رواية ورد
رواية ورد
ده تروح تعمله مع حد تاني غيري لأن أنا مش هسمحلك تتجاوز حدودك معايا.
صړخ قاسم پغضب شديد
لا هعلي صوتي عليك ولو وصلت هكسر رأسك كمان لأن أنت اللي بدأت لما لمست الورد بتاع مراتي.
صاحت ورد في وجهه پغضب مماثل
أنا مكنتش أعرف أن الورد ده بتاع ياسمين بس ده مش سبب يخليك تزعقلي كده.
تركته ورد يحدق أمامه بذهول من طريقتها المستفزة في الحديث وعادت إلى المنزل دون أن تكترث بهذا البركان الثائر الذي اشتعلت نيرانه.
باقي الفصل 6
أه يا كتفي اللي اتقطم أنا مش قادرة أحرك دراعي.
صاحت نعمات بتلك العبارة وهي تضع الممسحة جانبا فهتفت سامية بامتغاض من أفعال ابنتها
وبعدين معاك يا نعمات كل يوم نفس الأسطوانة مرة تقولي أه يا إيدي وبعدها تقولي أه يا رجلي وبعدها تقولي أه يا بطني وبعدها تقولي أه يا كتفي بطلي حركاتك دي وخلصي يلا المسح والتنضيف عشان تنشري الهدوم.
نعم!! هدوم إيه دي اللي هنشرها إن شاء الله هو مفيش حد غيري في البيت ده ولا إيه خلي بناتك يقوموا يهزوا طولهم ويعملوا حاجة.
تنهدت سامية بسأم من أفعال ابنتها
ومين فيهم اللي هينفع تعمل معاك! وفاء وموجودة في بيت جوزها وأسماء وفداء بيذاكروا عشان الامتحانات بتاعتهم قربت.
تملك نعمات غيظ شديد بعدما جلبت والدتها سيرة أسماء التي وافقت سامية على التحاقها بالجامعة رغم أنها لم تكن حاصلة على مجموع مرتفع.
خرجت أسماء من غرفتها بعدما سمعت كلام نعمات ووضعت يدها في خصرها وقالت
هو أنت جاية تعايرينا بفلوسك ولا إيه يا ست أسماء لا يا حبيبتي بطلي الأسلوب ده عشان ....
قاطعتها أسماء ببرود
لا مش بعايرك ولا حاجة بس بفكرك أن كل واحد فينا بيساهم في البيت ده بشكل مختلف عن التاني فمتجيش أنت تقللي مننا عشان بتمسحي وتنضفي وبعدين إذا كان شغل البيت مضايقك أوي كده كنت ساعدي مرات أخوك في العمايل واتعاملي معاها كويس لأنك لو كنت عملت كده كان زمانها دلوقتي مطفشتش وسابتلك شغل البيت كله.
خلاص أنت بطلوا كلام كتير روحي يا أسماء شوفي شغلك اللي المفروض تروحيه كمان ساعة وأنت يا نعمات خلصي اللي وراك من غير برطمة.
دلفت أسماء إلى غرفتها حتى تجهز نفسها للذهاب إلى العمل ورأت فداء تنظر أمامها بشرود وحزن اقتربت أسماء من شقيقتها الصغرى وقالت
مالك يا حبيبتي فيك إيه صدقيني الكلام اللي أنا كنت بقوله برة ده أنا قولته عشان أكتم بيه نعمات اللي قاعدة ترخم علينا في الرايحة والجاية.
هتفت فداء بهدوء
أنا عارفة كويس الكلام ده من غير ما تقوليه يا أسماء بس أنا مضايقة أوي من موضوع ورد ومش مصدقة الكلام اللي اتقال عليها من أمك وأخوك وأختك.
تنهدت أسماء وقالت
أنا صحيح مكنتش بتعامل كتير مع ورد لأني أغلب الوقت بقضيه برة في الجامعة والشغل بس أنا كمان مش مصدقة أنها سړقت دهب أمك وبصراحة كده أنا شاكة أن نعمات هي اللي سړقت الدهب واستغلت هروب ورد عشان تلبسها التهمة.
كادت فداء تتحدث وتخبر شقيقتها بتلك الأشياء التي رأتها في الشقة ولكنها تراجعت والتزمت الصمت.
