الثلاثة يشتغلونها
الثلاثة يشتغلونها
أن ټحرق الأخضر واليابس وليشتعل الجميع بنيرانها تابعها مجدى بعيون قلقة على حالتها ليقول بعد لحظات
بشرى إهدى كدة على فكرة التوتر ده مش هيحل مشكلة
توقفت ونظرت إليه بحدة قائلة
مش ههدى ولا يرتاحلى بال غير لما أحرقهم كلهم بنارى يامجدى
لتعود وتمشى جيئة وذهابا قائلة فى غل
بقى مراد يطلع متجوز علية أنا ومتجوز مين حتة سكرتيرة لا طلعت ولا نزلت لوكال مشغلهاش عندى خدامة حتى لأ وبيبصلها بصة عمره ما بصهالى ماشى يامراد ماشى
هو البواب قالك إسمها إيه
قال مجدى بتوتر
إسمها شروق
شروق شروق شروووق
لتفكر لثوانى ثم تلتمع عيونها فجأة وهي تستطرد قائلة
طيب تمام أوى إن ما وريتك يامراد إن ما خليتك ټندم على اللى عملته مبقاش أنا بشرى إصبر علية بس
قال مجدى وقد لاحظ تلك اللمعة بعيونها
هتعملى إيه يابشرى عينيكى بتقوللى كتير
ده إسمه حب يابشرى وأنا مش بس بحبك أنا بعشقك
شكرا يايحيي
عقد حاجبيه فى حيرة وهو يقول بهمس مماثل
على إيه بس ياحبيبتى
رفعت وجهها تنظر إلى عيونه العسلية قائلة بإمتنان
على أجمل ليلة قضيتها فى حياتى عيشتنى فيها قصة خيالية كنت فيها مع أميرى أكلنا وضحكنا ورقصنا حلمت دايما أكون بين إيديك عينى فى عنيك وإنت بتسمعنى أحلى كلام عن حبنا وكملت بأغنية ماجدة اللى دايما كنت بسمعها فى غيابك
وكنت بسمعها أنا فى غيابك
لتدندن رحمة بالكلمات قائلة بصوت عذب
يسمعنى حين يراقصني كلمات ليست كالكلمات
يهمس قائلا
وأنا كالطفلة فى يده كالريشة تحملها النسمات
لتقول هي بهمس
يخبرنى أنى تحفته وأساوي ألاف النجمات بأنى كنز وبأني أجمل ما شاهد من لوحات
ليعتدل وهو يشرف عليها قائلا بهمس
نظرت إليه بعشق قائلة
كلمات تقلب تاريخي تجعلني إمرأة فى لحظات
لتصمت وهي تتطلع إلى عينيه بنظرة شابها بعض الحزن وهي تقول
يبني لي قصر من وهم لا أسكن فيه سوى لحظات وأعود لطاولتي لا شيئ معي إلا كلمات
تأمل ملامحها وقد أدرك مقصدها ليقول بوعد
مبقاش فيه قصور من وهم مبقاش فيه فراق سامحيني من قلبك يارحمة
إبتسمت بعيون غشيتها الدموع من وعده الذى قطعه على نفسه رغبة منه فى أن يطمأن مخاوفها
دلفت بشرى إلى شقتها لتجد الظلام التام يحيط بها وماإن خطت بإتجاه مفتاح الإضاءة
حتى سطع الضوء فى كل مكان لتجد مراد جالسا على الأريكة ينظر إليها بوجه خال من المشاعر تأملته لثوان تدرك أن هناك شيئا ما خلف هيئته تلك لتقول بهدوء
نظر مراد إلى عينيها مباشرة قائلا
كنتى فين يابشرى
إقتربت منه وجلست على المقعد المقابل له وهي تزفر قائلة
هكون فين يعنى يامرادكنت مخڼوقة لفيت بالعربية شوية وأنا جاية فى الطريق العربية عطلت وإضطريت
