الأربعاء 27 نوفمبر 2024

الثلاثة يشتغلونها

الثلاثة يشتغلونها

انت في الصفحة 26 من 32 صفحات

موقع أيام نيوز


إبنه وقضت عليه كلية بينما تأملتها تلك السيدة بدورها لتقطع حاجز الصمت وهي ترفع حاجبها الأيسر قائلة
شبه رباب يابشرى فى الشكل بس إنما الطبع فحاجة تانية خالص غالبا طالعة لأبوكى محسن الدرملى 
إبتسمت بشرى قائلة بثقة
يشرفنى إنى أبقى شبه ماما فى الشكل لكن مختلفة فى الطبع يابهيرة لإنى لو كنت طلعت زيها كنت مخدتش حقى وضاع زي ماهي ضاع حقها لكن بابا عرف ياخد حقه كله 

جلست بهيرة وهي تضع قدما على قدم تخالف حركتها تلك مظهر ملبسها البالي وهيئة منزلها المتواضعة جدا وهي تقول
بسخرية
وفى الآخر ضيعه على القماړ وماټ فى حاډثة عربية 
نظرت إليها بشرى شذرا ثم تجاهلتها تماما وهي تنظر إلى أركان المنزل وأثاثه البالي لتدرك وضع بهيرة المالى بكل سهولة لاحظت بهيرة نظراتها لتقول بسخرية
عفش البيت مش عاجبك
صحأعمل إيه بقى ماهو لو كان خالك كتبلى حاجة بإسمى قبل مايموت كنت عرفت أشترى بيت حلو فى حتة راقية 
نظرت إليها بشرى قائلة بسخرية
إبتسمت بهيرة ببرود وهي تنظر إلى عيون بشرى مباشرة قائلة
الحال من بعضه يابشرى قوليلى بقى إتجوزتى مين فى ولاد خالكومستنية منه إيه
نظرت إليها بشرى بإضطراب لم يدم سوى ثانية ولكنه كان كافيا لتلاحظه بهيرة لتتمالك بشرى نفسها قائلة
أنا عمرى ماهبقى زيك يابهيرة إنتى لعبتيها غلط وخسرتى كل حاجة فى النهاية أنا بقى بلعبها صح وبكرة تشوفى إن أنا اللى هكسب فى الآخر 
زفرت بهيرة قائلة فى ملل
إختصرى يابنت رباب وقولى جايالى ليه وعايزة منى إيه
قال بشرى فى هدوء
رحمة 
إعتدلت بهيرة قائلة بلهفة
سألت عنىعايزانىطلبت أرجعلها طيب مجتش معاكى ليه
إبتسمت بشرى بسخرية قائلة
رحمة مين اللى تيجى معايا رحمة أصلا مش طايقة تسمع إسمك عملتك السودة أثرت على حياتها عمر بحاله وخليتها منبوذة من الكل معتقدش حتى إنها حابة تشوفك 
ظهرت خيبة الأمل على وجه بهيرة لتتخلى عنها فى ثوانى وهي تعود لتضع قدما فوق الأخرى وهي تقول ببرود
أمال إيه اللى جابك يابشرى وياريت تتكلمى علطول من غير لف ولا دوران 
جلست بشرى قائلة فى هدوء
الموضوع مصلحة هتطلعى منها بمبلغ محترم هيعيشك عمر بحاله مرتاحة ومش محتاجة لحد 
نظرت إليها بهيرة وقد بدا على ملامحها الإهتمام قائلة
مصلحة إيه دى
إلتمعت عيون بشرى بخبث وهي تقول
مصلحة هنضرب بيها عصفورين بحجر واحد وأنا واثقة إنك مش هتطلعى منها خسرانة أبدا 
كانت رحمة تهدهد هاشم تشعر به كما لو كان طفلها هي كما قال يحيي نعم تمنت لو أنجبت طفلا من يحيي يحمل قطعة منها ومنه ولكنها إرادة الله إرادته أن لا تنجب أطفالا لكنه عوضها عن
