بقلم شاهندة
بقلم شاهندة
على بداية الحفلة تمام عشان الكل يبقى مشغول و محدش يقفشنى وساعتها هحط السم فى كوباية عصيرها وهتأكد إنها بتشرب منه وهمشى بسرعة هلاقيك برة بعربيتك هتاخدنى ونهرب قبل ما حد يكشفنى كدة تمام يامجدى
أنزل مجدى نقابها لتظهر فقط عيونها الجميلة من خلاله ليتأملها قائلا بعشق
كدة تمام ياقلب مجدى خدى بالك بقى من نفسك
الفصل السابع عشر
كانت رحمة تتهادى كالفراشة بين جنبات المنزل تبتسم بدبلوماسية فى وجوه الحاضرين تتابعها عينا يحيي بشغف بغيرة من تلك العيون المسلطة عليها حتى إستقرت بين مجموعة من الحاضرين تتحدث معهم بأريحية ليتعرف فيهم على نهى تلك الصديقة القديمة لرحمة وزوجة عيسى أحد شركاءه فى تلك الصفقة الجديدة ليقترب من رحمة ويضع يده على ظهرها لتلتفت إليه تمنحه إحدى إبتساماتها الدبلوماسية لييبتسم بداخله هي تخبره بإبتسامتها أنه بالنسبة إليها مثلهم ولكن إرتعاشة جسدها تحت يديه وفركها لتنورة فستانها يخبرانه العكس تماما ليمنحها هو إبتسامة خلابة سحرت لبها وجعلتها أسيرة عينيه ليظهر للجميع أنهما عاشقين فيبتسموا بدورهم بينما أشاح مراد بوجهه عنهما وهو يأخذ كوبا من العصير ليتجرعه مرة واحدة كما إعتاد تجرع ألمه فها هو زوج لإثنين ويحب ثالثة ومازالت السعادة غائبة عن حياته والأدهى أن من يحبها هي زوجة أخيه كما كانت دائما فى البداية هشام والآن يحيي ليتوقف فجأة عن التفكير وهو يلاحظ شيئا غريبا ألم قلبه الغريب هذا ليس ناتجا عن الغيرة كما كان بالماضى بل هو نتاج شئ آخر أم أنه يهيأ لهفقد رآها تبتسم للجميع ورأى الجميع عيونهم مسلطة عليها ولم يتألم قلبه غيرة تألم قلبه غيرة فقط حين رأى سعادة وعشق تنبعث من عيونهما تجاه بعضهما البعض كأنه يود لو حظي بمثل هذا الحب لو غرق فيه حتى الثمالة أتراه لم يعد يحب رحمةأتراه كان وهما تزول آثاره من قلبه ببطئ ترى ما السبب الذى جعله يرى رحمة الآن كإمرأة عادية تعشق زوجها وزوجها يعشقها لا يتأملها كإمرأة لا يتأمل ملامحها قوامها فقط يتأمل عيونها العاشقة نظرتها لقد قالها سابقا لقد أصابه مس من الجنون ومن الأفضل أن يغادر الآن أن يذهب بعيدا إلى واحة راحته إلى شروق لعله يجد عندها جوابا لأسئلته او على الأقل راحته
عملتى إيه
خلعت نقابها وهي تقول
إبتسم وهو ينطلق بسيارته يسابق الريح
إرتطم أحد الحاضرين برحمة وهو يتراجع محدثا أحدهم ليسقط كوب العصير من يدها منكسرا بينما كادت هي ان تسقط لولا تلك اليد القوية التى جذبتها إنتى كويسة
أومأت برأسها بهدوء دون أن تبتعد تنعم بدفئه ليعتذر الذى صدمها قائلا
أنا آسف والله مكنش قصدى يايحيي آنا آسف يامدام رحمة أنا بس
خلاص يافوزى محصلش حاجة
ليعتذر فوزى مجددا بإحراج وقد لاحظ نبرات يحيي نافذة الصبر ثم إبتعد بسرعة بينما إعتذر يحيي
من الحاضرين ثم إتجه بها إلى المنزل وهي مستسلمة له وهو يقودها تشعر ببعض الضعف يزحف إلى جسدها ليأخذها يحيي إلى حجرتهما وهو يلاحظ شحوب وجهها ليقول بقلق ما إن دلفا إلى الحجرة
نظرت إليه وقد بدأ بعض الألم يظهر على وجهها وهي تمسك معدتها قائلة بضعف
الخبطة كانت بسيطة بس مش عارفة فيه ۏجع فى بطنى والۏجع بيزيد يايحيي