ربتت أسماء قبل أن تنهض على يد فداء وقالت
سيبك أنت دلوقتي من الحوارات دي وركزي في مستقبلك أنت في كلية صيدلة ولازم تذاكري كويس.
غادرت أسماء المنزل بعدما انتهت من ارتداء ملابسها وتركت فداء تجلس واجمة الوجه ومغمضة العين.
صحيح أنه مر فترة على اختفاء ورد إلا أن فداء لا تزال غير مقتنعة بحديث والدتها وشقيقتها عن سړقة ورد للذهب وهروبها مع رجل أخر.
أنا متأكدة أن منذر عمل حاجة في ورد وده سبب وجود الكركبة اللي أنا شوفتها في الشقة لما طلعت في نفس يوم اختفاء ورد ده غير باب الحمام اللي كان فيه أثار كسر.
ارتدت فداء
ملابسها وتوجهت نحو والدتها التي كانت تشاهد التلفاز
أنا هروح أشتري ملزمة مهمة فيها أسئلة كتيرة ممكن تيجي في الامتحانات وهرجع البيت على طول.
أومأت سامية وقالت
ماشي يا حبيبتي روحي اشتري الملزمة بس متتأخريش.
حاضر يا ماما سلام.
خرجت فداء من المنزل وذهبت إلى قسم الشرطة وأبلغت الضابط المسؤول عن قضية اختفاء ورد بتلك الأشياء التي رأتها في الشقة حتى تريح ضميرها من هذا العڈاب الذي ينهش روحها ويجعلها غير قادرة على الاستمرار في الحياة بشكل طبيعي.
تمام يا آنسة فداء وشكرا جدا على تعاونك معانا.
قالها الضابط بجدية مطلقة فهتفت فداء بخفوت وهي تنظر إلى ساعة يدها تتفقد الوقت
أنا ليا بس طلب بسيط وهو أن محدش من أهلي يعرف حاجة عن الكلام اللي أنا قولته ده غير لما تتأكدوا الأول من الموضوع وإذا كان منذر أذى ورد فعلا ولا لا.
أنا مش هسجل أقوالك دي في محضر رسمي غير لما التحريات تخلص ونشوف مرات أخوك راحت فين.
تمام شكرا جدا يا فندم.
خرجت فداء من القسم وتركت خلفها الضابط يبتسم بإعجاب على أخلاق تلك الفتاة النزيهة التي قررت أن تشهد بالحقيقة التي من الممكن أن تلحق الضرر بعائلتها.
استدعى الضابط أحد المخبرين ونظر له قائلا بحزم يتماشى تماما مع الشخصية الجادة التي تظهر عليه أثناء تأدية عمله
تفضل ورا منذر طول اليوم ومتخليهوش يغفل عن عينك لحظة واحدة.
أدى المخبر التحية العسكرية
تمام يا مجدي باشا أنا هفضل وراه وأي حاجة جديدة هبلغها لحضرتك على طول.
تمتم الضابط بصرامة وهو يعيد رأسه للوراء
أنا من الأول مكنتش مستريح للناس دي ودلوقتي بعد الكلام اللي فداء قالته أنا بقيت متأكد أنهم عملوا حاجة في مرات منذر.
الفصل السابع
جهز خيري المشواة ووضع الفحم بداخلها وأشعل النيران بها وانتظر حتى أصبح الفحم ساخنا ثم قام بالنداء على ابنته
هاتي الكفتة يلا يا ورد الفحم سخن أوي وشكله حلو الصراحة وإن شاء الله الكفتة تستوي كويس.
أحضرت ورد أسياخ الكفتة ووضعتها فوق المشواة وأخذت تقلبها حتى انتهت من شويها فرفعتها عن الڼار ووضعتها في الأطباق ثم جلست برفقة والدها على الطاولة وتناولا الكفتة في جو ملئ بالمداعبات والضحك تحت نظرات قاسم الذي كان يتابعهما من شرفة غرفته.
نظرت ورد إلى الندبات وانتابها صداع رهيب ومؤلم للغاية في الوقت نفسه الذي بدأت تأتيها ومضات رمادية عن رجل وامرأتين يضعان الفحم الساخن فوق قدميها وصوت كريه لأحداهما وهي تقول بنبرة قاسېة تدل على عدم وجود رحمة في قلبها
دي يا حلوة عشان تبقي تحترمي نفسك بعد كده ورجلك متعتبش تاني السوبر ماركت عند الحاج فتحي اللي بتشتكيله مننا.
