الإثنين 25 نوفمبر 2024

بقلم شاهندة

بقلم شاهندة

انت في الصفحة 19 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز


حياتهم كما يلقون بقمامتهم تعلمت أن من يمسح دمعتى هو كفى ومن يطبطب على چرحى هو إستغفارى وأن من يريح قلب ذاق الكثير هي سجدة أسجدها لخالقى أسكب فيها مدامعي وأناجيه فأنهض منها مرتاحة القلب وكأن احزانى لم تكن تعلمت الكثير والكثير ومازلت أتعلم على أيديكم ياآل الشناوي 
غشيت عيونها الدموع لتطرق برأسها بسرعة ولكن ليس قبل أن يلمحهم يحيي ليتوجع قلبه وهي تقول

ياريت نقفل على الموضوع ده ونركز على حفلة النهاردة لإن الوقت بيجرى من فضلك بس تقولى إيه المطلوب منى
قال لها بهدوء
يعنى مش ناوية تسمعى كلامى النهاردة وتجربى تركبى الخيل
نظرت إلى ساعتها ثم رفعت رأسها تنظر إليه ليجد عيونها خالية من الدموع وكأنها لم تكن ليظن أنه توهم تلك الدموع وهي تقول بهدوء
مش هلحق عايزة أقعد مع هشام شوية قبل ما آااااه 
تأوهت رحمة من الألم وهي تجد يحيي قاطعا المسافة بينهم فى خطوتين قابضا على ذراعيها بقوة وهو ينظر إلى وجهها قائلا پغضب شعرت به فى كل ذرة من كيانه
إبنى إسمه هاشم مش هشام يارحمة مفهوم
قالت رحمة پألم
أكيد عارفة إن إسمه هاشم يمكن بس عشان إفتكرت هشام دلوقتى لخبطت أو يمكن عشان 
هدر بها وهو يضغط أكثر على ذراعيها ليزداد ألمها قائلا
وكمان بتقولى أدامى إنك إفتكرتيه إفتكرتى جوزك الأولانى عشيقك اللى خنتينى معاه زمان إفتكرتيه وأنا واقف قصادك قلبى بيوجعنى على حزنك اللى حسيته قى
صوتك تصدقى إنى أنا اللى أستاهل كل اللى بيجرالى وأنا اللى جبت ده كله لنفسى 
غشيت الدموع عيونها وهي تقول بصوت يقطر مرارة
حرام عليك بقى كفاية ظلم أنا مخنتكش ومكرهتش فى حياتى أد هشام وإنت عارف لو كنت بس فكرت بعقلك شوية لو كنت دورت جوة قلبك كنت هتعرف الحقيقة بس إنت زيهم كلهم كنت دايما تقولى ميهمكيش منهم إنتى غير مامتك بس ساعة الجد شفتنى زيها أنا صډمتى الكبيرة فيك هي اللى خلتنى سكت وسيبتكم تظلمونى كمان وكمان لكن لحد كدة وكفاية أنا تعبت حقيقى تعبت 
خفف قبضته حول ذراعيها ليتركها تماما وهو يعقد حاجبيه فى حيرة قائلا
قصدك إيه انا مش فاهم حاجة 
إبتسمت فى مرارة قائلة
ولا عمرك هتفهم تعرف ليهلإنى لما حبيتك كنت فاكراك مختلف عنهم بس إنت فى الآخر طلعت زيهم يايحيي طلعت زيهم 
لتتركه وسط حيرته وتسرع بخطواتها مهرولة من أمامه بإتجاه المنزل تنهمر دموعها پألم بينما يتابعها يحيي بعينيه تزداد شكوكه حول ما حدث بالماضى ليصمم على سبر أغواره والوصول للحقيقة مهما كان الثمن 
كان مراد يعدل من رباط عنقه لينظر إلى نفسه فى المرآه تأمل وجهه للحظات إنها فعلا ملامحه ولكنه بات لا يعرفها فهذا الذى يراه أمامه لا يمت بصلة لمراد الذى يعرفه بل إن هذا الذى أمامه هو مسخ تجرد من كل المشاعر الإنسانية كيف إستطاع أن يفعل ما فعل أن يخير شروق بكل برود بين وجوده فى حياتها ووجود طفلهما بل كيف أمرها بكل قسۏة أن ټقتل الطفل هذا الطفل الذى حلم به طويلا وأدرك أنه لن ينجبه من بشرى فلم يحزن فهو لا يريد أطفالا منها لقد أراده فقط من رحمة ورحمة أصبحت الآن بالنسبة إليه ماض أم أنه ولصډمته مازال يأمل بأن تكون له يوما وأن تحمل هي طفله هي فقط ولا احد غيرها ولاحتى تلك المسكينة شروق والتى تعشقه بكل كيانها ياالله هل جنلقد تحول حقا لمسخ وهذا لا يعجبه على الإطلاق ليقرر اليوم وبعد أن يحضر تلك الحفل أن يجلس مع نفسه طويلا يعيد حساباته جميعها يجب أن يحسم قراراته ويعيد ترتيب حياته تلك الحياة الفوضوية والتى لا تعجبه على الإطلاق وأول قرار سيتراجع عنه هو قرار إجهاض الطفل فمن المستحيل أن يجبر شروق على تلك الفعلة الشنعاء فلا ضميره يقر ذلك ولا قلبه 