نظر يحيي إلى معدتها التى تمسكها بقلق ليقول بسرعة
أنا هكلم الدكتور رءوف ييجى يطمنا عليكى و
لم يكمل كلماته وهو يراها تجرى على الحمام ليتبعها بقلق ليراها تفرغ محتويات معدتها تكاد أن تسقط ليسندها بسرعة وهو يحضر تلك المنشفة الصغيرة ويبللها قليلا يمسح به فمها و وجهها المتعرق ثم يحملها ويتجه بها إلى السرير يمددها عليه قائلا
ليغلق الهاتف يشعر قلبه ولأول مرة بالخۏف
كان يحيي يجلس أمام حجرة العمليات فى هذا المستشفى
الخاص بصديقه الطبيب رءوف بوجه شاحب عيونه معلقة بتلك اللمبة الحمراء المضاءة وقلبه ينتفض بين ضلوعه ړعبا على تلك القابعة بالداخل بين الحياة والمۏت
حالة ټسمم ويجب ان تنقل فورا إلى المشفى
كلمات قليلة قالها له رءوف ولكنها كانت كنصل حاد إخترق قلبه جعله يعانى ڼزيفا من الألم ېموت ببطئ وهو يشعر أنه ما بين اللحظة والأخرى قد يفقدها مجددا ولكن تلك المرة للأبد
لماذا يقسو عليه القدر هكذا لماذا يحرمه منها دائما لماذا كلما إقترب وشعر أنه قاب قوسين أو أدنى
من الوصول إليها يبعدها القدر عنه بقسۏة لماذا لماذا
ضړب بقبضته الكرسي الحديدى بجواره ضربات متتالية أډمت يده وهو ېصرخ فى لوعة قائلا
ليه بس ليه
إقترب منه مراد فى ثوان وأمسك قبضته الدامية قائلا فى جزع
إهدى بس يايحيي جرالك إيه
نظر إليه يحيي بعيون غشيتها الدموع ليشعر مراد بقلبه ينفطر حزنا على أخيه لېتمزق تماما وأخيه يقول بمرارة
رحمة بټموت يامراد رحمة بتروح منى تانى المرة اللى فاتت قلبى ماټ فى بعدها بس عشت
لإنها كانت عايشة وبتتنفس المرة دى مش هستحمل ھموت وراها يامراد
إحتضنه مراد قائلا فى أسى
متقولش كدة يايحيي إستهدى بالله رحمة هتعيش وهترجعلك وهتعيشوا زي أي إتنين بيحبوا بعض
خرج يحيي من حضڼ أخيه قائلا فى ألم
أنا مش بس بحبها أنا بعشقها من أول يوم شفتها فيه وقلبى مبقاش ملكى خطفتنى بعينيها بسحرها بحبها اللى كانت محاوطانى بيه وباين فى كل تصرفاتها صارحتها ولقيتها هي كمان بتصارحنى مكنش حب مزيف زي ما حاولت أوهم نفسى عشان أبرر خيانتها لية دلوقتى لازم أعترف إن حبها كان حقيقى كنت بحسه فى نظرتها لمستها لما شفتها مع أخويا كان لازم أتأكد قبل ما أظلمها أيوة ظلمتها قلبى حاسس دلوقتى إنى ظلمتها وإن فيه حاجة مش طبيعية حصلت زمان ودفعت أنا وهي تمنها غالى من عمرنا ومشاعرنا خاېف يجرالها حاجة دلوقتى وملحقش أقولها إنى بحبها وإنى فعلا طلعت زيكم زي ما قالت وظلمتها خدتها بذنب مش ذنبها وإنى آسف آسف على كل القسۏة اللى شافتها منى وإنى مش عايز دلوقتى غير إنى أشوفها بخير وبس وإن سعادتها لو هتبقى فى إنها تكون بعيد عنى فأنا
ليهز رأسه نفيا وهو يقول فى مرارة
لأ مش هقدر مش هقدر أسيبها تبعد عنى يامراد المۏت عندى أهون
لتغشى عيونه الدموع مجددا وهو يردد بهمس مرير
المۏت عندى أهون
