الأحد 05 يناير 2025

رواية كامله بقلم شاهندة من الفصل الاول الي الفصل الأخير

رواية كامله بقلم شاهندة من الفصل الاول الي الفصل الأخير

انت في الصفحة 1 من 20 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الأول
في هذا الحي القديم حيث تنتشر البيوت العتيقة كانت هي تقف في شرفة إحدى هذه البيوت تتطلع إلى الشارع الخالي من المارة في هذا الوقت المتأخر فقد جاوزت الساعة منتصف الليل بقليل وليس من عادة زوجها التأخر في العودة إليها فما إن ينهي عمله حتى يسرع بالرجوع إلى المنزل وكأنه لا يقوي على فراقها للحظات أخرى حتي أن حماتها تسخر دوما من ذلك فلا تصيبها بالحنق كما ترغب تدرك أن سخريتها خلفها قلب أم يخشى تعلق طفلها الوحيد بغيرها حد الإستغناء عنها.

نظرت في ساعتها قبل أن تتنهد تمر الدقائق بطيئة على من يشتاقون لأحبتهم ينهشهم فيها القلق خشية أن يكون سبب البعاد أذى أصابهم أغمضت عيناها تضع يدها على قلبها تبتهل بصمت ان يرده الله إليها سالما وأن يحفظ خطواته من كل شړ.
فتحت عيناها لتتهلل أساريرها وهي تراه يظهر في الشارع يتطلع إلى الشرفة حيث كانت وكأنه يعلم علم اليقين أين ستكون في هذه اللحظة إبتسم فبادلته إبتسامته.. أرسل إليها قبلة هوائية فتطلعت حولها بخجل تخشي ان تكون فعلته على مرأي أحدهم وحين لم تجد عادت بمقلتيها إليه تطالعه حتى دلف إلى باب المنزل كادت أن تسرع إلي الخارج تستقبله على باب شقتها بلهفة الزوجة ولكنها خشيت كلام حماتها لن تحتمل السخرية الآن وقد كانت مشاعرها على الحافة منذ قليل لذا انتظرته بتوق تسمعه يتبادل مع والدته بضع كلمات ثم يتمنى لها نوما هنيئا وما إن دلف الحجرة وأغلق بابها حتي أسرعت ترتمي في حضنه يستقبلها بشوق زوج يحب زوجته بكل ذرة في الكيان.
كانت تنام على صدره بعد جولة من المشاعر عبرا فيها سويا عن اشتياق اجتاح الوجدان.. تخبرها دوما حماتها منذ أول ليلة لها في هذا البيت أن شوق وليدها إليها سيخبو ما إن ينالها ويمر بعض الوقت على زواجها به ولكن هاهم ستة أشهر قد مروا ومازال الشوق بينهما مستعرا وكأنها ليلتهما الأولى تماما.
دوى صوت حماتها فجأة في رأسها
متفتكريش ابني بيحبك انت بس حلوة حبتين بكرة تحملي وحلاوتك دي ياخدها حفيدي ووقتها هتبقى أم إبنه وبس.
لا لن يحدث أبدا سيحبني أكثر لإني سانجب له قطعة من روحي وروحه تزيد من ثبات علاقتنا وتقوى رباطنا الأبدي..ولكن متى سيحدث ذلك لقد حملت في خلال هذه الفترة مرتين وفي كل مرة تجهض الطفل لسبب تجهله حتى أن الطبيب لم يمنحها أبدا سببا بدوره يخبرها أنه امر الله فقط وعليها أن تتقبله فتتقبله بصدر رحب تبتهل إلى الله في صلواتها ان يقر عينها يوما بطفل من حبيب الفؤاد فقط لو تتركها حماتها وشأنها.. لا تزرع هذه الهواجس في قلبها لعاشت مع زوجها حقا بسلام.
تململت فمرر يده على شعرها يتخلل خصلاته بحب قائلا
حبيبتي بتفكر في إيه
رفعت رأسها تواجه بعينيها الرماديتين مقلتيه العسليتين قائلة بصوت ثابت لايعكس خفقاتها المضطربة 
إيه رأيك ياحبيبي نغير الدكتور اللي بنروحله ده ونروح لحد تاني صفية بنت خالتي.....
اعتدل مستقيما يقاطعها وهو يخرج من سريره يمسك علبة سجائره ويخرج منها واحدة قائلا بحنق
صفية تاني! احنا مش اتفقنا منتكلمش في الموضوع ده ياهند
نهضت تسحب روبها وترتديه ثم تقترب منه قائلة
ياعادل ياحبيبي أنا عايزة أفرحك عايزاك تشيل ابنك على ايديك وتتباهي بيه في وسط عيلتك زي أصحابك.
كاد أن يشعل سيجارته فتوقف يمسك يديها بين يديه قائلا
