رواية أقدار بلا رحمه للكاتبة ميار خالد
رواية أقدار بلا رحمه للكاتبة ميار خالد
أنا اسمي مى
وأنا براء
أبتسمت لها مى ثم سار الإثنان حتى وصلوا الي بيتها ودلفوا الي الداخل وسط توتر براء ورهبتها من المكان جلست مي على الأريكة و شاورت على إحدى الغرف وقالت
اقعدي في الاوضة دي و ارتاحي شكلك تعبتي أوي النهاردة
أيوة أنا عايزه انام بس شكرا جدا
العفو
دلفت براء الي الغرفة و جلست على السرير لترتاح قليلا تنهدت بتعب وقد شعرت بقبضة قوية في قلبها من هذا المكان و لكنه بالنسبه لها كان أفضل من الشارع بكثير استلقت على السرير بسرعه لتغط في نوما عميق عله يخفف من الالم التي تشعر به في قلبها
استيقظت براء و فتحت عيونها ببطئ لتنتفض من مكانها حين تجد رجل يقف أمامها و ينظر لها بقوة خرجت صرخه قويه منها ليقترب هذا الرجل منها ويكتم صوتها سريعا وهنا دخلت مى الي الغرفة وحدثت الرجل
إيه رأيك مش قولتلك حلوة عجبتك ولا إيه
نظر الرجل الي براء بتفحص و نظرة الإعجاب في عينيه وقال
ضحكت مى بخفة وقالت
دي وقعت في طريقي لوحدها معرفش إيه حكايتها هربانه ولا إيه لقيتها ماشيه لوحدها في الشارع في عز الليل
أبتعدت براء عن هذا الرجل سريعا و قد تكونت الدموع في عيونها و قالت
ايه اللي أنت بتعمليه ده ابعدوا عني
ثم نظرت إلي مى وقالت
وسعي من قدامي خليني امشي
هو دخول الحمام زي خروجه ولا إيه انت ډخلتي هنا بمزاجك آه بس مش هتخرجي بمزاجك لا اسكتي شوية مش عايزه صداع
طالعتها براء بعصبية ثم هجمت عليها وقالت
أنت بني ادمة حقيره و أنا غلطانه إني وثقت في واحده زيك
انت اټجننتي
قالت مى تلك الجملة ثم صفعت براء بشدة لتسقط علي الارض مغشيا عليها نظرت لها مى بتهكم ثم طالعت الرجل الواقف أمامها وقالت
و ده ليه بقى
هو كده لو مكنش عاجبك
ماشي يا قمر انت تؤمري بس أنا عايزها صاحيه و فايقه
مليش دعوة أنت حر خدها دلوقتي لو عايز
اخدها فين انت اټجننتي ومراتي خليها عندك لحد ما اظبط الدنيا
ماشي
ثم أخذت منه بعض النقود و خرج هو من المنزل وبعد ساعات استيقظت براء لتجد نفسها على الارض نهضت من مكانها بسرعه ما أن تذكرت ما حدث معها قبل أن تفقد وعيها ترقرقت الدموع في عيونها ولم تعرف ماذا تفعل للحظات حتي اتجهت الي باب الغرفة و فتحته ببطيء وعندما لم تجد أحد بالخارج أخذت حقيبتها وخرجت من الغرفة و ركضت سريعا نحو باب المنزل و قبل أن تفتحه أمسكها مى بسرعه وقالت
نظرت لها براء بدموع وقالت
الله يخليكي خليني أمشي حرام عليكي اللي عايزه تعمليه فيا
ده أنت تشكريني إني لقيتلك حد ياخدك من الشارع اللي قاعده فيه ده
صړخت بها براء
أنا اقعد في الشارع أحسن ما أكون واحده مش محترمه زيك
انت عارفه لولا أن
خرجت من البيت سريعا ونزلت الي الشارع لتركض بفزع بعيدا عن المكان أخذت تركض بشده حتي تعبت و جلست على أحد الأرصفة لتبكي پقهرة و حدثت نفسها بصوت عالي
قالت تلك الجملة ثم اڼفجرت في البكاء وظلت تسير بعدم هدف حتي وصلت الي مكان هادئ و جلست مكانها بتعب و غلبها النعاس لتنام مكانها و بعد ساعات استيقظت من نومها لتجد نفسها على نفس وضعها
