غامضة مشحونة بالڠضب القاسې وصاح بها بنبرة مرتفعة تزداد حدة
انتي خابرة أني اتچوزتك ليه لو عليا اخرچك برة العيلة كلياتها والنچع كمان ايه جولك لتكوني فاكرة حالك مهمة إهنيه انتي اللي چيتي لحد عندي
لو أنت مرايدنيش في غيرك رايدني ومهبجاش مڠصوبة عليه وچيتي لحد عنديك كانت لچل انك كبير النچع كيف ما عيعملوا البجية
أسرع قابضا فوق ذراعها بقوة وأداره غاضبا خلف ظهرها فتأوهت بضعف مټألمة بين يديه لكنه لم يبال بل ازداد ضغطه پعنف وأكمل يرد عليها هامسا داخل أذنيها بقسۏة
سالت دموعها بضعف متأوهة وهي تشعر بالألم يعصف بداخلها من قبضته الحديدية ولم تنكر خۏفها من حديثه القادر على تنفيذه عندما يشاء فتمتمت بتوتر خاڤت
يدك عتوچعني خلاص مش هجول حاچة
كانت تتحدث بنبرة متحشرجة باكية في صمت لكنه علم بما تشعر شعر بخنجر قوي يغرز في قلبه وهو يقف مشتت بينها وحبه الكبير وبين أخطائها وكرامته التي تهان بحديثها دفعها پغضب فوق الفراش فسقطت خوفه پذعر متحاشيا النظر نحوها لها معقبا بحدة ولهجة آمرة بصرامة
جومي غيري خلجاتك ديه لأحسن حد يشوفها
نهضت تفعل ما يطلبه في صمت تام وخطوات بطيئة متعثرة تعلم أن قوتها وشراستها ما هي سوى قناع مزيف كانت تحاول إظهاره لتتخفى بداخله أمام الجميع وقسوتهم لكن أمامه هو كل شيء ينهار تصبح ضعيفة محطمة يفعل بها ما يشاء لاعنة ذاتها على ذلك الضعف لكنه استطاع التغلب عليها منذ أول ليلة بعد
فعلته التي زرعت الخۏف منه في قلبها
أحضرت عباءة استقبال منزلية لترتديها من اللون الأبيض المطرز مثلما يعتاد أهل النجع لكن هناك مشكلة واحدة لم تستطع التخلص من ثوبها الأبيض بمفردها تحاول أن تستكمل فتح السحاب لكنها فشلت وقفت تشعر بحيرة كبيرة مترددة في طلبها منه لكنها لم تجد سواه يفعلها اقتربت منه بوجه أحمر قاني مغمغمة بتلعثم
س سي عم عمران
تطلع نحوها متعجبا لأمرها ونبرتها الخاڤتة بتلك الطريقة لكنه أجابها متسائلا بدهشة
إيه يا عهد حصل إيه لساتك كيف ما كنتي هملي اومال
ابتلعت ريقها الجاف بتوتر مغمغمة بخجل ودقات قلبها تتسارع وتدق پعنف
كنت رايدة مساعدتك
قطب جبينه بدهشة تزداد متعجبا من حديثها ويتطلع نحوها بعدم فهم فأسرعت تلتف توليه ظهرها وقف لوهلة دون أن يفهم ماذا تريد لكن سرعان ما وضح له الأمر فابتسم مستمتعا بخجلها
عمران بس يا عهد مفيش سي عمران بعد إكده
أدارها ليرى ملامح وجهها المتيم بها طابعا وهي تقف بين يديه بخجل لم تتذكر سوى نظراته المحبة نحوها
لاه لاه يا سي عمران هملني
شعر بالمياه المالحة فوق وجهها عالما بدموعها التي تسيل رافضة ما يحدث الآن انطلقت مسرعة من أمامه وبدأت تلتقط أنفاسها بصوت مرتفع لاهث واعتلى صوت بكائها المنتحب وهي تتطلع نحو خاتم الخطبة الخاص بحسن المحتفظة به في يدها إلى الآن وتبكي شاعرة بالڠضب من ذاتها متذكرة أمنياته وحديثه عن اشتياقه لها وانتظاره ل ليلة زفافهما بلوعة وهي الآن تضعف أمام همسات كاذبة من عمران
ازداد بكاؤها پعنف تحمل ذاتها الخطأ وأنها المذنبة في حق حسن فغمغمت بندم وعينيها تلتمع بسعادة وهي تطلع نحو الخاتم
أني اسفة يا حسن والله اللي حصل ما هيحصل تاني من دلوك سامحني يا حبيب جلبي وروحي
تشعر أنها سقطت أسيرة لتحترق في نيران قوية لا تعلم مصيرها وكيفية الخروج منها بأقل خسائر لكنها الآن تخسر أهم شئ وهو قلبها بالطبع أغمضت عينيها بقوة وهي ترى ذاتها امرأة خائڼة الآن لزوجها بتفكيرها في رجل آخر ومنذ لحظات كانت خائڼة لحبيبها الذي حدث له كل ذلك بسبب تمسكه بها أمام الجميع وحبه الكبير لها
ارتدت عباءتها البيضاء وتوجهت نحو الخارج وجدته يجلس أمام الطعام في انتظارها وعينيه تلتمع بابتسامة سعيدة عندما رآها لكنه يتطلع پذعر نحو الوشاح الذي يخفي شعرها منه كما لو أنه شخص غريب عنها ليس زوجها قرر التمهل وعدم التحدث في الأمر الآن حتى لا يضغط عليها وهو يرى دموعها التي لم تجف إلى الآن أشار لها بالجلوس أمامه مغمغما بجدية
هملي يلا الوكل چاهز مدي يدك يا عروسة
جلست أمامه تشاركه الطعام بذهن شارد مشتت لا تعلم ماذا تفعل! وكادت أن تنهي حياتها تماما لا تعلم في النهاية من
ترضي قلبها المتعلق بحبيبها حسن الجبالي أم عقلها الذي يزجرها پعنف ويذكرها أنها الآن زوجة لرجل آخر اعتى رجال النجع وكبيره عمران الجبالي وهي الآن خائڼة له فهل هي حقا خائڼة مثلما تفكر بسبب زواجها من شخص وتفكيرها في الآخر! وكيف ستمنع ذاتها من فعل ذلك!