أوديها لميكانيكى وقعدت لغاية ما أصلحها وبعدين جيت علطول
عقد حاجبيه قائلا
ومكلمتنيش ليه
قالت بنبرة ساخرة
وهو إنت فاضيلى أصلا
إزداد إنعقاد حاجبيه وهو يقول
قصدك إيه
قالت فى هدوء
هيكون قصدى إيه يعنىإنت مش قايل إنك فى ميتينج مهم أنا محبتش بس أعطلك هي دى كل الحكاية
تفحصها مراد يدرك أن هناك شيئا ما تخفيه عنه يظهر فى نظراتها الغريبة إليه وتلك النبرة الساخرة فى صوتها ليصمم على معرفته آجلا أم عاجلا ليقول فى حزم
يحيي ورحمة كلمونى وكانوا عايزينا نرجع الفيلا وأنا رفضت يحيي كان عايز يكلمك وأنا إضطريت أكذب وأقوله إنك نايمة مكنتش أقدر أقوله إن مراتى لسة مرجعتش البيت
وهي عارفة إنى تعبان ولسة خارج من المستشفى ده غير إنه لو سألنى عن مكانك كان هيبقى شكلى وحش وأنا معرفش عنك حاجة ياريت لو هتروحى مكان بعد كدة تبقى تعرفينى قبلها مفهوم
مظهره أمام يحيي هذا ما يهمه فقط أما هي فلا تهمه على الإطلاق تدرك ذلك جيدا فعلاقتهما سويا واضحة ومنذ البداية فهي لم تستطع أن تحبه وقلبها ممتلئ بحب أخاه وهو لم يستطع أن يحبها وقلبه ممتلئ
بحب رحمة مهلا إذا كان هكذا إذا لماذا أحب تلك الشروق وهل نسي رحمةوهل حقا العيب فيها لذا لا أحد يحبها حقاإذا لماذا أحبها مجدى كل هذا الحبتحركه بإشارة من إصبعها وإن طلبت روحه فلن يتوانى عن إهدائها إياهالماذا
آاااه أسئلة عديدة تدور برأسها بلا إجابة تطيح بتركيزها على مهمتها الجديدة وهي التخلص من رحمة للأبد هي وتلك الشروق وستسعى من الغد فى تنفيذ مخططها لذا ستريح أعصابها المتعبة الآن وتكتفى بالصمت الصمت المطلق
لتفيق من أفكارها على صوت مراد وهو يقول بلهجة تحذيرية
مفهوم يابشرى
نظرت إليه ببرود قائلة
مفهوم يامراد بعد إذنك اليوم كان صعب أوى وأنا محتاجة أنام
لتبتعد من أمامه يتابعها بعينيه بقلق فهدوءها هذا وحالتها الغريبة تلك تنبئ بکاړثة فى الطريق ليدعوا الله فى صمت أن ينجيهم منها
كانت رحمة تقف فى الحديقة حين أحست بيدين توضعان على عينيها لتبتسم بسعادة وهي تدرك أن صاحب تلك اليدين هو حبيبها يحيي لتقول بحب
مهما غميت عينية هفضل شايفاك ياحبيبى وحشتنى
تسللت إلى مسامعها نبراته التى تخشاها وتمقتها وهو يقول بهدوء
إنتى كمان وحشتينى يارحمة
إنتفضت تبعد يديه عن وجهها وتبتعد عنه وهي تلتفت لتواجهه قائلة بعيون إتسعت من الصدمة وهي تراه أمامها بنفس الهيئة التى رأته عليها آخر مرة لم يتغير البتة لتقول بنبرات مرتعشة من الخۏف
هشام
إبتسم قائلا
أيوة هشام حبيبك إنتى قلتى إنى حبيبك وأخيرا يارحمة سمعتها بودانى لتقول وهي مازالت تحت تأثير صډمتها