خرجت رحمة من الحمام لتتفاجأ بفستان أسود رائع دون أكمام موضوع على سريرها وإلى جانبه جاكت أبيض قصير يتناسب معه وعلى الكومود بجوار السرير وضع حذاء وحقيبة يتناسبان معه إتجهت رحمة إلى الفستان وامسكته بين يديها تتأمله بسعادة تعلم أنه إختيار يحيي وهديته إليها لا تدرى إن كان إعتذارا منه عن تلك الكلمات القاسېة التى قالها لها هذا الصباح أم هو مجرد فستان أحضره لها لتليق به كزوجة ليحيي الشناوي فى كلا الحالتين هذا الفستان من إختياره إختاره خصيصا من أجلها هذا الفستان ذوقه ولطالما أعجبها ذوقه فى الإختيار وتلبس الفستان وداخلها لا يوجد سوى السعادة السعادة الخالصة 
نظرت رحمة إلى نفسها فى المرآه تتأمل جمالها به حقا لقد عرف
يحيي
مقاسها بالضبط وعلم ما قد يليق بها ليبدو هذا الفستان وكأنه قد صنع خصيصا من أجلها لتنظر إلى ذراعيها واللذان ظهرت عليهما علامات يد يحيي ككدمات ذرقاء كادت أن تقلل من جمال فستانها ولكنها حمدت ربها أن هذا الفستان له جاكت أبيض قصير بأكمام سيوارى تلك الكدمات بسهولة لتقول بهمس
شكله كان عارف إنها هتعلم بالشكل ده 
إنتفضت على صوته وهو يقول
إيه دى اللى هتعلم
ضمت
نفسها بيديها تخفى آثار أصابعه لينظر إلى فعلتها ويفسرها على أنها خجل منه ليقترب من السرير قائلا
على فكرة أنا شفتك قبل كدة بفستان من غير أكمام يعنى مفيش داعى تتكسفى منى لكن مش معنى إنى شفتك يبقى غيرى يشوفك
كمان أنا راجل شرقى جدا وعشان كدة جبت الجاكت ده تلبسيه عليه 
إلتقط الجاكت من على السرير وإتجه إليها ينوى إلباسه لها بنفسه ليجدها مازالت تضم نفسها بيديها ليزيل إحدى يديها وهو يقول بعتاب
قلتلك إنى 
ليصمت وهو يحدق بجزع فى علامات أصابعه على ذراعها ويدرك أنه السبب فيها ويدرك أيضا سر وضعها يدها على ذراعها ليسقط الجاكت من يده وهو يقول پألم
أنا السبب صح
نظرت إلى ألم عينيه لتدرك أن لم يكن بوعيه حين ضغط على ذراعها ولم يتوقع أن تترك أصابعه ذلك الأثر البشع المظهر عليها لتشفق عليه قائلة
دى حاجة بسيطة أنا بشرتى بس اللى حساسة وبتظهر كدماتها بسرعة أنا كنت بتعالج لشهور من علامات 
لتقطع كلامها فجأة وقد كادت ان تكشف الماضى أمامه وتعرى روحها لتطرق برأسها قائلة
دى حاجة بسيطة يايحيي وهتروح بسرعة متقلقش 
لم تمر كلماتها بسلام أدركت هذا وهي تستمع إلى صوت يحيي وهو يقول بحيرة
كنتى بتتعالجى من إيه يارحمة
رفعت رحمة إليه عيون مضطربة وهي تقول بإرتباك
لما كنت يعنى بقع من على السلم أو أتخبط فى حاجة كنت بضطر أتعالج من كدماتهم اللى كانت بتسيب أثر جامد على بشرتى 
لم يقتنع يحيي بكلماتها يدرك أن هناك ما هو أكثر من ذلك يراها الآن ترتدى الجاكت وتعدل مظهرها بأيد مرتعشة من التوتر لذا لا يجب أن يزيد من توترها وهي مقبلة على حفل هام كهذا الحفل سيتركها فى الوقت الحالى لينوى بعد إنتهاء الحفل أن يسعى إلى الحقيقة سيدفعها لقولها دفعا 
تأملت نهاد بأسى صديقتها شروق التى تجلس شاردة فى الشرفة تنظر إلى الأفق البعيد تنهمر دموعها بصمت لتقترب منها قائلة
مش تروقى كدة ياشوشو وتمسحى دموعك عشان خاطر البيبى اللى جواكى ده على الأقل 
