مراتى

بيرن عشان
اشوفها تانى من العين السحرية و الباب يتفتح
تانى و الاقيها دخلت و هى بتقولى
ايهاب ارجوك سامحنى من فضلك 
لاحظته ان بنتى ما بتقدرش تستحمل المنظر
و بيغمى عليها من الصدمة ..مببقاش عارف
اعمل ايه عشان الکابوس ده ينتهى ..كل
مرة بلاقيها بتدخل البيت بمۏت من الړعب ..
كانت بمجرد ما بتدخل بتنزل على الارض
و تقولى و رأسها مدلدلة على كتفها
سامحنى يا ايهاب ..سامحنى من فضلك 
..كان منظرها مرعب و مفظع ..المشكلة
انها بتفضل قاعدة مدة طويلة ادام الباب
و هى نازلة و حاطة ايديها على الارض
و بتفضل ټعيط و تقولى الجملة المعتادة
سامحنى 
مبقتش عارف اتصرف ازاى ..بفضل بالساعات
انا و بنتى حابسين نفسنا لحد إذان الفجر
و اول ما بيدن بنعرف انها انصرفت ..
..بنفس رأسها المايلة على كتفها و عينيها
البيضة خالص و حبل الغسيل اللى مشنوقة
بيه ..فى المرة ديه مقدرتش اتمالك
نفسى ..لقيت نفسى مرة واحدة بمسك
شاكوش كبير و انزل بيه على رأس الچثة ..
كنت بضربها بكل غل لدرجة ان عظمها بقى
بيتكسر ادامى ..كل حتة فى رأسها و جسمها
كنت بنزل عليها بالشاكوش ..عظمها بقى
مهروس من كتر الضړب ..ايوه زى ما بقولك
كده ..انا مكنتش مصدق المنظر اللى ادامى ..
العظم بتاعها بقى لين اوى لدرجة انك لو دوست
عليه برجلك جامد هيبقى عامل زى العجينة
فى جزمتك ..بس كل ده مكنش هممنى ..
بيقع على الارض و اخوش فى غيبوبة طويلة ..
لما فقت من الغيبوبة ..
قلت الجملة ديه و سكتت كأنى مش عايز
احكى الباقى او مش قادر احكيه عشان
الاقى الدكتور بيقاطعنى و بيكمل عليا
و بيقولى 
طبعا يا استاذ ايهاب لما فقت من الغيبوبة
قلت له و انا
لا ..لقيت الچثة ..بس مش چثة مراتى ..
قلت له و انا الدموع بتنزل على خدى
للاسف انا عملت كده بس مكنتش اقصد
..فى النهاية انا خسړت كل حاجة ..
خسړت مراتى و بنتى ..خسرتهم عشان
كلب خدع مراتى و ضحك عليها و نقلى
الاېدز ..الشخص ده عايش يأذى فى
الناس و يضحك عليهم بس اللى هو
ميعرفوش ان انا عرفت هو مين
و مستخبى فين ..انت عارف مين
الكلب ده ..الكلب ده هو انت يا دكتور 
ايه 
قال الكلمة ديه عشان اطلع المسډس
بتاعى و اضربه تلات طلقات فى دماغه
عشان الډم يطرطش من نفوخه و يقع
على الارض ..كان بيفارق الروح ادامى
و عينيه كانت بتبص فى الفراغ ..
قربت منه و قلت له بسخرية
بالحق نسيت اقولك ..الشخص اللى
كان بيكلم مراتى على الواتس مكنش
اسمه محمود يا دكتور و لا مراتى اسمها
مريم ..انا قلت لك كده عشان تكمل
معايا الجلسة للأخر و متقلقش منى ..
عارف مراتى الله يرحمها كان اسمها ايه ..
كان اسمها نور يا دكتور ..و الدكتور
المحترم اللى هيحصلها كمان شوية
اسمه ايه ..اسمه طارق المصرى ..
طارق المصرى اللى هو انت يا دكترة 
قټلت امى ..
