رواية كامله بقلم شاهندة من الفصل الاول الي الفصل الأخير
رواية كامله بقلم شاهندة من الفصل الاول الي الفصل الأخير
الشارع يقترب من البيت رفع رأسه ونظر مباشرة إلى الشرفة وكأنه يدرك مجددا أنها ستكون هناك رغم كل شيء أرسلت له نظرة عتاب طويلة بينما ظلت ملامحه جامدة حتد دلفت هي إلى الداخل بهدوء صعد إلى الشقة فوجد والدته قد خلدت إلى النوم دلف إلى حجرته فرآها نائمة على السرير تمنحه ظهرها وتلتحف بدثارها بقوة.. كاد أن يقترب منها يزيل هذا الحاجز الذي يشعر به أقيم بينهما اليوم يطالبها باعتذار له حتى يصفو القلب لها ويعودا حبيبين كما اعتادا كل ليلة لا يستطيع تخيل أن يناما متخاصمين لأول مرة منذ زواجهما ولكن كلام والدته تردد في أذنه مجددا يقسى قلبه عليها وهو يرى أنها حقا تمادت ولم تعتذر رغم طلبه منها ذلك لذا وجب عقابها والا تمادت أكثر.. ليزفر وهو يبدل ملابسه ويرتدي منامته ثم يتخذ جانبه من السرير يمنحها ظهره بدوره بينما ينكسر قلبها للمرة الثانية على التوالي في هذا اليوم وقد توقعت أن يحاول مصالحتها فلم يفعل لتدرك أنه تأثر بكلمات والدته لأول مرة منذ زواجهما وهذا لا يبشر بالخير أبدا لتتساقط دموعها مجددا بصمت تنعي قلب يوجعها ألمه ويبكيها قهرته.
صوت أنثوي جاءها تقول صاحبته
مدام سعاد عبد الكريم.
أيوة.. خير
معاك الممرضة سامية من مستشفى دار الشفا الحقيقة نتيجة تحاليل حضرتك طلعت والدكتور عزيز طالب يشوفك النهاردة ضروري.
قطبت جبينها تتساءل ما الشيء الضروري في تحاليلها الذي يستدعي رؤيتها للطبيب اليوم وهل من الممكن أن تؤجل الموعد وقد منعها زوجها من الخروج لتقول بهدوء
قاطعها الممرضة قائلة
للأسف مش هينفع الدكتور أكد عليا ضرورة حضورك يامدام.
لقد أثرتي فضولي الآن حقا لذا سأضرب بكل شيء عرض الحائط وسأذهب لزيارة الطبيب.
هكذا أسرت هند في نفسها لتقول بهدوء
تمام.. هاجي علطول مع السلامة.
أغلقت الهاتف وتركته على الطاولة الصغيرة ثم ذهبت إلى الخزانة تنتقي ثوبا لترتديه حتى تذهب لزيارة الطبيب وترى مالديه.
كانت تأمل ان تنتهي وتعود قبل أن يلاحظ أحد غيابها خاصة وقد ذهبت وحماتها نائمة ربما ماتزال تظنها في حجرتها غاضبة منذ البارحة تشمت فيها على الأغلب حسنا.. لا مجال الآن وحين تعود ستكون حماتها في استقبالها لتخبر زوجها بأنها خرجت دون إذنه يعلم الله أنها كانت مضطرة بعدما استبد بها القلق لمعرفة مالدي الطبيب وأنها حاولت الإتصال بزوجها في الطريق تخبره ولكن هاتفه كان مغلقا.. دلف الطبيب في هذه اللحظة فتوقفت أفكارها تماما وهي تبادله التحية قبل أن يجلس أمامها يمسك التحاليل قائلا
بداية غير مبشرة على الإطلاق تثير في نفسها خوفا شديدا شعرت بالاضطراب وهي تقول
أكيد يادكتور بس من فضلك بلاش مقدمات وادخل في الموضوع علطول.. التحاليل اللي قدام حضرتك بتقول ايهعندي مشاكل في الرحممش هقدر أخلف
لأ.. التحاليل بتقول ان حضرتك مصاپة بالسړطان.. سړطان في الډم.
لتتسع عينا سعاد پصدمة.
تمثال صامت شكلته صدمة كانت لها بمثابة كل الصدمات.. عيون تتساقط منها الدموع هو ما يظهر للمحيطين بها أنها حية ترزق تجلس خارج حجرة الطبيب وقد أعجزتها كلماته عن الحركة تشعر بالضياع وقد فقدت كل أمل لها في الحياة..
دوت كلماته التي قالها لها بالداخل في رأسها..
هتبدأي العلاج بالكيماوي ولو منجحش هنضطر نلجأ لمتبرع ليكي يقبل يتبرع بخلايا جذعية سليمة.. العلاج ده ناجح جدا وممكن يعالج المړيض كليا أو جزئيا حسب نوع المړض وعمر المړيض ومدي سوء الحالة المړضية طبعا احنا بنفضل زراعة خلايا جذعية مماثلة ودي عن طريق زرع نخاع عضم سليم من متبرع قريب قوي منك زي أخوك أو أخت توأم أو مش توأم باباك ومامتك حتي.. عموما الخطوة دي هنأجلها لغاية مانشوف أثر العلاج الكيماوي في حالتك.. وازاي جسمك هيستجيب للعلاج.
هل كانت في كلماته بارقة أمل بالتأكيد لم ترها لقد شدد على تكاليف العلاج الباهظة وإمكانية فشله.. ستتعرض لعذاب العلاج الكيميائي.. سيتساقط شعرها.. ستشعر بالوهن حتى أنها لن تستطيع الوقوف ستمر بكل مايمر به مصاپ بهذا المړض اللعېن وفي النهاية قد لا تشفي أبدا.. لقد طلبت من ربها إنصافا عادلا فأي عدل فيما يحدث لها
فركت وجهها بيديها وهي تستغفر الله قبل أن تنهض وتتجه لباب المشفى فلا فائدة في جلوسها هكذا دون حراك والأخرى بها أن تعود للمنزل لتتذكر حالها وهي تغادره فتعود مدامعها للظهور وهي لا تدري كيف ستخبر زوجها بمصابها وماذا سيكون رد فعل حماتها لتبتسم بمرارة تدرك أنها ستفرح بكل تأكيد وهي تدرك أنها علي وشك الخلاص منها.
رن هاتفها فنظرت إلى شاشته انه رقم خالتها.. زفرت بقوة..لن تستطيع الإجابة فجل ماستفعله هو البكاء وستهلع خالتها جراء ذلك.. ولكنها أيضا إن لم تجب ستثير قلقها عليها ربما ستنتظر دخولها المنزل تأخذ حماما يريحها ثم تتصل بها تتحجج لها بأي حجة تبرر لها عدم ذهابها إليهم اليوم.. ربما ستقول أن حماتها مريضة ولن تستطيع مغادرة المنزل وتركها تبدو حجة جيدة.
أدارت المفتاح في الباب وما إن دلفت إلى المنزل حتى توجست خيفة من ملامح زوجها المكفهرة.. ترى ماالذي جاء به اليوم إلى المنزل باكرانعم.. نظرات حماتها الشامتة جعلتها تدرك أنها من بلغته بغيابها دون اذن ما ان اكتشفت عدم وجودها بالمنزل.
قالت بصوت مرتبك
عادل.
قال
عادل بصوت قاس غاضب النبات وهو يقترب منها
أيوة عادل.. الزوج اللي نبه عليكي متخرجيش