اعتدلت في جلستها و شعرت ببعض الجوع فبحثت عن بعض النقود في حقيبتها لتجد بعض الجنيهات ابتسمت بحزن و نهضت من مكانها واشترت لها بعض الطعام و جلست على الرصيف مرة أخرى لتتناوله وفجأة وبين كل هذا الهدوء صدع صوت صرخات عالية من البنايه المجاورة لها
كان يجلس في إحدى الأماكن المطله على النيل مباشرا ويستمع إلى بعض الموسيقي الهادئة حتى شعر بمن يجلس بجواره ألتفت إليه ليجده صديق عمره كريم والذي قال له
كنت عارف إني هلاقيك هنا
نظر له يامن وأبتسم أبتسامه صغيرة وقال
عاش من شافك مختفي ليه الفتره دي قولتلك بعد الجواز و الخلفه هتتغير مصدقتنيش
ضحك كريم بخفة وقال
أعمل إيه ڠصب عني والله أنت عارف تعب نسمة و إني أنا اللي شايل كل حاجه و ملك متعلقه بيا أوي
أبتسم يامن وقال
أتصدق وحشتني أوي مجبتهاش معاك ليه
عشان أركز معاك أنا مش عاجبني حالك هتفضل تعاقب نفسك لحد امتي
لحد ما القدر يجمعني بيها تاني
طول السنين دي و إحنا بندور عليها و مفيش فايده أفرض العمر جرى وأنت متجمعتش بيها برضو
عمري ما هسامح نفسي أنا كسرتها يا كريم هي وثقت فيا و أنا مكنتش أد ثقتها أنا ظلمتها
و أنت كمان اتظلمت يا يامن للأسف هي اختفت قبل ما تعرف أن كل اللي حصل ده مكنش بمزاجك و إنك كنت محپوس و مش قادر تطلع من اوضتك كفاية إللي بتعمله في نفسك ده والعقاپ مش هيجيب نتيجة أنتوا الاتنين اتظلمتوا
زفر يامن پألم وحاول أن يغير الموضوع فقال
خلاص أقفل الموضوع ده أنت مال وشك حاسس إنك تعبان
عندي دور برد مبهدلني يا عم ورغم كده جايلك و أنت على الكورنيش في الجو ده
ثم أبتسم كريم بمزاح وقال
و بلاش تقفل الموضوع أنا شايف انك لازم تتجوز يا يامن
أنت اټجننت يا كريم أنا مش ناقص الله يخليك أنت مينفعش تطلب مني كده لأنك عارف أنا عايز ايه
و اللي يوصلك للي انت عايزه
يعني ايه
يا الفصل الخامس
وفجأة وبين كل هذا الهدوء صدع صوت صرخات عالية من البنايه المجاورة لها نهضت من مكانها بفزع واستعدت حتى تهرب من المكان ولكن أوقفتها تلك الصرخات الباكيه و لم تمر ثواني حتي وجدت رجل كبير السن يهرول بتعب خارج البيت و ېصرخ بأعلى صوته لطلب المساعده حتى سقط على الارض بقوه فركضت نحوه سريعا أردفت
خير يا حاج في إيه
نظر لها الرجل باستغاثة وقد اسكتته دموعه فلم يقدر علي الكلام نظرت براء إلى البيت لتجده مشتعل ڼارا فشهقت بفزع و بدأ الرجل في السعال بشده و قال بصعوبة
مراتي محپوسة جوه أرجوكي الحقيها خلي أي حد يلحقها أنا مش بقدر اتنفس
نظرت له
براء بعيون متسعه و بدون أي تفكير ركضت إلى البيت سريعا و دلفت إليه لتجد النيران مشتعله به و لكنها لم تكن منتشره في البيت بأكمله فحمدت ربها و تحركت بسرعه و تتبعت صوت صرخات زوجته حتي وصلت إلى غرفتها لتجدها مكومه في احدي الأركان پخوف و صرخاتها لا تتوقف ذهبت إليها سريعا و حاولت أن تطمئنها و شجعتها حتي تنهض معها قالت
أنا معاكي مټخافيش قومي معايا لازم نخرج من هنا
ظلت صرخاتها متواصله حتى بدأت تنتبه إلى كلمات براء فهدأت قليلا و نجحت براء في انتشالها من تلك النيران و خرجت من البيت و في تلك الأثناء كان جميع من في البنايه قد أنتبه إلى صرخاتها و قد أتت المطافئ و أنقذت ما يمكن إنقاذه من المنزل و جلست براء
