رواية امل الجزء الاول
رواية امل الجزء الاول
قبل أن يرد على والده بنزق
جد لكن برضوا صغير أنا راجل مكلمتش الخمسين لكن انت اللي كبرتني قبل أواني لما زوجتني لبت اخوك على سن صغير ولما كبر ولدي كمان جوزته في نفس السن عشان تكبرني جبل أواني أنا لسة شباب وفي عزي
تغضن وجه عبد المعطي بسخط وظل لعدة لحظات يجاهد لانتظام أنفاسه ومحاولة التماسك حتى لا يقع أو تصيبه ازمة قلبية جراء كلمات ولده المستفزة حتى خرج رده اخيرا ببعض الهدوء الذي لا يخلو من السخرية
رد فايز ببرود كاد أن يصيب أبيه بالشلل
انا مستلفتش سفه ولا من غير سبب محدش ذلني ليه غير الحوجة
حوجة يا بارد يا عديم الفهم حوجة وانت لا جوزت بت ولا بنيت لك بيت جديد يا راجل دا انت بتجبض مني اول كل شهر مع مرتب المصنع اللي شغال فيه ولا اللي بيوصلك من ريع الأرض اول بأول لكن كيف كيف هيكفي مزاج رأسك من الشرب والخمړة كيف هيكفي صرف الغندورة مرتك بمصارفيها اللي ما بتنتهيش لا هي ولا اولادها وكأنهم بيغرفوا من بير ملوش جرار
هو دا بس اللي واخده منكم كل شوية مرتك جالت مرتك عادت لا بتطيجوها ولا بتطيجوا الأرض اللي تحملها وكل ده بسببها! السبب الرئيسي اللي مخليكم كارهين حتى ولادي منها عشان بت اخوك حبيبك
صلوا على النبي يا جماعة ايه اللي حصل بس ومخلي صوتكم واصل لاخر الشارع برا!
انتبه الاثنان والټفت رؤسهما الى صاحب المقولة لتختلف النظرات من أعين فايز الذي حدج الشاب بنظرة حاقدة وكارهه وعين العجوز الذي ارتخت ملامحه المتشددة ولانت لهجته وهو يخاطبه برفق
حمد لله
على سلامتك اطلع لمرتك وعيالك فوج يا حبيبي عشان تريح جتتك من تعب الشغل دي حاجة بسيطة بيني وبين ابوك
هتف بها فايز وهو يتقدم بخطواته نحو الشاب حتى لكزه بطرف كفه صعق حجازي من فعله وتهجمه باللفظ بدون مبرر وجاء الرد من الجد بحزم
سيب الواد في حاله يا فايز ولا انت مصدجت تلاقيه في وشك عشان تحط غلبك فيه
طبعا مش متحمل عليه كلمة وانا ليه هستعجب ما هو حبيبك وتربية يدك اما ابوه فشيطان ويستحج الرجم مش كدة يا بوي
صړخ عبد المعطي بانفعال خرج عن سيطرته
اطلع برا يا فايز خلاص انا جفلت منك ومعدتش طايح اشوف وشك حتى
صاح فايز بسخرية وهو يستدير ليغادر من أمام نظراتهما المذهولة غير عابئا بنتائج ثورته ولا بأثر كلماته السامة على الاثنان
ماشي وسايبهالك لا تكون مفكر انك هتطردني من سرايا عابدين
سقط عبد المعطي بتعب فور خروج ولده فاتجه إليه حجازي مهرولا بقلق ليطمئن
مالك يا جد ايه اللي حصل لتكون مخدتش علاجك النهاردة
أطرق الرجل برأسه يتنهد بعمق قبل أن ترتفع أنظاره نحوه بنظرة غامضة غير مفهومة وكأنه حسم قرار ما بداخله
خرج فايز بنيرانه المشټعلة وحقده الدائم والازلي لهذا الولد أكبر أبناءه كما يقولون ولكنه لا يعتبره كذلك فشعور الكراهية نحوه تزداد يوما بعد يوم في البداية كان بسبب والدته سليمة ابنة عمه التي تزوج بها صغيرا قبل أن يعي بمباهج الدنيا من النساء الجميلات
محظيتها برعاية والداه وحبهم الشديد لها ولمثاليتها
المستفزة والتي اورثتها لابنها ليفوز بتقدير أهل البلدة كلها وليس أبويه فقط ويبقى هو في نظر الجميع الفاسد البائس زفر من عمق صدره بضيق وهو يسب بالكلمات الوقحة حتى وصل بسيارته لمقر سكنه مع زوجته الثانية شربات