وجودي بس جنبك بيسعدني ويفرحني ياهند ده حلم واتحقق.. فاكرة في الكلية لما كان كل شبابها نفسهم يكلموكي وانت كنت بترفضي خفت أقرب منك مع ان قلبي كان متعلق بيك خفت تصديني زيهم لغاية في يوم مالقيتك بتقربي مني وتطلبي كشكول المحاضرات بتاعي ابتسامتك وقتها اديتني أمل فقلت جازف ياواد واطلب منها تقعدوا في الكافتيريا وتشربوا عصير ولما وافقتي حسيت اني اتفتحتلي طاقة القدر واني ممكن يبقى لقصة حبي نهاية سعيدة.
ابتسمت تطالعه بحب قائلة
وده اللي حصل بسرعة حبينا بعض وبسرعة اتخطبنا وأهو اتجوزنا و عايشين أجمل أيام حياتنا..لكن....
لكن إيه
أطرقت برأسها قائلة
مش قادرة أمنع نفسي أفكر انك أكيد نفسك في طفل زيي تمام عشان فرحتنا تكمل.
مد أنامله يرفع ذقنها إليه قائلا
أكيد نفسي بس مش مستعجل قلتلك كفاية عليا وجودك جنبي لغاية ده مايحصل انسى بقى كلام أمي ومتحاوليش تتأثري بيه.
طيب عشان خاطري ياعادل نغير الدكتور.. لو بجد بتحبني.
ابتسم قائلا
مع انك عارفة اني بحبك بس حاضر ياستي نغيره أي أوامر تانية يابرنسيسة
ابتسمت تهز رأسها في سعادة قبل أن تعقد حاجبيها قائلة
استنى هنا ومتوهنيش.. كنت فين النهاردة وإيه اللي أخرك لبعد نص الليل
قرصها في وجنتها قائلا
غيرانة عليا ولا بتشكي فيا.
انت عارف اني واثقة فيك زي نفسي تمام.. الحقيقة كنت خاېفة وقلقانة أنت عارف اني مقدرش أنام قبل مااتطمن انك بقيت في البيت.
رفع يدها يقبلها بحنان قائلا
هو أنا بحبك من شوية.
نظرتها أخبرته ألا يراوغ ويخبرها على الفور بما لديه ليتنهد قائلا وهو يسحبها لتجلس جواره على السرير
الحقيقة كنت قاعد في القهوة مع صديق.
صاحب المحل اللي بتشتغل فيه
هز رأسه قبل أن يقول
بنته تعبانة وهتعمل عملية خطېرة في القلب.
ظهر الأسى على ملامح هند لتقول پألم
لا حول ولا قوة الا بالله.
مشكلة فعلا ومأساة بيمر بيها طبعا محتاج فلوس فعرض عليا أدخل شريك معاه.
وإيه المشكلة دلوقتاسحب الفلوس اللي محوشها في البنك وادخل معاه شريك أهو ينوبك ثواب.
ميكفوش طبعا محتاج مبلغ كمان عليه عشان أقدر أدخل شريك معاه وطبعا لو مدخلتش شريك هيضطر يجيب شريك تاني عشان يوفر المبلغ لعملية بنته والله اعلم هيبقى عامل ازاي وهيعاملني زي صديق ولا لأ.
طب والحل
مش عارف جبتها كدة وكدة ملقتلهاش حل..حتي فكرت اروح لعمي البلد وأطالبه بميراثي بس انت عارفاه مش هيديني حاجة.
لمعت عيناها وهي تقول
وتروح بعيد ليهأنا عندي الحل.
قطب جبينه قائلا
حل إيه ده
رفعت يديها أمامه قائلة
الحل في ايديا ياحبيبي.
نظر إلى يديها قبل أن تتسع عيناه يهز رأسه قائلا بنفي قاطع
مستحيل دي شبكتك يعني حاجتك.. ومش أنا الراجل اللي يبيع مراته دهبها.
أسرعت تمسك يديه قائلة بحنان
ومين اللي جابلي الدهب دهمش انتياحبيبي خدهم وبيعهم ولما ربنا يفتحها في وشك ابقى عوضهملي.. أنا بقبل العوض عادي جدا.
رغم المرح بصوتها إلا أنه طالعها للحظة بتردد قبل أن ينفض تردده وهو يقول 
حتى لو قبلت برضه المبلغ هيبقى ناقص.
يبقى تاخد الفلوس اللي انا حاطاها في البوسطة كمان.
دي الفلوس اللي باباك كان شايلهالك للزمن مستحيل ألمسها.
مفيش حاجة اسمها مستحيل بين اتنين بيحبوا بعض.. فلوسي فلوسك وفلوسك فلوسي.. اقبلهم ياعادل.. ساعدني أقف جنبك زي أي زوجة بتحب جوزها مابتعمل وياسيدي قلتلك لما ربنا يفرجها عليك ابقى ردهملي.
طالعها بحب قائلا
أنت مفيش منك ياهند ربنا يخليكي ليا.
ويخليك ليا ياحبيبي.
انا هاخد منك الدهب والفلوس بس همضيلك ورقة تحفظلك حقك.. ماشي.. ياإما اعتبري اني مش موافق.. اتفقنا
مفيش بينا الكلام ده بس لو ده هيريحك أنا معنديش مانع.. أهم حاجة تكبر في شغلك وتحقق أحلامك.
أحلامي اتحققت في اليوم اللي قبلتي فيه تكوني مراتي وحبيبتي ياهند.
بحبك ياعادل.
مال يلثم ثغرها
ماإن غادره اعترافها بحبه

انت في الصفحة 1 من 20 صفحات