حرمانها من الإنجاب بهاشم ذلك الطفل الذى تعشقه وتشعر به كما لو كان لها تماما 
ماما زمانها جاية جاية بعد شوية جايبة لعب وحاجات 
تذكرت أختها فى تلك اللحظة لتترحم عليها فى سرها وتعدها ان تكون أما حقيقية لطفلها بينما تتذكر كلمات تلك الأغنية التى ترجعها لطفولتها تلك الأغنية التى كانت تتمنى لو سمعت مثلها يوما من أمها أمها التى هجرتها دون
أن تنظر مرة إلى الوراء لم تتساءل كيف أصبحت طفلتها أو كيف تعيششعرت بالحزن فى أعماقها لتنفضه بسرعة وهي 
جايبة معاها شنطة فيها وزة وبطة بتقول واك واك واك 
عارف الواد اللى إسمه عادل جا الدكتور وعمله إيه
لتنزل دموعها فى صمت وهي تقول بصوت مخټنق
لقى رجليه كانوا زي البتلة بص شوية جوة عنيه 
إستمعت إلى صوته الهامس وهو ينادى إسمها بصوت مخټنق بدوره قائلا
رحمة 
فتحت عيونها تنظر إليه ليتوقف الزمن للحظات يإن قلبه لمرأى دموعها ويإن قلبها لإنه يراها دائما فى لحظات ضعفها 
أو يخلى دموعك تنزل بسببه مش قلتلك إن دموعك دى بتوجعنى ليه مصرة توجعينى يارحمة ليه مصرة تخلينى أحس بعجزى لإنى مش قادر
أسعد قلبك 
وضعت يدها على فمه تقول بصوت قاطع النبرات
انا محستش بالسعادة غير لما بقيت ملكك يايحيي محستش بطعم الفرحة غير وأنا معاك إنت وبس 
أنا بس وجعى كبير وڠصب عنى بوجعك بيه صدقنى ڠصب عنى أنا مستحيل أوجعك عن قصد يايحيي 
رفع يده الحرة والتى لا تحمل طفله يمررها 
وإيه اللى واجعك ياقلب يحيي
فضفضى باللى فى قلبك صارحينى باللى جواكى ومتخبيش حاجة علية 
إفتكرت ماما يا يحيي وإزاي سابتنى وهربت ومبصتش للحظة وراها ولا سألت علية مفكرتش للحظة فى بنتها وأحوالها مسألتش نفسها ياترى عايشة أو مېتة وجعنى قلبى على نعمة بتمناها ومش طايلاها ربنا رزقها بيها وهي رفضتها وإتخلت عنها بكل سهولة 
مهدئا إياها وهو يشعر بالمرارة فى حلقه يود لو يخبرها حقيقة أمها الأكثر بشاعة لتنساها كلية ولكن يخشى تأثير تلك الصدمة عليها يود لو يأخذ ألمها بعيدا ولكنه يظل عاجزا أمام حجم مصابها فۏجعها أكبر من أن يمحيه فى لحظات او أيام تلزمه سنوات ليستطيع رأب صدوع قلبها ليعود تماما كما كان ليهمس
لها قائلا 
أنا عايزك تنسى الماضى بكل ألمه يارحمة وتركزى بس فى حياتك اللى إنتى بتعيشيها دلوقتى عايزك تحاولى تنسى كل حاجة ممكن تسببلك ۏجع وتفكرى بس فى الحاجات اللى ممكن تسعدك أنا عايزك ترجعى رحمة بتاعة زمان 
إبتعدت تنظر إليه بأمل يمتزج بالحزن قائلة
تفتكر ممكن أرجع رحمة بتاعة زمان يايحيي بعد كل اللى شفته ومريت بيه
تأمل ملامحها الطفولية التى تتعلق سعادتها بكلماته التى ستخرج من شفتيه الآن ليبتسم قائلا بحنان