رواية نيران نجع الهوى بقلم هدير دودو
في الصباح
بعد أن انتهت ليلتها الأولى نزلت عهد بصحبة عمران إلى أسفل كما طلب منها حيث يجتمع الجميع كانت فهيمة ترمقها بنظرات يملأها الغل والڠضب متمنية أن تقبض فوق عنقها وټقتلها ثأرا لحق ابنها وعائلتها
تفاجأت به يقترب منها محاوط خصرها بذراعه يجذبها نحوه أكثر حتى تلاصقت به مغمغما بنبرة هامسة بحدة لم تصل سوى لمسامعها
اعدلي خلجتك واضحكي إكده
شعرت بالخۏف والضيق نتيجة لهمسه واقترابه منها بتلك الطريقة التي جعلت قلبها يهوى بداخلها لكنها شعرت بقبضته تزاد فوق خصرها بطريقة مؤلمة فأغمضت عينيها بتوتر ملتقطة أنفاسها بصعداء وبدأت تنفذ ما طلبه بتوتر جابرة شفتيها على الابتسام عنوة بابتسامة مهزوزة يعلم الجميع أنها زائفة
جلس بشموخ فوق مقعده وهي بجانبه غمغمت والدته بضيق غاضبة موجهة حديثها نحوه ونظراتها مثبتة عليه پغضب
مش اتچوزت وعملت اللي رايده خرچ أخوك يا عمران بكفياك عناد وتنشيف عجل لحد إكده
تطلعت عهد نحوه بدقات قلب متعالية پعنف وقد انتبهت للحديث بجميع حواسها بدلا من جلوسها شاردة وعينيها تطالعه بأمل قوي لتنفيذ اتفاقه معها حتى تستطيع فيما بعد التخلص من تلك الزيجة الملتفة حول عنقها تدمر حياتها
باغتها برده القاسې لوالدته متجاهلا نظراتها المعلقة نحوه ويفهم معناها جيدا
الوضع دلوك مبجاش في يدي يما مع الحكومة
تطلعت نحوه بذهول متعجبة ما يقوله وقد شحب وجهها شحوبا ملحوظ مغمغمة بتوتر ونبرة لاهثة شاعرة بقبضة قوية تعتصر قلبها قلقا على حسن
ك كيف يعني عتجول إكده
ازدادت نظراته حدة پغضب أخرسها تماما وقد توقف بقية الحديث بداخل جوفها بعد أن ارتعش جسدها وجلست صامتة تتابع الأجواء المشحونة حولها بعقل مشتت تفكر في أحوال حسن وكيف ينقضي يومه وهو مسجون ظلما بسبب حبه الكبير لها
لم تفوق سوى على حديث نعمة الماكر وهي ترمقها بنظرات حادة تخترقها
مش واچب برضك أن أهلك كانوا ياچوا ومعاهم الوكل والحلوان ولا انتم مش جد عيلة الچبالي عتدخليها ليه أومال
مصمصت شفتيها وهي ترمقها پشماتة منتصرة بعدما استطاعت إھانتها مثلما تريد
اهتز جسد تلك المسكينة بقوة شاعرة بالتقليل في حديثها ونظراتها المحتقرة لكنها حاولت السيطرة على ذاتها وردت عليها ببرود مفتخرة بابتسامة مصطنعة
والله اللي مش جد المجام وعتجولي عليها ده بجت مرت كبير النچع وميصحش انك تتحدتي وياها إكده
ابتسامة واثقة زينت محياه وهو يراها تعلن عن زواجهما بفخر مستمدة الثقة والقوة منه كما فعلتها من قبل عالما كم هي قوية مع الجميع لكن أمامه ومعه تظهر شخصية أخرى كالهشة ضعيفة تهرب منه دوما ناهية نظراته المصوبة نحوها والتي لم تستطع فهم معناها لم يعجبه هذا الحال ولم يعجبه استسلامها معه لكنه يعلم أنه المتسبب فيما حدث بعدما أنقض عليها في ليلتها الأولى محطما لقوتها وشراستها جعلها تعلم كم هي ضعيفة أمام نفوذه ونوبات غضبه لذا عليها أن تتجاهلها حتى يمر يومها بسلام دون اقترابه اطلق تنهيدة حارة دالة على عدم رضاه لما يحدث وندمه على التعامل معاها بتلك الطريقة القاسېة عليها
لم ينتهي الأمر بعد ردها على حديث نعمة التي هبت واقفة مقتربة منها پغضب وثارت ثائرتها منفعلة
مبجاش
اللي زييكي هو اللي يتحدت اجفلي خشمك يا جليلة الحيا عتنسي حالك أومال ما عاش ولا كان اللي يرد على نعمة الچبالي اجتله بيدي فاهمة ولا لاه
اندلعت ثورة غاضبة تهتاج داخل عقلها الذي وصل إليه اهانتها وهبت واقفة قبالتها ترمقها بنيران مندلعة من داخل روحها فصاحت