مع السيدة و زوجها في إحدى الأركان أمام البيت كانت
السيده مستقره في زوجها القلق عليها حتى أبتعدت عنه قليلا و نظرت للجالسة بجانبها اردفت
أنا مش عارفه اقولك إيه ربنا بعتك لينا منين في الوقت ده لولاكي مش عارفه كان جرالي إيه
نظر لها جمال وقال
أنا آسف إني خليتك تعرضي حياتك للخطړ كده لو كنت فضلت جوه لا كنت هقدر الحق فاطمة ولا الحق نفسي
نظرت له براء بحزن وقالت
مش فارقة كتير
طالعتها فاطمه بتساؤل وقالت
انت معانا هنا في العمارة
لا أنا كنت جنب العمارة و لما سمعت صوت الصړيخ جيت أشوف في إيه و الحمدلله إني جيت في الوقت المناسب
بس إيه اللي ممشيكي في الشوارع بليل لوحدك كده يا بنتي غلط عليكي هما فين اهلك
نظرت لها براء بعيون دامعه ثم قالت
أنا لازم أمشي دلوقتي حمدالله على سلامتك
ونهضت من مكانها و جاءت لتمشي و لكن فاطمه أمسكت يدها لتوقفها نظرت براء إليها بتساؤل لتقول فاطمه
أنت ايه حكايتك
و كانت براء تنتظر تلك الجملة لټنفجر في البكاء و قد ارتمت في فاطمه لتنصدم هي من رد فعلها و لكنها قد نست كل شيء و مسحت علي شعرها و تركتها حتي
تنهي بكائها و بعد لحظات هدأت قليلا وابتعدت عنها فقالت فاطمه
أحسن دلوقتي
نظرت لها براء بعيون دامعه وقالت
أيوه
مش هتجاوبي عليا برضو إيه إللي ممشيكي في الوقت ده لوحدك و إيه الشنطة اللي معاكي دي أنا بسألك من قلقي عليكي يا بنتي
نظرت لها براء للحظات ثم تنهدت بتعب و قالت
أنا هحكيلك كل حاجه
ثم قصت عليها كل ما مرت به منذ أن جاءت لتلك الدنيا و كانت فاطمه و زوجها جمال متأثرين جدا بقصتها و عندما انتهت كانت الدموع قد عرفت طريقها إلى عيون فاطمه فقالت
معقول كل ده مر عليكي عيونك مليانه بحكايات لو اتقالت هتبكي الدنيا كلها
الحمدالله أنا راضيه بأي حاجه بتحصلي وعارفه أن ربنا بيحبني عشان كده بيبتليني و عارفه أنه هيعوضني خير بعد كل ده
نظرت لها فاطمه وأبتسمت بحنان ثم نظرت إلى جمال ليفهم هو نظراتها ثم أبتسم و قال لبراء
يرضيكي نفضل قاعدين في الشارع كده كان نفسنا نستقبلك في ظروف أحسن من كده بس نعمل إيه بقى يلا يا بنتي معانا أكيد مش هنسيبك تفضلي في الشارع كده
نظرت لهم براء بتعجب و قالت
معقول هتخلوا بنت متعرفوهاش عندكم حتى لو ساعدتكم مينفعش احسبوا طلعت مش كويسة
ابتسمت فاطمه بهدوء و قالت
مش عارفه يا بنتي بس أنا قلبي مرتاحلك و حاسه إنك مش هتأذينا مش كل الناس وحشه و قاسيه كده ما يمكن ربنا وقعنا في طريقك عشان نساعدك
نظرت لها براء و دققت في ملامحها ليرتاح قلبها وشعرت بالأمان ولأول مره منذ عدة أيام و طالعت جمال ايضا ليبتسم هو لها بطيبة صمتت براء للحظات حتي قالت
فاطمة
أنا عارفه أنك خاېفه أقولك حاجه و أنا كمان خاېفه رأيي فيكي يبقي غلط بس قلبي عمره ما كان غلط و قلبي بيقولي انك كويسة غير كده أنا مش هسمح أنك تفضلي في
الشارع كده لوحدك بعد اللي قولتيه ده من النهاردة مفيش قساوة من الدنيا تاني
نظرت لها براء وقد ترقرقت الدموع في عيونها
و قالت
و أنا من كتر القساوة قلبي أتكسر مليون حته
أبتسمت فاطمه بحزن ثم أخذتها بين و ربتت علي