الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية أقدار بلا رحمه للكاتبة ميار خالد

رواية أقدار بلا رحمه للكاتبة ميار خالد

انت في الصفحة 21 من 23 صفحات

موقع أيام نيوز


كده أقنعيها بيكي وزي ما يامن حارب عشانك حاربي عشانه برضو 
حاضر يا ماما 
ثم خرجت من غرفتها وبعد لحظات نامت براء بفرحة كبيرة لم تشعر بها في حياتها قط وفي اليوم التالي ذهب يامن إلى براء قبل أن يسافر وودعها وفي طريقة إلى القاهرة أتصل به صديقة
السمسار وأخبره أنه قد إلى القاهرة ذهب إلى السمسار وقد أعجبته الشقتان كثيرا واشتراهم على الفور وترك لصديقة السمسار أمر تسجيل الشقق باسمه جهزت براء أغراضهم وأخبرت عائلتها بهذا القرار وكذلك حنين الذي عزمت على أن تأخذها معهم للقاهرة وبعد يومين جاء يامن وفي تلك الفترة كانت براء وعائلتها جهزوا كل شيء حتى ينتقلوا إلى القاهرة وجهز يامن الشقتان في وقت قصير جدا وأحضر اثاث جديد فقط جلس جمال بجانب يامن في السيارة وبراء وفاطمة وحنين التي تحمل أبنها على يدها بجانب فاطمة بالخلف وسرحت براء في ذكرياتها وقالت في نفسها والسيارة تتحرك

