ايوه يا مصطفى طمني عملت ايه
ايوه يا مصطفى طمني عملت ايه
انت في الصفحة 1 من 94 صفحات
اصل الاول
ت بعض النسمات الخفيفة ياسمين كانت ملامحها الهادئة الساكنة تشير الى استغراقها فى ال فلم تسمع والدتها سمية وهي تفتح نافذة حجرتها التي تسللت منها تلك النسمات التى أخذت ت شعيراتها السوداء المتساقطة على جبينها فى رقة ات الأم من ها ونادتها بنبرة حانية
ياسمين .. ياسمين قومى با بنتى أبوكى نزل
تململت ياسمين في ها وفتحت يها في بطء وارتسمت ابتسمة صغيرة على شفتيها ونظرت الى أمها قائلة
ماما ... صباح الخير يا ست الكل
صباح ال يا حبيبتى .. قومى أبوكى نزل يصلي الجمعة .. بلا عشان نشوف اللى ورانا
أزاحت ياسمين الغطاء الذى تدثرت به ونهضت فى تكاسل وطبعت ة على خد أمها
أنا هدخل المطبخ أبدأ في تحضير الغدا وانتى يا حبيبتى عليكي التنضيف زى كل جمعة .. يلا شهلى أوام ما أبوكى يرجع .. انتى عارفة ما بيحبش يرجع يلاقي البيت مكركب
نظرت ياسمين الى اراش اارغ الموجود بجوار ها والتفتت الى أمها قائلة
أمال فين ريهام
نزلت تجيب شوية طلبات .. أنا عارفة اتأخرت ليه
دخلت ياسمين الحمام وتوضأت وصلت ركعتي الضحى وشرعت فى مساعدة والدتها فيما اعتادت أن تقوم به من أعمال.
كانت ياسمين ابنة لأسرة متوسطة الحال أو تحت المتوسطة بقليل من تلك الأسر التي نقول عنها عايشين مستورين والدها موظف على المعاش ولا يملكون من حطام الدنيا إلا هذا البيت الذى يأويهم والذى يقع فى أحد الأحياء البسيطة فى القاهرة أمها من تلكم الأمهات اللاتي تراهم فى معظم البيوت المصرية من هذه الطبقة سة طيبة لم تنل حظها من التعليم لكنها تراعي ربها فى بيتها وزوجها وبناتها على أكمل وجه سة حانية تجمع بين الطيبة والبساطة لدى ياسمين شقيقة واحدة تصغرها ب 4 أعوام تدرس فى السنة الأخيرة بكلية تجارة جامعة شمس .
رن جرس الباب فنظرت ياسمين من ال السحرية ثم فتحت الباب لأختها ريهام
طبعا ريهام هانم هربانة على الصبح من شغل البيت
با باي على الظلم .. كنت بجيب حاجات ماما طلباها
من غير ما تقولى كنت داخللها
كانت ياسمين و ريهام على وفاق دائما ويحبان مشاكسة بعضهما البعض والمزاح والضحك وساعد على ذلك تقارب سنهما.
التف الجميع حول طاولة الطعام وشرعوا في تناول طعامهم واشتركوا في الحديث والمزاح ثم بعد فترة قال رب الأسرة عبد الحم
النهاردة جه عريس ل ياسمين
احمرت وجنتا ياسمين بة فهذه هي المرة الأولى التي يتم فتح مثل هذه المواضيع أمامها فقد كانت تتسم دائما بالخجل والهدوء خاصة في الحديث مع والدها الذى تقدره وتحترمه كثيرا
الأم سمية بجد يا عبد الحم طيب هو مين وقالك ايه
لم تستطع ياسمين الجلوس أكثير فنهضت بسرعة
سمية ايه يا بنتى مش هتكملى أكلك
ياسمين شبعت يا ماما
دخلت مسرعة الى غرفتها ونظرت الى وجنتيها الحمراوان فى المرآة وت بدقات ها تتسارع وتساءلت فى نفسها يا ترى شافني فين وعرفني منين يا ترى ليه اخترنى أنا بالذات
كانت ياسمين طوال سنين دراستها الجماعية ترفض تماما الإختلاط بالشباب والإناما الى مجموعات تحتوى على الجنسين فلم تكن تهتم إلا بدراستها وتفوقها وساعدها تربيتها وتدينها على المحافظة على نفسها ومشاعرها كانت ياسمين تتمنى دائما أن يكون زوجها هو أول من يطرق باب ها فإحتفظت بكل مشاعرها وعواطفها له وحده فكانت ترى أن الحب الحلال أبرك كثيرا من أى علاقة محرمة تغضب ربها.