إنت إنت ممتش
إتسعت إبتسامته وهو يقول
ھموت إزاي بس وأنا واقف أدامك أهو
قالت پخوف
أنا شفتك بعيونى والعربية پتنحرق بيك
ضحك بسخرية قائلا
ده اللى حبيت أوريهولك لكن قبل ما الڼار تمسك فى العربية كنت ناطط منها وبعدين إنتى أغمى عليكى وأنا هربت
قالت بدهشة
اللى لاقوها جوة العربية
إقترب منها قائلا بسخرية
ده شغلى أنا بقى
عقدت حاجبيها فى حيرة قائلة
طب وعملت كل ده ليه كنت عايز توصل لإيه ياهشام
مال يرمقها بعيون باردة وهو يقول بلهجة كالصقيع
كنت عايز أشوفك هتعملى إيه بعد ما أموت هتبقى أصيلة وتفضلى عايشة على الذكرى وأبقى بكدة ظلمتك ولا الحب اللى بينا وتقلي بأصلك وإنتى ما شاء الله مكدبتيش خبر جريتى وقليتى بأصلك زي ما توقعت يارحمة
إبتلعت ريقها بصعوبة قائلة
إحنا مكنش بينا حب أصلا وإنت متجوزنى وإنت عارف ومتأكد إنى بحب يحيي
هدر بها قائلا
إخرسي متقوليش إسمه على لسانك إنتى فاهمة
تخلت رحمة عن خۏفها وهي تقول بكل قوة
لأ هقول يحيي يبقى حبيبى وجوزى وكل حاجة لية
إتقدت عيونه بشرارات الڠضب وهو يقول بحدة
جوازك منه باطل باطل يارحمة إنتى مراتى أنا وحبيبتى أنا
قالت پغضب
لأ أنا مش مراتك أنا عمرى ما كنت مراتك أنا مراته هو وشم روحى وقلبى بإسمه ومستحيل هكون لحد تانى إنت فاهم ولا لأ
توقف أمامها تماما ليتأمل ملامحها
لثوان ثم قال ببرود
الظاهر إنه موشمش روحك وقلبك بس يارحمة ده قدر يوصل للى مقدرتش أنا أوصله
أطرقت برأسها تدرك مقصده لتجد يديه فجأة إمتدت لعنقها يحكمها حوله لتشعر بالإختناق حاولت المقاومة الإستنجاد بيحيي ولكنها كلما نطقت إسمه كلما زاد من خنقها لتسمع صوت يحيي آتيا من بعيد ينشلها من المۏت المحيط بها فتحت عينيها فجأة بقوة لتجد يحيي أمامها نظرت حولها پصدمة تدرك أنها فى حجرتها وأن يحيي بجوارها ينظر إليها بقلق وأن كل ما مرت به هو
كابوس فقط كابوس بشع لتعود بعينيها ليحيي الذى قال بقلق
رحمة مالك ياحبيبتى فيكى إيه
طفرت الدموع من عينيها فجأة ليسرع يهدهدها قائلا
هششش خلاص إهدى يارحمة أنا جنبك
قالت بصوت تهدج ألما
هشام هشام يايحيي رجع وكان ھيموتنى
أغمض عينيه فى ألم وهو يدرك خۏفها المړضي منه كم عذبها أخيه سامحه الله على أفعاله ليفتح عينيه وهو يقول بحنان
ده كابوس يارحمة هشام ماټ وإنتى هنا فى بيتى
قالت رحمة بنبرات مرتعشة
خبينى جواك
ليقسم أنه سيحاول بكل طاقته أن يفعل ذلك وسينجح بإذن الله
قالت نهاد بإبتسامة خجولة
أنا لما جيت أخرج ولقيتك ھموت من الكسوف
ياشروق
قالت شروق بمرح