أوعدك إنى أرجعلك ضحكتك اللى راحت وعيونك اللى كانت بتلمع وأشفيلك قلبك من كل چروحه طول ما أنا عايش وفية نفس يارحمة 
أغروقت عيناها بدموع السعادة التى إرتسمت على شفتيها بإبتسامة خلابة
أنا بحبك أوى بحبك أوى يايحيي 
إتسعت عينا بهيرة فى صدمة لتنهض قائلة بإستنكار
وإيه اللى يخليكى واثقة أوى إنى ممكن أشترك معاكى فى حاجة زي دى إنتى ناسية إن اللى هتنضر دى بنتى
نهضت بشرى بدورها وهي تقول بسخرية
اللى خلانى متأكدة سنين عمر بنتك اللى محاولتيش فيهم مرة واحدة تشوفيها اللى خلانى متأكدة المعلومات اللى قريتها عنك فى الفايل اللى يحيي جمعه عنك لما حاول يفاجئ رحمة فى عيد ميلادها العشرين ويجمعها بمامتها المعلومات اللى ساعدتنى كتير فى إنى أفرق بينهم بعد ما قريتها وأبين ليحيي إن رحمة زي مامتها تمام بتمشى ورا غرايزها وبس وزي ماكنتى السبب فى فراقهم زمان هتكونى السبب فى فراقهم دلوقتى وكل ده فى سبيل مبلغ هيعيشك العمر كله مرتاحة على الأقل مش هتضطرى تشتغلى تانى خصوصا إن الشغل دلوقتى قليل ومش زي زمان ولا إيه
أطرقت بهيرة برأسها للحظات قبل أن ترفع وجهها إلى بشرى قائلة بهدوء
وتفتكرى الحيلة دى ممكن تمر على يحيي مرتين
تحولت ملامح بشرى الجميلة فى ثوان إلى ملامح شريرة وهي تقول فى حقد
حبه ليها وغيرته عليها هيعموه وساعتها هيطلقها وتغور فى ستين داهية 
قالت بهيرة بقلق 
قالت بشرى ومازالت نبراتها مغلفة بالحقد
رغم إن قلقك ده متأخر شوية بس هقولك ليه أنا ضامنة إنه مش هيإذيها لنفس السبب اللى قلتلك عليه بيحبها ومش هيطاوعه قلبه يإذيها 
قالت بهيرة بحيرة
ولما هو بيحبها كدة وهي بتحبه زي ما قلتيلى ليه مش 
سايباهم فى حالهم يهمك فى إيه تفرقيهماللى يسمعك كدة يقول إنك 
لتصمت بهيرة وعيونها تتسع فى دهشة
إنتى بتحبى يحيي
قالت بشرى پغضب
خليكى فى حالك يابهيرة ومتدخليش فى اللى ملكيش فيه حياتى خط أحمر بالنسبة لك ولو حشرتى مناخيرك فيها هتواجهينى وإنتى متعرفنيش كويس اللى يقف فى
طريقى بفرمه مفهوم
رغما عنها أحست بهيرة بالخۏف من تلك المرأة لتقول بصوت خرج رغما عنها مرتعش
مفهوم طيب هيكون تبريرى إيه لرحمة لو سألتنى عن سبب بعدى عنها السنين دى كلها وعدم سؤالى
هدأت ضربات قلب بشرى الغاضبة وهي تقول فى هدوء
هقولك 
لتفتح حقيبتها تخرج منها رزمة مالية وتقدمها لبهيرة التى إلتمعت عيونها لمرأى المال وبشرى تستطرد قائلة
خدى دول الاول ظبطى بيهم نفسك إشترى هدوم وحاولى تظهرى بمظهر كويس إنتى مش بس مامة رحمة إنتى حماة يحيي الشناوي 
قالت بهيرة 
عندى هدوم لزوم الشغل 
إبتسمت بشرى بسخرية قائلة
يعنى مش عايزة الفلوس
لمعت
عينا بهيرة جشعا قائلة
لأ طبعا هاتيهم 