لما دخلت البلد دي كنت لوحدي تايهه مکسورة مليش حد ودلوقتي أنا بخرج منها بس مش زي ما دخلتها معايا عيلتي وحب حياتي ايام كتير مرت عليا كسرتني وتعبت فيها مكنتش عيني اللي پتبكي كان قلبي اللي بييكي مش عارفه قدري مخبيلي ايه تاني مش عارفه هيفضل مش راحمني كده ولا خلاص كنت صادق يا كريم وطلعت أد الوعد لما قولتلي 
مهما تقولي هفضل عند وعدي وأنتوا الاتنين هتتجمعوا في يوم بسببي 
مشغولة في أيه الفترة دي 
ولا حاجه يا حبيبتي عملت اللي أسمه فيس بوك ده لقيته عالم تاني من ساعتها وأنا تايهه فيه
ضحكت براء وقالت
إذا كان كده ماشي أنت مبسوطة يا حنين
كفاية أن أنت مبسوطة عايزاني مبقاش مبسوطة بقى ازاي 
أبتسمت براء وقالت
أنت أختي يا حنين من النهاردة مش هنتفرق تاني 
أبتسمت لها حنين بدموع وتحدثوا قليلا ثم تركتها ونامت بهدوء وبعد ساعات وصلوا إلى بيتهم الجديد دخل يامن مع براء إلى شقتهم وفاطمة مع جمال وحنين وابنها في الشقة الأخرى بعد أن رأوا الشقتان وقد أعجبوهم 
أنا مش مصدق أن جمعنا بيت واحد مش مصدق أنك قدامي دلوقتي 
هتفضل كل شوية مش مصدق ولا إيه
ضحكت براء فقال هو
أيوه هفضل مش مصدق خاېف يكون حلو حلم وافوق
قالت براء
أقولك سر عارف إني حلمت بيك كتير 
وأنا كمان 
أبتسم يامن وقال
من النهاردة حياتنا كلها أبتسمت براء بخجل وغرق الإثنان في عالمهم الخاص 
الخدوش المخبئه بقلوبهم سبحان من يؤلف بين القلوب وخلال تلك الفتره لم يتحدث يامن مع والدة ولو لمره واحده 
و في بداية الأسبوع الجديد استيقظ يامن علي رنين هاتفه ليجده حارس العقار في بيت والدته رد عليه بتساؤل 
الو 
الو يامن بيه 
عم متولي ايه الاخبار خير
الست عاليا والدة حضرتك تعبانه اوي و الاسعاف جت اخدتها من شوية 
انتفض يامن من مكانه وقال
أيه 
الفصل الثاني والعشرون
انتفض يامن من مكانه وقال
إيه ليه حصل إيه
معرفش يا بيه والله هي راحت على المستشفى علطول 
هو جرالها إيه مش فاهم
أنت عارف يا بيه أنها بتحب تجري شوية كل يوم الصبح النهاردة وهي خارجه لقيتها تعبانة شوية قولت 
تمام تسلم يا عم متولي مستشفى إيه اللي راحتها
اللي قريبة من البيت هنا مش فاكر أسمها والله
خلاص عرفتها
في إيه مالك
أمي تعبانة جدا وفي المستشفى
أستنى أنا هاجي معاك 
لا خليكي أنت 
لا هاجي معاك أنا كمان عايزه أطمن عليها
نظر لها يامن للحظات ولم يتمكن من منعها بدلت براء ملابسها وتركت ملك مع فاطمه
وجمال وخرج الإثنان وذهبوا إلى المستشفى حتى يطمئنوا على عاليا وعندما وصلوا إليها ظلوا يبحثون عنها لدقائق حتى وجدوها بأحدى الغرف نائمه بتعب اتجه يامن و براء إلى الطبيب المسؤول من
حالتها و قال له 
الحمدالله ربنا سترها والدتك كانت داخله على أزمة قلبيه بس بستر ربنا لحقناها قبلها
طيب ممكن أدخل أطمن عليها
لا بأذن الله مش هيحصلها حاجه تاني متشكر جدا يا دكتور 
العفو 
دلف يامن ومعه براء إلى غرفة والدته ظلت براء واقفه عند باب الغرفة ودخل يامن و عندما شعرت به عاليا فتحت عيونها و نظرت له بحزن نظر يامن إلى والدته ولأول مره يراها بتلك الحالة وجهها الشاحب وعظام 
كده يا يامن أسبوعين متسألش عليا ولولا اللي جرالي ده ولا كنت هتسأل عني برضو 
انا ببقي عايز أكلمك واجيلك بس أنت اللي عامله حدود بينا من ساعة ما اتجوزت 
و كادت عاليا أن ترد و لكن في تلك اللحظة دخلت براء من عند باب الغرفة و عندما رأتها عاليا انتفضت من مكانها و قالت 
أنت ايه اللي جابك هنا 
نظرت براء ليامن و قالت 
ممكن تسيبني معاها شوية بعد اذنك 
جايه عشان تشمتي فيا وأنا في الحالة دي مش كده 
أنا جيت عشان أطمن عليك مليش ذنب بشعورك اتجاهي بس أنا كان لازم أطمن عليك 
أنت السبب في شعوري ده أنت سړقتي أبني مني من زمان أوي 
أبتسمت براء بحزن وقالت
عشان بحبه عشان مش قادرة أشوف غيره أب لأولادي أنت من زمان مش عايزاني ولا حباني لمجرد بس اني اتربيت في ملجأ رفضاني لمجرد أن مليش عيله ولا أهل رفضاني عشان شايفه أني أقل منابنك 
أنت أذتيني نفسيا عارفه يعني إيه توصلي حد أنه يكره نفسه لمجرد أنه اتظلم أبويا ظلمني وأنا صغيره لأنه مكنش عايز بنت كان عايز ولد يشيل أسمه وأمي ظلمتني لما فكرت في نفسها وبس ولو كنت فضلت معاهم مكنتش هبقى كويسه نفسيا الخطوط اللي بمشي عليها في حياتي هي من تدبير وكرم ربنا في خلال السبع سنين دول رزقني بعيله تانيه أحسن من أهلي الحقيقين و بقيت ناجحة في شغلي جدا و للأسف مهما أعمل برضو مش هتشوفي مني غير براء البنت اليتيمة
طالعتها عاليا للحظات بصمت فقالت براء
لينا كلام كتير لسه بس لما تقومي بالسلامة عن أذنك 