مدت شروق يدها تمسح دموعها وهي تنظر لنهاد قائلة فى حزن
ڠصب عنى يانهاد مش قادرة اصدق إن مراد اللى حبيته وإديتله قلبى وعمرى وكل حاجة جوايا جاي يخيرنى دلوقتى مابينه وبين إبنه مش قادرة أصدق إنه باعنى بالرخيص أوى كدة 
قالت نهاد وهي تربت على يدها
يمكن الصدمة كانت جامدة عليه شوية ياشروق أنا مش بديله عذر على كلام فارغ قاله فى ساعة صدمة او ڠضب انا بديله فرصة يفوق ويفكر صح ووعد منى إن مجاش وصلح غلطته وإعتذر عن اللى قاله لأنا بنفسى اللى هقفله وأجيبلك كل حقوقك منه 
قالت شروق بحزن
أنا مش عايزة منه حاجة 
قالت نهاد بحزم
لو متنازلة عن حقك فمتتنازليش عن حق إبنك فى فلوس أبوه 
تنهدت شروق قائلة
أنا كان نفسى لإبنى فى حب أبوه وعطفه وحنانه مش فلوسه يانهاد 
قالت نهاد بشفقة
إذا مقدرتيش تجيبيله حقه فى دول فعلى الأقل هاتيله حقه فى أملاك أبوه عشان يستقوى بيها على الزمن اللى إحنا فيه واللى بينداس على أمثالنا فيه لمجرد إن مش معانا فلوس ياشروق 
نظرت لها شروق قائلة بإستنكار
إنتى اللى بتقولى الكلام ده يانهاد إنتى أكتر واحدة عارفة إن الفلوس مبتجيبش قوة ولا سعادة وان الحب بس هو اللى بيحققهم 
أطرقت نهاد برأسها لا تستطيع دحض كلمات صديقتها فهي تعلم علم اليقين أن معها كل الحق لتتنهد قائلة
طيب أنا هقوم أعمل كوبايتين لمون يروقوا دمنا وبعدين نقعد نشوف هنعمل إيه ونحل مشكلتك دى إزاي ياشروق
لتنهض تتابعها عينا شروق التى نظرت إلى الأفق البعيد مجددا وقد اغروقت عيناها بالدموع تقول بهمس مرير
مشكلتى ملهاش حل يانهاد مع الأسف مش شايفالها أي حل 
أجابت بشرى هاتفها قائلة
أيوة يامراد 
قال مراد بهدوء
إنتى فين يابشرى
قالت بشرى
لسة عند علا وإنت
قال مراد وهو يشغل سيارته
رايح خلاص الحفلة 
قالت بشرى
طيب يامراد بالتوفيق 
كادت ان تغلق الهاتف لتتوقف يدها عن إنهاء المكالمة وهي تستمع إلى صوته يناديها لتعقد حاجبيها قائلة
فيه حاجة يامراد
زفر مراد قائلا
لأ مفيش بس متتأخريش يابشرى 
مطت بشرى شفتيها قائلة
ماشى يامراد مش هتأخر سلام 
إستمعت
إلى صوته وهو
يقول بهدوء
سلام 
ثم أغلق الهاتف لتغلقه بدورها وهي تشرد قليلا لتفيق على صوت مجدى يقول بحيرة
مالك يابشرى
نظرت إليه وكأنها تنتبه لوجوده للمرة الأولى لتقول بحيرة
مراد 
ظهر الضيق على وجه مجدى وهو يقول
ماله سي زفت
هزت بشرى كتفيها قائلة
أول مرة يتصل بية ويسألنى عن مكانى وأول مرة يقوللى متتأخريش 
نظر إليها مجدى قائلا بإستنكار
وده بقى مفرحك ولا محيرك
نظرت إليه لتنتبه إلى غيرته وتقول بإبتسامة
وانا بس هفرح ليه يامجدىمن حبى فيه مثلا
قال مجدى بسخرية
مثلا
إتسعت إبتسامتها وهي تقول 
متبقاش عبيط يابيبى مراد ولا فى دماغى أصلا بس تحس من صوته كدة إنه مخڼوق وكأن فيه حاجة مش ظابطة معاه أو حاجة حصلت مش عارفة بس الموضوع ميريحش 
قال مجدى بحنق وهو يربت على كتفها
بقوة
بقولك إيه يابشرى سيبك من سي مراد بتاعك ده وركزى فى اللى إنتى رايحة تعمليه عشان متوديناش فى داهية ماشى 
نظرت إليه قائلة فى حنق
بالراحة طيب وعموما لو إتكشفت أنا بس اللى هروح فى داهية ياسي مجدى 
قرصها مجدى فى وجنتها بخفة قائلا
وأنا وإنتى إيه ياروحى
تجاهلته قائلة
طيب مش إحنا خلاص ظبطنا مع فتحى وكله تمام مش فاضل بس غير إنى أدخل البيت زي ما إتفقنا ورايحة متأخر أهو زي ما
قلتلى
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 36 صفحات