ومن جهه أخرى لم تكن ياسمين تحظى بإهتمام الشباب وخاصة أولئك الذين يبحثون عن حب سريع وعلاقات عابرة لأنها لم تكن تملك مقاومات جمال تبهر الرجال فملامحها الهادئة ليس بها شئ مميز بإستثناء يها السوداوين برموشها الكثيفة التي تشكل مع ابتسامتها الرقيقة جمالا هدئا ناعما بريئا
فتحت ريهام الباب ونظرت الى ياسمين ضاحكة قومتى ليه يا عروسة
ياسمين وهي تشير الى الباب بطلى بأه واقفلى الباب ده
دخلت ريهام وأغلقت الباب خها قائلة بشقاوتها المعهودة
تدفعى كام وأقولك المعلومات اللى بابا قالها عن العريس
ياسمين بلهفة قولى بأه ما تبقيش رخمة
ايه هى سايبه .. مش هقول إلا لما آخد الحلاوة
حلاوة ايه هو لسه حصل حاجة
هيحصل ان شاء الله وبكرة تقولى ريهام قالت
قولى بأه يا ريهام بابا قال ايه
ريهام باستسلام مصطنع طيب صعبتى عليا هرأف بحالك وأقولك من انتى زى
أختى برده
أوف مش هنخلص النهاردة
ت ريهام ياسمين من ها وأجليتها على ال بصى يا موزة .. العريس اللى أمه داعية عليه .. يوووه قصدى اللى أمه دعياله عنده 35 سنة خريج هندسة بيشتغل مهندس بترول .. جاهز من مجاميعة .. عنده شقة بتاعته فى منطقة راقية مش ناقصها غيرك يا جميل
اسمه ايه
ريهام ضاحكة ههههههه هيفرق ايه اسمه معاكى .. افرضى مثلا اسمه عتريس هترفضى
ياسمين غاضبة عشان أما أجى أصلى استخارة يا أذكى اخواتك أقول اسمه فى الدعاء
ريهام بهيام اسمه تيفه
ياسمين بإستغراب تيفه .. ايه تيفه دي
تيفه يا ياسمين .. يعني مصطفى
صمتت ياسمين قليلا ثم قالت طيب هو شافني فين يعني
لا هو أنا ما قولتلكيش .. يقطعني
ياسمين وهى تقرص ريهام في ها بطلي أم الاستظراف ده .. مش وقتك خالص
ريهام وهى تفرك ها آآآآآآه .. يا متوحشة ربنا يكون فى عونك يا تيفه .. بصى يا موزة أبو تيفة الله يمسيه بالخير هو و بابا وبيصيعوا مع بعض على القهوة وصحاب من زمان
احترمى نفسك ايه بيصيعوا دى
الله .. ما تسبينى أكمل بأه .. المهم شكل كدة الواد تيفه شافك فى مرة وانتى واقفة مع باب وعرف من أبوه كل حاجة عنك وشكل الصنارة غمزت يا جميل
رغم محاولات ياسمين الاستغراق فى ال إلا أن ال أبى أن يسيطر عليها وقضت معظم ليلتها فى التفكير فى شكل هذا ال مصطفى وأهم شئ أخلاقه وطباعه ولم تنسى أن تخلد الى ال أن تصلى صلاة الاستخارة لتسأل الله عز وجل أن ييسر لها إن كان هذا الأمر خير لها وأن يصرفه عنها إن كان فيه شړ لها .. وفى النهاية استسلمت ياسمين الى سلطان ال.
Part 2
ارتدت ياسمين ها التي اختارتها بعناية وت حجابها وتأملت نفسها في المرآة كانت في غاية التوتر والقلق فهذه هي المرة الأولى التر يتق
أحدهم بطلب ها ت أنها تر أن تسأله عشرات الأسئلة لتتأكد من أنه الشخص المناسب لها وفى نفس الوقت ت أنها لن تستطيع أن تتفوه ببنت شفه.