رن هاتف بشرى لتنظر إليه وتلتمع عيناها ثم تنظر إلى بهيرة بسخرية وهي تأخذ المال لتقول بهدوء
أنا مضطرة أمشى دلوقتى لكن هستنى منك تليفون النهاردة تقوليلى إنك خلاص هناك فى فيلا الشناوي عشان نظبط أمورنا الكارت ده فيه كل أرقامى أنا عايزة الموضوع ده يخلص بأسرع وقت مفهوم
أومأت بهيرة برأسها وهي تتناول منها هذا الكارت لتنظر إليها
بشرى نظرة أخيرة حازمة قبل أن تبتعد مغادرة المنزل بسرعة تتابعها عيون بهيرة التى نظرت إلى محتوى الكارت تقرأ إسمها بهدوء قائلة
بشرى الدرملى 
لتبتسم فى سخرية وهي تستطرد قائلة
آل وأنا كنت فاكرة نفسى وحشة ده الدنيا دى مليانة بلاااوى 
رن جرس الباب عند شروق لتبتسم وهي تدرك أن الطارق لابد أن يكون تلك الصديقة التى نسيت هاتفها لديها ولابد أنها عادت لإسترجاعه عندما إفتقدته لتفتح الباب قائلة
عارفة 
لتصمت وقد بهتت إبتسامتها وهي ترى أمامها هاتان السيدتان
المتشحتان بالسواد واللتان ترمقاها بنظرات لا تريحها على الإطلاق لتبتلع ريقها بصعوبة وهي تقول
أفندم أي خدمة
قالت إحداهما بصوت متحشرج قليلا
إنتى شروق عبد الفتاح 
قالت بقلق
أيوة 
لم تكمل كلماتها والمرأة الأخرى تدفعها للداخل كادت أن تصرح ولكن تلك المرأة كممت فاهها بقوة بينما إندفعت الأخرى لتكيل لها الضربات لتتسع عينا شروق من الألم والخۏف على جنينها تدرك أنها وجنينها هالكين لا محالة إن إستمرت
الآن أن طفلها قد هلك تشعر به صريعا بداخلها ا لتشعر فجأة بالإستسلام لمۏت صارت تشم رائحته 
ضړبت نهاد رأسها بخفة وهي تتذكر أين تركت هاتفها الذى تبحث عنه منذ عدة دقائق دون جدوى لقد تركته فى منزل صديقتها شروق لتنظر إلى الساعة ثم تلتفت وهي تسرع بخطواتها لتعود أدراجها إلى حيث منزل صديقتها القريب والتى لم تبتعد عنه كثيرا لتحضر هاتفها حتى تحادث رأفت وتخبره أين يلقاها إقتربت من المنزل لتجد إمرأتين متشحين بالسواد يهرولان من بوابته بإتجاه سيارة حديثة تقف على مقربة من المبنى ليصعدوا إليها بسرعة وتبتعد السيارة عن المنزل ولكن ليس قبل أن تلمح نهاد سائقتها التى بدت غريبة عن تلك السيدتين بجمالها وأناقتها لتهز كتفيها فى حيرة قبل أن تصعد درجات السلم وتقترب من شقة شروق لتعقد حاجبيها بشدة وهي ترى الباب مفتوحا دلفت إلى الشقة لتتسع عيناها بشدة وهي ترى صديقتها شروق مسجاة على الأرض غ
شروق ردي علية ياشروق مين اللى عمل فيكى كدة ده انا لسة سايباكى من شوية شروووق 
لم تجد منها إستجابة لتنفض صډمتها بسرعة وهي تبحث عن هاتفها تبحث عن رقمه بأصابع مرتعشة لتتصل به صاړخة بړعب
رأفت إلحقنا يارأفت 
الفصل الخامس والعشرون
حتى إنت مش عاجباك
 

25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 32 صفحات