قالتلك حاجه
مفيش حاجه يا يامن أنا كنت عايزه أطمن عليها بس 
طالعها يامن للحظات ثم قال
براء أنا أول مره أشوف أمي بالحالة دي أنا فعلا قصرت معاها بس ڠصب عني أنا عارف أنها مش هتقبلك عشان كده كنت بحاول نبعد عن أي مصدر يأذينا بس أنا مش هقدر أكون بعيد أكتر من كده أنا أمي محتاجاني مهما كان اللي حاصل بيني و بينها بس مينفعش اسيبها بالحالة دي 
صمتت براء وظل يامن يطالعها بتساؤل ينتظر ردها على كلامه حتى قالت
عارف أنت لو مكنتش قولت كده دلوقتي أنا كنت تخاف على نفسي
يعني إيه
أبتسمت براء وقالت
اللي ملهوش خير في مامته ملهوش خير في حد مهما كان إيه اللي حاصل بينكم 
أبتسم لها يامن وبعد أيام تحسنت عاليا وسمح لها الطبيب أن تخرج ولكن يامن صمم أن تبقى في بيته تلك الفترة حتى يهتم بها أكثر وسوف يترك لها حريه الاختيار فيما بعد رفضت هي في البداية ولكنها وافقت في نهاية الأمر لا تنكر أن لديها فضول لتعرف كيف تسير حياة أبنها بدونها وهي مثل أي أم تريد أن تطمئن عليه خرجت عاليا من المستشفى برفقة يامن وبراء وكانت تجلس في السيارة بصمت تام حتى وصلوا وبمجرد أن صعدوا لشقتهم حتى سمعوا صوت صياح عالي و فرحه من فاطمه و قد فزعت عاليا في البداية و ابتسم يامن وبراء اردفت فاطمه
ألف حمدالله علي السلامة يا عاليا يا حبيبتي مينفعش تكوني كده مش بتاخدي بالك من نفسك ليه كده تقلقي يامن عليك 
نظرت لها عاليا بتعجب وقالت
مين دي 
ضحك يامن وقال
دي ماما فاطمه في مقام والدة براء و أكتر 
نظرت لهم فاطمه بدهشة وقالت
يوه أنتوا لسه هتتكلموا الاكل هيبرد يلا عملتلكم شوية أكل من تحت ايدي إنما إيه هتحبوه اوي 
اتجهت اليها براء و قبلت يدها وقالت
أنت تسلم ايدك يا ست الكل اكيد هنحبوا و هو أنت بتعملي حاجه وحشه برضو 
ماشي كلي بعقلي حلاوة 
ضحك الجميع وكانت عاليا تنظر لهم بدهشه و تعجب هي لم تشعر يوما بدفيء العائلة كما شعرت به بمجرد أن دخلت
إلى الشقة جالت بنظرها في المكان وأبتسم لها يامن فنظرت له للحظات وصمتت وخلال فتره بقائها معهم كانت براء تهتم بها كثيرا رغم كل الكلمات التي كانت تسمعها من عاليا ورغم عصبيتها عليها في تلك
الأوقات إلا أن براء تحملت كل هذا و ليس من أجل يامن بل لأنها أرادت أن تزيل المسافات بينهم و في إحدى المرات كانت عاليا جالسة في الشرفة غارقة في أفكارها وتتذكر كل شيء رأته منذ أن دخلت إلى هذا البيت تذكرت إهتمام براء بها و بعائلتها تذكرت اهتمامها بعملها والإخلاص له رغم كل تلك الضغوط تذكرت معاملتها الطيبة ليامن وأخر شيء تذكرت معاملتها الجميلة من فاطمه وجمله واحدة خرجت منها وهي
وفي تلك اللحظة دلفت إليها براء و بيدها علاجها وقالت
ده ميعاد الدواء اللي قبل الأكل أتفضلي شوية والأكل هيكون جاهز وعندك 
أخذت عاليا الدواء منها و تناولته و جاءت براء لتخرج و لكنها توقفت حين أمسكت عاليا يدها ألتفتت براء بتساؤل لتجد الدموع بعيونها ولأول مره تراها براء تبكي مسحت دموعها بقلق وقالت
في
إيه مالك حاسة بحاجه وجعاكي
أيوه قلبي واجعني 
ثواني هتصل بالدكتور وهجيلك 
أمسكتها عاليا مره أخرى وقالت
صمتت عاليا للحظات وقالت
أنا ظلمتك كتير وجيت عليك أنا عايزه اقولك أني أسفه على كل حاجه عملتها معاكي وأتمنى تسامحيني أنا أسفه لو اذيتك في يوم بس أنا كنت معميه عن الحقيقة وهي أن الإنسان مش عيله و فلوس و مركز في حاجات تانيه أهم من كل ده أنا وافقت أني أجي هنا عشان أشوف أبني مبسوط ولا لا وأنا اتوجعت لما لقيتني كنت حرماه من كل الاستقرار ده أنا كنت قاسيه عليك أكتر ما دنيتك قاسيه بس أنا كنت فاكره أن ده الصح كنت فاكره أنك مش مناسبه ليه حقك عليا 
أبتسمت براء بدموع وبدون أي كلمات عانقتها بحب لتنصدم عاليا أكثر
من ردة فعلها و أدركت أنها فعلت الصواب أبتسمت وعانقتها ولأول مره ودلف يامن عليهم في تلك اللحظة ليجدهم هكذا ظل واقف مكانه للحظات لا يعرف هل ما يراه حقيقي
أم لا واقترب منها أكثر لتبتعد براء عن عاليا قليلا نظر لهم يامن بعيون متسعة و أردف 
اللي أنا شوفته ده بجد أنت 
أبتسمت عاليا وقالت
أيوه من النهاردة براء بقت بنتي وأنا هحاول أصلح حتى لو جزء صغير من اللي أنا عملته معاها أنا كل اللي يهمني أنك تكون مبسوط يا يامن أنت أبني يمكن كانت طريقتي غلط في الأول بس خلاص العمر
قالت براء
بعد الشړ
عليك بلاش الكلام ده 
أبتسمت عاليا و أردف يامن پصدمه
ده بجد يعني خلاص كده مفيش صراعات تاني ولا خناق تاني بجد والله العظيم
ظل يامن يكرر تلك
 

20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 23 صفحات