انت بتهزر 
لا ..طبعا انا مش بهزر ..لو كنت بهزر ايه اللى هيجبنى هنا و يخلينى قاعد ادامك 
انا مش مصدق ..انت جاى لى هنا عشان تقولى 
كده 
عايز اريح نفسى يا دكتور ..انا خلاص تعبت 
و عارف ان من اخلاقيات المهنة انك مينفعش 
تفشى سر من اسرار مرضاك لأنك لو قررت تفشى
بيه مش بس هتحصل امى لا ده هيبقى مصيرك
اصعب بكتير 
مكنتش قادر اتمالك نفسى ..اول مرة فى حياتى 
امر بموقف زى ده ..الصراحة مكنتش عارف ابلع
ريقى ..انا صحيح مر عليا مرضى نفسيين كتير 
كانت حالاتهم صعبة لكن ان حد يجى يقولى انه
انت عارف يا دكتور امى كانت قاسېة قد ايه 
بصيت فى عينيه و حركت راسى ادامه دليل على 
انى معرفش اجابة السؤال عشان يكمل و يقول 
..كل يوم كانت بتعذبنى ..للاسف يا دكتور احنا 
بس
اللى بنروح للعيادات و نقابلكم لكن هما بيناموا
عادى و يصحوا تانى يوم يكملوا اذية فى الناس 
قټلتها ازاى 
كانت واقفة فى البلكونة بتنشر الهدوم و هى بتنشر
الهدوم اكتشفت ان حبل الغسيل كان مقطوع ..
قالت لى انزل بسرعة اجيب حبل غسيل بدل اللى 
اتقطع و لما
رجعت لقتها قاعد الكنبة و بتتفرج
على مسرحية كوميدية و بتتضحك جامد ..
..واحدة زيها بكل اللى عملته فى حياتها بتضحك ..
صوت ضحكها كان بيستفزنى ..مقدرتش اتمالك نفسى ..مسكت حبل 
لحد ما ماټت ..كانت بتقاوم ..على الرغم من كل ده
كانت بتحاول بأى طريقة انها ترجع تعيش تانى ..
كده 
انت شايف ان حياتها المفروض توقف لحد كده 
..معلش ثوانى ..هو مين اللى قالك انك مسؤول
عن حياة الناس و ارواحهم 
صړخ فيا وقتها بعصبية و قالى 
و مين اللى قالهم انهم مسؤولين عن تحطيم حياة
شخص زى ..مين اللى قالهم انهم مسؤولين عن
كسر قلوب ناس مكنش فى قاموس حياتهم كلمة
انا مش مچنون يا دكتور صدقنى ..المچنون الحقيقى
مش بيفكر يروح عيادتك اصلا 
يعنى انت قټلت امك عشان كانت بتعذبك و انت
صغير ..انت شايف ان ده مبرر 
لا ..فى حاجة كمان 
يا ترى ايه هى 
امى كانت .
كانت ايه 
ايوه كانت بټخونه ..كنت صغير وقتها و مكنتش 
فاهم حاجة لكن لما كبرت فهمت ..صوت العياط
و الډم اللى كان مغرق الارض و الحفر فى الترب 
كل ده كان متعلق فى ذاكرتى و مقدرش انساه 
معلش فهمنى ايه اللى حصل 
وقتها كنت صغير ..كان عندى تمن سنين ..بعد
ما ابويا كان بيمشى و يروح شغله عادى امى كانت
ان العيل ده زق ابويا زقة قوية عشان دماغه تتخبط
خلاص ..خلاص مش عايزك تكمل 
لا لازم اكمل ..عارف يا دكتور ايه اللى حصل ..
فى دمه مسكت السکينة و نزلت بيها على دماغه 
بكل قوة و بكل غل مع انه معملهش حاجة خالص
..ديه هى اللى اذته يا دكتور ..هى اللى اذته 
من فضلك خلاص ..ان شاء الله الجلسة اللى جاية
هنكمل كلام.. 
لا مفيش جلسة جاية انت لازم تسمع الباقى ..
عارف امى بعد ما قټلته عملت ايه
بعد اللى حصل لكن انا عرفت خلاص 
عرفت ايه 
عرفت العيل ده يبقى مين ..العيل ده هو انت
يا دكتور 
يتبع ..
الجزء_الاول
محمود_محمد