ربت مراد على كتف أخيه وهو يشعر بالشفقة عليه يدرك مشاعره يتفاجئ بها وبماضيها القوي لتتردد كلمات أخيه داخل صدره لتتمثل أمامه إحداهن ظن فى البداية أنها رحمة بهذا الشعر الكستنائي لتلتفت إليه فجأة ويرى عيونها العشبية تتطلع إليه بعشق ترتسم على شفتيها إبتسامتها العذبة والتى تريح قلبه من كل الهموم شروق تأملها للحظة قبل ان تختفى صورتها ليغمض عينيه وقد ضړبته الحقيقة بقوة لقد جذبته بسحرها وحيويتها وخفة ظلها بجمالها ورقتها منحته عشقا ظهر فى كل أفعالها أحاطته بكل ما يجعله رغما عنه يقع بغرامها ولكن قلبه كان يغشاه وهم عشقه لرحمة والذى لم يدع له مجالا للتفكير بغيرها وحين أيقن أن رحمة تحب أخاه وأخاه يحبها بدأ ضباب ذلك الوهم ينقشع تدريجيا حتى اليوم فاليوم أدرك وبكل يقين أن حبه لرحمة إنتهى منذ زمن وأنه لم يكن سوى وهما فالحب من طرف واحد هو عڈاب يودى بصاحبه إلى الهلاك إن لم يدعه لحال سبيله وقد ودعه هو منذ زمن ودون أن يشعر ليعشق قلبه فاتنته شروق دون أن يدرى وها هو الآن يدرك أنه أحبها هي وحدها دون غيرها فهي من إستطاعت أن تجعله أسيرا
لها بعشقها وكينونتها الطيبة ليشعر بسعادة داخلية لهذا الإكتشاف فهي حبيبته الآن وأم طفله ليشعر بالجزع لخوفه من أن تكون قد أجهضت الجنين وقتها ستنهار علاقتهما وبلا رجعة ليقرر فور الإطمئنان على
رحمة أن يسرع إليها يطلب منها غفرانا لا يستحقه ولكنه يعلم أن قلبها الطيب سيمنحه ذلك الغفران فور طلبه إياه
أفاق من أفكاره على صوت فتح غرفة العمليات وخروج رءوف منها ليتجها إليه على الفور ويقول يحيي بلهفة
رحمة كويسة يارءوف
إبتسم رءوف بهدوء قائلا
إطمن يايحيي مدام رحمة بقت كويسة الحمد لله السم كان شديد والحمد لله إن اللى وصل معدتها منه كمية قليلة أوى وإنها كمان تقيأت وده قلل من تأثيره وخلانا قدرنا ننقذها فى الوقت المناسب
ظهر الإرتياح على ملامح كل من يحيي ومراد ليقول يحيي
الحمد لله
قال الطبيب فى حزم
بس الموضوع فيه شبهة جنائية فيه حد كان قاصد ېموتها وأنا لازم أبلغ يايحيي
عقد يحيي حاجبيه وهو يقول بصرامة
لأ يارءوف مفيش داعى لتدخل البوليس اللى عمل العملة السودا دى أنا هوصله بنفسى وهيكون عقابه عندى أنا وصدقنى مش هرحمه ده تارى يارءوف ويحيي الشناوي مبيسيبش تاره أبدا
تنهد رءوف بقلة حيلة وهو يدرك صلابة وعناد يحيي ليقول بهدوء
تمام إحنا هننقل مدام رحمة دلوقتى لأوضتها وياريت تبقى فى راحة تامة وبعيد عن التوتر وحمد الله على سلامتها
أومأ يحيي برأسه فى هدوء ليغادر رءوف بينما قال مراد بقلق
هتعمل إيه يايحيي
قال يحيي وعيونه تملؤها القسۏة
هطمن على رحمة الأول وبعدين هوصل للى عملها وهخليه يتمنى لو كان فى آخر الدنيا عشان مطولوش وبرده هجيبه ولو كان فى سابع أرض وساعتها صدقنى مش هرحمه
تأمل يحيي ملامح رحمة الساكنة يتخيل حياته من دونها ليجدها مستحيلة التخيل فلا حياة له وهي خارجها يسرح فى كل ما مر بهما من بداية تعارفهما وحتى تلك اللحظة لتتردد فى آذانه كلماتها الأخيرةحرام عليك كفاية ظلم لو كنت دورت جوة قلبك كنت هتعرف الحقيقة إنت زيهم كلهملينتفض واقفا وهو يقول
لأ يارحمة أنا مش زيهم أنا بحبك أوى محدش فى الدنيا حبك أدى ولو كنت ظلمتك زيهم فعشان غيرتى عميتنى وخليتنى مشفش اللى شايفه أدامى دلوقتى لما رجعت بالأحداث لورا شفت صدمة فى عينك أول ما شفتينا مش صدمة حد بينكشف لأ صدمة انا فين وبعمل إيه هنا وإنتوا واقفين بتبصولى كدة ليه وصدمة لما سمعتى
كلام جدى وهشام اللى إعترف إنكوا على