كان شكلك فظيع وإنتى مش عارفة تتلمى على أعصابك ولا تقولى كلمتين على بعض وبدل ما تقوليله أهلا يامراد قلتيله صباح الخير يامراد صباح الخير بالليل مراد مسك نفسه بالعافية أنا شفت وشه ساعتها كان ھيموت ويضحك
وكزتها نهاد وهي تقول بغيظ
آه بس إنتى مسكتيش نزلتى ضحك لغاية ما خليتينا كلنا ضحكنا
إبتسمت شروق قائلة بمزاح
وهو فيه أحلى من الضحك ربنا يديمها
علينا نعمة ياشيخة
لتنظر إلى نهاد وهي تعتدل قائلة بجدية
بس مقلتليش عملتى إيه مع رأفت
إبتسمت قائلة فى خجل
عملت بنصيحتك ووافقت متتخيليش فرحته كانت عاملة إزاي وقاللى إنه هياخدنى النهاردة عشان نجيب الشبكة والفرح هيكون آخر الشهر بإذن الله
قالت شروق بسعادة
بجد ألف مبروك يانهاد
إبتسمت نهاد قائلة
الله يبارك فيكى عقبال ما نفرح بالنونو بتاعك
وضعت شروق يدها على بطنها قائلة
يارب يانهاد يارب
قالت نهاد بإبتسامة
وإنتى عاملة إيه دلوقتى مع مراد ياشروق
إرتسمت على شفتي شروق إبتسامة حالمة وهي تقول
مش قادرة أوصفلك حنيته معايا وحبه اللى بقى مغرقنى فيه بيتصل بية كل شوية عشان يطمن علية وقبل ما يقفل يقولى بحبك بحبك ياشروق يااه لو يعرف أد إيه إستنيت الكلمة دى وإيه اللى بتعمله فية لما بسمعها أنا عايشة حلم يانهاد حلم بتمنى مصحاش منه أبدا
تأوهت فجأة لتنظر إلى نهاد بإستنكار قائلة
بتقرصينى ليه بس
قالت نهاد فى مزاح
عشان تعرفى إنه مش حلم ياشروق وإنه حقيقة
قالت شروق بغيظ
تصدقى إنك بايخة خرجتينى من المود وأنا كنت لسة هبدأ أوصف الجنة اللى أنا عايشة فيها معاه فصلتينى يافصيلة
تعالت ضحكات
نهاد وهي تقول من بين ضحكاتها
جنة إيه ياشروق إنتى لحقتى طول عمرك أوووفر
لتنظر إليها شروق لثوان ثم لم تلبث أن شاركتها ضحكاتها وهي تحمد الله على تلك الصديقة التى تشاركها كل شئ أحزانها وأفراحها
نظرت بشرى بإشمئزاز إلى هذا المبنى القديم والذى يوجد به لرحمة ترغب فى العودة من حيث أتت ولكن رغبتها الشديدة فى إزاحة رحمة عن طريقها دفعتها للدلوف إليه لتقف أمامه وتطرق بابه لم يجبها أحد كادت أن تطرق بابه مجددا لينفتح الباب فى تلك اللحظة ويظهر على عتبته سيدة فى الخمسينات من عمرها تأملتها بشرى لتدرك أنه رغم ملابسها البالية إلا أن تلك الملابس لم تقلل أبدا من جمالها جمالا لم تأخذ منه السنون كثيرا لتنظر تلك السيدة إلى بشرى وهي تعقد حاجبيها قائلة
أفندم حضرتك مينوعايزة إيه
إبتسمت بشرى قائلة وعيونها تلمع خبثا
أنا بشرى بشرى الدرملى
لتتسع عينا تلك السيدة فى دهشة وتزداد إبتسامة بشرى خبثا
الفصل الرابع والعشرون
تأملت بشرى ملامح تلك السيدة جيدا تلاحظ هذا التشابه بينها وبين غريمتها لتدرك سر كره الجد هاشم لرحمة فهي تذكره بمن خانت