دخلت ريهام الغرفة لتخرج ياسمين من شرودها
ايه أخبار عروستنا
ھموت يا ريهام حسه انى هيغمى عليا
ههههههه معلش حبيبتى كلنا لها
حسه اني متوترة أوى ومكسوفة أوى
في هذه الأثناء دخلت سمية يلا يا سوسو أبوكى قالى أندهلك
ياسمين بفزع بسرعة كدة .. خليهم يعدوا مع بعض شوية
ريهام يعني الراجل دابب المشوار ده كله عشان يعد مع أبوكى .. يلا يا بت بلاش دلع
سارت ياسمين الى الصالون وهي تناجى ربها فى سرها وتدعوه أن يقدر لها الخير حيث كان كانت ت أن قيها لا تستطيع حملها تها أمها أن تدخل اليهم قائلة
استني هتدخلى كدة واك فاضية .. خدى قى صانية الحاجة الساقعة دى
ماما أ اك شيليها انتى أنا شايلة نفسي بالعافية
دخلت ياسمين وألقت السلام وهى تنظر الى الأرض السلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام أهلا بالعروسة
وعليكم السلام ازيك يا بنتى
لم ترفع ياسمين يها لترى محدثيها ولكنها ميزت من أقدامهم أنهم امرأة وين
عبد الحم سلمي على طنط كوثر يا ياسمين
توجهت ياسمين الى الق الأنثوية وسلمت فتها كوثر وتها قائلة
بسم الله الله أكبر .. ازيك يا عروسة
تمتمت ياسمين بصوت خاڤت الحمد لله
جلست ياسمين فى المقعد اارغ بجوار السة كوثر والدة مصطفى تمنت ياسمين أن ترفع ها لتراه لكنها لم تجرؤ على ذلك تحدث الجميع فى مواضيع متفرقة وتشاركوا الضحكات والمزاح الخفيف وظلت ياسمين مستمعة اليهم دون أن تشاركهم الحديث
عبد الحم ياسمين يا بنتى شوفتى عريسك
ياسمين
عبد الحم لازم تشوفيه يا بنتى ده جواز يعني لازم قبول من الطرفين
ياسمين
كوثر اظاهر عروستنا مكسوفة
صادق والد مصطفى والعريس كمان شكله محرج
عبد الحم طيب يا جماعة نسيبهم شوية لوحدهم عشان يعرفوا يتكلموا براحتهم
نهض الجميع وتوجههوا الى الأنتريه الذى لا يبعد كثيرا عن المكان الذى يجلس فيه مصطفى و ياسمين
مصطفى ازيك عاملة ايه
ياسمين بخجل الحمد لله
انتى دكتورة بيطرية مش كدة
أيوة
طيب أنا عارف كل حاجة عنك من والدك انتى بأه عايزة تعرفى عني ايه
ياسمين
طيب بصيلي على الأقل
حضرتك اتكلم عن نفسك أنا مفيش عندى أسئلة مة
طيب أنا اسمي مصطفى عندى 34 سنة و 9 شهور مهندس بترول فى شركة كبيرة فى البحر الأحمر بنزل القاهرة اسبوع كل شهر يعني عايز واحدة مستعدة تتحمل ظروف شغلى لأني هغيب عنها 3 أسابيع كل شهر هواياتى هى لعب الملاكمة وكمان بحب سباق السيارات.
أثناء حديثه كانت ياسمين تختلس النظر اليه رأته شابا هادئ الملامح يه سوداويين خمرى البشرة بنفس لون بشرتها لديه قصير جدا أسود اللون أكمل مصطفى قائلا
شقتى جاهزة على ارش بس ولو تيني وكان لينا نصيب مع بعض ان شاء الله ارح هيكون خلال شهرين بالكتير
شهرين !
أيوة ان شاء الله الأمر مش هيطول عن كدة أنا
متكلم مع والدك فى الموضوع ده وأنا هاخد أجازة من شغلى اترة الجاية عشان أقدر أخلص الشقة معاد ارح
انتهت الزيارة ورحلوا فى انتظار رد العروس
توجهت ياسمين الى الحمام وتوضأت وصلت استخارة مرة أخرى فهى لم تتوقف عن أدائها منذ أن بدأ هذا الموضوع ت بأنها لم تستطع أن تكون فكرة واضحة عنه ولا تستطيع الحكم جا على مشاعرها فهى لا ت بشئ على الاطلاق لا برغبة فى القبول ولا برغبة فى الرفض لذلك تركت الاختيار ب الله عز وجل كان أكثر ما يقلقها هو هذه الخطوبة القصيرة التى لن تتعدى الشهرين تساءلت فى نفسها هل تستطيع أن تتعرف عليه وتعتاد عليه فى هذه