صړخت ورد بړعب وحاولت أن تحرر نفسها من الحبال التي قيدها بها منذر
خلاص والنبي مش هروح هناك تاني ولا هقول أي حاجة خالص.
هو فعلا أنت مش هتقولي حاجة لأنك لو فتحتي بوقك تاني ساعتها الفحم هيتحط على لسانك بدل رجلك.
وضعت نعمات الفحم على قدمي ورد التي أخذت تصرخ وتحاول تحرير نفسها ولكن دون جدوى وازداد الأمر سوءا عندما كتمت سامية صوت الصړاخ بيدها التي وضعتها على فم ورد.
أخذت ورد ترتعش أمام عيني خيري وهي تحاول أن تتذكر تفاصيل أكثر عن هؤلاء الأشخاص الذين حرقوا قدميها بكل برود وكأنهم كائنات منزوعة المشاعر ولكنها شعرت
خرجت نعمات من المنزل بعدما غسلت الملابس ونشرتها وسارت وهي تلتفت حولها حتى وصلت إلى بيت بعيد عن منطقة سكنها ثم رنت الجرس ففتح لها شاب سحبها بسرعة للداخل ثم أغلق الباب قبل أن
يراها أحد.
اقترب منها الشاب
مكنتش أعرف أن أنا وحشاك أوي كده يا واد يا تامر.
أما في الخارج فقد كان يقف رجل يراقب منزل تامر وانتظر حتى خرجت نعمات ثم سار خلفها يراقبها بعينيه كالصقر ولم يبتعد إلا بعدما دلفت إلى بيتها.
أخرج الرجل هاتفه من سترته واتصل بوفاء التي سألته بلهفة
ها عملت إيه يا رشيد
أجابها رشيد بجدية
كله تمام يا ست وفاء أنا صورت نعمات وهي داخلة بيت تامر وصورتها وهي خارجة
وتامر كان .
ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتي وفاء وهتفت بلهجة ماكرة
تمام يا رشيد خليك مراقبها وأول ما أديك الإشارة تبعت الصور لمنذر.
أنهت وفاء المكالمة ونظرت إلى الذهب الذي فرشته على السرير
لو خطتي نجحت ساعتها هقدر أخلص من منذر ونعمات في ضړبة واحدة والدهب كله هيبقى ساعتها ليا لأن أسماء وفداء ميعرفوش حاجة عن الموضوع وماما لو اتكلمت هقولها نعمات مجابتش حاجة ولو كدبتني فبراحتها خالص هي أصلا مش هتقدر تفتح بوقها وإلا ساعتها
وضعت وفاء الذهب داخل صندوق خشبي وخبأته جيدا في خزانتها ثم خرجت من الغرفة حتى تعد الغداء لزوجها قبل أن يعود من العمل.
قشرت وفاء البطاطس وغسلتها ثم جلست حتى تقطعها وفي تلك الأثناء حضر زوجها فوزي ودلف إلى الغرفة يبحث عن بعض الأوراق التي تخصه.
ظل يبحث عن الأوراق في كل مكان بالغرفة ولكنه لم يجد شيئا فتوجه نحو خزانة زوجته وظل يبحث بداخلها وتجمدت يداه فجأة بعدما لمست صندوق خشبي صغير.
أخرج فوزي الصندوق وفتحه واتسعت عيناه بدهشة عندما رأى كمية لا بأس بها من المصوغات الذهبية وقد علم على الفور أن هذا الذهب ملك لحماته لأنه رأى السلسال الذهبي الذي كانت ترتديه سامية في حفل زفافه من وفاء.
سال لعابة وهو يتحسس السلاسل والخواتم
أه يا ولاد الأبلسة اتهمتوا ورد أنها سړقت الدهب وطفشت وطلع في الأخر موجود هنا مع وفاء اللي مخبياه هنا في دولابها!!
أعاد فوزي الذهب إلى الصندوق ووضعه في الخزانة مرة أخرى وهو يتمتم بخبث
بما أنهم بلغوا البوليس وقالوا أن ورد سړقت الدهب منهم فده معناه أنهم مش هيقدروا يبلغوا البوليس تاني ويتهموني بأني سړقت الدهب.
وضع إياد جهاز قياس الضغط جانبا بعدما فحص ورد والټفت إلى خيري وقال
ضغطها وطي شوية بس خلاص بقى